>/ حوار هادئ بين موالي ومخالف
المخالف : لماذا أنتم أيها الشيعة لا تحبون عمر بن الخطاب وقد ثبت لنا بأن الامام علي قد زوجه ابنته أم كلثوم وكيف تدعون أنه منافق وهل يحل لعلي (ع) أن يزوج ابنته من منافق ؟.
الموالي : أقول بأن هذه المسألة كثر الكلام عنها كثيرا جدا ولا أعرف لماذا كل هذا التركيز عليها ، مع علمي بأن المخالف يركز عليها من أجل عدة أسباب هي :
السبب الأول : اثبات العلاقة الحميمة الطيبة بين البيت العلوي الهاشمي وبين عمر بن الخطاب. السبب الثاني : اثبات عدم صحة ما ذكر ونسب لعمر بن الخطاب من أذيته للزهراء (ع). السبب الثالث : اثبات حسن نية عمر وأنه يريد أن يرتبط بالنبي (ص) وبالنسب الطاهر لأهل البيت (ع).
أقول في الرد على هذا المدعى لابد من البحث في مجموعة من النقاط فإذا تم البحث عن هذه النقاط فعندها سوف يتضح المطلب جيدا.
المخالف : ماهية هذه النقاط يا ترى أتحفونا بها لعلنا نستفيد منها ؟.
الموالي : قبل ذكر النقاط حول الزواج أقول لابد لي من البحث عن نقاط أثرتها في بداية بحثك حيث سألت لماذا لا تحبون عمر بن الخطاب.
فأقول : لا نحبه لسبب مهم وخطير علينا وهو إننا بين أمرين أما اغضاب الزهراء (ع) ، وأما اغضاب عمر لأنه ثبت لدينا بالأدلة القطعية أن عمر بن الخطاب وصاحبه قد آذيا الزهراء وأن الزهراء (ع) مبغضة لهما وعليه لو أحببناه هو وصاحبه لأدى إلى أذية الزهراء وأذية الزهراء أذية للرسول (ص).
المخالف : من أين ثبت لكم بأن أذية الزهراء هو أذية للرسول (ص) ؟.
الموالي : على ذلك أسمع ماذا يقول النبي (ص) عن أذية الزهراء (ع) ، قال (ص) : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما أذاها ، ويريبني ما رابها ، وقال (ص) : لفاطمة (ع) إن الله يرضى لرضاك ، ويغضب لغضبك ، وقال (ص) : إن فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني :
راجع مصادر هذا الحديث بهذا الروابط :
الروابط : http://www.kingoflinks.net/Fatima/5.htm
المخالف : وهو بعد أن اثبت لي بأن أذية الزهراء يؤدي إلى أذية النبي (ص) فأريد أن أسألك ممن أين ثبت لكم بأن عمر بن الخطاب قد آذى الزهراء (ع) ؟.
الموالي : أقول إليك الأدلة على ذلك وهي مروية في كتب غير الشيعة وليس في كتب الشيعة فهذه الزهراء (ع) هجرت الخليفة الأول ولم تكلمه وماتت وهى واجدة عليهما ، أي على أبي بكر وعمر راجع هذا النص في ( الإمامة والسياسة لابن قتيبه ج 1 ص 31 ) ، حيث يقول : فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (ص) ، يقول : رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني ، قالا : نعم سمعناه من رسول الله (ص) ، قالت : فإني اشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه ، فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة ، ثم انتحب أبو بكر يبكي ، حتى كادت نفسه أن تزهق ، وهى تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها .... الخ.
- وعن ابن قتيبه الدينوري أنه قال : ثم قام عمر فمشى معه جماعة حتى أتوا باب فاطمة (ع) فدقوا الباب ، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : يا أبت يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة ، راجع ( الإمامة والسياسة لابن قتيبه ص19و20 تحقيق طه الزيني نشر مؤسسة الحلبي ) و ( وأعلام النساء لعمر رضا كحالة ج4ص114و115 الطبعه الخامسة بيروت 1984 ).
- وفي الجوهري ، قال : غضب رجال من المهاجرين في بيعة أبي بكر بغير مشورة ، وغضب علي (ع) والزبير ، فدخلا بيت فاطمة (ع) ، معهما السلاح ، فجاء عمر في عصابة ، فيهم أسيد بن خضير ، وسلمة بن سلامة بن قريش ، وهما من بني عبد الأشهل ، فاقتحما الدار ، فصاحت فاطمة (ع) وناشدتهما الله : راجع ( السقيفة وفدك لأبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ص44و70 نشر مكتبة نينوى الحديثة طهران ) و ( وشرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد المعتزلي ج6ص47وج3ص49 ) و ( والسيرة النبوية لابن هشام ج4ص 307نشر دار الباز مكة المكرمة ) و ( والرياض النضرة للطبري ج1ص241 نشر دار الكتب العلمية بيروت ).
- وقال أيضا الجوهري : ورأت فاطمة (ع) ماصنع عمر ، فصرخت وولولت ، واجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن ، فخرجت إلى باب حجرتها ، ونادت : يا أبا بكر ، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله (ص) والله لا أكلم عمر حتى القى الله ، راجع ( السقيفة وفدك للجوهري ص71و72 ) و ( وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج2ص57 ).
- وقال اليعقوبي : وبلغ أبو بكر وعمر : إن جماعة من المهاجرين والأنصار قد اجتمعوا مع علي بن أبي طالب (ع) في منزل فاطمة (ع) بنت رسول الله فأتوا في جماعة حتى هجموا الدار ، وخرج علي (ع) ومعه السيف ، فلقيه عمر ، فصارعه عمر فصرعه وكسر سيفه ( أقول وهذا مني والخارج بالسيف هو الزبير وليس علي ولقد عثر ولم يصارعه أحد وإلا فعمر أجبن وأذل من أن يواجه أحد راجع مواقفه الجهادية في كل المعارك من بدر إلى فتح مكة ) ودخلوا الدار فخرجت فاطمة (ع) ، فقالت : والله لتخرجن أو لأكشفن شعري ولأعجن إلى الله ، فخرجوا وخرج من في الدار ، ( تاريخ اليعقوبي ج2ص126نشر دار صادر بيروت لبنان ).
- وعن أبي هريرة : أن فاطمة (ع) جاءت أبا بكر وعمر تسأل ميراثها من رسول الله (ص) ، فقالا : سمعنا رسول الله (ص) ، يقول : أني لا أورث ، قال : عليه السلام والله لا أكلمكما أبدا ، فماتت (ع) ولا تكلمهما ، راجع ( سنن الترمذي ج4ص157ح 16ز9 كتاب السير باب ماجاء في تركة رسول الله (ع) و ( وعلل الترمذي الكبير ترتيب أبي طالب القاضي ج1ص265نشر مكتبة الأقصى عمان الأردن طبعه الأولى 1986 ).
- وروي : أنه لما حضرت فاطمة الوفاة أوصت أمير المؤمنين (ع) ، فقال : إذا أنا مت فادفني ليلا ولا تؤذن بي أبا بكر وعمر ... الخ : راجع ( السقيفة وفدك للجوهري ص145 ).
- وقال البلاذري في تاريخه : أن فاطمة (ع) لم تر مبتسمة بعد وفاة النبي (ص) وغسلها علي (ع) وبذلك أوصت ، ولم يعلم أبو بكر وعمر بموتها ، راجع : ( أنساب الأشراف للبلاذري ج2ص34 ).
- وقال المقدسي : وذكر ابن دأب أنها ماتت عاتبة على أبي بكر وعمر ، والله أعلم : راجع ( البدء والتاريخ للمقدسي ج 5 ص20 ).
- وعن عائشة : أن فاطمة (ع) سألت أبا بكر بعد وفاة رسول الله (ص) : أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه ، فقال لها أبو بكر : أن رسول الله (ص) ، قال : لا نورث ، ما تركناه صدقة ، فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر ، فلم تزل مهاجرته حتى توفيت ، وعاشت بعد رسول الله (ص) ستة أشهر ، قالت : وكانت فاطمة (ع) تسأل أبا بكر نصيبها مما ترك رسول الله (ص) من خيبر وفدك وصدقته بالمدينة ، فأبى أبو بكر عليها ذلك ، راجع الروابط التالية :
الروابط : http://www.kingoflinks.net/Fatima/5.htm
- وأختم بما ذكره ( ابن الجوزي في كتابه الوفاء بأحوال المصطفى ج2ص803 ) ، روي عن علي (ع) ، قال : لما مات رسول الله (ص) جاءت فاطمة (ع) فأخذت قبضة من تراب القبر فوضعته على عينها ، فبكت وأنشأت تقول :
ماذا على من شم تربة أحمد * أن لا يشم مدى الزمان غواليا صبت علي مصائب لو أنها * صبت على الأيام صرن لياليا
- وذكر هذه الأبيات والموقف ( ابن سيد الناس في عيون الأثر في المغازي والسير ج2ص423 ) و ( وسير أعلام النبلاء للذهبي ج2ص134 ) و ( وتاريخ الخميس للديار بكري ج2ص173 ) و ( و وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى للسمهودي ج4ص113 ) و ( والاتحاف بحب الأشراف للشبراوي ص33 ).
وعلى هذا يثبت لنا بما لاشك فيه بأن عمر آذى الزهراء وغضبت عليه الزهراء لما وقع منه من حرق الدار والضرب وحرمانها من ارثها ، وكذلك صاحبه أبو بكر أعرضت عن ذكر ذلك كله وما ذكرته من الأذى يكفي وعليه يثبت لنا إنه قد آذى الرسول ، فكيف تقولون بان الرسول مات وهو عنه راضي من أخبركم بذلك ، وموقفه من رسول الله (ص) في صلح الحديبية وكتابة الكتاب واضح وجلي ، وقد ذكرت ذلك في العدد الخامس في مسألة عدم ثبوت الإيمان للخليفتين فراجعوا هناك ، والآن هل تريدونا أن نقول بأن عمر على علاقة وطيدة بأهل بيت النبي (ص) بواسطة هذا الزواج المزعوم الذي لا نعلم إن تم كيف تم فهل نلغي الأمر الثابت وهو عدم رضا النبي والزهراء (ع) عنه بهذا الأمر المشكوك مالكم كيف تحكمون.
المخالف : وهل لك الآن أن تذكر لنا النقاط المثارة في قضية الزواج ؟.
الموالي : إن شاء الله سوف أنقل لكم تلك النقاط وهي كالتالي :
1 - هل للزهراء (ع) بنت تسمى بأم كلثوم غير زينب الحوراء ؟. 2 - هل تم الزواج المذكور أم لا ؟. 3 - إذا كان ثبت وقوع هذا الزواج فعلا فهل وقع بالرضا أم بالاكراه ؟. 4 - هل يمكن لعمر أن يكره الامام علي وكيف ذلك ؟. 5 - ما هي دوافع عمر من هذا الزواج ، هل الدافع هو النسب فقط أم أمر آخر ؟. 6 - هل الزواج بالاكراه إن قلنا بأنه تم بالاكراه يحقق القرب من أهل البيت أم يزيد العداء ؟. 7 - هل زواج النبي بحفصة حقق العلاقة النسبية أم لا فلماذا يشك عمر في ذلك ويبحث عن أمر آخر يربطه بالنبي (ص) ؟. 8 - هل يجوز للمنافق أن يتزوج المسلمة غير المنافقة أم لا ؟.
المخالف : لماذا تطرح كل هذه النقاط وما هي الفائدة يا ترى ؟.
الموالي : من أجل أن نضع النقاط على الحروف وكشف الحقيقة للناس ، وبيان زيف المدعي من أن عمر له علاقة طيبة بأهل البيت ، وبصراحة تامة أقول أريد أن اثبت بان الزواج لو تم فأنه لا يخدم الأهداف التي يتحرك من أجلها القوم ، لما سوف يأتي إن شاء الله في القريب العاجل.
سؤال : وكيف سوف تفرغ هذا الزواج من الأهداف التي تمسك بها المتمسك ؟.
الموالي : سوف يتبين لك ذلك بعد الكلام في النقاط المطروحة مثار البحث وبعدها سوف يتبين لك ما أريد إن شاء الله تعالى : والآن إليك الكلام في النقطة الأولى هل للزهراء بنت غير السيدة زينب ؟.
أولا : لقد ذكر ( ابن حجر العسقلاني في الصواعق المحرقة ص37 ط مكتبة القاهرة ) ما يلي : وكان ممن شهد في فدك علي والحسنان وأم كلثوم (ع) ، هنا لدي بعض الأسئلة وهي أين ذهبت السيدة زينب عن هذه الشهادة ولماذا لم تشارك مع أسرتها هل لأنها غير مقتنعة بأقوال أسرتها أم أنها غير موجودة في المدينة وقت الحادثة أم أن زينب هي نفس أم كلثوم لأنه من غير المنطق أن يؤتى بالبنت الصغرى وتترك البنت الكبرى ، فإني لم أجد جوابا إلا أن نقول : بأن أم كلثوم هي زينب ولا يوجد غيرها وسوف يتبين ذلك في المستقبل أكثر وأكثر.
ثانيا : وفي ( علل الشرائع ج1 ص185للشيخ الصدوق ) قال : فاشتد غم فاطمة من ذلك وبقيت متفكرة هي حتى أمست وجاء الليل حملت الحسن على عاتقها الأيمن والحسين على عاتقها الأيسر وأخذت بيد أم كلثوم اليسرى بيدها اليمنى ، ثم تحولت إلى حجرة أبيها .... الخ ، وهذه القصة سببها أنه أشيع خبر مكذوب مفاده بأن الامام علي يريد أن يتزوج بنت أبي جهل على الزهراء (ع) وهذه الرواية منقولة في ( مجمع النورين للشيخ المرندي ص142 ).
وهنا يرد الاشكال الواضح أين ذهبت زينب فلم تخرج معهم وليست بموجودة في البيت ، لأن الامام علي لما رجع لم يجد أحد في البيت فلا نعلم أين هي وأين ذهبت ولماذا لم تأخذها أمها الزهراء معها ، إلا أن تكون زينب هي أم كلثوم نفسها قد تسأل وتقول : لعل أم كلثوم زوجة عمر لم تولد بعد ، فأقول أمر محتمل ولكن هذا سوف يثير اشكال آخر وهو إن زينب الكبرى اسمها أم كلثوم ، وأم كلثوم الصغرى كانت أيضا زينب الصغرى فلا ندري لما هذا الاصرار على التشابه بين الثنتين في الاسم والكنية ، هل هناك نقص في الأسماء والكنى حتى يطلق الاسم والكنية على الاثنتين معا.
ثالثا : ففي ( الإرشاد للشيخ المفيد ج1 ص354 ) يرى بأن أولاد أمير المؤمنين من فاطمة الحسن والحسين (ع) وزينب الكبرى وزينب الصغرى المكناة بأم كلثوم وهنا تبين الاشكال الذي كان يواجه القوم في التسمية فاضطر الشيخ هنا لكي ، يقول : بأن كلا البنتين هما بنفس الاسم مع الاختلاف في أن أحداهما بكنية والأخرى لا ليس لها هذه الكنية ، إذا هنا تبين أن أم كلثوم هي أيضا زينب وعليه الخلط يكون أمر محتمل بين الاثنتين أو أن من ترجم للحوادث جاء فوجد تداخل في الأمور عندها اضطر بدل نفي البنت الثانية حتى لا يخالف الاحداث أن يقول بالتشابه بين الاسمين.
رابعا : ففي ( العمدة لابن البطريق ص29 ) يرى بأن إسما ابنا الامام هم الحسن والحسين وزينب الكبرى وزينب الصغرى التي هي أم كلثوم والكلام هنا هو هو كما مر بلا أي زيادة.
خامسا : لقد ذكر ( الزرقاني في كتابه شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج9 ص254 ) أن عمر قد مات عنها قبل بلوغها ، فأقول كيف ذلك لم أفهمها على الاطلاق فحسبتها فلم أجد الحل قد تقول لي كيف ذلك .
فأقول لكم وجه الاشكال هو إن السيدة الزهراء توفت سنة 11 من الهجرة ، وعمر توفي سنة 23 للهجرة أي بين وفاة عمر والسيدة اثنا عشر سنه ، فلو فرض أن أم كلثوم هذه قد ولدت قبل وفاة أمها بسنه على أقل تقدير فتكون عند موت عمر عمرها ثلاثة عشر سنه ، فكيف تكون ابنة هذا العمر وغير بالغة الا إذا قلنا بأنها ليست بنت للزهراء وإنما هي بنت علي (ص) من امرأة أخرى وهو أمر محتمل في حد ذاته.
سادسا : وفي ( بدائع الصنائع ج2ص240 لأبي بكر الكاشاني ) ، قال : وأنكح الصديق عائشة وهي بنت ست سنين من رسول الله (ص) وتزوجها رسول الله (ص) ، وزوج علي (ع) ابنته أم كلثوم وهي صغيره ( أبو بكر بن مسعود الكاشاني ط الأولى 1409مكتبة الحبيبية بكاشان ).
وهذه الرواية كسابقتها أيضا فالاستشهاد بقضية عائشة يكشف لنا أن عمر أم كلثوم هذه في نفس عمر عائشة وعمر عائشة عند العقد ست سنوات وعند الدخول بها عمرها تسع سنوات ، وهذا الكلام لا يتم على الاطلاق إذا قلنا بأن أم كلثوم هذه بنت الزهراء فهي بنت بالغة ولا يطلق على البالغة بأنها صغيرة.
سابعا : ففي ( المصنف للصنعاني ج6ص163 ) أن عليا بن أبي طالب أنكح ابنته جارية تلعب مع الجواري عمر بن الخطاب وما سوف أقوله هنا هو ما قلته سابقا ، بل هنا أوضح لأن أم كلثوم هذه صغيره وهي تلعب مع الأطفال وأما أم كلثوم بنت الزهراء فهي أكبر من ذلك ولها مواقف من السلطة الحاكمة في زمانها ، فهي قد وقفت وشهدت مع والدتها ولقد روي عن أم كلثوم احتجاجها على القوم بحديث الغدير وهذا لا يتم من جاريه صغيرة تلعب مع الأطفال وهذا يقوي الاستدلال على أنها ليست بنت الزهراء.
ثامنا : وينقل ( الشيخ المفيد في الكافئة في ابطال توبة الخاطئة ص17 ط دار المفيد بيروت الطبعة الثانية ) ولما بلغ عائشة نزول أمير المؤمنين (ص) بذي قار كتبت إلى حفصة بنت عمر أما بعد فإنا نزلنا البصرة ونزل علي بذي قار والله دق عنقه كدق البيضة على الصفاء إنه بذي قار بمنزلة الأشقر أن تقدم نحر وأن تأخر عقر ، فلما وصل الكتاب إلى حفصة استبشر بذلك ودعت صبيان بني تيم وعدي وأعطت جواريها دفوفا وأمرتهن أن يضربن بالدفوف ويقلن : ما لخبر ما لخبر ، علي كالأشقر أن تقدم نحر وأن تأخر عقر فبلغ أم سلمة (ر) اجتماع النسوة على ما اجتمعن عليه من سب أمير المؤمنين (ع) والمسرة بالكتاب الوارد عليهن من عائشة فبكت ، وقالت : أعطوني ثيابي حتى أخرج إليهن وأقع بهن ، فقالت أم كلثوم بنت أمير المؤمنين : أنا أنوب عنك فأنني أعرف منك .... الخ وهذه الحادثة ينقلها ( ضامر بن شدقم المدني في كتاب وقعة الجمل ص32ط الأولى ) و ( وبحار الأنوار ج32ص90ومناقب أهل البيت للمولى حيدر الشيرواني ص474 ) و ( وفي شرح نهج البلاغة ج14ص ).
فهنا يطرح سؤال كبير جدا : أين هي زينب عن هذه الاحداث ولماذا لم تخرج زينب بدلا من أم كلثوم اليست هي البنت الأكبر ، فلماذا لا تتصدى هي لهذه الأدوار ، هل من مانع يمنعها من أن تقوم بواجبها في هذه الاحداث لا أجد أي جواب ، ويزداد استغرابي أكثر عندما أبحث في شهادة أمير المؤمنين (ع) فأن الدور مقتصر على أم كلثوم فقط وفقط ، ولا يكاد نسمع لزينب أي ذكر ، لماذا ليس هناك من أي جواب على الاطلاق الا أن نقول : بأن زينب هي أم كلثوم وأم كلثوم هي زينب بذاتها فلا تعدديه وإنما هي واحدة فقط والدليل على أنها واحدة مايلي :
- لقد ذكر ( صاحب شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الجزء الثاني ص208 ط الأولى 1411 ) كتب معاوية إلى مروان وهو على المدينة أن يخطب زينب بنت عبد الله بن جعفر وأمها أم كلثوم بنت علي ، وأمها فاطمة بنت رسول الله على ابنه يزيد .... الخ.
- وكذلك في ( تاريخ دمشق لابن عسكر ج57 ص245 ) فتجدون هنا أن زوجة عبد الله بن جعفر والتي لا خلاف فيها أنها زينب بنت علي بنت الزهراء ، نجدها هنا أنها أم كلثوم فمعنى ذلك أن أم كلثوم هي زينب وزينب هي أم كلثوم ومن هنا يتبين لنا الخلط في القول بأن أم كلثوم زوجة عمر قد تزوجها عبد الله بن جعفر بعد زينب ، وذلك بعد وفاة زوجيها محمد وعون ابنا جعفر ، وهذا الكلام لا يمكن أن يكون في أم كلثوم زوجة عمر ولكنه يمكن أن يتم في أم كلثوم زينب ، تقول كيف ذلك ولماذا لا يتم ، الجواب : اقرأ ما قالوه يتبين لك الأمر جيدا.
سؤال : وماذا ، قالوا يا ترى ، لقد ، قالوا : بأن أم كلثوم زوجة عمر تزوجها بعد وفاته عون بن جعفر وبعد عون محمد وبعد محمد عبد الله أولاد جعفر ( أسد الغابة ج5ص615 ) ( والذرية الطاهرة ص161 ) ( والدر المنثور في التفسير بالمأثور في طبقات ربات الخدور ص62 ) ( وشرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج9ص254 ، عن ظلامة أم كلثوم للسيد جعفر العاملي ص39 ).
وهذا لايتم من وجوه متعددة : حيث أنه من المعلوم الواضح أن عون ومحمد استشهدا في عام 17 للهجرة في معركة تستر ، فراجع المصادر التاليه : ( الاستيعاب ج3ص61 ) ( وتاريخ الطبري ج4ص213 ) ( وأسد الغابة ج4ص314 ) ( والاصابة ج3ص372وص44 ) ( والكامل في التاريخ ج2ص550 ) ( والمعارف ص89 نقلا عن ظلامة أم كلثوم للعاملي السيد مرتضى ) فإذا علم أن عمر تزوج أم كلثوم في عام 17 من الهجرة فكيف يكون ذلك ولو ضممت اشكال آخر وهو كيف تزوج بها عبد الله بن جعفر ، وكانت زينب عنده وهي أختها ولم يفارقها ومن المعلوم أن زينب بقت إلى ما بعد كربلاء وهم يقولون : بأن أم كلثوم زوجة عمر توفت في حياة الحسن والحسين فكيف يكون ذلك الا على القول بأن أم كلثوم هذه هي زينب ، فنحتمل عندها أنها تزوجت بأحد الأخوين عون أو محمد وبعد شهادته تزوجها عبد الله بن جعفر فلا اشكال في البين.
تاسعا : ولزيادة الاطمئنان نذكر ما نقل عن قبر السيدة زينب في دمشق فقد قيل : إنه قبر أم كلثوم ومن المعلوم أن أم كلثوم زوجة عمر كانت في المدينة وليست في سوريا والتي في سوريا هي زينب كما حققه البعض ، ففي ( تاريخ دمشق لابن عساكر ج58 ص281 ) وراوية قرية بغوطة دمشق بها قبر أم كلثوم كما في معجم البلدان وفي غوطة دمشق ص20 راوية وتسمى بقبر الست ، وقال : ( صاحب معجم البلدان ج3ص20 للحموي ) راوية : بكسر الواو وياء مثناة من تحت مفتوحة بلفظ راوية الماء أي : قرية من غوطة دمشق بها قبر أم كلثوم.
عاشرا : ففي ( الأمالي للشيخ المفيد ص323 ) فأننا نراه ينقل خطبة أم كلثوم لأهل الكوفة في قولها : أتدرون أي كبد فريتم لرسول الله وهذه الكلمات هي نفس كلمات الحوراء زينب (ع) وكذلك ينقل ذلك ( صاحب لسان العرب ج2ص 176 ) و ( ومجمع البحرين ص375 ) ، وذكر ( السيد هاشم في كتابه مدينة المعاجز ج4ص109 الطبعة الأولى ) وأقبلت الرآيات يتلو بعضها بعضا وإذا بفارس بيده رمح طويل وعليه راس وجهه أشبه بوجه رسول الله وهو يتهلهل نورا كأنه البدر الطالع ومن ورائه النساء على أقتات الجمال بلا وطاء ولا غطاء على الأول أم كلثوم وهي تنادي وا أخاه واسيداه وامحمداه واعلياه ، فكيف تكون أم كلثوم على الجمل الأول وفي مقدمة الركب وأين السيدة زينب يا ترى في هذه الأخبار ، بل في كل ما يتعلق بالسبي والثورة الحسينية نجد بأن الكلمات المنسوبة لأم كلثوم هي نفسها منسوبه لزينب ، فكيف ذلك إلا أن نقول : بأنهما واحده وليستا متعددتين.
أحد عشر : ذكر ( صاحب كتاب بيت الأحزان الشيخ القمي ص177 ) وصية الزهراء لأمير المؤمنين (ع) إلى أن يقول ، ثم ضمت اليها أم كلثوم ، فقالت له : إذا بلغت فلها مافي المنزل ثم الله لها .... الخ ، فأين زينب ولما لم توصي بها ولماذا لم تجعل لها شي وهي الأبرز والأفضل ، إلا أن نقول : بأنها واحده وغير متعددة وعلى هذا ثبت لنا بأنه لا تعدد في بنات الزهراء وإنها بنت واحده لا غير.
الثاني عشر : وأختم به الكلام لا اشكال على الاطلاق بين الكل إن قلنا بالتعدد وأن للزهراء ابنتين فالكل اجمع أن زينب وأم كلثوم كانتا في كربلا ، وفي نفس الوقت أجمعوا على أن زوجة عمر : ماتت في حياة الامامين الحسن والحسين وهذا أمر قطعي لا نقاش فيه بين اثنين وعليه يكون المرأة التي تزوجها عمر ليست بنت الزهراء وهو في غاية الوضوح والبيان.
المخالف : ولكن ماذا ينفعكم أيها الشيعة من التركيز على نفي أن تكون أم كلثوم بنت علي هي بنت الزهراء ، لأن الذي يهمنا هو تثبيت الزواج بين بنت علي وعمر هذا هو الأمر المهم فقط ولا يهمنا غيره ، فهل سوف تدفعوه أو تبطلوا القول الدال عليه وهو أمر صريح وواضح أيضا ؟.
الموالي : على هذا الاشكال سوف يتبين لك أخي المستشكل لماذا يهمني نفي هذه النقطة في موردين المورد ، الأول : في نفي امكان حصول الأولاد من تلك المرأة المزعومة ، وثانيا : عدم امكان حصول النسب بالنبي (ص) ولعله أيضا سوف يثبت لدينا عدم صحة هذا الزواج.
المخالف : كيف سوف تنفي الزواج من أساسه وفيه الكم الهائل من الأخبار والموثقات التاريخية إنه لأمر عجيب منكم أيها الشيعة ؟.
الموالي : أخي العزيز صحيح ما تقوله فإن من يطلع على هذه القضية من بعيد فأنه سوف يرى جبلا ضخما من الأدلة ، وهو أمر مخيف لأن الرائي من بعيد سوف يعتقد بأن هذا الجبل الهائل من الأدلة هي جبل من حجر وصخر ولكن لو أقترب من الأدلة فلربما يجد ذلك الجبل أنه جبل من رمل ومن الرمال المتنقلة من هنا وهناك.
المخالف : وكيف ذلك عزيزي ، فإني لم أعرف ما تقصد من هذه الكلمات ؟.
الموالي : أخي الفاضل سوف يكون الكلام من عدة جهات وفرضيات متعدده حتى نصل للمراد.
المخالف : وماهي تلك الجهات والفرضيات يا ترى ؟.
الموالي : سوف أقسم الأدلة الدالة على الزواج إلى أقسام :
الأول : مجموعة الأخبار الضعيفة والمرسلة. الثاني : التناقض بين تلك الأخبار الدالة على الزواج. الثالث : الكلام في الروايات الدالة على المهر. الرابع : الروايات التي فيها سوء أدب وسوء خلق اتجاه أهل البيت (ع). الخامس : البحث في الروايات الدالة على الانجاب من المرأة المذكورة. السادس : الروايات المتكلمة عن موت المرأة المذكورة هي وولدها وسوف أكون مختصرا قدر الامكان حتى لا يطول البحث ويمل القارئ الكريم.
المخالف : ومن أين سوف تكون البداية أيها الأخ العزيز ؟.
الموالي : أكيد من مجموعة الأخبار الضعيفة التي كثرت في هذا الزواج فمن هذه الأخبار كما يلي :
الأولى : قال ابن اسحاق : حدثني : عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : خطب عمر إلى علي ابنته أم كلثوم فأقبل علي (ع) عليه ، وقال : إنها صغيرة ، فقال عمر : لا والله ما ذاك بك ولكن أردت منعي فإن كانت كما تقول فابعثها إلي ، فرجع علي فدعاها فأعطاها حلة ، وقال : انطلقي بهذه إلى أمير المؤمنين وقولي له : يقول لك أبي كيف ترى هذه الحلة ، فأتته بها ، فقالت له ذلك ، فأخذ عمر بذراعها فاجتذبتها منه ، وقالت : أرسلها فأرسلها ، وقال : حصان كريم ، انطلقي قولي له : ما أحسنها وأجملها ليست والله كما قلت فزوجها اياه : ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى للطبري ص167 ) وهذه مرسله فما هو طريق المؤلف إلى عاصم.
الثانية : 13172 - وأخبرنا : أبو الحسين بن بشران ، أنبأ : دعلج بن أحمد ، ثنا : موسى بن هارون ، ثنا : سفيان بن وكيع بن الجراح ، ثنا : روح بن عبادة ، ثنا : ابن جريج ، أخبرني : ابن أبي مليكة أخبرني : حسن ابن حسن ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب (ر) خطب إلى علي (ر) أم كلثوم ، فقال له علي (ر) : أنها تصغر عن ذلك ، فقال عمر : سمعت رسول الله (ص) ، يقول كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي فأحببت أن يكون لي من رسول الله (ص) سبب ونسب ، فقال علي (ر) لحسن وحسين : زوجا عمكما ، فقالا : هي امرأة من النساء تختار لنفسها ، فقام علي (ر) مغضبا فأمسك الحسن (ر) بثوبه ، وقال : لا صبر على هجرانك يا أبتاه ، قال : فزوجاه ( 13162 سنن البيهقي الكبرى ج:7 ص:64 ) وهذه الرواية ضعيفة بروح بن عبادة وبوكيع بن الجراح.
الثالثة ، قال محمد بن عمر وغيره : لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم ، قال : يا أمير المؤمنين إنها صبية ، فقال : إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ، فأمر علي فصنعت ، ثم أمر ببرد قطعوه ، وقال : انطلقي بهذا إلى أمير المؤمنين ، فقولي : أرسلني أبي يقرؤك السلام ، ويقول : إن رضيت البرد فأمسكه ، وأن سخطته فرده ، فلما أتت عمر ، قال : بارك الله فيك وفي أبيك قد رضينا ، قال : فرجعت إلى أبيها ، فقال : ما نشر البرد ولا نظر الا إلي فزوجها اياه فولدت له غلام يقال له : زيد ، راجع ( الطبقات الكبرى لابن سعدج6ص312 ) وهذه ضعيفة أيضا كصاحبتها.
سؤال : وكيف ذلك ، الجواب : لما يلي أولا : لأنها مرسله فعن من ينقل محمد بن عمر الواقدي لم يعلم ولم يعرف ، وثانيا : الواقدي ضعيف فراجع كتب التراجم يتبين لك الأمر.
الرابعة : الخطيب البغدادي : أخبرنا : محمد بن عمر بن القاسم النرسي ، أخبرنا : محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي ، حدثنا : أحمد بن الحسين الصوفي ، حدثنا : إبراهيم بن مهران بن رستم المروزي ، حدثنا : الليث بن سعد القيسي مولى بني رفاعة في سنة احدى وسبعين ومئة في مصر ، عن موسى بن علي بن رباح اللخمي ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر الجهني ، قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة وأكثر تردده إليه ، فقال : يا أبا الحسن ما يحملني على كثرة ترددي إليك الا حديث سمعته من رسول الله (ص) ، يقول : كل سبب وصهر منقطع يوم القيامة الاسببي ونسبي فأحببت أن يكون لي منكم أهل البيت سبب وصهر ، فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت ، ثم بعث بها إلى أمير المؤمنين عمر ، فلما رأها قام اليها فأخذ بساقها ، وقال : قولي لأبيك قد رضيت قد رضيت قد رضيت فلما جاءت الجارية إلى أبيها ، قال لها : ما قال لك أمير المؤمنين ، قالت : دعاني وقبلني فلما قمت أخذ بساقي ، وقال : قولي لأبيك قد رضيت ، فأنكحها اياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى كان رجلا فمات : ( تاريخ بغدادج6ص182 ).
الخامسة : عن أسلم مولى عمر بن الخطاب ، قال : خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فاستشار علي العباس وعقيلا والحسن ، فغضب عقيل ، وقال : عقيل لعلي ، ما تزيدك الأيام والشهور الا العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن ، قال علي للعباس : والله ما ذاك منه نصيحة ، وأكن درة عمر أحوجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل ، ولكن أخبرني عمر بن الخطاب إنه سمع رسول الله (ص) ، يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى لمحب الدين الطبري الشافعي :170 ) وهذه الرواية مرسله واضحة الارسال فما هو طريق المؤلف إلى أسلم مولى عمر .
السادسة : باب في الشريفات ، عن أسلم مولى عمر ، قال : دعا عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب فساره ، ثم قام على فجاء الصفة فوجد العباس وعقيلا والحسين فشاورهم في تزويج عمر أم كلثوم فغضب عقيل ، وقال : يا علي : ما تزيدك الأيام والشهور والسنون الا العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن لأشياء عددها ومضى يجر ثوبه ، فقال علي للعباس : والله ما ذلك منه نصيحة ولكن درة عمر أحرجته إلى ما ترى أما والله ما ذاك رغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني عمر بن الخطاب ، يقول : سمعت رسول الله (ص) : ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:4 ص:271 ) وهذه لم يعلم عمن نقلها الهيثمي فراجعوها.
السابعة : أخبرنا : أنس بن عياض الليثي ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم ، فقال علي : إنما حبست بناتي علي بني جعفر ، فقال عمر : انكحنيها ياعلي فوالله ما على الأرض رجل يرصد من حسن صحابتها ما ارصده ، فقال علي : قد فعلت ، فجاء عمر إلى مجلس المهاجرين بين القبر والمنبر وكانوا يجلسون ثم علي وعثمان والزبير وطلحة وعبد الرحمن بن عوف فإذا كان الشيء يأتي عمر من الآفاق جاءهم فأخبرهم ذلك استشارهم فيه ، فجاء عمر ، فقال : رفئوني ، فرفؤوه ، وقالوا : بمن يا أمير المؤمنين ، قال : بابنة علي بن أبي طالب ، ثم أنشأ يخبرهم ، فقال : أن النبي (ص) ، قال : كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي ، وكنت قد صحبته فأحببت أن يكون هذا أيضا ( الطبقات الكبرى لابن سعد ج6ص312 ) وهذه غير مقبولة لأنها مرسله لعدم معرفة الوسائط بين أنس بن عياض وجعفر بن محمد ولأن الراوي وهو أنس بن عياض رجل مهمل.
الثامنة : 13171 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : الحسن بن يعقوب وإبراهيم بن عصمة ، قالا ، ثنا : السري بن خزيمة ، ثنا : معلي بن أسد ، ثنا : وهيب بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، ح وأخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : أحمد بن عبد الجبار ، ثنا : يونس بن بكير ، عن بن اسحاق ، حدثني : أبو جعفر ، عن أبيه علي بن الحسين ، قال : لما تزوج عمر بن الخطاب (ر) أم كلثوم بنت علي (ر) أتى مجلسا في مسجد رسول الله (ص) بين القبر والمنبر للمهاجرين لم يكن يجلس فيه غيرهم فدعوا له بالبركة ، فقال : أما والله ما دعاني إلى تزويجها إلا أني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا ما كان من سببي ونسبي لفظ حديث بن اسحاق وهو مرسل حسن ، وقد روى من أوجه آخر موصولا ومرسلا ( سنن البيهقي الكبرى للبيهقي ج7ص63 ) وهذه الرواية صرح ناقلها بأنها مرسله ، وأيضا فيها مجاهيل من مثل السري بن خزيمة ومعلي بن أسد ، هذا نموذج من الروايات في الموضوع ولو أردت أن أتخصص في بحث أسانيد هذه الروايات فسوف يسقط منها أكثر من النصف بلا اشكال وهذا أمر قطعي فما عليكم إلا أن تجربوا وتتفرغوا ، فسوف تصلوا إلى هذه النتيجة التي وصلت اليها.
المخالف : من فضلك ، تفضل قل أنت الآن تعترف وتقول : بأنه سوف يجد أكثر من النصف فيها ضعف في سندها وهذا اعتراف ضمني منك بوجود روايات صحيحة وهذه الروايات الصحيحة تكفينا للحكم بوقوع هذا الزواج فوقعت من حيث لا تدري ؟.
الموالي : ما شاء الله عليك ملتفت جيدا لكلماتي ومسكتني من هذه النقطة وأعتبرتها اعتراف مني ، وأنا أقول لك نعم أنا معاك وأعترف لك بذلك ولكن لا تتسرع فربما أني بهذا الاعتراف آخذ منك اعتراف وفعلا حصلت على ذلك وإنك قلت : لو سلمنا بوقوع الضعف السندي في النصف تقريبا ، فيبقى علينا النصف الآخر ماذا نفعل به سوف أتوجه الآن للنصف الآخر فلعلنا نسقط نصفه أيضا فيبقى لدينا الربع.
المخالف : وكيف ذلك هل عندك بحث في غير السند ؟.
الموالي : نعم لدي اشكالات متعددة كما ذكرت لك سابقا بأنه عندي نقاط انتهيت الآن من الضعف السندي ، وسوف أنتقل للتناقض بين أخبار هذا الزواج فالتناقض في التقولات يولد الشك في أصل الموضوع خاصة إذا كان التناقض فاحشا جدا.
المخالف : وكيف ذلك وما هو التناقض المزعوم هل لك بذكر بعض منه ؟.
الموالي : نعم سوف أذكر وأن كنت محتارا من أين أبتدئ ولكن سوف اختار الابتداء بالمهر ، التناقض الأول في المهر من عدة نواحي وجهات فالمتتبع للروايات التي تتكلم عن المهر يجدها متناقضة جدا بين أربعين الف من دون تحديد ، ومنها حددت بأربعين الف درهم ورواية ، قالت : عشرة الآف فهذه عينات من تلك الأقوال والنقولات :
- روى اليعقوبي خبر الخطبة ، وقال في آخرها .... فتزوجها وأمهرها عشرة الآف دينار ، المصدر ( تاريخ اليعقوبي ج2ص150 ).
- وتزوجها عمر بن الخطاب ، وقال الزرقاني : ( وأم كلثوم ) ولدت قبل وفاة جدها الخطاب وأمهرها أربعين الفا فولدت له زيدا ورقية ولم يعقبا ، ثم تزوجها بعد موت عمر عون بن جعفر ، ثم فتزوجها أخوه محمد بن جعفر ، ثم مات ، فتزوجها آخوهما عبد الله بن جعفر فماتت عنده فتزوج أختها زينب : المصدر ( شرح الزرقاني ج:3 ص:128 ).
- وقال ابن حجر العسقلاني ، عن ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده : تزوج عمر أم كلثوم على مهر أربعين الفا ( الإصابة في تمييز الصحابة ج4ص492 ).
- وقال صاحب الوافي بالوفيات زيد بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تزوجها عمر على أربعين الف درهم أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله ( الوافي بالوفيات ج:15 ص:23 ).
- وهناك قول ينفله السيد جعفر مرتضى العاملي في كتابه ظلامة أم كلثوم يقول : نقل عن الدميري قوله : أعظم صداق بلغنا خبره صداق عمر ، لما تزوج زينب بنت علي فانه أصدقها أربعين الف دينار ( وقد نقله السيد ، عن نظام الحكومة النبوية * التراتيب الاداريةج2ص 405عن المختار الكنتي في الاجوبة المهمة نقلا عن الحافظ الدميري ).
- وفي ( أنساب الأشراف ج2ص160 ) ذكر : أن عمر امهر السيدة أم كلثوم مائة الف وهناك مجموعة من الأقوال والاختلافات حول هذه المسألة فراجعوها في مضانها.
المخالف : وماذا يفيدك هذا البحث والتمسك بهذه الاستدلالات وهل تقدم أو تؤخر في الموضوع شيء ؟.
الموالي : أقول نعم تفيدني كثير لأن الطرف الآخر تمسك بمثل هذه الروايات وحاول أن يستفيد من كثرتها فلابد لي من أن أبحث في هذه الروايات للوصول لحقيقة مخفية على أكثر الناس ، فانتم تضللون الناس بكثرة الأخبار فقط ومن دون أن تبينوا لهم حقيقة هذه الأخبار وتناقضاتها ولي في الحقيقة موقف آخر في روايات المهر.
المخالف : وما هو هذا الموقف بينه لنا ؟.
الموالي : أقول لو تأملت في هذه الأخبار المبالغة في هذا المهر لوجدت بأن هذا الكلام يناقض مطالب الشريعة المقدسة فالمبالغة في المهر أمر لم ترغب فيه الشريعة وتنهى عنه وتحاربه ، واليك مجموعة من الأخبار في ذلك ، قال : صاحب الكافي في الفقه ولا تستحب الزيادة على خمسمائة درهم لأنه صداق أزواج النبي (ص) وبناته بدليل ما روى أبو سلمة ، قال : سألت عائشة عن كما أراد أن يجعل الصداق محدودا لا يزاد على صداقات أزواج النبي صداق النبي (ص) ، فقالت : اثنتا عشرة أوقيه ونش ، فقلت : ومانش ، قالت : نصف أوقية ، رواه مسلم وأبو داود ولأنه إذا كثر أجحف ودعا إلى المقت ويستحب تخفيفه لما روت عائشة عن النبي (ص) أنه قال : أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة رواه أحمد المصدر ( الكافي في فقه ابن حنبل ج:3 ص:85 ).
- ويستحب أن لا يغلى الصداق لما روي ، عن عائشة ، عن النبي (ص) أنه قال : أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة ، رواه أبو حفص بإسناده وعن أبي العجفاء ، قال عمر (ر) : إلا لا تغلوا صداق النساء فانه لو كان مكرمة في الدنيا أو تبقوي عند الله كان أولاكم بها رسول الله (ص) ما أصدق ، المصدر ( المغني ج:7 ص:161 ).
- وقال أبو سعيد الخدري (ر) ملء مسك ثور ذهبا والمستحب أن يخفف لما روت عائشة (ر) : أن النبي (ص) ، قال : أعظم النساء بركة أيسرهن مونة ولأنه إذا ( كثر ) أجحف وأضر ودعا إلى المقت والمستحب ألا يزيد على خمسمائة درهم لما روت عائشة (ر) ، قالت : كان صداق رسول الله (ص) لأزواجه اثنتي عشرة أوقية ونشأ أتدرون ما النش نصف أوقية وذلك خمسمائة ( درهم ) والمستحب الاقتداء به والتبرك بمتابعته فإن ذكر صداق في السر وصداق في العلانية ، المصدر ( المهذب ج:2 ص:55 ).
1562 - قال إسحاق : أخبرنا : الفضل بن موسى ، عن أبي الحارث هو جابر ابن الحارث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، عن رسول الله ، قال : خيركن أيسركن صداقا ، قال : وكان مجاهد ، يقول : إن كان درهما فهو حلال ، المصدر ( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ج:8 ص:86 ).
- وأيضا يناقض موقف عمر فعمر ابن الخطاب لا يحبذ كثرة المهر وينهي عن ذلك وله مواقف متشدد فكان لا يقبل المغالاة في المهور ، فلماذا تنازل عن مبدئه هنا ولم يصر عليه مع علمه وعلم الجميع بأن المغالاة أمر خلاف السنة المطهرة ، فقد ذكر بأن السنة المطهرة تنهي عن ذلك ، وقد مرت عليك مجموعه من الأقوال ، وأما الآن فإليك بعضا من أقوال عمر حول الموضوع : ولما قال عمر (ر) في خطبته ألا تغالوا في أصدقة النساء ( المبسوط ج:10 ص:152 ).
- وخطب عمر (ر) ، فقال : ألا لا تغالوا في صدقات النساء ، فانها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تبقوي عند الله لكان أولاكم بها رسول الله (ص) ما أصدق قط امرأة من نسائه ولا بناته فوق اثنتي عشر أوقية ( تفسير القرطبي ج:5 ص:99 ).
المخالف : وماذا في المسالة يمكن أراد عمر أن يكرم السيدة أم كلثوم بهذا المهر ؟.
الموالي : نعم لقد توجهت للاشكال المثار فجوابك هذا لربما أجاب به غيرك كثير منهم : صاحب البداية والنهاية أسمع ماذا يقول : وأما فاطمة فتزوجها ابن عمها علي ابن أبي طالب في صفر سنة اثنتين فولدت له الحسن والحسين ، ويقال : ومحسن وولدت له أم كلثوم وزينب وقد تزوج عمر بن الخطاب في أيام ولايته بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة وأكرمها اكراما زائدا أصدقها أربعين الف درهم لأجل نسبها من رسول الله (ص) ، المصدر ( البداية والنهاية ج:5 ص:309 ).
تنبه ابن كثير للاشكال المثار على الخليفة فحاول أن يدفعه بهذه الكلمات بأن عمر دفع هذا المهر المرتفع لأجل نسبها من الرسول (ص) ، ونسي الناقل ومن سار على دربه بأن الزهراء سيدة البيت الهاشمي بل البيت الإسلامي لم يدفع لها هذا المهر ، وكذلك السيدة زينب عميدة البيت الهاشمي بعد الزهراء وربيبات النبي (ص) ولو كان في كثرة المهر خير لأعطي للزهراء وقد مر عليك تصريح النبي (ص) بأن كثرة المهر ليس فيه خير ولكن ضيقالخناق هو الذي دعاهم لمثل هذا الدفاع ولقد دافع طرف آخر ، عن الموضوع بأسلوب أكثر حنكة ودهاء حيث أرئد من دفاعه إن يضرب عصفورين بحجر واحد.
المخالف : وضح من فضلك مرادك ماذا تقصد من هذا الكلام .
الموالي : أقول مرادي هو إن البعض لما وجد هذا المهر الكبير المخالف لرغبة الشريعة أراد أن يقول : بأن هذا الموقف من عمر هو مع الشريعة ، وأن عمر عمل ذلك مطابقا للشريعة وأراد أيضا أن يثبت لنا أمر آخر وهو قدرة عمر على الاستنباط وإنه فقيه.
المخالف : حيرتني كيف ذلك ومن أين لك بهذا الكلام وهو كلام انشائي تستدر به عطف الشيعة ؟.
الموالي : تفضل معي لمثل هذه الروايات واسأل نفسك لماذا نقلها الناقل كما سألت نفسي والروايات هذا لسانها :
- وروى أبو حفص بإسناده : أن عمر أصدق أم كلثوم ابنة علي أربعين الفا ، وعن عمر (ر) : أنه قال : خرجت وأنا أريد أن أنهى عن كثرة الصداق فذكرت هذه الآية : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } ( المغني ج7ص161 ).
- يؤيده ما روى أبو حفص بإسناده : أن عمر أصدق أم كلثوم بنت علي أربعين الفا ، وقال عمر : خرجت أنا أريد أن أنهى عن كثرة الصداق فذكرت هذا : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } المصدر ( المبدع ج:7 ص:132 ).
- وروى أبو حفص بإسناده : أن عمر أصدق أم كلثوم ابنة علي أربعين الفا ، وعن عمر (ر) : أنه قال : خرجت وأنا أريد أن أنهى عن كثرة الصداق فذكرت هذه الآية : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } المصدر ( المغني ج:7 ص:161 ).
وما شاكل هذه الروايات فتجد الراوي ، يقول : بأن عمر ، صحيح كما تقولون : أراد أن يحدد ويميل إلى ذلك ولم ينتبه إلى أن القرآن لا يوافق هذا التحديد ، وأن الشريعة لم تحدد ومن هنا كان موقفه موقفا شرعيا ونسى المسكين بان الآية القرآنية هنا موردها مورد الجواز في اعطاء أي كمية من المهر وليس في موقف الوجوب أو الاستحباب ، وقد دل الدليل الخارجي بأن المبالغة أمر غير محبذ في الشريعة فكيف يفعل عمر وهو قدوة للأمة باعتبار إنه خليفة وكيف خالف النبي (ص) ، ويضاف إليه بأنه من ، قال : بأن عمر توجه إلى هذه الآية ، وإنه مجتهد وعمر لا يعلم بهذه الآية أصلا بأنها في القرآن وقد بينت له احدى النساء الحقيقة ، فقال : كلمته المشهورة حتى النساء أفقه من عمر.
المخالف : وأين الدليل على ذلك ؟.
الموالي : إليك بعضا من الأدلة والروايات :
- قال الحافظ أبي يعلى : حدثنا : أبو خيثمة ، حدثنا : يعقوب بن ابراهيم ، حدثنا : أبي ، عن بن اسحاق ، حدثني : محمد بن عبد الرحمن ، عن خالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : ركب عمر بن الخطاب منبر رسول الله (ص) ، ثم قال : أيها الناس ما اكثاركم في صداق النساء وقد كان رسول الله (ص) وأصحابه والصدقات فيما بينهم أربع مئة درهم فما دون ذلك ولو كان الاكثار في ذلك تبقوي عند الله أو كرامة لم تسبقوهم اليها فلأعرفن مازاد رجل في صداق امرأة على أربع مئة درهم ، قال : ثم نزل فاعترضتة امرأة من قريش ، فقالت : يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في مهر النساء على أربع مئة درهم ، قال : نعم ، فقالت : أما سمعت ما أنزل الله في القرآن ، قال : وأي ذلك ، فقالت : أما سمعت الله ، يقول : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } .... قال : فقال : اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر ، ثم رجع فركب المنبر ، فقال : أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهم على أربع مئة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب ، قال أبو يعلي وأظنه قال : فمن طابت نفسه فليفعل ، اسناده جيد قوي.
- طريق أخرى ، قال ابن المنذر ، حدثنا : إسحاق بن ابراهيم ، عن عبد الرزاق ، عن قيس بن ربيع ، عن أبي حصين ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، قال : قال عمر بن الخطاب لا تغالوا في مهور النساء ، فقالت امرأة : ليس ذلك لك يا عمر إن الله ، يقول : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } من ذهب ، قال : وكذلك هي في قراءة عبد الله بن مسعود فلا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ، فقال عمر : إن امرأة خاصمت عمر فخصمته ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:1 ص:468 ).
- وخطب عمر (ر) ، فقال : ألا لا تغالوا في صدقات النساء فانها لو كانت مكرمة في الدنيا أو تبقوي عند الله لكان أولاكم بها رسول الله (ص) ما أصدق قط امرأة من نسائه ولا بناته فوق اثنتي عشرة أوقية ، فقامت إليه امرأة ، فقالت : يا عمر يعطينا الله وتحرمنا اليس الله سبحانه وتعالى يقول : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } فقال عمر : أصابت امرأة وأخطأ عمر ، وفي رواية فأطرق عمر ، ثم قال : كل الناس أفقه منك يا عمر.
- وفي أخرى ، امرأة أصابت ورجل أخطأ وترك الانكار ، أخرجه أبو حاتم البستي في صحيح مسنده ، عن أبي العجفاء السلمي ، قال : خطب عمر الناس فذكره إلى قوله اثنتي عشرة أوقية ولم يذكر ، المصدر ( تفسير القرطبي ج:5 ص:99 ) أن عمر نهى الناس أن يزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم ، فاعترضت له امرأة من قريش ، فقالت : أما سمعت ما أنزل الله ، يقول : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } فقال : اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر فركب المنبر ، فقال : يا أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا النساء في صدقاتهن على أربعمائة درهم فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب ، قال أبو يعلي : وأظنه قال فمن طابت نفسه فليفعل ، قال ابن كثير : اسناده جيد قوي ، وقد رويت هذه القصة بالفاظ مختلفة هذا أحدها ، المصدر ( فتح القدير ج:1 ص:443 كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج:20 ص:244 ).
- ولا تستحب الزيادة على خمسمائة درهم لأنه صداق أزواج النبي (ص) وبناته بدليل ما روى أبو سلمة ، قال : سألت عائشة عن كما أراد أن يجعل الصداق محدودا لا يزاد على صداقات أزواج النبي (ص) ، وقال : من زاد جعلت الزيادة فى بيت المال وكان المسلمون يعجلون الصداق قبل الدخول لم يكونوا يؤخرونه الا أمرا نادرا ، فقالت امرأة : يا أمير المؤمنين لم تحرمنا شيئا أعطانا الله اياه في كتابه ، فقال : وأين ، فقالت : في قوله تعالى : { وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } فرجع عمر إلى قولها ، وقال : امرأة أصابت ورجل أخطأ ، المصدر ( كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في الفقه ج:35 ص:385 ).
- ولما قال عمر (ر) في خطبته ألا لا تغالوا في أصدقة النساء ، فقالت امرأة سفعاء الخدين : أنت تقوله برأيك أم سمعته من رسول الله (ص) فإنا نجد في كتاب الله تعالى بخلاف ما تقول ، قال الله تعالى : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } المصدر ( المبسوط ج10ص152 ).
1566 - وقال أبي يعلى ، حدثنا : أبو خيثمة ، ثنا : يعقوب بن ابراهيم ، ثنا : أبي ، عن ابن اسحاق ، حدثني : محمد بن عبد الرحمن ، عن المجالد بن سعيد ، عن الشعبي ، عن مسروق ، قال : ركب عمر (ر) المنبر منبر رسول الله ، فقال : لا أعرفن ما زاد الصداق على أربعمائة درهم ثم نزل فاعترضته امرأة من فريش ، فقالت : يا أمير المؤمنين نهيت الناس أن يزيدوا في صدقاتهن إلى أربعمائة درهم ، قال : نعم ، قالت : أما سمعت الله تعالى يقول في القرآن : { وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا ( النساء : 20 ) } فقال : اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر ، ثم رجع فركب ، فقال : أيها الناس إني كنت نهيتكم أن تزيدوا في صدقاتهن على أربعمائة درهم ، فمن شاء أن يعطي من ماله ما أحب أو فمن طابت نفسه فليفعل المصدر ( المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية ج:8 ص:94 ).
اكتفي إلى هنا بهذا الاشكال وأن كان هناك أسئلة أخرى حول هذا المبلغ الكبير ، ومن أين لعمر بمثله إن لم يكن من بيت المال وغيرها من الاشكالات وبهذا نكون قد خدشت في جزء آخر من الروايات المتعلقة بالموضوع ، وياتي الكلام عن التناقضات الأخرى في هذا الزواج الغريب العجيب.
المخالف : وهل من تناقضات أخرى في البحث أم أن التناقض انتهى ؟.
الموالي : التناقض مازال قائما وما بحثته هو قسم واحد من التناقضات في هذا الزواج.
المخالف : وما هو التناقض الآخر أيها العزيز ؟.
الموالي : التناقض الثاني يتعلق بكيفية الخطبة فعادة ما يختلف في بعض الحيثيات ، مثال أن الخاطب خطب البنت من عمها أو أبيها أو أحد اخوتها فاختلاف بهذا المستوى محتمل ، وأن كان قليل جدا ولكن هلم بنا إلى هذا الزواج وتناقضاته الغريبة فينقل لنا من نقل هذه القصة مايلي :
12233 - أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية أمها فاطمة بنت النبي (ص) ولدت في عهد النبي (ص) ، قال أبو عمر : ولدت قبل وفاة النبي ( ص) ، وقال ابن أبي عمر المقدسي ، حدثني : سفيان ، عن عمرو ، عن محمد بن علي : أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها ، فقيل له إنه ردك فعاوده ، المصدر ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:293 ).
- أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ولدت قبل وفاة النبي (ص) أمها فاطمة خطبها عمر بن الخطاب (ر) إلى علي (ر) ، فقال : إنها صغيرة ، فقال عمر : زوجنيها يا أبا حسن فإني ارصد من كرامتها ما لا يرصده أحد ، المصدر ( الوافي بالوفيات ج:24 ص:272 ).
- وفي هذه السنة خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم بنت علي وأمها فاطمة بنت رسول الله ، فقال علي : أنها صغيرة ، فقال : إني لم أرد حيث ذهبت لكني سمعت رسول الله ، يقول : كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي وصهري فأردت أن يكون لي سبب وصهر برسول الله ، المصدر ( تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:149 ).
هذه بعض من الأقوال انظر معي وبدقة ماذا ، قال الامام علي (ع) عندما خطب عمر ابنته ، قال : إنها صغيرة والرد هنا من الامام علي (ع) لعمر بأنها صغيرة أي غير صالحة للزواج وكونها غير صالحة للزواج أي أنها دون التاسعة من العمر صحيح أم لا ، وهنا أمامك اختياران إما أن تقول : بأن الامام علي يكذب والعياذ بالله والرد من البعض بقوله بأن قصد الامام علي أنها لم تطمث أو غير ذلك ليس بسديد لأن الرد كما قلت ردا على خاطب وكونها صغيرة غير صالحة للزواج أي فعلا دون التاسعة ، والا لو كانت فوق التاسعة فهي في سن من يتزوج وقد تزوج الامام علي السيدة الزهراء في هذا العمر ، وكذلك القوم يقولون : بأن النبي (ص) تزوج عائشة في هذا العمر ، فإذا لابد من القول إما أنها صغيرة فعلا كما قال الامام : أو أننا نتهم الامام (ع) بالكذب والعياذ بالله والاتهام للامام بالكذب أمر صعب فلابد بأن نأخذ بالقول الثاني أي أنها فعلا صغيرة ودون سن التاسعة وعليه.
المخالف : وماذا عليه وإلى ماذا تتوجه وماذا تريد من هذه التوجيهات ياترى ؟.
الموالي : أريد أن أقول إذا فعلا ثبت أنها دون التاسعة ، فلابد وجزما إنها ليست بنت الزهراء ، وإنما هي بنت أخرى أما للامام أو أنها ربيبة أو غير ذلك.
المخالف : ولماذا ؟.
الموالي : لأن أهل التاريخ ، قالوا : بأن ولادة السيدة أم كلثوم بنت الزهراء كانت في سنة 6 من الهجرة ، وزواج عمر بها في سنة 17 من الهجرة وهذا نموذج من قولهم فعن صاحب سير أعلام النبلاء أنه قال : أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية شقيقة الحسن والحسين ولدت في حدود سنة ست من الهجرة ، ورأت النبي (ص) ولم ترو عنه شيئا خطبها عمر بن الخطاب وهي صغيرة ، فقيل له : ما تريد اليها ، قال : إني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي ، المصدر ( سير أعلام النبلاء ج:3 ص:500 ).
وقد أكدت المصادر أنها كانت شاهدة علي واقعة فدك ضد الخليفة واليك بعضا منها ، فقد ، قال ابن حجر العسقلاني في الصواعق : وكان ممن شهد في فدك علي والحسنان وأم كلثوم ، راجع ( الصواعق المحرقة ص37 ) ، فتوقع أخي الفاضل كم كان عمرها عندما شهدت قطعا أكثر من خمس سنوات والخلاف بين الزهراء وأبي بكر كان بعد وفاة النبي والزواج من عمر سنة 17 كما ذكر ، وعليه فإن أم كلثوم بنت الزهراء كانت كبيرة في ذلك التاريخ والتي خطبها عمر كانت صغيرة فمن هي يا ترى.
المخالف : ومن هي اليست بنت علي أم حتى هذه تريد أن تنفيها كما نفيت كونها بنت الزهراء ؟.
الموالي : لعلي أريد ذلك قد تقول كيف ، أقول لك كيف : نعم قد توفيت الزهراء في سنة 11 للهجرة وأكيد بقي الامام علي بعدها فترة زمنية وجيزة ، ومن ثم تزوج يعني سنة 12 من الهجرة ، فإذا فرض أن أول مولود كانت تلك البنت المزعومة أي أنها من مواليد سنة 12 أو 13 من الهجرة فكم يكون عمرها في سنة 17 سنة الزواج المزعوم أكيد يكون عمرها بين 4 أو 5 سنوات ، فيا عاقل بنت بهذا العمر يزوجها أبوها لماذا يا ترى ، لا أعرف أي جواب على الاطلاق ولذلك تنبه بعض المحققين إلى هذا العمر وإنها صغيرة واعترف أن عمر : مات عنها وهي لم تبلغ بعد فيكون صحيح عمرها وقت الزواج بنت أربع وعاشت مع عمر 6 فتكون فعلا لم تبلغ عند وفاة عمر ، راجع معي هذه المصادر :
- قال صاحب الطبقات : أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لم تبلغ فلم تزل عنده إلى أن قتل ، المصدر ( الطبقات الكبرى ج:8 ص:463 ).
- وقال صاحب سمط النجوم : وأما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب (ر) وكانت صغيرة دون البلوغ حال خطبتها ، روى إن عمر بن الخطاب (ر) جاء إلى علي (ر) وكرم وجهه في عدة من المهاجرين والأنصار يخطب ابنته أم كلثوم ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:1 ص:532 ).
- وفي ( بدائع الصنائع ج2ص240 لأبي بكر الكاشاني ) ، قال : وأنكح الصديق عائشة وهي بنت ست سنين من رسول الله (ص) وتزوجها رسول الله (ص) ، وزوج علي (ع) ابنته أم كلثوم وهي صغيره ، المصدر ( أبو بكر بن مسعود الكاشاني ط الأولى 1409 مكتبة الحبيبية بكاشان ).
- وفي ( المصنف للصنعاني ج6ص163 ) : أن عليا بن أبي طالب أنكح ابنته جارية تلعب مع الجواري عمر بن الخطاب.
- ولقد ذكر ( الزرقاني في كتابه شرح الزرقاني على المواهب اللدنية ج9 ص254 ) أن عمر قد مات عنها قبل بلوغها فهل تبين لك الآن أخي العزيز أن ما قلته لك غير صحيح وغير ممكن ، أما كونها بنت الزهراء فخلاف قول الامام علي : أنها صغيرة ، وخلاف قول المحققين إنها كانت طفلة عند العقد وإنها لم تبلغ عند موت عمر وبنت الزهراء ينبغي أن تكون عمرها عند موت عمر بنت 17 أو 18 سنة ، وأما كونها ليست بنت علي أصلا فعلى كل الاحتمالات لا يمكن أن يزيد عمرها على خمس سنوات عند سنة 17 سنة الزواج المزعوم.
المخالف : إذن من تكون ؟.
الموالي : لا أعلم فلعلها ربيبة الامام على من احدى زوجاته كما فسره البعض ، وإلى هنا انتهيت من اشكال واحد في التناقض الثاني ، وهناك اشكالات أخرى ربما أتعرض لها لاحقا إن شاء الله.
المخالف : وما هو التناقض والاشكال الآخر في هذا التناقض في كيفية الخطبة ؟.
الموالي : نعم هناك اختلاف واضح في من قام بتزويج السيدة أم كلثوم من عمر واليكم الروايات في هذا الباب :
- فيقول : صاحب غوامض الأسماء : محمد بن علي : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها ، فقيل له : إنه ردك فعاوده ، فقال علي : أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها ، فقالت : مه لولا أنك أمير المؤمنين لطمت ، المصدر ( غوامض الأسماء المبهمة ج:2 ص:788 ) ، فهذه الرواية وما كان على شاكلتها ولفظها ظاهرها إنه رده ولم تكن المسألة مسألة صغر وإلا لما قال من ، قال : لعمر : إنه ردك فيا ترى لماذا رده لا أعلم.
- ولعل في بعضها ، قال له عمر : والله ما ذلك أردت 217 ، قال ابن اسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فأقبل علي عليه ، وقال : هي صغيرة ، فقال عمر : لا والله ما ذلك بك لكن أردت منعي فإن كانت كما تقول فابعثها ، المصدر ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:114 ) ، وهذا نموذج آخر أيضا من الأخبار يكمل القصة ويبين أن الرفض ليس بسبب الصغر ، وإنما هو مجرد عدم ارادة لتحقيق الزواج فكان الاعتذار هنا لأنه يريدها لابن أخيه.
- ففي فضائل الصحابة : 1069 - حدثنا : محمد بن يونس ، قثنا : المعلي بن اسد ، نا : وهيب بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي أم كلثوم ، فقال : انكحنيها ، فقال علي : إني أرصدها لابن أخي جعفر ، فقال عمر : انكحنيها فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصد فأنكحه علي فأتى عمر المهاجرين ، فقال : ألا تهنئوني ، فقالوا بمن يا أمير المؤمنين ، فقال : بأم كلثوم بنت علي وابنة فاطمة بنت رسول الله إني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة الا ما كان من سبي ونسبي فأحببت أن يكون بيني وبين رسول الله (ص) سبب ونسب ، المصدر ( فضائل الصحابة ج:2 ص:625 ).
فأتضح الأمر هنا بان الرفض ليس لأنها صغيرة وإنما لأنه لا يريدها له وإنما يريدها لأحد آخر أو أنه لا يريده أصلا وهو الأقرب ، فلقد ذكر الهيثمي وللطبراني في الأوسط : أن عمر خطب إلى علي أم كلثوم ، فقال : إنها لصغيرة عن ذلك ، قلت فذكر الحديث ، فقال علي للحسن والحسين : زوجا عمكما ، فقالا : هي امرأة من النساء تختار لنفسها ( لعله هنا نقص فقام ) علي وهو مغضب فأمسك الحسن بثوبه ، وقال : الصبر على هجرانك يا أبتاه ، ورواه البزار بنحوه باختصار قصة عقيل ، وفي المناقب أحاديث نحو هذا باب في المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:4 ص:272 ) ، فلا أعرف لماذا أرجع الامام الأمر للحسنين وهما صغيران ولماذا لم يقم هو بالعقد والزواج ، ولماذا غضبا إلا أن يكون هناك أمر غير طبيعي أو أن القصة مختلقة ، نواصل نقل الأمر والنقاش ونترك الحكم للقارئ الكريم وهذا قول آخر كما عن الذرية الطاهرة ، وذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ، حدثنا : حبيب كاتب مالك بن أنس ، حدثنا : عبد العزيز الداروردي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه مولى عمر بن الخطاب ، قال : خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فاستشار علي العباس وعقيلا والحسن فغضب عقيل ، وقال لعلي : ما تزيدك الأيام والشهور الا العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن ، فقال علي للعباس : والله ما ذاك منه نصيحة ولكن درة عمر أحوجته إلى ما ترى أم والله ما ذاك لرغبة فيك يا عقيل ولكن أخبرني : عمر بن الخطاب أنه سمع رسول الله (ص) ، يقول : كل سبب ونسب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي ، المصدر ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:115 ) وذكرها غير واحد منهم الهيثمي ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:4 ص:271 ) ، وهذه الروية وما كان على شاكلتها من الروايات كسابقتها تشير إلى أن هناك أمر غير طبيعي في هذا الزواج رفض وخلاف في الأسرة لا أعرف له جواب ، وهناك تناقضات أخرى مهمة أتعرض اليها فيما يأتي إن شاء الله تعالى.
المخالف : وهل بقي لديك اشكالات أخرى أم أنها قد انتهت ؟.
الموالي : لا ، لم تنته بعد ولعل الاشكال القادم من الاشكالات المهمة جدا في البحث ، وله دور كبير في تغير مسار القضية.
المخالف : وما هو هذا الاشكال المهم ولقد مرت علينا اشكالات مهمة جدا من مثل اشكال العمر ؟.
الموالي : الاشكال القادم هو حول وفات زوجة عمر أم كلثوم وأزواج هذه المرأة.
المخالف : وكيف ذلك وما هي أسباب أهمية هذا الاشكال يا ترى ؟.
الموالي : سوف أقول لكم ذلك الآن وأنا أناقش الموضوع وسوف أقوم بسرد أكبر عدد من النقولات في موتها ، ومن صلى عليها التفتوا جيدا لذلك لوجود خفايا في الموضوع والتدقيق بين الأسطر مهم جدا للوصول للهدف المراد فانتبهوا معي جيدا واليكم الآن بعضا من تلك المرويات :
- قال صاحب المغني ابن قدامه : وروى الامام أحمد بإسناده ، عن عمار مولى بني هاشم ، قال : شهدت جنازة أم كلثوم بنت علي وزيد بن عمر فصلى عليها سعيد بن العاص وكان أمير المدينة وخلفه يومئذ ثمانون من أصحاب محمد (ص) فيهم ابن عمر والحسن والحسين وسمي في موضع آخر زيد بن ثابت وأبا هريرة ، المصدر ( المغني لابن قدامه ج2ص178 ).
- وقال صاحب المعرفة والتاريخ : أخبرني : أسامة أن نافعا مولى ابن عمر أخبره ، قال : وضعت جنازة أم كلثوم امرأة عمر وابن لها يقال له زيد ، والامام يومئذ سعيد بن العاص وفي الناس ابن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد الخدري وأبو قتادة ، حدثنا : سعيد بن منصور ، قال : حدثنا : إسماعيل بن ابراهيم ، قال : أخبرنا : يونس بن عبيد ، عن عمار بن أبي عمار مولى بني هاشم ، قال : كنت فيمن يختلف بين أم كلثوم وأبنها زيد فصلى عليها أمير المدينة وثم الحسن والحسين ، المصدر ( المعرفة والتاريخ ج:1 ص:76 ).
- وقال صاحب الذرية الطاهرة : 229 - حدثنا : أبو إسحاق إبراهيم بن يعقوب ابن اسحاق الجوزجاني ، حدثنا : يزيد بن هارون ، أخبرنا : حماد بن سلمة ، عن عمار بن أبي عمار أن أم كلثوم بنت علي وزيد بن عمر ماتا فكلنا وصلى عليهما سعيد بن العاص وخلفه الحسن والحسين وأبو هريرة ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:118 ).
230 - حدثنا : إبراهيم بن يعقوب ، حدثنا : يزيد بن هارون ، أخبرنا : إسماعيل بن أبي خالد ، قال : تذاكرنا عند عامر جنائز الرجال والنساء ، قال عامر : جئت وقد صلى عبد الله بن عمر على أخيه زيد بن عمر وأمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب (ر) ، المصدر ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:118 ).
- وقال الشوكاني : وروي أيضا بسنده إلى الشعبي ، قال : صلى بن عمر على زيد بن عمر وأمه أم كلثوم بنت علي فكبر أربعا وخلفه بن عباس والحسين بن علي وبن الحنفية ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:99 ).
- وأضاف الشوكاني : وعن عمار أيضا : أن أم كلثوم بنت علي وأبنها زيد بن عمر أخرجت جنازتاهما فصلى عليهما أمير المدينة فجعل المرأة بين يدي الرجل وأصحاب رسول الله (ص) يومئذ كثير وثم الحسن والحسين ، وعن الشعبي : أن أم كلثوم بنت علي وأبنها زيد بن عمر توفيا جميعا فأخرجت جنازتاهما فصلى عليهما أمير المدينة فسوى بين رؤوسهما وأرجلهما حين صلى عليهما ، رواهما سعيد في سننه الحديث سكت عنه أبو داود والمنذري ، ورجال اسناده ثقات ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:110 ).
- وأخرجه أيضا البيهقي ، وقال : وفي القوم الحسن والحسين وبن عمر وأبو هريرة ونحو من ثمانين نفسا من أصحاب النبي (ص) ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:110 ).
- وفي رواية للبيهقي أن الامام في هذه القصة بن عمر وفي أخرى له وللدارقطني والنسائي في المجتبى من رواية نافع بن عمر : إنه صلى على سبع جنائز رجال ونساء فجعل الرجال مما يلي الامام وجعل النساء مما يلي القبلة وصفهم صفا واحدا ، ووضعت جنازة أم كلثوم بنت علي امرأة عمر وابن لها يقال له : زيد والامام يومئذ سعيد بن العاص ، وفي الناس يومئذ بن عباس وأبو هريرة وأبو سعيد وأبو قتادة فوضع الغلام مما يلي الامام ، فقلت : ما هذا ، قالوا : السنة ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:110 ).
- وكذلك رواه بن الجارود في المنتقى ، قال الحافظ : واسناده صحيح ، قوله : أمير المدينة هو سعيد بن العاص كما وقع مبينا في سائر الروايات ويجمع بينه وبين ما وقع فيه أن الامام كان بن عمر بأن بن عمر أم بهم باذنه ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:110 ).
أما بعد : لاحظ أخي القارئ هذه الأخبار وتأمل فيها جيدا هل لفت انتباهك شيء أم لا قد تقول لعلك تقصد التناقض في من صلى على أم كلثوم هل هو الوالي سعيد بن العاص ، أو ابن عمر أقول هذا تناقض واضح ، وقد انتبه إليه الشوكاني فحاول أن يجمع بينهما بجمع فاشل كما مر عليك ، ولكن أن له ذلك وقد صرحت المصادر بعضها بالوالي وبعضها بابن عمر ، فقد تقول : هذا التناقض لا يخدم قضيتك كثيرا ولن يفيدك في شيء على الاطلاق أقول نعم وانا لم أرد ذلك ، وقد ذكره من قبل غير ممن كتب عن هذه القضية ، ولكن لي غرض آخر يأتي إن شاء الله فانتبه لذلك جيدا وتوقع ما هو .
المخالف : هل تتوقع بأنه بقي عندك أمر مهمه يفيدك في قضيتك هذه أكثر مما قدمته للناس ، أم هو فقط من باب الدعاية لموضوعك من أجل أن يقرأ ؟.
الموالي : لا يخلو من شيء مما ذكرت ولكن في الحقيقة هناك تناقض أنا لم يستوعبه عقلي.
المخالف : وما هو هذا التناقض لأننا مررنا باشكالات متعددة لعلها قادرة بذاتها في التشكيك في أصل هذا الزواج ؟.
الموالي : نعم فيما مر كفاية على تقويض هذا الزواج المزعوم ولكن إليك الاشكال الجديد وأترك الحكم لك من دون تعليق مني ، لقد مر علينا بأن السيدة أم كلثوم زوجة عمر بن الخطاب توفت في المدينة المنورة ، وقد صلى على جنازتها الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر صح أم لا ، أعتقد بأنك سوف تجيبني بصح لأن المسألة أجماعية بين القوم لا معارض لها حتى الآن الأمر طبيعي ولا فيه أي اشكال ، ولكن حدثت معجزة لهذه المرأة وهي أنها عادت للحياة من جديد وخرجت إلى كربلاء مع أخيها الحسين (ع) وبعد مصرعه خرجت للكوفة والشام .... في حديث أم كلثوم بنت على ، قالت : لأهل الكوفة أتدرون إي كبد فرثتم لرسول الله الفرث تفتيت الكبد بالغم والأذى ، ( النهاية في غريب الأثر ج:3 ص:422 ).
- قالت : أم كلثوم بنت علي لأهل الكوفة أتدرون أي كبد فرثتم لرسول الله الفرث تفتيت الكبد بالغم والأذى ، ( غريب الحديث ج:2 ص:182 ).
- وفي حديث أم كلثوم بنت علي ، قالت : لأهل الكوفة أتدرون أي كبد فرثتم لرسول ( الفرث تفتيت الكبد بالغم والأذى ) ، المصدر ( لسان العرب ج2ص176 ) ، وذكر الخطبة ( ابن طيفور في بلاغات النساء ص23 ).
وقد أجمعت الشيعة وكثير غيرهم علي وجود أم كلثوم مع أخيها الحسين بكربلاء ، فماذا نفعل بمن ، قال أنها ماتت في المدينة وصلى عليها الحسن والحسين (ع) ، قد يقول قائل : لعل الموجودة في كربلاء أم كلثوم غير زوجة عمر وزوجة عمر ماتت بالمدينة قبل هذا التاريخ فماذا تقول.
أقول : إنه أمر محتمل بلا اشكال على الاطلاق ولا غرابة في ذلك ، ولكن لنعد إلى كربلاء مرة أخرى لأسألكم هذا السؤال هل يشك أحد من الناس في وجود السيدة زينب في كربلاء ، أعتقد لا نحتاج هنا لذكر المصادر لاجماع الكل على أن زينب كانت في كربلاء مع أخيها الحسين (ع) وكانت في الكوفة والشام وهي مسألة أجماعية بين القوم.
المخالف : ما هو الرابط بين القضيتين بين أم كلثوم وزينب لنستشهد بزينب ووجودها في كربلاء وماذا يفيدك أم إنه من باب ضيق الخناق عليك ؟.
الموالي : ينفعني كثيرا جدا وسوف ترى ماذا أريد منك هنا ولأي شيء أنا أتحرك فتسليمك بوجود زينب لازمه تسليمك بوجود أم كلثوم أمر غريب لا أعرف التلازم هنا ومن أي باب ، هل هو تلازم عقلي أم نقلي أو ماذا فسر لي ذلك فأصبحت المسألة حزورة سوف أفسر لك ولكن تابع مع هذه النقولات أولا فلعلك تصل لما وصلت إليه والنقولات هي كالتالي :
- ففي تلقيح فهوم أهل الأثر : فتزوج زينب عبد الله بن جعفر فولدت له عبد الله وعونا وماتت عنه وتزوج أم كلثوم عمر بن الخطاب فولدت له زيدا ثم خلف عليها بعد عمر عون بن جعفر فلم تلد له ، ثم مات وخلف عليها محمد بن جعفر فولدت له جارية ، ثم خلف عليها بعده عبد الله بن جعفر فلم تلد له وماتت عنده وزاد ابن اسحاق أولاد فاطمة من علي محسنا ، قال : ومات صغيرا وزاد الليث بن سعد رقية ، قال : وماتت ولم تبلغ ، المصدر ( تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التاريخ والسير ج:1 ص:30 ).
- وفي البداية والنهاية : وولدت له أم كلثوم وزينب وقد تزوج عمر بن الخطاب في أيام ولايته بأم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة وأكرمها اكراما زائدا أصدقها أربعين الف درهم لأجل نسبها من رسول الله فولدت له زيد بن عمر ابن الخطاب ، ولما قتل عمر بن الخطاب تزوجها بعده ابن عمها عون بن جعفر فمات عنها فخلف عليها أخوه محمد فمات عنها فتزوجها آخوهما عبد الله بن جعفر ، فماتت عنده وقد كان عبد الله بن جعفر تزوج بأختها زينب بنت علي وماتت عنده أيضا وتوفيت فاطمة بعد رسول الله بستة أشهر على أشهر الأقوال ، وهذا الثابت عن عائشة في الصحيح ، المصدر ( البداية والنهاية ج:5 ص:309 ).
- وقال صاحب الطبقات : أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وأمها فاطمة بنت رسول الله وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي ، تزوجها عمر بن الخطاب وهي جارية لم تبلغ فلم تزل عنده إلى أن قتل وولدت له زيد بن عمر ورقية بنت عمر ، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فتوفي عنها ، ثم خلف عليها أخوه محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب فتوفي عنها فخلف عليها أخوه عبد الله بن جعفر بن أبي طالب بعد أختها زينب بنت علي بن أبي طالب ، فقالت أم كلثوم : إني لأستحيي من أسماء بنت عميس إن ابنيها ماتا عندي وإني لأتخوف على هذا الثالث فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم شيئا ، المصدر ( الطبقات الكبرى ج:8 ص:463 ).
- وقال صاحب الذرية الطاهرة : وأما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب فولدت له زيد بن عمر ، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر عون بن جعفر فلم تلد له شيئا حتى مات ، ثم خلف على أم كلثوم بعد عون بن جعفر محمد بن جعفر ، فولدت له جارية ، يقال لها : نبتة نعشت من مكة إلى المدينة على سرير فلما قدمت المدينة توفيت ، ثم خلف على أم كلثوم بعد محمد بن جعفر عبد الله بن جعفر فلم تلد له شيئا حتى ماتت عنده.
8875 - حدثنا : أحمد بن عبد الجبار ، قال : سمعت يونس بن بكير ، قال : سمعت ابن اسحاق يقول ولدت فاطمة بنت رسول الله (ص) لعلي بن أبي طالب حسنا وحسينا ومحسنا فذهب محسن صغيرا وولدت أم كلثوم وزينب فتزوج أم كلثوم بنت على عمر بن الخطاب فولدت له زيد بن عمر وامرأة معه ، فمات عمر عنها فتزوجها بعد عمر عون بن جعفر فهلك عنها عون ولم يصب منها ولدا ، وتزوجها محمد بن جعفر فمات محمد فتزوجها عبد الله بن جعفر ومات عنها ولم يصب منها ولدا ، المصدر ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:62 ).
- وواصل بقوله : 227 - حدثنا : عبد الله بن محمد أبو أسامة ، حدثنا : حجاج بن أبي منيع ، حدثنا : جدي ، عن ابن شهاب ، قال : ثم خلف علي أم كلثوم بعد عون بن جعفر محمد بن جعفر ولدت له جارية يقال لها : نبتة نعشت من مكة إلى المدينة على سرير ، فلما قدمت المدينة توفيت ، ثم خلف على أم كلثوم بعد عمر وعون ابن جعفر ومحمد بن جعفر عبد الله بن جعفر ، فلم تلد له شيئا حتى ماتت عنده ، المصدر ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:118 ).
- وقال صاحب المنتخب : ثم هلك عمر عن أم كلثوم فتزوجها عبد الله بن جعفر فلم تلد منه ، المصدر ( المنتخب من كتاب أزواج النبي ج:1 ص:31 ).
- وقال صاحب سمط النجوم : في وسيلة المال ، قال ابن اسحاق ، حدثني : والدي إسحاق ، حدثني : بشار ، عن الحسن المثنى ابن الحسن السبط ، قال : لما تأيمت أم كلثوم من عمر بن الخطاب دخل عليها أخواها الحسن والحسين ، فقالا لها : أنت كما عرفت بنت سيدة نساء العالمين وإنك والله إن أمكنت عليا لينكحنك بعض أبنائه وإن أردت أن تصبي بنفسك مالا عظيما لتصبينه فوالله ما قاما حتى دخل علي (ر) على فحمد الله وأثنى عليه ، ثم ذكر منزلتهم من رسول الله ، فقالوا : صدقت رحمك الله وجزاك عنا خيرا ، ثم قال : أي بنية إن الله قد جعل أمرك بيدك فأنا أحب أن تجعليه بيدي ، فقالت : أي أبت إني والله امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء وأحب إن أصيب ما تصيب النساء من الدنيا وإني أريد أن انظر في أمر نفسي ، فقال : لا والله : يا بنتي ما هذا من رأيك ما هو الا رأي هذين ثم قام ، فقال : والله لا اكلم أحدا منهما أو تفعلين فأخذا بثيابه ، وقالا : اجلس يا أبت فوالله ما على هجرتك من صبر اجعلي أمرك بيده ، فقالت : قد جعلت ، فقال : قد زوجتك من عون بن جعفر يعني ابن أخيه وإنه لغلام ثم رجع علي (ر) إلى بيته وبعث اليها بأربعة الآف درهم وبعث إلى ابن أخيه عون فأدخلها عليه ، قال : راويه الحسن بن الحسن فوالله ما سمعت بمثل عشق منها له منذ خلقني الله عز وجل فهلك عنها فزوجها والدها علي (ر) من أخي عون بن جعفر محمد بن جعفر فولدت له جارية ماتت صغيرة ، ثم هلك عنها ، ثم زوجها من أخيهما عبد الله بن جعفر فماتت عنده ولم تلد له شيئا فلا عقب لها ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:1 ص:533 ).
- وقال صاحب الاصابة : وذكر أبو بشر الدولابي في الذرية الطاهرة من طريق أبي إسحاق ، عن الحسن بن الحسن بن علي ، قال : لما تأيمت أم كلثوم بنت علي ، عن عمر فدخل عليها أخواها الحسن والحسين ، فقالا لها : إن أردت أن تصيبي بنفسك مالا عظيما لتصيبن فدخل علي فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أي بنية إن الله قد جعل أمرك بيدك فإن أحببت أن تجعليه بيدي ، فقالت : يا أبت أني امرأة أرغب فيما ترغب فيه النساء وأحب أن أصيب من الدنيا ، فقال : هذا من عمل هذين ، ثم قام يقول : والله لا أكلم واحدا منهما أو تفعلين فأخذا شأنها وسألاها ففعلت فتزوجها عوف بن جعفر بن أبي طالب ، وذكرها الدارقطني في كتاب الاخوة أن عوفا مات عنها فتزوجها أخوه محمد ، ثم مات عنها فتزوجها أخوه عبد الله بن جعفر فماتت عنده وذكر بن سعد نحوه ، وقال في آخره فكانت تقول : أني لأستحي من أسماء بنت عميس مات ولداها عندي فأتخوف على الثالث ، قال : فهلكت عنده ولم تلد لأحد منهم ، المصدر ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:294 ).
وصلنا الآن إلى هذه النتيجة وهي أن أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب كانت موجودة بعد الحسنين (ع) ، وبالأصح بعد زينب (ع) وأم كلثوم زوجة عمر متوفية قبل الحسنين (ع) اليس كذلك لأنه لا يمكن لعبد الله بن جعفر أن يتزوج بأم كلثوم قبل وفاة زينب لأنه لا يمكن الجمع بين الأختين ، وعلى هذا أقول ينبغي عليكم أن تبحثوا عن أم كلثوم زوجة عمر بنت من بالضبط وللكلام بقية إن شاء الله تعالى.
المخالف : قد يقول لكم قائل أن عبد الله بن جعفر قد طلق زينب وتزوج بأختها أم كلثوم بعدها فما هو الرد ؟.
الموالي : أقول بان اثبات الطلاق على المدعى وليس علي : أنا فلم يثبت لنا بأن ابن جعفر قد طلق زينب ، بل الثابت عكس ذلك وأن خروجها إلى كربلاء كان باذن من زوجها عبد الله بن جعفر هذا هو الثابت وأكثر من ذلك فتفضل معي للمزيد :
- وقال الشوكاني : وفي رواية سعيد بن منصور ، أن بنت علي هي أم كلثوم بنت فاطمة ولا تعارض بين الروايتين في زينب وأم كلثوم لأنه تزوجهما عبد الله بن جعفر واحدة بعد أخرى مع بقاء ليلى في عصمته وقد وقع ، المصدر ( نيل الاوطار للشوكاني ج6ص287 ).
- وقال صاحب الذرية الطاهرة : فهؤلاء ما ولدت فاطمة بنت رسول الله (ص) من علي بن أبي طالب ، فأما زينب بنت علي فتزوجها عبد الله بن جعفر فماتت عنده وقد ولدت له علي بن عبد الله بن جعفر وأخا له يقال له : عون ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:62 ).
- وقال صاحب سمط النجوم : وتزوجت زينب بنت فاطمة ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وماتت عنده وقد ولدت له عليا وعونا وجعفرا وعباسا وأم كلثوم ، قال : الشامي في سيرته : أولاد زينب المذكورة من عبد الله بن جعفر موجودون بكثرة العقب منه في علي وأخته أم كلثوم ابني عبد الله بن جعفر ، ويقال : لمن ينسب لهؤلاء جعفري ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:1 ص:530 ) ، وهناك الكثير من المصادر التي تذكر وفاة زينب عند عبد الله بن جعفر وعلى ذلك لا مجال ولا مهرب للقوم من الاعتراف بأن أم كلثوم زوجة عمر هي غير أم كلثوم بنت علي أخت زينب.
المخالف : لقد وقعت في مشكلة لأنك قبل لم تعترف بأم كلثوم والآن نجدك تعترف فهل هذا تغير في الموقف أم لا ؟.
الموالي : أقول هذا الكلام ليس تراجع ولكن من باب المسايرة للقوم فقط ، وأنا أعتقد بأن أم كلثوم هي زينب وكل مانسب لأم كلثوم في كربلاء والكوفة والشام منسوب للسيدة زينب فراجعوا بأنفسكم فسوف تعرفوا ذلك جليا.
المخالف : وهل هناك تناقض آخر ؟.
الموالي : أقول هناك تناقضات أخرى أتعرض لاثنين منها على السرعة الأول في أولاد أم كلثوم زوجة عمر ، فنجد هناك أمور منها تعرض الأقوال كان يقال لها ولد أو يقال ولد وبنت أو أولاد كما في بعضها وأوجدوا قصة في وفاة زيد بن عمر وإنه مات هو وأمه في ساعة واحدة ولا يدرى ايهما المتقدم ولكن العجب في أمرين :
الأمر الأول : كل من ترجم لهذا الولد أطلق عليه لقب زيد الأكبر وأطلقوا علي ولده الذي من زوجته السابقة زيد الأصغر ، كيف لا أعلم لأن هذا من زوجته المتأخرة وزيد الأصغر هو من أم كلثوم بنت جرول فاليكم الأقوال :
- فقال في البداية والنهاية : قلت فجملة أولاده (ر) وأرضاه ثلاثة عشر ولدا وهم زيد الأكبر وزيد الأصغر وعاصم وعبد الله وعبد الرحمن الأكبر وعبد الرحمن الأوسط ، المصدر ( البداية والنهاية ج:7 ص:139 ).
- وقال في سمط النجوم العوالي : والثالث زيد الأكبر أمه أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله (ص) رمى بحجر فمات وقد تقدم ذكره عند ذكر أمه أم كلثوم هذه (ر) ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:2 ص:508 ).
- وقال في المنتظم : وزيد الأكبر ورقية وأمهم أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب وأمها فاطمة بنت رسول الله (ص) وزيد الأصغر وعبيد الله وأمهما أم كلثوم بنت جرول وفرق الإسلام بين عمر وبين أم كلثوم بنت جرول وعاصم وأمه جميلة ، المصدر ( المنتظم ج:4 ص:131 ).
- وقال في سمط النجوم العوالي : وأرسل لها عمر أربعين الفا مهرا وبنى بها (ر) وقتل عنها بعد أن ولدت له زيدا الأكبر ورقية ، فأما زيد الأكبر فعاش إلى أن ارتحل فرمى في حنين بحجر مات به ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:1 ص:532 ).
- وقال في أخبار المدينة : وكان لعمر من الولد عبد الله وعبد الرحمن وحفصة وأمهم زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذاقة بن جمح ، وزيد الأكبر لا بقية له ورقية وأمها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم ، وأمها فاطمة بنت رسول الله وزيد الأصغر وعبيد الله قتلا يوم صفين مع معاوية وأمهما أم كلثوم بنت جرول ، المصدر ( أخبار المدينة ج:1 ص:345 ).
- في صفة الصفوة : وزيد الأكبر ورقية أمهما أم كلثوم بنت علي وزيد الأصغر وعبيد الله أمهما أم كلثوم بنت جرول ، المصدر ( صفة الصفوة ج:1 ص:275 ).
ثم هناك سؤال آخر متى مات ، فمنهم من يقول : إنه مع أمه ولم يحدد ، ومنهم من قال : في معركة وهي حنين ، وغريبة أن معركة حنين قبل ولادة أم كلثوم يمكن ، ومنهم من قال : إنه له أولاد.
- قال في سمط النجوم العوالي : وأرسل لها عمر أربعين الفا مهرا وبنى بها (ر) وقتل عنها بعد أن ولدت له زيدا الأكبر ورقية ، فأما زيد الأكبر فعاش إلى أن ارتحل فرمى في حنين بحجر مات به ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:1 ص:532 ).
- وقال في المغني : فأما الحديث الأول فلا يصح فإن زيد بن عمر هو ابن أم كلثوم بنت علي الذي صلي عليه معها وكان رجلا له أولاد كذلك ، قال الزبير بن بكار : ولا خلاف في تقديم الرجل على المرأة ولأن زيدا ضرب في حرب كانت بين عدي في خلافة بعض بني أمية فصرع وحمل فمات والتفت صارختان عليه وعلى أمه ولا يكون الا رجلا ، المصدر ( المغني ج:2 ص:221 ).
ثم بالنسبة للبنت هل هي رقية أم أنها فاطمة ، ورقية هل تزوجت أم لا ، فقد ، قالوا : زوجها أبوها فكم عمرها عند وفاة أبيها لأنها أصغر من زيد فيكون عمرها أربع سنوات أو خمس عند وفاته لأنها من مواليد 19 أو 20 للهجره ، هذا إن قلنا بأن الزواج كان في سنة 17 للهجرة وهو غير صحيح لما يأتي فعجبا لهذه التناقضات فتابعوا معي الأقوال :
- قال في المنتخب من كتاب أزواج النبي : بنت علي عند عمر بن الخطاب فولدت له زيدا ، فقتل زيد بن عمر خالد ابن أسلم مولى عمر ، قال : قتله وهو لا يعرفه رماه بحجر وتزوج رقية بنت عمر إبراهيم بن نعيم بن النحام فلم تلد منه ، ثم هلك عمر عن أم كلثوم ، المصدر ( المنتخب من كتاب أزواج النبي ج:1 ص:31 ).
- وقال في المعارف : أخبرنا : أبو العز بن كادش أذنا ، أنا : أبو محمد بن الحسين ، أنا : أبو الفرج المعافي بن زكريا القاضي ، نا : محمد بن القاسم الأنباري أخبرني : أبي ، عن أبي الفضل العباس بن ميمون وفاطمة وزيدا وأمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب من فاطمة بنت رسول الله (ص) ، ويقال : إن إسم بنت أم كلثوم من عمر رقية ، وأن عمر زوجها إبراهيم بن نعيم النحام فماتت عنده ولم تترك ولدا ، المصدر ( المعارف ج:1 ص:185 ).
- وقال في البدء والتاريخ : بنات علي بن أبي طالب (ع) زوج علي أم كلثوم الكبرى من عمر بن الخطاب (ر) ، فولدت له زيد بن عمر وفاطمة بنت عمر ، المصدر ( البدء والتاريخ ج:5 ص:76 ).
اكتفي بهذه التناقضات واعتقد أنها كافية لاسقاط هذا الزواج وفيها الكفاية لأي عاقل لبيب وبعد هذا السرد للمتناقضات سوف انتقل لأمر آخر إن شاء الله.
المخالف : وما هو الأمر الآخر ، وهل بقي شيء لم يبحث بعد في هذه المسألة حتى تضيفه هنا ؟.
الموالي : نعم ، بقيت نقطة مهمة وأهميتها تأتي من ناحية العزة والكرامة والاخلاق السامية.
المخالف : وما دخل الكرامة في قضية تاريخية يا ترى ولماذا تدخلون مثل هذه المسائل في البحوث التاريخية ؟.
الموالي : اسمعوا أولا ماذا ، قال قومكم وبعد ذلك أناشدكم هل تقبلون هذا الأمر لأنفسكم ولأولادكم أم لا.
المخالف : وما هو هذا الأمر عجل علينا لعلنا نتعاطف معك في هذه المسألة ؟.
الموالي : اليكم الآن مقالة قومكم ، وبعد ذلك سوف يكون الحكم وهذه بعض من كلمات القوم :
- قال في غوامض الأسماء المبهمة : قرئ على أبي محمد بن عتاب وأنا أسمع ، قال : قرأت على حاتم بن محمد ، قال : أنبأ : أحمد بن فراس ، قال : ثنا : عبد الرحمن بن عبد الله بن محمد بن يزيد المقري ، قال : ثنا : جدي ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو ، عن محمد بن علي ، قال : خطب عمر إلى علي ابنته فذكر منها صغرا ، وقالوا لعمر : إنما ردك فعاوده ، فقال : أرسلها إليك فإن رضيتها فهي امرأتك ، فلما جاءته كشف عن ساقها ، فقالت : أرسل لولا إنك أمير المؤمنين للطمت عينيك ، المصدر ( غوامض الأسماء المبهمة ج:2 ص:787 ).
- وقال أيضا : محمد بن علي : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها ، فقيل له : إنه ردك فعاوده ، فقال علي : أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها ، فقالت : مه لولا أنك أمير المؤمنين لطمت ، المصدر ( غوامض الأسماء المبهمة ج:2 ص:788 ).
- وقال في نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار : وعن محمد بن الحنفية ، عن عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور : أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها ، فقال : أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها ، فقالت : لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينيك ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:6 ص: 240 ).
12233 - أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب الهاشمية أمها فاطمة بنت النبي (ص) ولدت في عهد النبي (ص) ، قال أبو عمر : ولدت قبل وفاة النبي (ص) ، وقال ابن أبي عمر المقدسي ، حدثني : سفيان ، عن عمرو ، عن محمد بن علي : أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها ، فقيل له : إنه ردك فعاوده ، فقال له علي أبعث بها إليك فإن رضيت فهي امرأتك فأرسل بها إليه فكشف عن ساقها ، فقالت : مه لولا إنك أمير المؤمنين للطمت عينيك ، المصدر ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:293 ).
فهل هذه المواقف تتناسب مع أخلاقيات أي مسلم وأي عربي غيور فكيف إذا كان هذا الشخص هو علي بن أبي طالب سيد البيت الهاشمي ، فهل يعقل أن يرسل ابنته إلى بيت شخص أجنبي لكي يخل بها ويقبلها ويكشف ساقها ، وغير ذلك من الصفات القبيحة.
- قال في تاريخ بغداد : 3237 - عقبة بن عامر الجهني ، قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة وأكثر تردده إليه ، فقال : يا أبا الحسن ما يحملني على كثرة ترددى إليك الا حديث سمعته من رسول الله (ص) يقول : كل سبب وصهر منقطع يوم القيامة الا سببى ونسبى ، فأحببت أن يكون لي منكم أهل البيت سبب وصهر ، فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت ، ثم بعث بها إلى أمير المؤمنين عمر ، فلما رآها قام اليها فأخذ بساقها ، وقال : قولي لأبيك قد رضيت قد رضيت قد رضيت ، فلما جاءت الجارية إلى أبيها ، قال لها : ما قال لك أمير المؤمنين ، قالت : دعاني وقبلني فلما قمت أخذ بساقي ، وقال : قولي لأبيك قد رضيت فأنكحها اياه فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب فعاش حتى كان رجلا ثم مات ، المصدر ( تاريخ بغداد ج:6 ص:182 ).
- وقال في المنتظم : أنبأنا : الحسين بن محمد بن عبد الوهاب بإسناده ، عن الزبير بن بكار ، قال : كان عمر بن الخطاب (ر) خطب أم كلثوم إلى علي بن أبي طالب ، فقال له علي : أنها صغيرة ، فقال له عمر : زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد ، فقال له علي : أنا أبعثها إليك فإن رضيتها زوجتكها فبعثها إليه ببرد ، وقال لها : قولي له هذا البرد الذي ، قلت لك ، فقالت ذلك لعمر ، فقال : قولي قد رضيته رضي الله عنك وضع يده على ساقها وكشفها ، فقالت له : أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر ، وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء ، فقال : مهلا يا بنية فانه زوجك فجاء عمر بن الخطاب إلى مجلس ، المصدر ( المنتظم ج:4 ص:237 ).
- وقال في سمط النجوم العوالي : وأما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب (ر) وكانت صغيرة دون البلوغ حال خطبتها روي إن عمر بن الخطاب (ر) جاء إلى علي (ر) وكرم وجهه في عدة من المهاجرين والأنصار يخطب ابنته أم كلثوم ، فقال : أما والله ما بي من توق إلى شهوة ولكني سمعت رسول الله ، يقول : كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي وصهري ، فأحببت أن أخذ بمصاهرة رسول الله ، فقال له علي (ر) : أنها صغيرة ، فقال : قد قبلت فزوجه بها فأرسلها علي (ر) ذات يوم إلى عمر (ر) بطقيفة ، فقالت له : يقول لك أبي انظر إلى هذه القطيفة فلما أقبلت إلى عمر وأخبرته بما قال لها أبوها وأرته القطيفة ، قال عمر : قولي لأبيك قد رأينا وقبلنا ثم أنه لمس ساقها فنهرته وأتت إلى أبيها غضبى ، وقالت : أرسلتني إلى شيخ مجنون لمس ساقي ، والله لولا أنه أمير المؤمنين لهشمت أنفه ، فقال لها : إنه زوجك فقد زوجتك اياه وأرسل لها عمر أربعين الفا مهرا ، وبنى بها (ر) وقتل عنها بعد أن ولدت له زيدا الأكبر ورقية ، فأما زيد الأكبر فعاش إلى أن ارتحل فرمى في حنين بحجر مات به ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:1 ص:532 ).
- وقال في تاريخ دمشق : وكان عمر بن الخطاب خطب أم كلثوم إلى علي بن أبي طالب ، فقال علي : أنها صغيرة ، فقال عمر : زوجنيها يا أبا الحسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد ، فقال له علي : أنا أبعثها إليك فإن رضيت فقد زوجتكها فبعثها إليه ببرد ، وقال لها : قولي له هذا البرد الذي ، قلت لك ، فقالت ذلك لعمر ، فقال : قولي له قد رضيته رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فكشفها ، فقالت له : أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت حتى جاءت أباها فأخبرته الخبر ، وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء ، فقال : مهلا يا بنية فانه زوجك ، المصدر ( تاريخ دمشق ج:19 ص:483 ).
- وقال في الوافي بالوفيات : أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ولدت قبل وفاة النبي (ص) أمها فاطمة خطبها عمر بن الخطاب (ر) إلى علي (ر) ، فقال : إنها صغيرة ، فقال عمر : زوجنيها يا أبا حسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصده أحد ، فقال علي : أنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها فبعث اليها ببرد ، وقال لها قولي له هذا البرد الذي ، قلت لك ، فقالت ذلك لعمر ، فقال : فقولي له قد رضيت رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فكشفها ، فقالت : أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم خرجت فجاءت أباها ، وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء ، قال : يا بنية فانه زوجك ، المصدر ( الوافي بالوفيات ج:24 ص:272 ).
- وقال في سير أعلام النبلاء : وروى عبد الله بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده : أن عمر تزوجها فأصدقها أربعين الفا ، قال أبو عمر بن عبد البر ، قال عمر لعلي : زوجنيها أبا حسن فإني أرصد من كرامتها ما لا يرصد أحد ، قال : فأنا أبعثها إليك فإن رضيتها فقد زوجتكها يعتل بصغرها ، قال : فبعثها إليه ببرد ، وقال لها : قولي له هذا البرد الذي ، قلت لك ، فقالت له ذلك ، فقال : قولي له قد رضيت رضي الله عنك ووضع يده على ساقها فكشفها ، فقالت أتفعل هذا لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك ثم مضت إلى أبيها فأخبرته ، وقالت : بعثتني إلى شيخ سوء ، قال : يا بنية إنه زوجك ، وروى نحوها ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن علي مرسلا ، المصدر ( سير أعلام النبلاء ج:3 ص:501 ).
فهل هذه المواقف تتناسب مع أخلاقيات أي مسلم وأي عربي غيور فكيف إذا كان هذا الشخص هو علي بن أبي طالب سيد البيت الهاشمي ، فهل يعقل أن يرسل ابنته إلى بيت شخص أجنبي لكي يخل بها ويقبلها ويكشف ساقها ، وغير ذلك من التصرفات القبيحة التي لا تتناسب مع الكرامة على الاطلاق ، ولا أعرف لماذا تنازل الامام علي (ع) عن أخلاقه وكرامته أترك الجواب لكم ، ولذلك نجد العلامة سيط ابن الجوزي يحتج ويقول : وذكر جدي في كتاب المنتظم أن عليا بعثها إلى عمر لينظرها وأن عمر كشف ساقها ولمسها بيده ، قلت وهذا قبيح والله لو كانت أمة لما فعل بها هذا ثم باجماع المسلمين لا يجوز لمس الأجنبية فكيف ينسب عمر إلى هذا ، المصدر ( تذكرة الخواص للسبط ابن الجوزي 288 نقلا ) ، عن كتاب كشف البصر للسيد محمد لي الحلو ، وبهذا أكون قد انتهيت من الاشكالات الموجهة لهذا الزواج فلو قمنا بعملية حسابية دقيقة لتم اسقاط كل تلك الأخبار فبعضها ضعيف ، وبعضها يقول : إنها صغيرة ، وبعضها يقول : إنها ماتت قبل الامامين الحسن والحسين ، وبعضها يقول : إن الامام علي : ما عنده أخلاق وووو ، وفي النهاية أقول بان هذه الأخبار لم تروفي الكتب المعتمدة مثل الصحاح وغيرها ، وأترك للقاري الكريم لكي يحكم على هذه القصة.
المخالف : ماهو الدافع لعمر من الزواج بأم كلثوم بنت الامام علي (ع) ؟.
الموالي : اسمعوا أجوبة القوم على لسان عمر بنفسه :
- وفي هذه السنة خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم بنت علي وأمها فاطمة بنت رسول الله ، فقال علي : أنها صغيرة ، فقال : إني لم أرد حيث ذهبت لكني سمعت رسول الله ، يقول : كل نسب وسبب ينقطع يوم القيامة الا سببي ونسبي وصهري فأردت أن يكون لي سبب وصهر برسول الله ، المصدر ( تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:149 ).
- وقال في سمط النجوم : وأما أم كلثوم فتزوجها عمر بن الخطاب (ر) وكانت صغيرة دون البلوغ حال خطبتها ، روى إن عمر بن الخطاب (ر) جاء إلى علي (ر) وكرم وجهه في عدة من المهاجرين ، والأنصار يخطب ابنته أم كلثوم ، فقال : أما والله ما بي من توق إلى شهوة ولكني سمعت رسول الله ، يقول : كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي وصهري فأحببت أن أخذ بمصاهرة رسول الله ، المصدر ( سمط النجوم العوالي ج:1 ص:532 ).
- وقال في المنتظم : وكان يجلس فيه المهاجرون الأولون فجلس اليهم ، فقال لهم : رقيوني ، فقالوا : لماذا يا أمير المؤمنين ، قال : تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب سمعت رسول الله (ص) ، يقول : كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي وصهري فكان لي به السبب والنسب وأردت أن أجمع إليه الصهر فرقأوه (ر) ، المصدر ( المنتظم ج:4 ص:238 ).
- وقال في تاريخ دمشق : فجاء عمر بن الخطاب إلى مجلس المهاجرين في الروضة وكان يجلس فيه المهاجرون الأولون فجلس اليهم ، فقال : زفئوني ، فقالوا : بماذا يا أمير المؤمنين ، قال : تزوجت أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب سمعت رسول الله (ص) ، يقول : كل نسب وسبب وصهر منقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي وصهري فكان لي به النسب والسبب ، وأردت أن أجمع إليه الصهر فزفوه ، المصدر ( تاريخ دمشق ج:19 ص:483 ).
- وقال في الاصابة : أن عمر خطب أم كلثوم إلى علي ، فقال : إنما حبست بناتي علي بني جعفر ، فقال : زوجنيها فوالله ما على ظهر الأرض رجل أرصد من كرامتها ما أرصد ، قال : قد فعلت فجاء عمر إلى المهاجرين ، فقال : رفئوني فرفئوه ، فقالوا : بمن تزوجت ، قال ابنت علي : أن النبي (ص) ، قال : كل نسب وسبب سيقطع يوم القيامة الا نسبي وسببي ، وكنت قد صاهرت فأحببت هذا أيضا ومن طريق عطاء الخراساني أن عمر أمهرها أربعين الفا وأخرج بسند صحيح : أن بن عمر صلى علي أم كلثوم وأبنها زيد فجعله مما يليه وكبر أربعا ، وساق بسند آخر أن سعيد بن العاص هو الذي صلى عليهما ، المصدر ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:294 ) ، اكتفي بهذه النقولات وقد مر الكثير منها ، فتبين بأن هدف عمر من الزواج هو النسب ونيل الشرف بمصاهرة النبي (ص) وليس عنده رغبة للنساء ولكن .
المخالف : لماذا هذه التعجبات ولماذا تقول ولكن هل من أمر جديد أيضا ؟.
الموالي : نعم.
المخالف : وما هو ؟.
الموالي : بمراجعتي للتاريخ وجدت أن عمر لم يتقدم من نفسه لطلب الزواج من أم كلثوم بنت علي (ع) ، وإنما بمشورة من عائشة وعمرو بن العاص لكي يبعدوه عن أم كلثوم بنت أبي بكر ، واليكم الآن هذه الأقوال لتعرفوا بأن عمر لم يخطب من عند نفسه وإنما خطب بطلب من غيره.
- وقال في البداية والنهاية ، قال المدائني : وكان قد خطب أم كلثوم ابنة أبي بكر الصديق وهى صغيرة وأرسل فيها عائشة ، فقالت أم كلثوم : لا حاجة لي فيه ، فقالت عائشة : أترغبين عن أمير المؤمنين ، قالت : نعم إنه خشن العيش فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فصده عنها ودله على أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ومن فاطمة بنت رسول الله (ص) ، وقال : تعلق منها بسبب من رسول الله (ص) فخطبها من علي فزوجه اياها فأصدقها عمر (ر) أربعين الفا فولدت له زيدا ورقية ، المصدر ( البداية والنهاية ج:7 ص:139 ).
- قال الطبري في تاريخه : وخطب أم كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة وأرسل فيها إلى عائشة ، فقالت : الأمر إليك ، فقالت أم كلثوم : لا حاجة لي فيه ، فقالت لها عائشة : ترغبين عن أمير المؤمنين ، قالت : نعم ، إنه خشن العيش شديدا على النساء فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته ، فقال : أكفيك ، فأتى عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين : بلغني خبر أعيذك بالله منه ، قال : وما هو ، قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر ، قال : نعم أفرغبت بي عنها أم رغبت بها عني ، قال : لا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك ، قال : فكيف بعائشة وقد كلمتها ، قال : أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من رسول الله ، المصدر ( تاريخ الطبري ج:2 ص:564 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : وخطب أم كلثوم ابنة أبي بكر الصديق إلى عائشة ، فقالت أم كلثوم : لا حاجة لي فيه إنه خشن العيش شديدا على النساء فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص ، فقال : أنا أكفيك فأتى عمر ، فقال : بلغني خبر أعيذك بالله منه ، قال : ما هو ، قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر ، قال : نعم أفرغبت بي عنها أم رغبت بها عني ، قال : ولا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أمير المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نرك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك ، وقال : فكيف بعائشة وقد كلمتها ، قال : أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من رسول الله ، المصدر ( الكامل في التاريخ ج:2 ص: 450وص451 ).
اكتفي بهذا الكلام اخواني وأقول ألم تلاحضوا معي بأن المحرك الواقعي للزواج ليس هو عمر وإنما عمر حرك من قبل الغير ودفعه لهذا الزواج الغير ، وخطبة عمر لأم كلثوم بنت أبي بكر من الأمور المجمع عليها ، وقد مر عليكم قسم من تلك الأقوال الناصة على خطبة عمر بن الخطاب لأم كلثوم بنت أبي بكر ، واليكم مجموعة أخرى من المصادر الناصة على ذلك :
- ففي تاريخ دمشق : أخبرنا : أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا : أبو الفضل بن البقال ، أنا : علي بن محمد بن بشران ، أنا : عثمان بن أحمد ، نا : حنبل بن اسحاق ، نا : الحميدي ، نا : سفيان ، نا : ابن أبي خالد : أن عمر خطب أم كلثوم بنت أبي بكر إلى عائشة وهي جارية ، فقالت : أين المذهب بها عنك فبلغها ذاك فأتت عائشة ، فقالت : تنكحين عمر يطعمني الجشب من الطعام ، إنما أريد فتى يصب علي الدنيا صبا والله لئن فعلت لأذهبن لأضحي عند قبر رسول الله (ص) فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص ، فقالت : أنا أكفيك ، قالت : فدخل على عمر فتحدث عنده ، ثم قال : يا أمير المؤمنين لو إنك تذكر التزويج ، قال عمر : فلعل ذاك أن يكون من أيامك أو نحو هذا ، قال : من ، قال : أم كلثوم بنت أبي بكر ، فقال : يا أمير المؤمنين ما إربك إلى جارية تبغي عليك الليل والنهار اياها ، فقال عمر : عائشة أمرتك بهذا ، المصدر ( تاريخ دمشق ج:25 ص:96 ).
- وقال في المغني : وقد خطب عمر أم كلثوم ابنة أبي بكر بعد موته إلى عائشة ، فأجابته وهي لدون عشر لأنها إنما ولدت بعد موت أبيها وإنما كانت ولاية عمر عشرا فكرهته الجارية ، المصدر ( المغني ج:7 ص:33 ).
- وقال في الرياض النضرة : وتوفي عنها فتركها حبلى فولدت بعده أم كلثوم هذه ولما كبرت خطبها عمر بن الخطاب إلى عائشة فأنعمت له وكرهت أم كلثوم فاحتالت له حتى أمسك عنها ، وتزوجها طلحة بن عبيد الله ذكره ابن قتيبه وغيره وجميع ما ذكرنا في هذا الفصل من كتاب المعارف ، ومن كتاب الصفوة لأبي الفرج ابن الجوزي ، ومن الاستيعاب لأبي عمر بن عبد البر ومن كتاب فضائل أبي بكر كل منهم خرج طائفة ، والله أعلم ، المصدر ( الرياض النضرة ج:2 ص:258 ).
- وأما أم كلثوم بنت أبي بكر فخطبها عمر إلى عائشة فأنعمت له وكرهته أم كلثوم ، فاحتالت حتى امسك عنها ، المصدر ( المعارف ج:1 ص:175 ).
- أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق التيمية تابعية مات أبوها وهي حمل ، فوضعت بعد وفاة أبيها وقصتها بذلك صحيحة في الموطأ وغيره ، المصدر ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:296 ).
فثبت لنا هنا بان المخطوبة هي أم كلثوم بنت أبي بكر وليس بنت علي ، وإنما خطب بنت علي (ع) بعد أن ردوه الجماعة بحجة إنه فظ غليظ خشن وقد تبين لي أمر آخر في المسألة.
المخالف : وما هو هذا الأمر يا ترى ؟.
الموالي : الأمر الذي تبين لي بان السنة التي ذكر فيها زواج عمر من أم كلثوم غير صحيح قد تقول لي كيف ذلك وهناك شبه اجماع على هذه المسألة.
فأقول تأملوا معي فيما ذكر متى خطب عمر أم كلثوم بنت علي (ع) ، الواضح إنه بعد بعد أن رد عليه بعدم الموافقة علي بنت أبي بكر فهلموا معي لنعرف متى توفي أبو بكر بن أبي قحافة ، فنجد أن الوفاة كانت في سنة 13 من الهجرة في جماد الآخرة وكانت زوجته حامل بأم كلثوم فتوقع في سنة 17 من الهجرة كم كان عمر أم كلثوم بنت أبي بكر يكون عمرها على أكثر التقادير أربع سنوات ، فهل يعقل ذلك أن رجل خليفة وأمير للمؤمنين يخطب بنت عمرها أربع سنوات ، أعتقد إنه لا يمكن ذلك فلابد وأن نقول : بأنه خطبها في أواخر حياته عندما كان عمرها 8 أو 9 سنوات وهذا لا يكون الا في السنة 21 أو 22 من الهجرة ، وهذا ما يؤكد ما قلناه سابقا من أن المرأة التي تزوجها عمر ليست بنت علي بن أبي طالب (ع) ومن هنا بدأت الأمور تتضح أكثر إلينا حول البنت التي تزوجها عمر وإنها هي بنت أبي بكر وليس بنت علي (ع) ، وعلى هذا سوف تنحل مشكلة بعض الروايات الصحيحة المتواجدة عند الشيعة والتي تفيد وقوع الزواج ، وبالخصوص ما ورد في الكافي الناصة على أن أمير المؤمنين قد ذهب إلى بيت عمر بعد وفاته وأرجعها إلى البيت ، فتبين لنا بأن من أرجعها الأمير هي ربيته أم كلثوم بنت أبي بكر ، والظاهر أنها تربت في بيت الامام علي (ع) والدليل على أنها تربت في بيت أمير المؤمنين (ع) مايلي من الأقوال :
- قال الطبري في تاريخه : وخطب أم كلثوم بنت أبي بكر وهي صغيرة وأرسل فيها إلى عائشة ، فقالت : الأمر إليك ، فقالت أم كلثوم لا حاجة لي فيه ، فقالت لها عائشة ترغبين عن أمير المؤمنين ، قالت : نعم إنه خشن العيش شديدا على النساء فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص فأخبرته ، فقال : أكفيك فأتى عمر ، فقال : يا أمير المؤمنين بلغني خبر أعيذك بالله منه ، قال : وما هو ، قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر ، قال : نعم أفرغبت بي عنها أم رغبت بها عني ، قال : لا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أم المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نردك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك ، قال : فكيف بعائشة وقد كلمتها ، قال : أنالك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من رسول الله ، المصدر ( تاريخ الطبري ج:2 ص:564 ).
- وقال في الكامل في التاريخ : وخطب أم كلثوم ابنة أبي بكر الصديق إلى عائشة ، فقالت أم كلثوم : لا حاجة لي فيه إنه خشن العيش شديدا على النساء فأرسلت عائشة إلى عمرو بن العاص ، فقال : أنا أكفيك فأتى عمر ، فقال : بلغني خبر أعيذك بالله منه ، قال : ما هو ، قال : خطبت أم كلثوم بنت أبي بكر ، قال : نعم أفرغبت بي عنها أم رغبت بها عني ، قال : ولا واحدة ولكنها حدثة نشأت تحت كنف أمير المؤمنين في لين ورفق وفيك غلظة ونحن نهابك وما نقدر أن نرك عن خلق من أخلاقك فكيف بها إن خالفتك في شيء فسطوت بها كنت قد خلفت أبا بكر في ولده بغير ما يحق عليك ، وقال : فكيف بعائشة وقد كلمتها ، قال : أنا لك بها وأدلك على خير منها أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب تعلق منها بنسب من رسول الله ، المصدر ( الكامل في التاريخ ج:2 ص: 450وص451 ).
فما ذكره الطبري وابن الأثير يبين أنها نشأت تحت كنف أمير المؤمنين ، فمن هو هذا أمير المؤمنين أيقصد به الخليفة أبو بكر فهذا أمر غير ممكن لأنه متوفى وإسم أمير المؤمنين كحاكم لم يعرف في زمانه ولا يمكن أن يقصد به عمر لأنه هو الخاطب ولأنه جلف غليظ ، فلم يبق لدينا الا الامام علي (ع) لأنه قد ثبتت التسمية له أمير المؤمنين عن رسول الله (ص) كما مر في العدد الخامس حول من هو الأفضل فتكون ابنته لأنها تربت في بيته وتحت كنفه كما نص القوم على ذلك ، وبهذا نكون قد أنهينا أهم الأمور المتعلقة بهذا الزواج ، وبقيت نقاط نمر عليها لاحقا إن شاء الله الأمور المتبقية هنا هي أمور سطحية وقد ناقشها من هو أفضل مني ، ومن هذه الأمور هل الزواج إن قلنا بثبوته هل تم بالاختيار أم بالاكراه ، فكان الجواب بأنه تم بالاكراه معتمدين على روايات صحيحة صريحة عند الشيعة وعند السنة يظهر منها ذلك :
- ففي الكافي : الرواية الأولى : محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : لما خطب اليه ، قال له أمير المؤمنين : إنها صبية ، قال : فلقي العباس ، فقال له : مالي ، أبي بأس ، قال : ما ذاك ، قال : خطبت إلى ابن أخيك فردني ، أما والله لأعورن زمزم ولا أدع لكم مكرمة الا هدمتها ، ولأقيمن عليه شاهدين بأنه سرق ولأقطعن يمينه ، فأتاه العباس فأخبره ، وسلهن يجعل الأمر إليه فجعله إليه.
- وفيه أيضا : والرواية الثانية : علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، وحماد ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله (ع) في تزويج أم كلثوم ، فقال : إن ذلك فرج غصبناه ، المصدر ( الكافي كتاب النكاح ج5ص346باب تزويج أم كلثوم ).
- وأما روايات العامة فقد مرت عليكم ومنها :
- ففي تاريخ دمشق : قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا : أبو عمر بن حيوية ، أنا : أحمد بن معروف ، نا : الحسين بن الفهم ، نا : محمد بن سعد ، قال : قال محمد بن عمر وغيره : لما خطب عمر بن الخطاب إلى علي ابنته أم كلثوم ، قال : يا أمير المؤمنين إنها صبية ، فقال : إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمت ما بك فأمر علي بها ، المصدر ( تاريخ دمشق ج:19 ص: 485 ).
- وفي المنتظم : وفي هذه السنة تزوج عمر (ر) أم كلثوم بنت علي (ر) وهي ابنة فاطمة (ر) وكان قد خطبها إلى علي ، فقال : يا أمير المؤمنين إنها صبية ، فقال : إنك والله ما بك ذلك ولكن قد علمنا ما بك ، المصدر ( المنتظم ج:4 ص:237 ).
- وفي غوامض الأسماء : محمد بن علي ، أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فذكر له صغرها ، فقيل له إنه ردك فعاوده ، المصدر ( غوامض الأسماء المبهمة ج:2 ص:788 ).
- وفي الذرية الطاهرة : 217 - قال ابن اسحاق ، فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته أم كلثوم فأقبل علي عليه ، وقال : هي صغيرة ، فقال عمر : لا والله ما ذلك بك لكن أردت منعي فإن كانت كما تقول فابعثها ، المصدر ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:114 ).
- وفي فضائل الصحابة : 1069 - حدثنا : محمد بن يونس ، قثنا : المعلي بن أسد ، نا : وهيب بن خالد ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي أم كلثوم ، فقال : انكحنيها ، فقال علي : إني أرصدها لابن أخي جعفر ، فقال عمر : انكحنيها فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصد فأنكحه علي ، المصدر ( فضائل الصحابة ج:2 ص:625 ).
- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد للهيثمي : وللطبراني في الأوسط : أن عمر خطب إلى علي أم كلثوم ، فقال : إنها لصغيرة عن ذلك ، قلت : فذكر الحديث ، فقال علي للحسن والحسين زوجا عمكما ، فقالا : هي امرأة من النساء تختار لنفسها ( لعله هنا نقص فقام ) علي وهو مغضب فأمسك الحسن بثوبه ، وقال : الصبر على هجرانك يا أبتاه ، ورواه البزار بنحوه باختصار قصة عقيل وفي المناقب أحاديث نحو هذا باب في ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:4 ص:272 ).
- وفي الذرية الطاهرة : وذكر عبد الرحمن بن خالد بن نجيح ، حدثنا : حبيب كاتب مالك بن أنس ، حدثنا : عبدالعزيز الداروردي ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه مولى عمر بن الخطاب ، قال : خطب عمر إلى علي بن أبي طالب أم كلثوم فاستشار علي العباس وعقيلا والحسن فغضب عقيل ، وقال لعلي : ما تزيدك الأيام والشهور الا العمى في أمرك والله لئن فعلت ليكونن وليكونن ، فقال علي للعباس : والله ما ذاك منه نصيحة ولكن درة عمر أحوجته إلى ما ترى ، المصدر ( الذرية الطاهرة ج:1 ص:115 ) ، وذكرها غير واحد منهم الهيثمي ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:4 ص:271 ).
فأتضح لكم بان الزواج هذا لم يتم بالاختيار وإنما تم بالاكراه ، وبغض النظر عن من هي الزوجة التي تزوج بها عمر ومن تكون وبنت من وعلى هذا أقول هل الزواج بالاكراه يحقق العلاقة الطيبة بين البيتين أم إنه يزيد الكره بينهما ، سؤال جوابه واضح لأي انسان فعلى هذا لا يفيد عمر هذا النسب وإنما يبعده أكثر عن أهل البيت (ع).
المخالف : بقي سؤال مهم أيضا وهو على فرض أن عمر تزوج أم كلثوم هذه والتي لا نعرف من هي ، وفرض إنه فاسق أو منافق مثلا فهل هذا يجعل الزواج محرما وغير صحيح ؟.
الموالي : أقول : لا دليل على الحرمة أبدا لأن الفسق لا يمنع من التزويج بالمسلمة وكذلك النفاق لأننا لم نطلع على أن النبي (ص) قد فرق بين المنافقين وزوجاتهم أبدا ، فمن اطلع على شيء فعليه أن يدلنا على ذلك وبهذا انتهت الاشكالات كلها وعرفنا هذا الزواج المختلق المزعوم وأختم الكلام بهذه المسألة وهي : أنه قد ورد في كتب الشيعة بعض الروايات تشير إلى هذا الزواج وهي أما ضعيفة أو غير صريحة في أن الزواج قد تم ولعل من أهم الروايات التي تحتاج إلى جهد في تأويلها.
- هذه الرواية محمد بن يحيى وغيره ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن انضر بن سويد ، عن هشام بن سالم ، عن سليمان بن خالد ، قال : سالت أبا عبد الله (ع) عن امرأة توفي عنها زوجها أين تعتد ، في بيت زوجها تعتد أو حيث شاءت ، قال : حيث شاءت ، ثم قال : أن عليا (ع) لما مات عمر أتى أم كلثوم فأخذ بيدها فانطلق إلى بيته ، المصدر ( الكافي كتاب الطلاق ج6ص115باب المتوفي عنها زوجها ).
وقد وجهها العلماء بتوجيهات ولكن أرى أنها لا تحتاج لأي توجيه وذلك لأنه بعد أن تم اسقاط الأدلة الدالة على زواج أم كلثوم بنت علي بعمر بن الخطاب واستحالة ذلك تاريخيا لما تقدم ، فلا يعتنى بمثل هذه الرواية وإن صحت سندا لأننا لسنا في موقف فقهي نكتفي فيه بحجية الخبر الواحد لاثبات الحكم وإنما ننظر إلى الأدلة كلها التاريخية وغيرها مضافا إلى ذلك يمكن القول بأن من تزوجها عمر هي أم كلثوم بنت أبي بكر ، وقد ثبت فيما سبق أن عمر قد خطبها وبما أنها قد تربت في بيت الامام علي (ع) فصدق إنه بمنزلة الوالد لها وقد مر عليكم في الطبرى والكامل في التاريخ أنها تربت في بيت أمير المؤمنين.
وبهذا يكون قد اكتمل هذا البحث والحمد لله رب العالمين.
أبو حسام خليفه الكلباني العماني 18-7-2004 م
|