العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( العصمة )

 

الشبهة

 

- يدعي الشيعة أن أئمتهم معصومون ، والعصمة عندهم تعني أن ( الامام معصوم من الذنوب صغيرها وكبيرها ، لا يزل عن الفتيا ولايخطيء في الجواب ، ولايسهو ولا ينسى ولا يلهو بشيئ من أمر الدنيا ) كما في ( ميزان الحكمة ( 1/174) ، وانظر : ( عقائد الامامية - ( ص 51 ) ، و ( بحار الأنوار -  ( 25/350-351) ، وقد ورد بالاتفاق ما يناقض هذا ، فخذ على سبيل المثال :

 

أ ـ كان الحسن بن علي يخالف أباه عليا في خروجه لمحاربة المطالبين بدم عثمان (ر) ، فلا شك أن أحدهما مصيب والآخر مخطئ ، وكلاهما امامان معصومان عند الشيعة.

 

ب ـ خالف الحسين بن علي أخاه الحسن في قضية الصلح مع معاوية (ر) ، ولا شك أن أحدهما مصيب والآخر مخطئ ، وكلاهما امامان معصومان عند الشيعة.

 

ج ـ بل روت بعض كتب الشيعة عن علي قوله : ( لا تكفوا عن مقالة بحق ، أو مشورة بعدل ، فإني لست آمن أن أخطئ ) ، راجع : ( الكافي -  (8/256) ، ( بحار الأنوار ) -  (27/253).

 


 

الرد على الشبهة

 

- معاوية بن ابي سفيان خرج لقتال الامام علي (ع) وقاتله ومعاوية كذلك خرج لقتال الامام الحسن (ع) والامام الحسن قاتله ومعاوية في المرتين خرج على امام زمانه وقاتل أهل البيت (ع) بكل ما أوتي من قوة.

 

أما الجواب عن الشق الثاني : فهو مكرر ، وقد اجبنا عنه بشكل مفصل بالجواب على السؤال رقم ( 8 ).

 

الجواب عن الشق الثالث : إن الكاتب لجأ كالعادة إلى الأساليب الملتوية حيث أسقط كلمة أدت إلى تغيير المعنى ، ومن يقرأ الجزء الأول المبتور تدل الخطبة على عدم العصمة ، ولكن إذا قرأ الكلام من غير اسقاط كلمات تدل على العصمة والتواضع والعصمة من الله عز وجل ، أقول للكاتب هل هداية الناس بالكذب والتدليس والبتر ، والنص الكامل هو : ( فلا تكفوا عن مقالة بحق ، أو مشورة بعدل ، فإني لست في نفسي بفوق أن أخطئ ولا آمن ذلك من فعلي إلا أن يكفي الله من نفسي ما هو أملك به مني ).

 

فانظروا إلي الكاتب بتر وغير الجملة ، لأن الامام علي (ع) يقول : ( لست في نفسي ) وهذا هو من باب الاقرار بأن التوفيق من الله عز وجل والتواضع إلى الله عز وجل ، وهذا هو منطق القرآن ومنطق الأنبياء والامام علي (ع) يقول : ما وصلت اليه من الله عز وجل أي عصمتي بسبب التسديد الإلهي والكاتب بتر " في نفسي " حتى يغير المعنى ، ومثل هذا ، قال نبي الله عيسى (ع) : ( وما أبرئ نفسي إن النفس لامارة بالسوء الا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم ) ( يوسف : 53 ) ، هل نقول والعياذ بالله ان يوسف (ع) ليس بمعصوم ، ومع ذلك هذه الخطبة تدل على عصمة الامام عليه (ع) ، وإن قلنا جدلا أن هذه الرواية لا تدل على العصمة فتعارض كثير من الروايات والخطب المؤكدة على عصمة الامام علي (ع) .

 

- وقد أخرج الصفار في بصائره بسند صحيح ، قال : حدثنا : أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن ابراهيم بن عمر اليمان ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين صلوات الله ع ، قال ان الله طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا ، راجع : ( بصائر الدرجات ص 103 ).

 

- وأخرج الشيخ العالي القدر الكليني في الكافي الشريف ، قال : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، قال : إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه ، وحجته في أرضه ، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا ، راجع : ( الكافي ج1 ص191 ).

 

- وهذه خطبة للامام علي (ع) في نهج البلاغة تدل على درجات عالية من العصمة : ... نحن الشعار والأصحاب والخزنة والأبواب ، لا تؤتى البيوت إلا من أبوابها فمن أتاها من غير أبوابها سمي سارقا ( منها ) فيهم كرائم القرآن ، وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله ، وليكن من أبناء الآخرة ، فانه منها قدم واليها ينقلب ... ، راجع : ( نهج البلاغة - خطب الامام علي (ع) - ج 2 - ص 43 - 44 ).

 

- وقال : ومنها يعني قوما آخرين زرعوا الفجور : وسقوه الغرور ، وحصدوا الثبور لا يقاس بآل محمد (ص) من هذه الأمة أحد ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، اليهم يفئ الغالي ، وبهم يلحق التالي ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ونقل إلي منتقله ، راجع : ( نهج البلاغة - خطب الامام علي (ع) - ج 1 - ص 30 ).

 

- وقد أخرج عدة من الحفاظ منهم الطبراني في معجمه والنسائي في سننه وأحمد في فضائل الصحابة والهيثمي في المجمع ، قال : وعن ابن عباس : أن عليا كان يقول في حياة رسول الله (ص) إن الله عز وجل يقول : { أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ  ( آل عمران : 144 ) } والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت والله إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارثه فمن أحق به مني ، قال الهيثمي : رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ، راجع : ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج9ص134 ، معجم الطبراني ج1 ص107 ، سنن النسائي ج5 ص125 ، فضائل الصحابة ج2 ص652 ).

 

ويمكن الاستفادة من طرح الكاتب المحاولة الجادة للانتقاص من الامام علي (ع) ولو بالكذب والتدليس كما فعل في هذه الرواية التي نقلها من الكافي والبحار.