العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

( اعتقاد الشيعة بالنبي (ص) )

 

الشبهة

 

- لو قيل لك بأن رجلا قياديا مؤمنا صالحا تقيا يتولى أناسا بعضهم مؤمن وبعضهم منافق ، وأنه لفضل الله عليه يعرف أهل النفاق بلحن قولهم ، ومع هذا قام هذا الرجل بتجنب أهل الصلاح ، ثم اختار أهل النفاق وأعطاهم المناصب القيادية وسودهم على الناس في حياته ، بل تقرب اليهم وصاهر بعضهم ومات وهو راض عنهم ، فما أنت قائل في هذا الرجل ، هذا ما يعتقده الشيعة في رسول الله (ص).

 


 

الرد على الشبهة

 

- قد أجبنا على هذا السؤال المتكرر بصيغة أخرى ، ولكن لا بأس أن نكرر الاجابة بصيغة أخرى للاستفادة :

 

أولا : قلنا : أن المعصومين الأربعة عشر (ع) ليس لديهم مطلق علم الغيب ، إنما هناك علوم الله عز وجل يعلمهم وهذا مرتبط بحكمة الله عز وجل المطلقة ، وهناك علوم يخفيها عليهم.

 

ثانيا : الله عز وجل يصف بعض النافذين يقول : { وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ ۖ وَإِن يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ۖ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُّسَنَّدَةٌ ۖ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ ۚ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ ۚ قَاتَلَهُمُ الله ۖ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ ( المنافقون : 4 ) } يستفاد من هذه الآية عدة أمور :

 

الأمر الأول : أن هؤلاء نافذين ومؤثرين بالمجتمع حيث أن أشكالهم توحي إلى أنهم صادقين ويتظاهرون بمظاهر التدين ، وعندهم منطق إيماني مؤثر وكلامهم مقبول في المجتمع.

 

الأمر الثاني : أن هؤلاء أعداء الله عز وجل وختم الله عز وجل على قلوبهم وانهم كالخشب المسندة ، فلا يمتنع من أن الله عز وجل يوكل اليهم بعض المهام ليكشف حالهم أمام المجتع الإسلامي.

 

- فقد أخرج عدة من الحفاظ منهم أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك ، قال : أخبرنا : أبو جعفر محمد بن علي الشيباني ، حدثنا : ابن أبي غرزة ، حدثنا : محمد بن سعيد الأصبهاني ، حدثنا : شريك ، عن منصور ، عن ربعي بن حراش ، عن علي (ر) ، قال : لما افتتح رسول الله (ص) مكة أتاه ناس من قريش ، فقالوا : يا محمد إنا حلفاؤك وقومك وإنه لحق بك أرقاؤنا ليس لهم رغبة في الإسلام وإنما فروا من العمل فأرددهم علينا فشاور أبا بكر في أمرهم ، فقال : صدقوا يا رسول الله ، فقال لعمر : ما ترى ، فقال مثل قول أبي بكر ، فقال رسول الله (ص) : يا معشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلا منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضرب رقابكم على الدين ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول الله ، قال : لا ، قال عمر : أنا هو يا رسول الله ، قال : لا ولكنه خاصف النعل في المسجد وقد كان القى نعله إلى علي يخصفها ، ثم قال : أما أني سمعته ، يقول : لا تكذبوا علي فانه من يكذب علي يلج النار ، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، تعليق الذهبي في التلخيص : على شرط مسلم ، راجع : ( المستدرك على الصحيحين ج2 ص149 ح2614 ، مسند أحمد ج3 ص33 ، ج3 ص82 قاال شعيب الأرناؤوط صحيح ).

 

23043 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : زيد بن الحباب ، حدثني : الحسين بن واقد ، حدثني : عبد الله بن بريدة ، حدثني : أبي بريدة ، قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال رسول الله (ص) : إنى دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله لا يرجع حتى يفتح له فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غدا فلما أن أصبح رسول الله (ص) صلى الغداة ، ثم قام قائما فدعا باللواء والناس على مصافهم فدعا عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع إليه اللواء وفتح له ، قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها ، تعليق شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح وهذا اسناد قوي من أجل حسين بن واقد المروزي ، راجع : ( مسند أحمد 5\535 ).