>/ حوار هادئ بين موالي ومخالف
بسم الله الرحمن الرحيم
- الحمد لله الذي عنده مفاتيح الغيب لا يعلمها الا هو والحمد لله الذي عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وأفضل الصلاة والسلام على سيد أنبيائه وخاتم رسله الذي ارتضاه لرسالته ، واطلعه على غيبه وآمنه علي وحيه وجعل له ذرية أطهار وجعلهم عدل القرآن في بيان كل شيء ولن يفترق القرآن عنهم ولن يفترقوا عنه ، وبعد ، فأنه قد كثر الحديث عن علم الغيب وأصبح مدار البحث بين الفرق الإسلامية بل أصبح التشهير ببعض الفرق لأنها تقول بأن أئمتهم يعلمون الغيب الذي وصل اليهم من جدهم فشنع من شنع عليهم ، واتهمهم بالكفر وغير ذلك فمن هنا قررت البحث في هذه المسألة وسوف أحاول بأن أضع النقاط على الحروف حتى يتبين الأمر وتعلم الحقيقة المغيبة.
- ما هو الغيب لغة ؟.
- فقد قال في القاموس المحيط : الغيب الشك ج غياب وغيوب وكل ما غاب عنك وما اطمأن من الأرض والشحم والغيبة كالغياب بالكسر والغيبوبة والغيوب والغيوبة والمغاب والمغيب والتغيب وغاب الشيء في الشيء يغيب غيابة بالكسر وغيوبة وغيابا وغيابا وغيبة بكسرهما وقوم غيب وغياب وغيب محركة غائبون ، المصدر ( القاموس المحيط ج:1 ص:155 ).
- وقال في لسان العرب : غيب الغيب الشك وجمعه غياب وغيوب ، قال : أنت نبي تعلم الغيابا لا قائلا افكا ولا مرتابا والغيب كل ما غاب عنك أبو إسحق في قوله تعالى : { يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ( البقرة : 3 ) } أي يؤمنون بما غاب عنهم مما أخبرهم به النبي من أمر البعث والجنة والنار وكل ما غاب عنهم مما أنبأهم به فهو غيب ، وقال أبو الأعرابي : يؤمنون بالغيب ، قال : والغيب أيضا ما غاب عن العيون وإن كان محصلا في القلوب ، ويقال : سمعت صوتا من وراء الغيب أي من موضع لا أراه ، وقد تكرر في الحديث ذكر الغيب وهو كل ما غاب عن العيون سواء كان محصلا في القلوب أو غير محصل وغاب عني الأمر غيبا وغيابا وغيبة وغيبوبة وغيوبا ومغابا ومغيبا وتغيب بطن وغيبه هو وغيبه عنه ، المصدر ( لسان العرب ج:1 ص:654 ).
- وقال في النهاية في غريب الأثر : وكذلك قد تكرر فيه ذكر علم الغيب والإيمان بالغيب وهو كل ما غاب عن العيون وسواء كان محصلا في القلوب أو غير محصل تقول غاب عنه غيبا وغيبة ، المصدر ( النهاية في غريب الأثر ج:3 ص:399 ).
- وقال في فتح القدير : وقرىء الغيوب بالحركات الثلاث فى الغين وهو جمع غيب والغيب هو الأمر الذي غاب وخفى جدا ، المصدر ( فتح القدير - الشوكاني ج:4 ص:334 ).
- الغيب في الاصطلاح : هو العلم الذي لا يعلمه الا الله سبحانه وتعالى ولا طريق لتحصيله إلا بواسطته سبحانه وتعالى فإن علمه أحد فلا يكون بذاته وإنما هو بفيض من الذات الإلهية المقدسة.
- أقسام الغيب :
المخالف : ما هو الدليل على هذا التقسيم ؟.
الموالي : الدليل هو ما ورد في مصادر المسلمين من تفسير وروايات ، فهذه أقوال أهل التفسير :
- فقد قال في تفسير الصنعاني : عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة في قوله تعالى : { إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ( الجن : 27 ) } قال : يظهره من الغيب على ما شاء الله إذا ارتضاه ، المصدر ( تفسير الصنعاني ج:3 ص:323 ).
- وقال في الكبائر : وقال الله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } قال ابن الجوزي : عالم الغيب هو الله عز وجل وحده لا شريك له في ملكه فلا يظهر أي فلا يطلع على غيبه الذي لا يعلمه أحد من الناس الا من ارتضى من رسول لأن الدليل على صدق الرسل اخبارهم بالغيب والمعنى إن من ارتضاه للرسالة أطلعه على ما شاء من الغيب ففي هذا دليل على إن من زعم أن النجوم تدل على الغيب فهو كافر والله أعلم ، المصدر ( الكبائر ج:1 ص:169 ).
- وقال في فتح الباري : وأما قوله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } الآية فيمكن أن يفسر بما في حديث الطيالسي ، وأما ما ثبت بنص القرآن أن عيسى (ع) ، قال : أنه يخبرهم بما يأكلون وما يدخرون وأن يوسف ، قال : إنه ينبئهم بتأويل الطعام قبل أن يأتي إلى غير ذلك مما ظهر من المعجزات والكرامات فكل ذلك يمكن أن يستفاد من الاستثناء في قوله : { إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 27 ) } فانه يقتضي اطلاع الرسول على بعض الغيب والولي التابع للرسول عن الرسول يأخذ وبه يكرم والفرق بينهما إن الرسول يطلع على ذلك بأنواع الوحي كلها والولي لا يطلع على ذلك الا بمنام أو الهام ، والله أعلم ، المصدر ( فتح الباري ج:8 ص:514 ).
- وقال في عون المعبود : قوله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } أي ليكون معجزة له فكل ما ورد عنه من الأنباء المنبئة عن الغيوب ليس هو الا من أعلام الله له به اعلاما على ثبوت نبوته ، ودليلا على صدق رسالته ، قال علي القارىء في شرح الفقه الأكبر : إن الأنبياء لم يعلموا المغيبات من الأشياء الا ما أعلمهم الله أحيانا ، المصدر ( عون المعبود ج:11 ص:205 ).
- وقال في التفسير الكبير : ثم قال تعالى : { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ( آل عمران : 179 ) } معناه أنه سبحانه حكم بأن يظهر هذا التمييز ثم بين بهذه الآية أنه لا يجوز أن يحصل ذلك التمييز بأن يطلعكم الله على غيبه ، فيقول : إن فلانا منافق وفلانا مؤمن وفلانا من أهل الجنة وفلانا من أهل النار فإن سنة الله جارية بأنه لا يطلع عوام الناس على غيبه بل لا سبيل لكم إلى معرفة ذلك الامتياز الا بالامتحانات مثل ما ذكرنا من وقوع المحن والآفات حتى يتميز عندها الموافق من المنافق فأما معرفة ذلك على سبيل الاطلاع من الغيب فهو من خواص الأنبياء فلهذا ، قال : { وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ( آل عمران : 179 ) } أي ولكن الله يصطفى من رسله من يشاء فخصهم باعلامهم أن هذا مؤمن وهذا منافق ، المصدر ( التفسير الكبير - الرازي ج:9 ص90ص:91 ).
- وقال في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج ابن أبي حاتم ، عن الحسن في قوله : { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ( آل عمران : 179 ) } قال : ولا يطلع على الغيب الا رسول.
- وقال في الكشاف : حتى يميزهم منكم بالوحي إلى نبيه وأخباره بأحوالكم ثم قال : { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ( آل عمران : 179 ) } أي وما كان الله ليؤتي أحدا منكم علم الغيوب فلا تتوهموا عند أخبار الرسول عليه الصلاة والسلام بنفاق الرجل واخلاص الآخر إنه يطلع على ما في القلوب اطلاع الله فيخبر عن كفرها وإيمانها ، ولكن الله يرسل الرسول فيوحي اليه ويخبره بان في الغيب كذا وأن فلانا في قلبه النفاق وفلانا في قلبه الاخلاص فيعلم ذلك من جهة أخبار الله لا من جهة اطلاعه على المغيبات ، ويجوز أن يراد لا يترككم مختلطين حتى يميز الخبيث من الطيب بان يكلفكم التكاليف الصعبة التى لا يصبر عليها الا الخلص الذي امتحن الله قلوبهم ، كبذل الأرواح في الجهاد وانفاق الأموال في سبيل الله فيجعل ذلك عيارا على عقائدكم وشاهدا بضمائركم حتى يعلم بعضكم ما في قلب بعض من طريق الاستدلال لا من جهة الوقوف على ذات الصدور والاطلاع عليها فإن ذلك مما استأثر الله به وما كان الله ليطلع أحدا منكم على الغيب ومضمرات القلوب حتى يعرف صحيحها من فاسدها مطلعا عليها ، ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فيخبره ببعض المغيبات ، فآمنوا بالله ورسله ، بأن تقدروه حق قدره وتعلموه وحده مطلعا على الغيوب وأن تنزلوهم منازلهم بان تعلموهم عبادا مجتبين لا يعلمون الا ما علمهم الله ولا يخبرون الا بما أخبرهم الله به من الغيوب وليسوا من علم الغيب في شيء ، المصدر ( الكشاف - الزمخشري ج:1 ص:473 ).
- وقال في تفسير ابن كثير : قال تعالى : { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ( آل عمران : 179 ) } أي أنتم لا تعلمون غيب الله في خلقه حتى يميز لكم المؤمن من المنافق لولا ما يعقده من الأسباب الكاشفة عن ذلك ، ثم قال تعالى : { وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ( آل عمران : 179 ) } كقوله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } المصدر ( تفسير ابن كثير ج:1 ص:433 ).
- وقال في تفسير البغوي : { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ( آل عمران : 179 ) } لأنه لا يعلم الغيب أحد غير الله { وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ( آل عمران : 179 ) } فيطلعه على بعض علم الغيب نظيره ، قوله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } المصدر ( تفسير البغوي ج:1 ص:378 ).
- وقال في تفسير البيضاوي : { وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ ( آل عمران : 179 ) } وما كان الله ليؤتي أحدكم علم الغيب فيطلع على ما في القلوب من كفر وإيمان ، ولكن الله يجتبي لرسالته من يشاء فيوحي إليه ويخبره ببعض المغيبات أو ينصب له : ما يدل عليها ، المصدر ( تفسير البيضاوي ج:2 ص:121 ).
- وقال في التفسير الكبير : وأيضا يحتمل أن يكون هذا الاستثناء منقطعا كأنه قال : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } المخصوص وهو قيام القيامة أحدا ، ثم قال : بعده { إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 27 ) } فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه حفظة يحفظونه من شر مردة الأنس والجن لأنه تعالى إنما ذكر هذا الكلام جوابا لسؤال من سأله عن وقت وقوع القيامة على سبيل الاستهزاء به والاستحقار لدينه ومقالته ، وأعلم أنه لابد من القطع بأنه ليس مراد الله من هذه الآية أن لا يطلع أحدا على شيء من المغيبات الا الرسل والذي يدل عليه وجوه :
أحدها : أنه ثبت بالأخبار القريبة من التواتر أن شقا وسطيحا كانا كاهنين يخبران بظهور نبينا محمد (ص) قبل زمان ظهوره وكانا في العرب مشهورين بهذا النوع من العلم حتى رجع اليهما كسرى في تعرف أخبار رسولنا محمد (ص) ، فثبت أن الله تعالى قد يطلع غير الرسل على شيء من الغيب.
وثانيها : أن جميع أرباب الملل والأديان مطبقون على صحة علم التعبير وأن المعبر قد يخبر عن وقوع الوقائع الآتية في المستقبل ويكون صادقا فيه.
وثالثها : أن الكاهنة البغدادية التي نقلها السلطان سنجر بن ملك شاه من بغداد إلى خراسان وسألها عن الأحوال الآتية في المستقبل فذكرت أشياء ثم إنها وقعت علي وفق كلامها ، قال : مصنف الكتاب ختم الله له بالحسني وأنا قد رأيت أناسا محققين في علوم الكلام والحكمة حكوا عنها أنها أخبرت عن الأشياء الغائبة أخبارا على سبيل التفصيل وجاءت تلك الوقائع علي وفق خبرها وبالغ أبو البركات في كتاب المعتبر في شرح حالها ، وقال : لقد تفحصت عن حالها مدة ثلاثين سنة حتى تيقنت أنها كانت تخبر عن المغيبات أخبارا مطابقا.
- وقال في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وفي قوله : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } قال : فانه إذا ارتضى الرسول اصطفاه واطلعه على ما شاء من غيبه وانتخبه ، وأخرج ابن المنذر وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } قال : أعلم الله الرسل من الغيب الوحي وأظهرهم عليه فيما أوحي اليهم من غيبه وما يحكم الله فانه لا يعلم ذلك غيره ، المصدر ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور - السيوطي ج:8 ص:309 ).
- وقال في تفسير ابن كثير : وقوله تعالى : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } هذه كقوله تعالى : { وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ( البقرة : 255 ) } وهكذا ، قال : ها هنا إنه يعلم الغيب والشهادة وأنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه الا مما أطلعه تعالى عليه ولهذا ، قال : { عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } وهذا يعم الرسول الملكي والبشري ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:4 ص:434 ).
- وقال في تفسير البغوي : وقيل : هو عالم الغيب { فَلَا يُظْهِرُ ( الجن : 26 ) } لا يطلع { عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَدًا @ إِلَّا مَنِ ارْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ ( الجن : 26 - 27 ) } الا من يصطفيه لرسالته فيظهره على ما يشاء من الغيث لأنه يستدل على نبوته بالآية المعجزة التي تخبر عن الغيب ، المصدر ( تفسير البغوي ج:4 ص:406 ).
- وأما الروايات فقد روي في مصادر الشيعة ما يلي : أن الأئمة (ع) يعلمون جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة والأنبياء والرسل (ع) :
1 - علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمد بن الحسن بن شمون ، عن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن القاسم ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : إن الله تبارك وتعالى علمين : علما أظهر عليه ملائكته وأنبياءه ورسله ، فما أظهر عليه ملائكته ورسله وأنبياءه فقد علمناه ، وعلما استأثر به فإذا بدا لله في شيء منه أعلمنا ذلك وعرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا ، علي بن محمد ومحمد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن موسى بن القاسم ، ومحمد ابن يحيى ، عن العمركي بن علي جميعا ، عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر (ع) مثله.
2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : إن الله عز وجل علمين : علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه ، وعلما نبذه إلى ملائكته ورسله ، فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد انتهى إلينا.
3 - علي بن ابراهيم ، عن صالح بن السندي ، عن جعفر بن بشير ، عن ضريس ، قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : إن لله عز وجل علمين : علم مبذول ، وعلم مكفوف فأما المبذول فانه ليس من شيء تعلمه الملائكة والرسل الا نحن نعلمه ، وأما المكفوف فهو الذي عند الله عز وجل في أم الكتاب إذا خرج نفذ.
4 - أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن محمد بن اسماعيل ، عن علي ابن النعمان ، عن سويد القلا ، عن أبي أيوب ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر (ع) ، قال : إن الله عز وجل علمين : علم لا يعلمه الا هو وعلم علمه ملائكته ورسله ، فما علمه ملائكته ورسله (ع) فنحن نعلمه ، المصدر ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 255 ).
- وورد في مصادر غير الشيعة ما يلي :
- وقد قال : في البخاري : 992 - حدثنا : محمد بن يوسف ، قال : حدثنا : سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله (ص) مفتاح الغيب خمس لا يعلمها الا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر ، المصدر ( صحيح البخاري ج:1 ص:351 ).
- وقال في مسلم : قال : يا رسول الله متى الساعة ، قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن الا الله ، ثم تلا (ص) : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( لقمان : 34 ) } المصدر ( صحيح مسلم ج:1 ص:39 ).
- فقد قال في تفسير ابن كثير : ورواه الامام أحمد 285 - عن غندر ، عن شعبة ، عن عمر بن محمد أنه سمع أباه يحدث ، عن ابن عمر ، عن النبي (ص) ، قال : أوتيت مفاتيح كل شيء الا الخمس : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( لقمان : 34 ) } حديث بن مسعود (ر) ، قال الامام أحمد 1386 - حدثنا : يحيى ، عن شعبة ، حدثني : عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، قال : قال عبد الله أوتي نبيكم (ص) مفاتيح كل شيء غير خمس : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( لقمان : 34 ) } وكذا رواه 1438 - عن محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة به وزاد في آخره ، قال : قلت له أنت سمعته من عبد الله ، قال : نعم أكثر من خمسين مرة ، ورواه أيضا 1445 - عن وكيع ، عن مسعر ، عن عمرو بن مرة به ، وهذا اسناد حسن على شرط أصحاب السنن ولم يخرجوه ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:3 ص:455 ).
- وقال في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج ابن جرير وابن مردويه ، عن ابن مسعود ، قال : أعطى نبيكم كل شيء الا مفاتيح الغيب الخمس ، ثم قال : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ ( لقمان : 34 ) } المصدر ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج:3 ص:278 ).
- وقال في فتح الباري : قوله ، قال النبي (ص) مفاتيح الغيب خمس ، ثم قرأ : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ( لقمان : 34 ) } هكذا وقع مختصرا ، وفي رواية أبي عاصم المذكورة مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث يعني إلاية كلها ، وقد تقدم في تفسير سورة الرعد وفي الاستسقاء من طريق عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر بلفظ مفاتح الغيب خمس لا يعلمهن الا الله لا يعلم ما في غد الا الله الحديث هذا السياق في الخمس ، المصدر ( فتح الباري ج:8 ص:514 ).
- وفي تفسير الأنعام من طريق الزهري ، عن سالم ، عن أبيه بلفظ مفاتح الغيب خمس : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ( لقمان : 34 ) } إلى آخر السورة ، وأخرجه الطيالسي في مسنده ، عن إبراهيم بن سعد ، عن الزهري بلفظ أوتى نبيكم مفاتح الغيب الا الخمس ثم تلا الآية وأظنه دخل له متن في متن ، فإن هذا اللفظ أخرجه بن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة ، عن بن مسعود نحوه ، وقال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة عبر بالمفاتح لتقريب الأمر على السامع لأن كل شيء جعل بينك وبينه حجاب فقد غيب عنك والتوصل إلى معرفته في العادة من الباب فإذا أغلق الباب أحتيج إلى المفتاح فإذا كان الشيء الذي لا يطلع على الغيب الا بتوصيله لا يعرف موضعه فكيف يعرف المغيب انتهى ملخصا ، المصدر ( فتح الباري ج:8 ص:514 ).
- وروى أحمد ، والبزار وصححه بن حبان ، والحاكم من حديث بريدة رفعه ، قال : خمس لا يعلمهن الا الله إن الله عنده علم الساعة الآية وقد تقدم في كتاب الإيمان بيان جهة الحصر في قوله لا يعلمهن الا الله ويراد هنا أن ذلك يمكن أن يستفاد من الآية الأخرى ، وهي قوله تعالى : { قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ ( النمل : 65 ) } فالمراد بالغيب المنفى فيها هو المذكور في هذه الآية التي في لقمان ، المصدر ( فتح الباري ج:8 ص:514 ).
- وقال في الشاشي - المسند : 886 - حدثنا : الحسن بن علي بن عفان نا : محمد بن عبيد ، عن مسعر ، عن عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، قال : قال عبد الله أوتى نبيكم (ص) كل شيء الا مفاتيح الخمس ثم قرأ : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ( لقمان : 34 ) } المصدر ( الشاشي - المسند ج:2 ص:307 ).
887 - حدثنا : إبراهيم بن عبد الله ، نا : أبو الوليد ، نا : شعبة ، عن عمرو بن مرة ، قال : سمعت عبد الله بن سلمة ، يقول : سمعت عبد الله بن مسعود يقول : أوتي نبيكم مفاتيح كل شيء غير خمس : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( لقمان : 34 ) } قال : فقلت أنت سمعته من عبد الله ، قال : نعم أكثر من خمسين مرة ، المصدر ( الشاشي - المسند ج:2 ص:307 ).
- وقال في مسند الامام أحمد : 3659 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : يحيى ، عن شعبة ، حدثني : عمرو بن مرة ، عن عبد الله بن سلمة ، قال : قال عبد الله : أوتي نبيكم (ص) مفاتيح كل شيء غير خمس : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( لقمان : 34 ) } المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:1 ص:386 ).
- وقال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : باب فيما أوتي من العلم (ص) ، عن ابن عمر ، عن النبي (ص) ، قال : أوتيت مفاتيح كل شيء الا الخمس أن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ، قلت لابن عمر في الصحيح مفاتيح الغيب : خمس رواه أحمد ، والطبراني ، ورجال أحمد رجال الصحيح ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:8 ص:263 ).
- وقال فتح الباري : وجاء عن بن مسعود ، قال : أوتي نبيكم (ص) علم كل شيء سوى هذه الخمس ، وعن ابن عمر مرفوعا نحوه ، أخرجهما أحمد وأخرج حميد بن زنجويه ، عن بعض الصحابة أنه ذكر العلم بوقت الكسوف قبل ظهوره فأنكر عليه ، فقال : إنما الغيب خمس وتلا هذه الآية وما عدا ذلك غيب يعلمه قوم ويجهله قوم تنبيه تضمن الجواب زيادة على السؤال للاهتمام بذلك ارشادا للأمة لما يترتب علي معرفة ذلك من المصلحة فإن قيل ليس في الآية أداة حصر كما في الحديث أجاب الطيبي بأن الفعل إذا كان عظيم الخطر وما ينبنى عليه الفعل رفيع الشأن فهم منه الحصر على سبيل الكناية ، ولا سيما إذا لوحظ ما ذكر في أسباب النزول من أن العرب كانوا يدعون علم نزول الغيث فيشعر بأن المراد من الآية نفى علمهم بذلك واختصاصه بالله سبحانه وتعالى ، المصدر ( فتح الباري ج:1 ص:124 ، والمسند ج:1 ص:68 ومسند أبي يعلى ج:9 ص:86 ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:1 ص:438 ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:1 ص:445 وجامع العلوم والحكم ج:1 ص:39 وحلية الأولياء وطبقات الأصفياء ج:5 ص:97 ).
المخالف : قد يقال لكم أيها الشيعة بأن رواياتكم تصرح بأن أئمتكم يعلمون كل شيء وهذه هي مروياتكم أن الأئمة (ع) يعلمون علم ما كان وما يكون وإنه لا يخفى عليهم الشيء صلوات الله عليهم :
1 - أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن إبراهيم بن اسحاق الأحمر ، عن عبد الله بن حماد ، عن سيف التمار ، قال : كنا مع أبي عبد الله (ع) جماعة من الشيعة في الحجر ، فقال : علينا عين ، فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدا ، فقلنا : ليس علينا عين ، فقال : ورب الكعبة ورب البنية - ثلاث مرات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما إني أعلم منهما ولأنبئتهما بما ليس في أيديهما ، لأن موسى والخضر (ع) أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله (ص) وراثة.
2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن يونس بن يعقوب ، عن الحارث بن المغيرة ، وعدة من أصحابنا منهم عبد الأعلى وأبو عبيدة وعبد الله ابن بشر الخثعمي سمعوا أبا عبد الله (ع) يقول : إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار ، وأعلم ما كان وما يكون ، قال : ثم مكث هنيئة فرآى أن ذلك كبر على من سمعه منه ، فقال : علمت ذلك من كتاب الله عز وجل ، إن الله عز وجل يقول فيه تبيان كل شيء.
3 - علي بن محمد ، عن سهل ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن عبد الكريم ، عن جماعة بن سعد الخثعمي أنه قال : كان المفضل عند أبي عبد الله (ع) ، فقال له المفضل : جعلت فداك يفرض الله طاعة عبد على العباد ويحجب عنه خبر السماء ، قال : لا ، الله أكرم وارحم وأرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد ، ثم يحجب عنه خبر السماء صباحا ومساء.
4 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن ضريس الكناسي ، قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول - وعنده أناس من أصحابه - : عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله (ص) ، ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم ، فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا ، أترون أن الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ، ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم ، فقال له حمران : جعلت فداك أرئيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب والحسن والحسين (ع) وخروجهم وقيامهم بدين الله عز ذكره ، وما أصيبوا من قتل الطواغيت اياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا ، فقال أبو جعفر (ع) : يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه على سبيل الاختيار ، ثم أجراه فبتقدم علم اليهم من رسول الله (ص) قام علي والحسن والحسين (ع) وبعلم صمت من صمت منا ، ولو أنهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل بهم ما نزل من أمر الله عز وجل واظهار الطواغيت عليهم ، سألوا الله عز وجل أن يدفع عنهم ذلك وألحوا عليه في طلب ازالة ملك الطواغيت وذهاب ملكهم إذا لأجابهم ودفع ذلك عنهم ، ثم كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد ، وما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله ، أراد أن يبلغوها ، فلا تذهبن بك المذاهب فيهم.
5 - علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن هشام بن الحكم ، قال : سألت أبا عبد الله (ع) بمنى ، عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول : يقولون كذا وكذا ، قال : فيقول : قل كذا وكذا ، قلت : جعلت فداك هذا الحلال وهذا الحرام ، أعلم أنك صاحبه وإنك أعلم الناس به وهذا هو الكلام ، فقال لي : ويك يا هشام [ لا ] يحتج الله تبارك وتعالى على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه.
6 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : لا والله لا يكون عالم جاهلا أبدا ، عالما بشيء جاهلا بشيء ، ثم قال الله أجل وأعز وأكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه وأرضه ، ثم قال : لا يحجب ذلك عنه ، المصدر ( الكافي ج1ص260 كتاب الحجة ).
الموالي : أقول بأن المراد من علمهم بكل شيء هو العلم الذي بينته الروايات السابقة أي أنهم يعلمون العلوم التي لم يختص بها علم الله والا فتلك العلوم التي لم تخرج من الله فهي خاصة به ولا يعلمها الا الله سبحانه وتعالى.
المخالف : ولكن الروايات السابقة بينت أن أئمتكم يعلمون علم ما كان وما يكون فمن الذي أخبرهم بذلك ، وهل هم أعلم من الرسول (ص) ، وهل لهم امتياز خاص على الأمة ؟.
الموالي : أما كونهم أعلم من الرسول فلم يقل أحد من جهال الشيعة ذلك فضلا عن علمائهم ، وأما حول السؤال هل لهم خاصية وامتياز عن غيرهم فنعم لهم امتياز ، وقد بينت ذلك في مبحث من هم أهل البيت ، وفي مبحث حديث الثقلين والتي أشرت فيها إلى الروايات التي تأمرنا بالتمسك بهم وانهم مع القرآن والقرآن معهم والروايات التي تقول : لا تعلموهم فانهم أعلم منكم فراجعها هناك ، وأما حول من الذي علمهم ذلك أقول مصادر علمهم متعددة منها أنهم علموا ذلك بواسطة الرسول (ص) وهذه بعض الروايات التي تبين مصادر علومهم ، باب جهات علوم الأئمة (ع) :
1 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن اسماعيل ، عن عمه حمزة بن بزيع ، عن علي السائيعن أبي الحسن الأول موسى (ع) ، قال : قال : مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث فأما الماضي فمفسر ، وأما الغابر فمزبور وأما الحادث فقذف في القلوب ، ونقر في الاسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا.
2 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن أبي زاهر ، عن علي بن موسى ، عن صفوان بن يحيى ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبد الله (ع) قال : قلت : أخبرني عن علم عالمكم ، قال وراثة من رسول الله (ص) ومن علي (ع) ، قال : قلت : إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبكم وينكت في آذانكم ، قال : أو ذاك.
3 - علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عمن حدثه ، عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لأبي الحسن (ع) : روينا ، عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الاسماع ، فقال : أما الغابر فما تقدم من علمنا ، وأما المزبور فما يأتينا ، وأما النكت في القلوب فالهام ، وأما النقر في الأسماع فأمر الملك ، المصدر ( الكافي ج1 ص264 كتاب الحجة ).
المخالف : ومن الذي قال أن النبي (ص) علمهم كل هذه العلوم وأنه علمهم علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ؟.
الموالي : قبل أن أجيب على هذا السؤال لابد أولا من أن أذكركم ببعض منها ما تقدم ، والتي تقول بأن النبي يعلم كل شيء الا الأمور الخمسة التي تقدم الكلام عنها كما في هذا الخبر وما شاكله.
31727 - حدثنا : محمد بن بشر ، قال : ثنا : مسعر ، قال : ثنا : عمرو بن مرة ، قال : حدثنا : عبد الله بن سلمة ، قال : قال عبد الله كل شيء أوتي نبيكم الا مفاتيح الخمس : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( لقمان : 34 ) } المصدر ( مصنف ابن أبي شيبة ج:6 ص:317 ).
- وبما أنه قد ثبت عندكم بأن كل شيء يعلمه النبي (ص) فقد بينه للأمه ولم يخفي عنهم أي شي مما علمه الله.
المخالف : سؤال من فضلك : أين ذكرنا نحن هذا الكلام وما هي مصادرك لو تفضلت ولك الشكر ؟.
الموالي : كنت سوف أذكر لك ذلك قبل سؤالك ، ولكن بما أنك سألت فتفضل الجواب في المصادر الآتية ونص الحديث هو :
- فقد قال في تفسير الطبري : حدثنا : هناد ، قال : ثنا : وكيع ، عن أبي خالد ، عن عامر ، عن مسروق ، قال : قالت عائشة : من حدثك أن رسول الله (ص) كتم شيئا من الوحي فقد كذب ، ثم قرأت : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ( المائدة : 67 ) } حدثنا : بن حميد ، قال : ثنا : جرير ، عن المغيرة ، عن الشعبي ، قال : قالت عائشة : من ، قال أن محمدا (ص) كتم فقد كذب وأعظم الفرية على الله ، قال الله : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ( المائدة : 67 ) } المصدر ( تفسير الطبري ج:6 ص:308 ).
- وقال في تفسير ابن كثير : قال البخاري : 4612 - عند تفسير هذه الآية ، حدثنا : محمد بن يوسف ، حدثنا : سفيان ، عن إسماعيل ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة (ر) ، قالت : من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد كذب ، وهو ، ويقول : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ( المائدة : 67 ) } هكذا رواه ها هنا مختصرا ، وقد أخرجه في مواضع من صحيحه مطولا وكذا ( رواه مسلم في كتاب الإيمان 177 والترمذي 3068 والنسائي 11532 ) في كتاب التفسير من سننهما من طرق ، عن عامر الشعبي ، عن مسروق بن الأجدع عنها (ر) وفي الصحيحين 177 عنها أيضا أنها ، قالت : لو كان محمد (ص) كاتما شيئا من القرآن لكتم هذه الآية : { وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ( الأحزاب : 37 ) } المصدر ( تفسير ابن كثير ج:2 ص:78 ).
- وقال في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : من حدثك أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله إليه فقد كذب ، وأخرج ابن مردويه ، عن علي بن أبي طالب (ر) ، قال : لم يعم على نبيكم (ص) الا الخمس من سرائر الغيب هذه الآية ، في آخر لقمان إلى آخر السورة ، وأخرج سعيد بن منصور ، وأحمد ، والبخاري في الأدب ، عن ربعي بن حراش (ر) ، قال : حدثني : رجل من بني عامر أنه قال : يا رسول الله هل بقي من العلم شيء لا تعلمه ، فقال : لقد علمني الله خيرا وإن من العلم ما لا يعلمه الا الله ، المصدر ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج:6 ص:532 ).
- وقال في البخاري : 4336 - حدثنا : محمد بن يوسف ، حدثنا : سفيان ، عن إسماعيل ، عن الشعبي ، عن مسروق ، عن عائشة (ر) ، قالت : من حدثك أن محمدا (ص) كتم شيئا مما أنزل عليه فقد كذب ، والله ، يقول : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ( المائدة : 67 ) } المصدر ( صحيح البخاري ج:4 ص:1686 ).
- وقال في المسند المستخرج على صحيح مسلم : ومن زعم أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد أعظم على الفرية والله ، يقول : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ( المائدة : 67 ) } هذا لفظ يزيد بن هارون صحيح ، رواه مسلم ، عن أبي خيثمة ، عن ابن علية ، عن داود وعن محمد بن المثنى ، عن عبد الوهاب ورواه الناس ، عن داود وهيب ، ويزيد بن زريع ، وعباد بن العوام ، وعلي بن مسهر وحفص ، وعمرو بن الحارث المصري والناس وأتمهم لفظا ابن علية ويزيد وعبد الوهاب ، المصدر ( المسند المستخرج على صحيح مسلم ج:1 ص:242 ).
- وقال في السنن الكبرى : ومن زعم أن محمدا كتم شيئا مما أنزل الله عليه فقد أعظم على الله الفرية والله يقول : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ( المائدة : 67 ) } قالت : لو كان محمدا (ص) كاتما شيئا مما أنزل عليه لكتم هذه الآية : { وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ( الأحزاب : 37 ) } المصدر ( السنن الكبرى ج:6 ص:432 ، وسنن الترمذي ج:5 ص:262 ومسند أبي عوانة2 ج:1 ص:134 والإيمان ج:2 ص:762 ، وعمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:18 ص:206 وعمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:25 ص:87 وتحفة الأحوذي ج:8 ص:353 ).
المخالف : سؤال آخر : قد يقال لكم بأن هذه الأحاديث مجملة بل قد يقال لكم بأن المراد من العلوم هي المختصة بالتشريع فقط ؟.
الموالي : أولا : لا يوجد عندنا تصريح بأن المراد هي الأمور الشرعية فالرواية فيها أطلق كل ما نزل به الوحي والوحي نزل بكل العلوم التي عند النبي (ص).
ثانيا : هناك روايات في مصادركم تبين بأن الرسول علم أمته غير الأمور الشرعية وهذه بعض من تلك المرويات :
- وقد قال في البخاري :6230 - حدثنا : موسى بن مسعود ، حدثنا : سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، عن حذيفة (ر) ، قال : لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة الا ذكره علمه من علمه وجهله من جهله إن كنت لأرى الشيء قد نسيت ، فأعرفه كما يعرف الرجل إذا غاب عنه فرآه فعرفه ، المصدر ( صحيح البخاري ج:6 ص:2435 ).
- وقال في مقدمة فتح الباري : ثالثها في القدر حديث حذيفة : لقد خطبنا النبي (ص) خطبة ما ترك فيها شيئا إلى قيام الساعة الا ذكره ، الحديث وقد تابعه أبو معاوية ووكيع عند مسلم وهذا جميع ماله في البخاري ، المصدر ( مقدمة فتح الباري ج:1 ص:446 ).
- وقال في مسلم : 2891 - وحدثنا : عثمان بن أبي شيبة ، وإسحاق بن ابراهيم ، قال عثمان ، حدثنا : وقال إسحاق : أخبرنا : جرير ، عن الأعمش ، عن شقيق ، عن حذيفة ، قال : قام فينا رسول الله (ص) مقاما ما ترك شيئا يكون في مقامه ذلك إلى قيام الساعة الا حدث به حفظه من حفظه ونسيه من نسيه ، قد علمه أصحابي هؤلاء وإنه ليكون منه الشيء قد نسيته فأراه فأذكره كما يذكر الرجل وجه الرجل إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه.
2891 - وحدثناه : أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : وكيع ، عن سفيان ، عن الأعمش بهذا الاسناد إلى قوله ونسيه من نسيه ولم يذكر ما بعده ، المصدر ( صحيح مسلم ج:4 ص:2217 ).
2891 - وحدثنا : محمد بن بشار ، حدثنا : محمد بن جعفر ، حدثنا : شعبة ح وحدثني : أبو بكر بن نافع ، حدثنا : غندر ، حدثنا : شعبة ، عن عدي بن ثابت ، عن عبد الله بن يزيد ، عن حذيفة أنه قال : أخبرني : رسول الله (ص) بما هو كائن إلى أن تقوم الساعة فما منه شيء الا قد سألته إلا أني لم أسأله ما يخرج أهل المدينة من المدينة.
2891 - حدثنا : محمد بن المثنى ، حدثني : وهب بن جرير ، أخبرنا : شعبة بهذا الاسناد نحوه ، المصدر ( صحيح مسلم ج:4 ص:2217 ).
2892 - وحدثني : يعقوب بن ابراهيم الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا ، عن أبي عاصم ، قال : حجاج ، حدثنا : أبو عاصم ، أخبرنا : عزرة بن ثابت ، أخبرنا : علباء بن أحمر ، حدثني : أبو زيد يعني عمرو بن أخطب ، قال : صلى بنا رسول الله (ص) الفجر وصعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر فنزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا ، المصدر ( صحيح مسلم ج:4 ص:2217 ).
- وقال في صحيح ابن حبان : 6638 - أخبرنا : أحمد بن علي بن المثنى ، قال : حدثنا : عمرو بن الضحاك بن مخلد ، قال : حدثنا : أبي ، قال : حدثنا : عزرة بن ثابت ، حدثنا : علباء بن أحمر اليشكري ، قال : حدثنا : أبو زيد اسمه عمرو بن أخطب ، قال : صلى بنا رسول الله (ص) الصبح ثم صعد المنبر فخطب حتى حضرت الظهر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غابت الشمس ، فحدثنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا ، المصدر ( صحيح ابن حبان ج:15 ص:9 ).
- وقال في الأمالي المطلقة : وأما حديث أبي زيد بن أخطب واسمه عمرو ، فأخبرني أبو بكر بن ابراهيم بن أبي عمر ، قال : أخبرنا : أبو بكر بن محمد بن عبد الجبار ، قال : أخبرنا : محمد بن اسماعيل الخطيب ، قال : أخبرنا : يحيى بن محمود ، قال : أخبرنا : أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا : أبو نعيم ، قال : أخبرنا : أبو محمد بن فارس ، قال : حدثنا : أحمد بن عصام ، قال : حدثنا : أبو عاصم ، قال : حدثنا : عزره ابن ثابت ، قال : حدثنا : علباء بن أحمر ، قال : حدثني : أبو زيد بن أخطب (ر) ، قال : صلى بنا رسول الله (ص) الفجر ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ، ثم نزل فصلى بنا الظهر ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس ، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن إلى يوم القيامة فأعلمنا أحفظنا ، هذا حديث صحيح ، المصدر ( الأمالي المطلقة ج:1 ص:173 ).
- وقال في تهذيب الكمال في أسماء الرجال : أخبرنا : أبو الحسن بن البخاري ، قال : أنبأنا : القاضي أبو المكارم اللبان ، وأبو جعفر الصيدلاني ، قالا : أخبرنا : أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا : أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا : عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، قال : حدثنا : أحمد بن عصام ، قال : حدثنا : أبو عاصم ، قال : حدثنا : عزرة بن ثابت ، قال : حدثنا : علباء بن أحمر ، قال : حدثني : أبو زيد ، قال : صلى بنا رسول الله (ص) الفجر ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظهر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت العصر ، ثم نزل فصلى ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى غربت الشمس ، فأخبرنا بما كان وبما هو كائن فأعلمنا أحفظنا ، رواه مسلم ، عن يعقوب الدورقي وحجاج بن الشاعر جميعا ، عن أبي عاصم فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين وليس له عنده غيره ، المصدر ( تهذيب الكمال في أسماء الرجال ج:20 ص:293 ).
- وقال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : وعن المغيرة بن شعبة أنه قال : قام فينا رسول الله (ص) مقاما خبرنا بما يكون في أمته إلى يوم القيامة وعاه من وعاه ونسيه من نسيه ، رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد رجال الصحيح غير عمر بن ابراهيم بن محمد وقد وثقه ابن حبان ، وعن أبي الدرداء ، قال : لقد تركنا رسول الله (ص) وما في السماء طائر يطير بجناحيه الا ذكرنا منه علما ، رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:8 ص:264 ).
- وبما أن أئمتنا من هذه الأمة فقد علموا كما علم غيرهم فحفظ من حفظ ونسي من نسي فهل يجوز لغيرهم ولا يجوز لهم أم لأنهم من بيت النبي (ص) ، وقال بامامتهم الشيعة فأصبح ما يجوز لغيرهم وممكن لغيرهم من الكمالات والعلم غير ممكن لهم وغير جائز.
المخالف : هل عندكم روايات تبين لنا بأن النبي (ص) قد علمهم كل هذه العلوم ؟.
الموالي : نعم .. وقد تقدم بعضها وهذه طائفة أخرى من الروايات : أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما الا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه كان شريكه في العلم : 1 - علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن عبد الله ابن سليمان ، عن حمران بن أعين ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : إن جبرئيل (ع) أتى رسول الله (ص) برمانتين فأكل رسول الله (ص) احداهما وكسر الأخرى بنصفين فأكل نصفا وأطعم عليا نصفا ، ثم قال رسول الله (ص) : يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان ، قال : لا ، قال : أما الأولى فالنبوة ، ليس لك فيها نصيب ، وأما الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه ، فقلت : أصلحك الله كيف كان ، يكون شريكه فيه ، قال : لم يعلم الله محمدا (ص) علما الا وأمره أن يعلمه عليا (ع).
2 - علي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن زرارة ، عن أبي جعفر (ع) ، قال : نزل جبرئيل (ع) على رسول الله (ص) برمانتين من الجنة فأعطاه اياهما فأكل واحدة وكسر الأخرى بنصفين فأعطى عليا (ع) نصفها فأكلها ، فقال : يا علي أما الرمانة الأولى التي أكلتها فالنبوة ليس لك فيها شيء ، وأما الأخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه.
3 - محمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن عبد الحميد ، عن منصور بن يونس ، عن ابن اذينة ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : نزل جبرئيل على محمد (ص) برمانتين من الجنة ، فلقيه علي (ع) ، فقال : ما هاتان الرمانتان اللتان في يدك ، فقال : أما هذه فالنبوة ، ليس لك فيها نصيب ، وأما هذه فالعلم ، ثم فلقها رسول الله (ص) بنصفين فأعطاه نصفها وأخذ رسول الله (ص) نصفها ، ثم قال : أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه ، قال : فلم يعلم والله رسول الله (ص) حرفا مما علمه الله عز وجل الا وقد علمه عليا ثم انتهى العلم إلينا ، ثم وضع يده على صدره ، المصدر ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 263 ، كتاب الحجة ).
- بل أقول بأن في مصادر غير الشيعة اشارة إلى ذلك ومنها هذه الأخبار :
- أن النبي (ص) ، قال لعلي : أنت المبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي ، وعلى هذا إذا تم الاتفاق فلا اشكال وأن اختلف فنأخذ بأقوال الامام علي (ع) مرجحين له على أقوال الغير واليكم الآن الحديث الأول في علم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) بالفاظه المختلفة :
- قال (ص) : إن الله خلقني وعليا من شجرة أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ، ثمرتها والشيعة ورقها فهل يخرج من الطيب الا الطيب. - وأنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأتها من بابها. - وفي لفظ آخر ، قال (ص) : أنا مدينة العلم وعلي بابها ولا تؤتى البيوت الا من أبوابها. - وفي لفظ آخر ، قال (ص) : أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يصل إلى المدينة الا من قبل الباب. - وفي لفظ آخر ، قال (ص) : أنا مدينة العلم وأنت بابها كذب من زعم إنه يدخل المدينة بغير الباب ، قال الله عز وجل : { وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ( البقرة : 189 ) }. - وفي قول آخر ، قال (ص) :
أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه (الباب).
أولا : الحافظ أبو زكريا يحيى بن معين البغدادي نص على صحته كما ذكره الخطيب وأبو الحجاج المزي وابن حجر العسقلاني. ثانيا : أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صححه في تهذيب الآثار. ثالثا : الحاكم النيسابوري صححه في المستدرك. رابعا : الخطيب البغدادي عده ممن صححه المولوي حسن زمان في القول المستحسن. خامسا : الحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي في بحر الأسانيد سادسا : مجد الدين الفيروز آبادي صححه في النقد الصحيح. سابعا : الحافظ السيوطي صححه في جمع الجوامع. ثامنا : السيد محمد البخاري نص على صحته في تذكرة الأبرار. تاسعا : الأمير محمد اليماني الصنعاني صرح بصحته في الروضة الندية وغيرهم فراج الغدير الجزء السادس من ص61 الى ص81.
وهناك أقوال آخر للنبي (ص) في علم علي (ع) نأخذ بعضها خوف الاطاله :
- فقد قال (ص) لفاطمة (ع) : أما ترضين إني زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما ، المصدر ( المستدرك للحاكم وكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ج 6ص13 ). - وقال (ص) لها أيضا : زوجتك خير أمتي أعلمهم علما وأفضلهم حلما ، وأولهم سلما ، المصدر ( أخرجه الخطيب في المتفق والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه ج6ص398 ). - وقوله (ص) للزهراء (ع) : إنه لأول أصحابي إسلاما أو أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ، المصادر : ( مسند أحمد ج5ص26 والاستيعاب ج3ص36 والرياض النضرة ج2ص194 ومجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج9ص101و104 والمرقاة في شرح المشكاة ج5ص569 وكنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ج6ص153 والسيرة الحلبية ج1ص285 وسيرة زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية ج1ص188 ).
وهناك أحاديث أخرى منها :
- أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب أقضى أمتي علي وحديث أقضاكم علي وغيرها. - وقال الامام (ع) : أن رسول الله (ص) علمني الف باب كل باب فيها يفتح الف باب ، فذلك الف الف باب حتى علمت ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب ، المصدر ( ينابيع المودة لذوي القربى للقندوزي ص77 وأرجح المطالب ص413 والهروي في الأربعين حديثا وفتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص19 ).
المخالف : وكيف وصل علم النبي إلى أئمتكم ؟.
الموالي : وصلهم بعدة طرق منها كما مر عليك سابقا فأن النبي (ص) علم الامام علي العلوم التي عنده وأصبح باب مدينة علم الرسول ومن تلك الطرق التي وصل فيها علم النبي (ص) اليهم ، هي الكتب التي ورثوها عن جدهم (ص) وهي ، ( فيه ذكر الصحيفة والجفر والجامعة ومصحف فاطمة (ع) :
1 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عبد الله بن الحجال ، عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن أبي بصير ، قال : دخلت على أبي عبد الله (ع) ، فقلت له : جعلت فداك إني أسألك عن مسألة ، ههنا أحد يسمع كلامي ، قال : فرفع أبو عبد الله (ع) سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ، ثم قال : يا أبا محمد سل عما بدا لك ، قال : قلت : جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله (ص) علم عليا (ع) بابا يفتح له منه الف باب ، قال : فقال يا أبا محمد علم رسول الله (ص) عليا (ع) الف باب يفتح من كل باب الف باب ، قال : قلت هذا والله العلم ، قال : فنكت ساعة في الأرض ، ثم قال : إنه لعلم وما هو بذاك ، قال : ثم قال يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ، قال : قلت جعلت فداك وما الجامعة ، قال : صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (ص) واملائه من فلق فيه وخط علي بيمينه ، فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الارش في الخدش وضرب بيده إلي ، فقال : تأذن لي يا أبا محمد ، قال : قلت جعلت فداك إنما أنا لك فاصنع ما شئت ، قال : فغمزني بيده ، وقال : حتى أرش هذا - كأنه مغضب - قال : قلت هذا والله العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك ، ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ، قال : قلت وما الجفر ، قال : وعاء من أدم فيه علم النبيين والوصيين ، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل ، قال : قلت : إن هذا هو العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك ، ثم سكت ساعة ، ثم قال : وإن عندنا لمصحف فاطمة (ع) وما يدريهم ما مصحف فاطمة (ع) ، قال : قلت وما مصحف فاطمة (ع) ، قال : مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات ، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد ، قال : قلت هذا والله العلم ، قال : إنه لعلم وما هو بذاك ، ثم سكت ساعة ، ثم قال : إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة ، قال : قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم ، قال : إنه لعلم وليس بذاك ، قلت : جعلت فداك فأي شيء العلم ، قال : ما يحدث بالليل والنهار ، الأمر من بعد الأمر ، والشيء بعد الشيء ، إلى يوم القيامة.
2 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن حماد بن عثمان ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : تظهر الزنادقة في سنة ثمان وعشرين ومائة وذلك أني نظرت في مصحف فاطمة (ع) ، قال : قلت وما مصحف فاطمة ، قال : إن الله تعالى لما قبض نبيه (ص) دخل على فاطمة (ع) من وفاته من الحزن ما لا يعلمه الا الله عز وجل فأرسل الله اليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين (ع) ، فقال : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي فأعلمته بذلك فجعل أمير المؤمنين (ع) يكتب كلما سمع حتى اثبت من ذلك مصحفا ، قال : ثم قال إما أنه ليس فيه شيء من الحلال والحرام ولكن فيه علم ما يكون.
3 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن الحسين ابن أبي العلاء ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن عندي الجفر الأبيض ، قال : قلت فأي شيء فيه ، قال : زبور داود ، وتوراة موسى ، وانجيل عيسى ، وصحف إبراهيم (ع) والحلال والحرام ، ومصحف فاطمة ، ما أزعم أن فيه قرآنا ، وفيه ما يحتاج الناس إلينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ، ونصف الجلدة ، وربع الجلدة وأرش الخدش ، وعندي الجفر الأحمر ، قال : قلت وأي شيء في الجفر الأحمر ، قال : السلاح وذلك إنما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل ، فقال له عبد الله ابن أبي يعفور : أصلحك الله أيعرف هذا بنو الحسن ، فقال : إي والله كما يعرفون الليل أنه ليل والنهار أنه نهار ولكنهم يحملهم الحسد وطلب الدنيا علي الجحود والانكار ، ولو طلبوا الحق بالحق لكان خيرا لهم.
4 - علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عمن ذكره ، عن سليمان بن خالد ، قال : قال أبو عبد الله (ع) : إن في الجفر الذي يذكرونه لما يسوؤهم ، لأنهم لا يقولون الحق والحق فيه ، فليخرجوا قضايا علي وفرائضه إن كانوا صادقين ، وسلوهم عن الخالات والعمات ، وليخرجوا مصحف فاطمة (ع) فإن فيه وصية فاطمة (ع) ومعه سلاح رسول الله (ص) إن الله عز وجل يقول : فأتوا بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين.
5 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة ، قال : سأل أبا عبد الله (ع) بعض أصحابنا ، عن الجفر ، فقال : هو جلد ثور مملوء علما قال له : فالجامعة ، قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الاديم مثل فخذ الفالج ، فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية الا وهي فيها ، حتى أرش الخدش ، قال : فمصحف فاطمة (ع) ، قال : فسكت طويلا ، ثم قال : انكم لتبحثون عما تريدون وعما لا تريدون إن فاطمة مكثت بعد رسول الله (ص) خمسة وسبعين يوما وكان دخلها حزن شديدا على أبيها وكان جبرئيل (ع) يأتيها فيحسن عزاء ها على أبيها ، ويطيب نفسها ، ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي (ع) يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام.
6 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن صالح بن سعيد ، عن أحمد بن أبي بشر ، عن بكر بن كرب الصيرفي ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن عندنا مالا نحتاج معه إلى الناس ، وإن الناس ليحتاجون إلينا ، وإن عندنا كتابا املاء رسول الله (ص) وخط علي (ع) صحيفة فيها كل حلال وحرام ، وانكم لتأتونا بالأمر فنعرف إذا أخذتم به ونعرف إذا تركتموه.
7 - علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن اذينة ، عن فضيل بن يسار وبريد بن معاوية وزرارة أن عبد الملك بن أعين ، قال لأبي عبد الله (ع) : إن الزيدية والمعتزلة قد أطافوا بمحمد بن عبد الله فهل له سلطان ، فقال : والله إن عندي لكتابين فيهما تسمية كل نبي وكل ملك يملك الأرض ، لا والله ما محمد بن عبد الله في واحد منهما.
8 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن القاسم بن محمد ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن فضيل بن سكرة ، قال : دخلت على أبي عبد الله (ع) ، فقال : يا فضيل أتدري في أي شيء كنت انظر قبيل ، قال : قلت لا ، قال : كنت انظر في كتاب فاطمة (ع) ليس من ملك يملك الأرض الا وهو مكتوب فيه باسمه وأسم أبيه وما وجدت لولد الحسن فيه شيئا ، المصدر ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 238 ).
المخالف : لقد ذكرت فيما مضى أن مصادر علوم أئمتكم هو النبي (ص) ومصادر أخرى فهل تقصد أنهم تحديث الملائكة لهم والإلهام وهل هم بمنزلة الأنبياء عندكم ؟.
الموالي : أما حول مسألة تحديث الملائكة لهم وانهم يلهمون فسوف أتعرض إليه إن شاء الله بالتفصيل ، وأما هل هم أنبياء فقد نهو شيعتهم أن يقولوا عنهم أنهم أنبياء وهذه طائفة من تلك الروايات : ( في أن الأئمة بمن يشبهون ممن مضى وكراهية القول فيهم بالنبوة ) :
1 - أبو علي الأشعري ، عن محمد بننعبد الجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن حمران بن أعين ، قال : قلت لأبي جعفر (ع) : ما موضع العلماء ، قال : مثل ذي القرنين وصاحب سليمان وصاحب موسى (ع).
2 - علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن الحسين بن أبي العلاء ، قال : قال أبو عبد الله (ع) : إنما الوقوف علينا في الحلال فأما النبوة فلا.
3 - محمد بن يحيى الأشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى بن عمران الحلبي ، عن أيوب بن الحر ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن الله عز ذكره ختم بنبيكم النبيين فلا نبي بعده أبدا ، وختم بكتابكم الكتب فلا كتاب بعده أبدا ، وأنزل فيه تبيان كل شيء وخلقكم وخلق السماوات والأرض ونبأ ما قبلكم وفصل ما بينكم وخبر ما بعدكم وأمر الجنة والنار وما أنتم صائرون إليه.
4 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن الحارث بن المغيرة ، قال : قال أبو جعفر (ع) : إن عليا (ع) كان محدثا ، فقلت : فتقول نبي ، قال : فحرك بيده هكذا ، ثم قال : أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين أو ما بلغكم أنه قال : وفيكم مثله..
5 - علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اذينة ، عن بريد ابن معاوية ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) ، قال : قلت له : ما منزلتكم ومن تشبهون ممن مضى ، قال : صاحب موسى وذو القرنين ، كانا عالمين ولم يكونا نبيين.
6 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير ، قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : إن قوما يزعمون انكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآنا وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ، فقال : يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله واياهم يوم القيامة الا وهو ساخط عليهم ، قال : قلت وعندنا قوم يزعمون انكم رسل يقرؤون علينا بذلك قرأنا يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم ، فقال : يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله واياهم يوم القيامة الا وهو ساخط عليهم ، قال : قلت فما أنتم ، قال : نحن خزان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض.
7 - عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن عبد الله بن بحر ، عن ابن مسكان ، عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله ، عن محمد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : الأئمة بمنزلة رسول الله (ص) الا أنهم ليسوا بأنبياء ولا يحل لهم من النساء ما يحل للنبي (ص) فأما ما خلا ذلك فهم فيه بمنزلة رسول الله (ص) ، المصدر ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 268 ).
ملاحظة : لتعلم بأن النهي هنا ليس لأنهم أقل من الأنبياء ، وإنما لأنه لا نبي من بعد النبي محمد (ص) لأنه خاتم الأنبياء والمرسلين.
المخالف : وما هو ردكم على من ، قال بأنكم تقولون بأن أئمتكم محدثون ملهمون ، وهذه رواياتكم واضحة في ذلك فقد رويتم ما يلي باب أن الأئمة (ع) محدثون مفهمون :
1 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحجال ، عن القاسم بن محمد ، عن عبيد بن زرارة ، قال : أرسل أبو جعفر (ع) إلى زرارة أن يعلم الحكم بن عتيبة أن أوصياء محمد عليه و(ع) محدثون.
2 - محمد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن محبوب ، عن جميل بن صالح ، عن زياد بن سوقة ، عن الحكم بن عتيبة ، قال : دخلت على علي بن الحسين (ع) يوما ، فقال : يا حكم هل تدري الآية التي كان علي بن أبي طالب (ع) يعرف قاتله بها ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس ، قال : الحكم ، فقلت في نفسي قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين ، أعلم بذلك تلك الأمور العظام ، قال : فقلت لا والله لا أعلم ، قال : ثم ، قلت الآية تخبرني بها يا ابن رسول الله ، قال : هو والله قول الله عز ذكره : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ( ولا محدث ) وكان علي بن أبي طالب (ع) محدثا ، فقال له رجل يقال له عبد الله بن زيد ، كان أخا علي لامه ، سبحان الله محدثا ، كأنه ينكر ذلك ، فأقبل علينا أبو جعفر (ع) ، فقال : أما والله إن ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك ، قال : فلما قال ذلك سكت الرجل ، فقال : هي التي هلك فيها أبو الخطاب فلم يدر ما تأويل المحدث والنبي.
3 - أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسن ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن اسماعيل ، قال : سمعت أبا الحسن (ع) يقول : الأئمة علماء صادقون مفهمون محدثون.
4 - علي بن ابراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن رجل ، عن محمد بن مسلم ، قال : ذكر المحدث عند أبي عبد الله (ع) ، فقال : إنه يسمع الصوت ولا يرى الشخص ، فقلت له : جعلت فداك كيف يعلم أنه كلام الملك ، قال : إنه يعطي السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك.
5 - محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن الحسين بن المختار ، عن الحارث بن المغيرة ، عن حمران بن أعين ، قال : قال أبو جعفر (ع) إن عليا (ع) كان محدثا ، فخرجت إلى أصحابي ، فقلت : جئتكم بعجيبة ، فقالوا : وما هي ، فقلت : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : كان علي (ع) محدثا ، فقالوا : ما صنعت شيئا الا سألته من كان يحدثه ، فرجعت إليه ، فقلت : إني حدثت أصحابي بما حدثتني ، فقالوا : ما صنعت شيئا الا سألته من كان يحدثه ، فقال لي : يحدثه ملك ، قلت : تقول إنه نبي ، قال : فحرك يده - هكذا - : أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين ، أو ما بلغكم أنه قال : وفيكم مثله ، المصدر ( الكافي - الشيخ الكليني ج 1 ص 270 ).
الموالي : نعم .. لقد روت مصادرنا هذه الروايات وغيرها أيضا ونحن نعترف بها ، ونقول بأنه لا اشكال في ذلك لأنه مما ثبت عن النبي (ص) وأنتم أيضا تقولون في غير أهل البيت ذلك ، ولكن لم تستطيعوا أن تتحملوا هذا القول في أئمتنا أنمة أهل البيت الطاهر.
المخالف : وأين قلنا نحن ذلك وما هي المصادر لو تكرمت حتى يكون كلامك حجة علينا ؟.
الموالي : إليك هذه المصادر فراجعها بنفسك لعلك تجد فيها ما يريح قلبك ويشفي همك وهذه هي الرواية والمصادر :
- فقد قال في البخاري : 3282 - حدثنا : عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا : إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة (ر) عن النبي (ص) ، قال : إنه قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم محدثون وإنه إن كان في أمتي هذه منهم فانه عمر بن الخطاب ، المصدر ( صحيح البخاري ج:3 ص:1279 ).
- وقال في شرح النووي على صحيح مسلم : قوله 2398 - عن بن وهب ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن عائشة ، عن النبي (ص) إنه كان يقول قد كان يكون في الأمم محدثون فإن يكن في أمتي منهم أحد فإن عمر بن الخطاب منهم ، قال ابن وهب : تفسير محدثون ملهمون هذا الاسناد مما استدركه الدارقطني على مسلم ، وقال : المشهور فيه ، عن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، قال : بلغني أن رسول الله (ص) وأخرجه البخاري من هذا الطريق ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة واختلف تفسير العلماء للمراد بمحدثون ، فقال : بن وهب ملهمون وقيل مصيبون وإذا ظنوا فكأنهم حدثوا بشيء فظنوا وقيل تكلمهم الملائكة وجاء في رواية متكلمون ، وقال البخاري : يجري الصواب على السنتهم وفيه اثبات كرامات الأولياء ، المصدر :( شرح النووي على صحيح مسلم ج:15 ص:166 ، وتاريخ دمشق ج:44 ص:95 والمستدرك على الصحيحين ج:3 ص:92 وصحيح ابن حبان ج:15 ص:317 ) ، ومن تتبع الروايات يجد التصريح الواضح من النبي (ص) ، يقول : بأن هناك بشر يكلمون وهم غير أنبياء ، وهذا مثال على هذه الأخبار :
- فقد قال في العلل الواردة في الأحاديث النبوية : 1789 - وسئل عن حديث أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال رسول الله (ص) : كان فيمن كان قبلكم من بني إسرائيل رجال يكلمون من غير أن يكونوا أنبياء فإن يكن في أمتي منهم أحد فعمر ، فقال : يرويه سعد بن ابراهيم واختلف عنه فرواه زكريا بن أبي زائدة ، عن سعد واختلف ، عن زكريا أيضا فرواه داود بن عبد الحميد ومحمد بن ابراهيم بن رجاء عن زكريا ، عن سعد ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة وخالفهما إسحاق الأزرق فرواه ، عن زكريا ، عن سعد ، عن أبي سلمة مرسلا ، المصدر ( العلل الواردة في الأحاديث النبوية ج:9 ص:313 ).
- وقال في عمدة القاري شرح صحيح البخاري : ويروى لقد كان فيمن كان قبلكم قوله يكلمون ، قال الكرماني : يعني الملائكة تكلمهم فعلى هذا يكلمون على صيغة المجهول قوله فإن يكن من أمتي ويروى في أمتي قوله أحد وفي رواية الكشميهني من أحد قوله فعمر أي فهو عمر وكلمة إن ليست للشك فإن أمته أفضل الأمم فإذا كان موجودا فبالأولى أن يكون في هذه الأمة بل للتأكيد كقول الأجير إن عملت لك فوفني حقي ، قال ابن عباس (ر) : ما من نبي ولا محدث أشار بهذا إلى قراءة ابن عباس في قوله تعالى : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي الا إذا تمنى ( الحج : 25 ) الآية فانه زاد فيها ولا محدث ، وأخرجه عبد بن حميد من حديث عمرو بن دينار ، قال : كان ابن عباس يقرأ : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:16 ص:199 ، والفردوس بمأثور الخطاب ج:3 ص:278 ).
المخالف : قد يسألك سائل ، فيقول وهل تريد من هذا أن تثبت بأن أئمتكم تحدثهم الملائكة ؟.
الموالي : نعم .. فإذا ثبت في هذه الأمة من حدثته الملائكة فما هو المانع أن أقول : بأن أئمتنا تحدثهم الملائكة وتسلم عليهم وتجالسهم وتدخل بيوتهم ، ورواياتكم تكلمنا بأن سلام الملائكة على أبناء الأمة أمر ممكن ولا مانع منه مثل هذه الروايات :
- وقال أيضا : 2750 - حدثني : إسحاق بن منصور أخبرنا : عبد الصمد سمعت أبي يحدث ، حدثنا : سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن حنظلة ، قال : كنا عند رسول الله (ص) فوعظنا فذكر النار ، قال : ثم جئت إلى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة ، قال : فخرجت فلقيت أبا بكر فذكرت ذلك له ، فقال : وأنا قد فعلت مثل ما تذكر فلقينا رسول الله (ص) ، فقلت : يا رسول الله نافق حنظلة ، فقال : مه فحدثته بالحديث ، فقال أبو بكر : وأنا قد فعلت مثل ما فعل ، فقال : يا حنظلة ساعة وساعة ولو كانت تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر لصافحتكم الملائكة حتى تسلم عليكم في الطرق ، المصدر ( صحيح مسلم ج:4 ص:2107 ).
- وقال في المعجم الكبير : 3490 - حدثنا : علي بن عبد العزيز ، حدثنا : أبو حذيفة ، ثنا : سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن الهيثم بن حنش ، عن حنظلة الكاتب ، قال : كنا عند رسول الله (ص) فذكر الجنة والنار فكنا رأى عين فخرجت فأتيت أهلي فضحكت معهم فوقع في نفسي شيء فلقيت أبا بكر رحمه الله ، فقلت : إني نافقت ، قال : وما ذلك ، فقلت : كنا عند رسول الله (ص) فذكر الجنة والنار وكنا كأنا رأي عين فأتيت أهلي فضحكت معهم ، قال أبو بكر انا لنفعل ذلك فأتيت النبي (ص) فذكرت ذلك له ، قال : يا حنظلة لو كنتم عند أهليكم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي الطريق يا حنظلة ساعة وساعة.
3491 - حدثنا : عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، ثنا : محمد بن يوسف الفريابي ح ، وحدثنا : علي بن عبد العزيز ، ثنا : أبو نعيم ، قالا ، ثنا : سفيان ، عن سعيد الجريري ، عن أبي عثمان النهدي ، عن حنظلة الكاتب الأسيدي ، قال : كنا عند رسول الله (ص) فذكرنا الجنة والنار حتى كأنا رأى عين فقمت إلى أهلي وولدي فضحكت ولعبت فذكرت الذي كنا فيه فخرجت فلقيت أبا بكر (ر) ، فقلت : نافقت ، فقال أبو بكر (ر) : إنا لنفعله فذهب حنظلة فذكره للنبي (ص) ، فقال : يا حنظلة لوكنتم كما تكونون عندي لصافحتكم الملائكة على فرشكم أو طرقكم أو نحو ذا يا حنظلة ساعة وساعة ، المصدر ( المعجم الكبير ج:4 ص:11 ، والأحاديث المختارة ج:5 ص:14 و الأحاديث المختارة ج:5 ص:139 و الأحاديث المختارة ج:7 ص:64 و صحيح ابن حبان ج:16 ص:396 و موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ج:1 ص:617 وسنن ابن ماجه ج:2 ص:1416 وسنن الترمذي ج:4 ص:666 و الآحاد والمثاني ج:2 ص:406 و المسند ج:2 ص:486 و المعجم الأوسط ج:3 ص:129 و مسند أبي يعلى ج:5 ص:378 و مسند إسحاق بن راهويه ج:1 ص:318 و مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:304 و مسند الحارث(زوائدالهيثمي) ج:2 ص:969 و مسند أبي داود الطيالسي ج:1 ص:337 و مسند عبد بن حميد ج:1 ص:415 ) والعشرات من المصادر.
- فتبين بأن المانع من تسليم الملائكة على الكثير من الصحابة هو عدم ثباتهم على سيرة واحدة فعندما يكونوا امام النبي (ص) ومعه بوجه وبحالة من الخشوع والخضوع وإذا خرجوا من عنده تغيرت أحوالهم إلى وضع وحال آخر ، أما أئمتنا فهم مع القرآن والقرآن معهم دائما وأبدا لا يفارقهم ولا يفارقونه ، وقد ثبت بأن هناك بعض الصحابة ممن كانت تكلمه الملائكة وتسلم عليه وتحدثه.
المخالف : وأين قلنا بأن الملائكة حدثت أحد من هذه الأمة ؟.
الموالي : لقد مرت عليك الأدلة الواضحة فيما تقدم وأن عمر ممن تكلمه الملائكة كما تقولون واليكم طائفة أخرى تصرح بذلك منها :
- حالة ثانية : فقد قال : مسند الامام أحمد: 23403 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : عفان ، ثنا : همام ، ثنا : الحجاج بن فرافصة ، حدثني : رجل ، عن حذيفة بن اليمان أنه أتى النبي (ص) ، فقال : بينما أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول : اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك الخير كله إليك يرجع الأمر كله علانيته وسره فأهل أن تحمد أنك على كل شيء قدير اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنبي واعصمني فيما بقى من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عنى ، فقال النبي (ص) : ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:5 ص:395 ).
- وقال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : وعن حذيفة أنه أتى النبي (ص) ، فقال : بينا أنا أصلي إذ سمعت متكلما يقول : اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله بيدك الخير كله إليك يرجع الأمر كله علانيته وسره فأهل أن تحمد إنك على كل شيء قدير ، اللهم اغفر لي جميع ما مضى من ذنوبي واعصمني فيما بقي من عمري وارزقني عملا زاكيا ترضى به عني ، فقال النبي (ص) : ذاك ملك أتاك يعلمك تحميد ربك عز وجل ، رواه أحمد وفيه راو لم يسم وبقية رجاله ثقات ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:10 ص95وص:96 ).
- حالة ثالثة : فقد ، قال في البخاري : 4499 - حدثني : إسحاق ، عن جرير ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة ، عن أبي هريرة (ر) : أن رسول الله (ص) كان يوما بارزا للناس إذ أتاه رجل يمشي ، فقال : يا رسول الله ما الإيمان ، قال : الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته ورسله ولقائه وتؤمن بالبعث الآخر ، قال : يا رسول الله ما الإسلام ، قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ، قال : يا رسول الله ما الاحسان ، قال : الاحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فانه يراك ، قال : يا رسول الله متى الساعة ، قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت المرأة ربتها فذاك من أشراطها وإذا كان الحفاة العراة رؤوس الناس فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن الا الله { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ( لقمان : 34 ) } ثم انصرف الرجل ، فقال : ردوا علي فأخذوا ليردوا فلم يروا شيئا ، فقال : هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ، المصدر ( صحيح البخاري ج:4 ص:1793 ).
- وقال في صحيح مسلم : 9 - وحدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب جميعا ، عن بن علية ، قال : زهير ، حدثنا : إسماعيل بن ابراهيم ، عن أبي حيان ، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير ، عن أبي هريرة ، قال : كان رسول الله (ص) يوما بارزا للناس فأتاه رجل ، فقال : يا رسول الله ما الإيمان ، قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتابه ولقائه ورسله وتؤمن بالبعث الآخر ، قال : يا رسول الله ما الإسلام ، قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان ، قال : يا رسول الله ما الاحسان ، قال : أن تعبد الله كأنك تراه فإنك إن لا تراه فانه يراك ، قال : يا رسول الله متى الساعة ، قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل ولكن سأحدثك عن أشراطها إذا ولدت الأمة ربها فذاك من أشراطها وإذا كانت العراة الحفاة رؤوس الناس فذاك من أشراطها وإذا تطاول رعاء البهم في البنيان فذاك من أشراطها في خمس لا يعلمهن الا الله ، ثم تلا (ص) : { إِنَّ اللهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ( لقمان : 34 ) } قال : ثم أدبر الرجل ، فقال رسول الله (ص) : ردوا علي الرجل فأخذوا ليردوه فلم يروا شيئا ، فقال رسول الله (ص) : هذا جبريل جاء ليعلم الناس دينهم ، المصدر ( صحيح مسلم ج:1 ص:39 ، والمسند المستخرج على صحيح مسلم ج:1 ص:103 وصحيح ابن حبان ج:1 ص:375 ، ومسند أبي عوانة2 ج:4 ص:194 ومسند إسحاق بن راهويه ج:1 ص:211 ، ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:426 ).
- حالة رابعة : فقد قال في البخاري : 1226 - وحدثني : عبيد الله بن معاذ ، حدثنا : أبي ، حدثنا : شعبة ، عن حميد بن هلال ، عن مطرف ، قال : قال لي عمران بن حصين أحدثك حديثا عسى الله أن ينفعك به : أن رسول الله (ص) جمع بين حجة وعمرة ، ثم لم ينه عنه حتى مات ولم ينزل فيه قرآن يحرمه ، وقد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ، ثم تركت الكي فعاد ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:899 ).
- وقال في فتح الباري : ولمسلم : عن عمران بن حصين كان يسلم علي حتى اكتويت ، فترك ثم تركت الكي فعاد وله عنه من وجه آخر أن الذي كان انقطع عني رجع إلي يعني تسليم الملائكة كذا في الأصل ، وفي لفظ أنه كان يسلم علي فلما اكتويت امسك عني فلما تركته عاد إلي ، المصدر ( فتح الباري ج:10 ص:155 ).
- وقال في تهذيب الأسماء : روى عنه أبو رجاء العطاردي واسمه تيم ومطرف بن عبد الله وزرارة بن أوفى وزهدم وعبد الله بن بريدة وابن سيرين والحسن والشعبي وأبو الأسود الدؤلي وآخرون نزل البصرة وكان قاضيها استقضاه عبد الله بن عامر أياما ثم استعفاه فأعفاه توفي بها سنة ثنتين وخمسين وكان الحسن البصري يحلف بالله تعالى ما قدم البصرة راكب خير لهم من عمر إن وغزا مع النبي (ص) غزوات وبعثه عمر بن الخطاب (ر) إلى البصرة ليفقه أهلها ، وكان من فضلاء الصحابة وكان مجاب الدعوة ولم يشهد تلك الحروب وكان أبيض الرأس واللحية وله عقب بالبصرة وفي صحيح مسلم ، عن عمران ، قال : قد كان يسلم علي حتى اكتويت فتركت ، ثم تركت الكي فعاد يعني كانت الملائكة تسلم عليه ويراهم عيانا ، كما جاء مصرحا به في غير صحيح مسلم ، المصدر ( تهذيب الأسماء ج:2 ص:351 ).
- وقال في المسند المستخرج على صحيح مسلم : 2849 - ثنا : عبد الله بن عبد المجيد ، عن إسماعيل بن مسلم ، ثنا : إسحاق ، ثنا : أبو محمد ابن حبان ، ثنا : أحمد بن ابراهيم بن أبي يحيى ، ثنا : نصر بن علي ، ثنا : مسلم بن ابراهيم ، وثنا : سالم ابن عصام ، ثنا : إبراهيم بن بسطام ، ثنا : عثمان بن عمر ، قالا ، ثنا : إسماعيل بن مسلم ، ثنا : محمد بن واسع ، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير ، قال : قال لي عمران بن حصين ذات يوم : إذا أصبحت فاغد علي فلما أصبحت غدوت عليه ، فقال لي : ما غدا بك ، قلت : الميعاد ، قال : أحدثك حديثين أما أحدهما فاكتمه علي ، وأما الآخر فلا أبالي أن تفشه علي فأما الذي تكتمه علي فإن الذي كان انقطع عني رجع إلي يعني تسليم الملائكة والآخر ، تمتعنا مع رسول الله (ص) مرتين ، فقال رجل برأيه ما شاء ، المصدر ( المسند المستخرج على صحيح مسلم ج:3 ص:326 ).
- وقال في الطبقات الكبرى : قال : فقال عمران بن حصين لو دخل علي رجل بيتي يريد نفسي ومالي لرأيت أن قد حل لي قتاله ، قال : أخبرنا : حفص بن عمر الحوضي ، قال : حدثنا : يزيد بن ابراهيم ، قال : سمعت محمدا يعني بن سيرين ، قال : سقا بطن عمران بن الحصين ثلاثين سنة كل ذلك يعرض عليه الكي فيأبى أن يكتوي حتى كان قبل وفاته بسنتين فاكتوى ، قال : أخبرنا : الخليل بن عمر العبدي البصري ، قال : حدثني : أبي ، قال : حدثنا : قتادة أن الملائكة كانت تصافح عمران بن حصين حتى اكتوى فتنحت ، المصدر ( الطبقات الكبرى ج:4 ص:288 ، وتذكرة الحفاظ ج:1 ص:30 وسنن أبي داود ج:4 ص:5 ).
المخالف : يقال بأن أئمتكم يلهمهم الله العلم فما حقيقة هذه الدعوى ياترى ، فقد ورد في الكافي من مثل هذه الرواية علي بن ابراهيم ، عن أبيه ، عمن حدثه ، عن المفضل بن عمر ، قال : قلت لأبي الحسن (ع) : روينا ، عن أبي عبد الله (ع) أنه قال : إن علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الأسماع ، فقال : أما الغابر فما تقدم من علمنا ، وأما المزبور فما يأتينا ، وأما النكت في القلوب فالهام وأما النقر في الأسماع فأمر الملك ، ( المصدر الكافي ج1 ص264 كتاب الحجة ).
الموالي : أقول بأن مسألة الإلهام لا تخص الشيعة وإنما هي مسألة مطروحة من الشيعة وغيرهم وهذه كلمات العلماء في هذه المسألة :
- فقد قال في فتح الباري : أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فانه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فانه نادر فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه ويشير إلى ذلك قوله (ص) : فإن يكن وكان السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه (ص) في اليقظة وارادة اظهار المعجزات منه فكان المناسب أن لا يقع لغيره منه في زمانه شيء فلما انقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك وفي انكار وقوع ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره ، المصدر ( فتح الباري ج:12 ص:376 ).
- وقال أيضا : قال ابن السمعاني وانكار الإلهام مردود ويجوز أن يفعل الله بعبده ما يكرمه به ولكن التمييز بين الحق والباطل في ذلك أن كل ما استقام على الشريعة المحمدية ، ولم يكن في الكتاب والسنة ما يرده فهو مقبول والا فمردود يقع من حديث النفس ووسوسة الشيطان ، ثم قال : ونحن لا ننكر أن الله يكرم عبده بزيادة نور منه يزداد به نظره ويقوي به رأيه وإنما ننكر أن يرجع إلى قلبه بقول لا يعرف أصله ولا نزعم أنه حجة شرعية ، وإنما هو نور يختص الله به من يشاء من عباده فإن وافق الشرع كان الشرع هو الحجة انتهى ويؤخذ من هذا ما تقدم التنبيه عليه أن النائم لو رأى النبي (ص) يامره بشيء هل يجب عليه امتثاله ولابد أو لابد أن يعرضه على الشرع الظاهر فالثاني هو المعتمد كما تقدم تنبيه وقع في المعجم الأوسط للطبراني من حديث أبي سعيد مثل أول حديث في الباب بلفظه لكن زاد فيه ولا بالكعبة ، وقال : لا تحفظ هذه اللفظة الا في هذا الحديث ، المصدر ( فتح الباري ج:12 ص388ص:389 ).
- وقال أيضا : فإن ، قلت هل يقال لصاحب الرؤيا الصالحة له شيء من النبوة ، قلت : جزء النبوة ليس بنبوة إذ جزء الشيء غيره أولا هو ولا غيره فلا نبوة له ، فإن ، قلت الرؤيا الصالحة أعم لاحتمال أن تكون منذرة إذا الصلاح قد يكون باعتبار تأويلها ، قلت : فيرجع إلى المبشر نعم يخرج منها ما لا صلاح لها لا صورة ولا تأويلا ، وقال ابن التين : معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموتي ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون الا الرؤيا فإن قيل يرد عليه الإلهام لأن فيه أخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ، ويقع في غير الأنبياء كما تقدم في مناقب عمر (ر) قد كان فيمن مضى من الأمم محدثون وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بفتح الهاء وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا وأجيب بأن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فانه مختص بالبعض ومع كونه مختصا فانه نادر ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:24 ص134ص:135 ).
- وقال في شرح الزرقاني : وقال ابن التين معنى الحديث أن الوحي ينقطع بموته ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون الا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه أخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا ويقع لغير الأنبياء كما في مناقب عمر قد كان فيما مضى محدثون وفسر المحدث بفتح الدال بالملهم بفتح الهاء وقد أخبر كثير من الأولياء عن أمور مغيبة فكانت كما أخبروا ، والجواب أن الحصر في المنام لكونه يشمل آحاد المؤمنين بخلاف الإلهام فيختص بالبعض ومع اختصاصه فانه نادر فإنما ذكر المنام لشموله وكثرة وقوعه ويشير إلى ذلك قوله فإن يكن في أمتي أحد فعمر وكان السر في ندور الإلهام في زمنه وكثرته من بعده غلبة الوحي إليه في اليقظة وارادة اظهار المعجزات منه ، وكان المناسب أن لا يقع لغيره في زمانه منه شيء فلما انقطع الوحي بموته وقع الإلهام لمن اختصه الله به للأمن من اللبس في ذلك ، وفي انكار ذلك مع كثرته واشتهاره مكابرة ممن أنكره ، قاله الحافظ ، المصدر ( شرح الزرقاني ج:4 ص:452 ).
- وقال في عون المعبود : وبالجملة لا يجوز أن يقال لأحد إنه يعلم الغيب ، نعم الأخبار بالغيب بتعليم الله تعالى جائز وطريق هذا التعليم أما الوحي أو الإلهام عند من يجعله طريقا إلى علم الغيب ، انتهى ، المصدر ( عون المعبود ج:11 ص:206 ).
- وقال في فيض القدير : وقوله تعالى تعرفهم بسيماهم ( البقرة : 273 ) ولفظها من قولهم فرس السبع الشاة وسمي الفرس به لأنه يفترس المسافات جريا فكانت الفراسة اختلاس العارف وذلك ضربان ضرب يحصل للانسان عن خاطر لا يعرف سببه وهو ضرب من الإلهام بل من الوحي وهو الذي يسمى صاحبه المحدث كما في خبر إن يكن في هذه الأمة محدث فهو عمر وقد تكون بالهام حال اليقظة أو المنام ، والثاني يكون بصناعة متعلمة وهي معرفة ما في الألوان والاشكال وما بين الأمزجة والاخلاق والأفعال الطبيعية ومن عرف ذلك وكان ذا فهم ثابت قوي على الفراسة ، وقد الف فيها تأليفات فمن تتبع الصحيح منها اطلع على صدق ما ضمنوه ، والمراد هنا هو الضرب الأول بقرينة قوله فانه ينظر بنور الله عز وجل أي يبصر بعين قلبه المشرق بنور الله تعالى وباستنارة القلب تصح الفراسة لأنه يصير بمنزلة المرأة التي تظهر فيها المعلومات كما هي والنظر بمنزلة النقش فيها ، قال بعضهم : من غض بصره عن المحارم وكف نفسه عن الشهوات وعمر باطنه بالمراقبة وتعود أكل الحلال لم تخطى ء فراسته ، قال ابن عطاء الله : واطلاع بعض الأولياء على بعض الغيوب جائز وواقع لشهادته له بأنه إنما ينظر بنور الله لا بوجود نفسه انتهى ، المصدر ( فيض القدير ج:1 ص:143 ).
- وقال أيضا : ذروا العارفين المحدثين بفتح الدال إسم مفعول جمع محدث بالفتح أي ملهم وهو من القي في نفسه شيء على وجه الإلهام والمكاشفة من الملأ الأعلى من أمتي لا تنزلوهم الجنة ولا النار أي لا تحكموا لهم باحدى الدارين حتى يكون الله هو الذي يقضي فيهم يوم القيامة يظهر أن المراد بهم المجاذيب ونحوهم الذين يبدو منهم ما ظاهره يخالف الشرع فلا يتعرض لهم بشيء ويسلم أمرهم إلى الله ، المصدر ( فيض القدير ج:3 ص:562 ).
- وقال أيضا : قال ابن التين معنى الحديث أن الوحي انقطع بموت المصطفى ولم يبق ما يعلم منه ما سيكون الا الرؤيا ويرد عليه الإلهام فإن فيه أخبارا بما سيكون وهو للأنبياء بالنسبة للوحي كالرؤيا وتقع لغير الأنبياء ، وقد أخبر كثير من الأنبياء والأولياء عن أمور فكانت كذلك وجوابه أن الإلهام نادر وخاص فلا يرد ، المصدر ( فيض القدير ج:3 ص:567 ).
- وقال أيضا : قال الغزالي من انكشف له ولو الشيء اليسير بطريق الإلهام والوقوع في القلب من حيث لا يدري ، فقد صار عارفا بصحة الطريق ومن لم ير ذلك من نفسه قط فينبغي أن يؤمن به فإن درجة المعروف فيه عزيزة جدا ، ويشهد لذلك شواهد الشرع والتجارب والوقائع فكل حكم يظهر في القلب بالمواظبة على العبادة من غير تعلم فهو بطريق الكشف والإلهام ، المصدر ( فيض القدير ج:4 ص:388 ).
- وقال أيضا : وختم بي النبيون أي أغلق باب الوحي وقطع طريق الرسالة وسد وجعل استغناء الناس عن الرسل واظهار الدعوة بعد تصحيح الحجة وتكميل الدين أو أما باب الإلهام فلا ينسد وهو مدد يعين النفوس الكاملة فلا ينقطع لدوام الضرورة وحاجة الشريعة إلى تأكيد وتذكير ، وكما إن الناس استغنوا عن الرسالة والدعوة احتاجوا إلى التنبيه والتذكير لاستغراقهم في الوسواس وانهماكهم في الشهوات واللذات ، فالله تعالى أغلق باب الوحي بحكمة وتجديد وفتح الإلهام برحمته لطفا منه بعباده فعلم أنه ليس بعده نبي وعيسى إنما ينزل بتقرير شرعه ، قال الزين العراقي : وكذا الخضر والياس بناء على ثباتهما وبقائهما إلى الآن فكل منهما تابع لأحكام هذه الملة ، المصدر ( فيض القدير ج:4 ص:438 ).
- وقال في قواعد الحديث : قال : فمتي ما وقع عنده وحصل في قلبه ما يظن معه أن هذا الأمر أو هذا الكلام أرضى الله ورسوله كان ترجيحا بدليل شرعي الدين أنكروا كون الإلهام ليس طريقا إلى الحقائق مطلقا أخطأوا فإذا اجتهد العبد في طاعة الله وتقواه كان ترجيحه لما رجح أبقوي من أدلة كثيرة ضعيفة ، فالهام هذا دليل في حقه وهو أبقوي من كثير من الأقيسة الضعيفة والموهومة والظواهر والاستصحابات الكثيرة التي يحتج بها ، المصدر ( قواعد التحديث ج:1 ص:168 ).
- وقال في مقدمة فتح الباري : قوله من أمتي محدثون بفتح الدال وتشديدها وقرأ بن عباس من نبي ولا محدث ، قيل المراد يجري الصواب على ألسنتهم من غير قصد وقيل المراد الإلهام ، وهو في مسلم بلفظ ملهمون ، المصدر ( مقدمة فتح الباري ج:1 ص:103 ).
- وقال في فتح الباري : قوله محدثون بفتح الدال جمع محدث واختلف في تاويله ، فقيل ملهم ، قاله الاكثر ، قالوا : المحدث بالفتح هو الرجل الصادق الظن وهو من القى في روعه شيء من قبل الملأ الأعلى فيكون كالذي حدثه غيره به وبهذا جزم أبو أحمد العسكري ، وقيل : من يجري الصواب على لسانه من غير قصد وقيل مكلم أي تكلمه الملائكة بغير نبوة ، وهذا ورد من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا ولفظه قيل : يا رسول الله وكيف يحدث ، قال : تتكلم الملائكة على لسانه ، رويناه في فوائد الجوهري وحكاه القابسي وآخرون ويؤيده ماثبت في الرواية المعلقة ويحتمل رده إلى المعنى الأول أي تكلمه في نفسه وإن لم ير مكلما في الحقيقة فيرجع إلى الإلهام وفسره بن التين بالتفرس ، ووقع في مسند الحميدي عقب حديث عائشة المحدث الملهم بالصواب الذي يلقي على فيه وعند مسلم من رواية بن وهب ملهمون وهي الاصابة بغير نبوة وفي رواية الترمذي عن بعض أصحاب بن عيينة محدثون يعني مفهمون ، وفي رواية الإسماعيلي ، قال : إبراهيم يعني بن سعد راويه قوله محدث أي يلقي في روعه انتهى ، المصدر ( فتح الباري ج:7 ص50ص:51 ).
- وقال في عمدة القاري شرح صحيح البخاري : وقد جاء ذلك مبينا في حديث أبي امامة (ر) : أنه (ص) ، قال : لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم قيل وأين هم يا رسول الله ، قال : ببيت المقدس أو أكناف بيت المقدس ، وقال النووي : لا مخالفة بين الأحاديث لأن المراد من أمر الله الريح اللينة التي تأتي قريب القيامة فتأخذ روح كل مؤمن ومؤمنة وهذا قبل القيامة ، وأما الحديثان الأخيران : فهما على ظاهرهما إذ ذلك عند القيامة ، فإن ، قلت : من هؤلاء الطائفة ، قلت : قال البخاري هم أهل العلم ، وقال الامام أحمد : إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ، وقال القاضي عياض : إنما أراد الامام أحمد أهل السنة والجماعة ، وقال النووي : يحتمل أن تكون هذه الطائفة مفرقة من أنواع المؤمنين فمنهم مقاتلون ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد إلى غيره ذلك ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:2 ص:52 ).
وإلى هنا أكون قد وصلت لنهاية البحث المختصر حول علم الغيب والأقوال المتنازع عليها في هذا المجال فأسأل الله العلي القدير أن ينفع به من يرغب في الوصول للحقيقة إنه سميع عليم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
تم في يوم الاحد 24ربيع الأول سنة 1427هجري الموافق 23/4/ 2006 م أبو حسام خليفة بن عبيد بن هاشل الكلباني العماني
|