العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( عدالة الصحابة )

 

الشبهة

 

- يستدل الشيعة على ردة الصحابة بعد وفاة النبي (ص) بحديث : يرد علي رجال أعرفهم ويعرفونني ، فيذادون عن الحوض ، فأقول : أصحابي ، أصحابي ، فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، رواه البخاري.

 

فيقال للشيعة : الحديث عام لم يسم أحدا دون أحد ، ولا يستثني عمار بن ياسر ولا المقداد بن الأسود ولا أبا ذر ولا سلمان الفارسي ممن لم يرتدوا في نظر الشيعة بل لا يستثني علي ابن أبي طالب نفسه، فلماذا خصصتموه ببعض دون بعض ، إن كل من في قلبه غل على أحد من الصحابة يستطيع أن يدعي بأن هذا الحديث يخبر عنه.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : علي بن ابي طالب من أهل البيت (ع) ، وليس من الصحابة.

 

ثانيا : باجماع السنة والشيعة إن علي بن أبي طالب (ع) ليس منهم ، وقد نزلت فيه آية التطهير بالاجماع ، وآية المباهلة بالاجماع ، وقال له رسول الله (ص) لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق بالاجماع ، وقال له : سأعطين الراية رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله بالاجماع ، وقال فيه رسول الله (ص) : الحسن والحسين سيدنا شباب أهل الجنة وأبوهما أفضل منهما بالاجماع ، وأول من يكون خصيما للصحابة يوم القيامة بين يدي الله عز وجل بالاجماع ، و وهو مدينة علم الرسول ، كما في الحديث الصحيح الكثير الطرق عند الفريقين و ... بالاجماع.

 

ثالثا : نحن لا نقول بعدالة كل الصحابة ، ولكن نقول يجب أن نتحقق من عدالة الصحابي ، فمثلا عندكم الوليد بن عقبة ثبت فسقه فنحن لا نراه عادلا وأنت ترونه عادلا ، والله ، يقول : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ( الحجرات : 6 ) } وهو فاسق بنص القرآن واعتراف علمائكم ، ومثلا قدامة بن مضعون ثبت عندكم كان يشرب الخمر في زمن عمر ، ونحن لا نقول بعدالة من يشرب الخمر بل أنتم تقولون بذلك.

 

- يقول الحافظ ابن عبد البر الأندلسي في الاستيعاب : ولاخلاف بين أهل العلم بتأويل القرآن فيما علمت أن قول الله عزوجل : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ ( الحجرات : 6 ) } نزلت في الوليد بن عقبة .... راجع  : ( الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج4 ص1553 ، أسد الغابة ج4 ص675 رقم5468 ، تهذيب التهذيب ج11 ص126 رقم240 ).

 

- إلى أن قال : ثم ولاه عثمان الكوفة وعزل عنها سعد بن أبي وقاص ، فلما قدم الوليد على سعد ، قال له سعد : والله ما أدري أكست بعدنا أم حمقنا بعدك، فقال : لاتجز يا أبا إسحاق فإنما هو الملك يتغداه قوم ويتعشاه آخرون ، فقال سعد : أراكم والله ستجعلونها ملكا ، راجع : ( الاستيعاب ج4 ص1554 ).

 

- إلى أن قال : وله أخبار فيها نكارة وشناعة تقطع على سوء حاله ، غفر الله لنا وله ، فلقد كان من رجال قريش ظرفا وشجاعة وأدبا ، وكان من الشعراء المطبوعين ، وكان الأصمعي وأبو عبيدة وابن الكلبي وغيرهم يقولون : كان الوليد بن عقبة فاسقا ، شريب خمر ، وكان شاعرا كريما تجاوز الله عنا وعنه ، ثم قال : أخباره في شرب الخمر ومنادمته أبا زبيد الطائي مشهورة كثيرة ، يسمج بنا ذكرها هنا ، ونذكر منها طرفا ، ذكر عمر بن شبة ، قال : حدثنا : هارون بن معروف ، حدثنا : ضمرة بن ربيعة ، عن ابن شوذب ، قال : صلى الوليد بن عقبة بأهل الكوفة صلاة الصبح أربع ركعات ، ثم التفت اليهم ، فقال : أزيدكم ، فقال عبد الله بن مسعود : مازلنا معك في زيادة منذ اليوم ، راجع : ( الاستيعاب ج4 ص1554 ).

 

رابعا : عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأبا ذر وسلمان الفارسي أجمع المسلمون على فضلهم وتقواهم ، وانهم من أهل الاجماع بين المسلمين على فضلهم وليس في ما بعد حياتهم أمر يستوجب عدم عدالتهم.

 

- أما نحن لا نرى في كل الصحابة عدول ولا بأس ننقل قول ابن عثيمين في ( شرح العقيدة الواسطية لابن تيمية ص477  ) : ولا شك أنه حصل من بعضهم - أي الصحابة - سرقة ، وشرب خمر ، وقذف ، وزنى باحصان وزنى بغير احصان ، لكن كل هذه الأشياء تكون مغمورة في جنب فضائل القوم ومحاسنهم وبعضها أقيم فيه الحدود فيكون كفارة.

 

أقول للكاتب : هل يمكن أن نطمئن لهؤلاء الصحابة في نقل العقيدة وهم زناة أو شاربي الخمر وخصوصا شارب الخمر كيف أطمئن له أن لا يكون قد نقل الحديث في حالة السكر ولم نقلة بعكس ما أتت به الشريعة.