العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( الزوجة الصالحة )

 

الشبهة

 

- قيل لأحد الشيعة : ألم يدعنا رسول الله (ص) إلى اختيار الزوجة الصالحة ، وإلى مصاهرة الكرام من الناس.

قال : نعم ، بلا شك.

قيل له : هل ترتضي لنفسك أن تصاهر ابن زنا.

قال : معاذ الله.

قيل له : ها أنتم تدعون ـ كذبا ـ أن عمر بن الخطاب (ر) كان ابن زانية اسمها (صهاك) ، راجع : ( الكشكول للبحراني (3/212) ، وكتاب : ( لقد شيعني الحسين -  (ص 177) ، ويدعي عالمكم نعمة الله الجزائري بكل وقاحة أن عمر كان لا يهدأ إلا بماء الرجال ـ والعياذ بالله ، راجع : ( الأنوار النعمانية (1/63) ، وتدعون أن ابنته حفصة كانت منافقة خبيثة كأبيها ، بل كافرة.

أترى رسول الله يصاهر أبناء الزنا.

أو يرتضي لنفسه امرأة فاسدة منافقة.

والله انكم لتفترون على رسول الله وعلى الصحابة وترتضون لهم ما لا ترتضونه لأنفسكم.

 


 

الرد على الشبهة

 

أولا : الرسول (ص) تزوج حفصة وهي ولدت من زواج صحيح وهي طاهرة المولد.

 

ثانيا : هذه رواية سنية وهي من كتب السنة ونقلة الحديث رجال سنة لماذا الكاتب لا يتكلم الحقيقة ، والشيعة نقلوها من كتب السنة من باب المفاضلة بين الامام علي (ع) وعمر ، ولكن الكاتب يخاف من الحقيقة لأن الحقيقة تؤلمه ، وهناك عدة من الحفاظ ينقلونها ولا بأس نذكر بعضها :

 

- نقل ابن الأثير الجزري في أسد الغابة ، قال : وكان الخطاب عم زيد وأخاه لأمه كان عمرو بن نفيل قد خلف على أم الخطاب يعد أبيه نفيل فولدت له زيد بن عمرو وتوفي زيد قبل مبعث النبي (ص) ... ، راجع : ( أسد الغابة في معرفة الصحابة ج1 ص404 ).

 

- ونقل ابن كثير في البداية والنهاية بسند صحيح عن الزبير بن بكار ومحمد بن اسحاق ، قال : هو زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزي بن رياح بن عبد الله بن قرظ بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي وكان الخطاب والد عمر بن الخطاب عمه وأخاه لأمه وذلك لأن عمرو بن نفيل كان قد خلف على امرأة أبيه بعد أبيه وكان لها من نفيل أخوه الخطاب ... ، راجع : ( البداية والنهاية ج2 ص237 ).

 

ثالثا : نرى الكاتب يستميت إذا سمع شيء من هنا وهناك عن عمر أو أحد الصحابة وإن كان صحيح في كتبه يلجأ أن يتهجم على الآخرين حتى يلبس على الناس أن الآخرين هم الذين يطعنون بالصحابة ، كما رأينا فيما ادعاه على الشيعة في نسب عمر ، ولكن يا ريت الكاتب يكون مدافعا عن الرسول (ص) كما يدافع عن الآخرين ، ولكن بالعكس الكاتب وأتباعه يحاولون جاهدين أن يثبتوا والعياذ بالله أن الرسول (ص) جاء من رحم نجس ، وإن والديه ملعونين أي مطرودي من رحمة الله كما في رواياتهم المكذوبة على رسول الله (ص) بالرغم من أن القرآن يقول : { وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ ( الشعراء : 218 ) }.

 

رابعا : لم نقل إن حفصة كافرة أم منافقة ولكن أنتم تقولون في سورة التحريم ، وقد نزلت في عائشة وحفصة بالاجماع :

 

- قال ابن الجوزي في زاد المسير في علم التفسير : ثم خاطب عائشة وحفصة ، فقال : { إِن تَتُوبَا إِلَى الله ( التحريم : 4 ) }  أي من التعاون على رسول الله (ص) بالايذاء { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } قال ابن عباس : زاغت وأثمت ، قال الزجاج : عدلت وزاغت عن الحق ، قال مجاهد : كنا نرى قوله عز وجل : { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } شيئا هينا حتى وجدناه في قراءة ابن مسعود : ( فقد زاغت قلوبكما ) وإنما جعل القلبين جماعة لأن كل أثنين فما فوقهما جماعة ، راجع : ( زاد المسير في علم التفسير ج 8 ص 52 ).

 

- وقال القرطبي : قوله تعالى : { إِن تَتُوبَا إِلَى الله ( التحريم : 4 ) } يعني حفصة وعائشة ، حثهما على التوبة على ما كان منهما من الميل إلى خلاف محبة رسول الله (ص) { فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ( التحريم : 4 ) } أي زاغت ومالت عن الحق ، وهو انهما أحبتا ما كره النبي (ص) من اجتناب جاريته واجتناب العسل ، وكان (ع) يحب العسل والنساء ، راجع : ( تفسير القرطبي ج 18 ص 188 ).