>/ بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين الذين طهرهم الله من الرجس والمعصية ، وبعد أقول بعد أن انتهيت من البحث المتعلق بسماع الميت واحساسه بما يدور حوله فلابد أن أتواصل معكم ومع بحث جديد يتعلق بعلاقتنا بالميت أو ما هي العلاقة بين الميت والحي وسوف أحاول بقدر الامكان أن أجاوب على هذا السؤال الذي طالما طرح من قبل الاخوة والأخوات ، وسوف أتسلسل معكم في هذه العلاقة وأول أمر أبتدي فيه هو زيارة الأموات.
الأمر الأول زيارة الأموات :
الحديث بلفظ فزوروها :
- قال مسلم في صحيحه : 977 - حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير ومحمد بن المثنى واللفظ لأبي بكر وبن نمير ، قالوا : حدثنا : محمد بن فضيل ، عن أبي سنان وهو ضرار بن مرة ، عن محارب بن دثار ، عن بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله (ص) : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ الا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا ، قال ابن نمير في روايته ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:672 ، صحيح مسلم ج:3 ص:1563 ، وتفسير ابن كثير ج:2 ص:394 ، وصحيح ابن حبان ج:3 ص:261 ، والسنن الكبرى ج:3 ص:225 ، والمستدرك على الصحيحين ج:1 ص:532 ، والمستدرك على الصحيحين ج:1 ص:530 وص531) ، والمسند المستخرج على صحيح مسلم ج:3 وص:56 ، والمنتقى لابن الجارود ج:1 ص:219 ، وموارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ج:1 ص:201 ، والسنن الكبرى ج:3 وص:225 ، وسنن أبي داود ج:3 ص:332 ).
الحديث بلفظ زر القبور :
- ففي الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان ، وقال : هذا متن منكر ، عن أبي ذر (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) : زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة ، المصدر ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج:6 ص:439 وتفسير ابن كثير ج:2 ص:394 والمستدرك على الصحيحين ج1ص533 ج:4 ص:366 وسنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:78 وصحيح مسلم ج:2 ص:669 والترغيب والترهيب ج:4 ص:175 والفردوس بمأثور الخطاب ج:2 ص:294 وشعب الإيمان ج:7 ص:15 والأمالي المطلقة ج:1 ص:114 وفيض القدير ج:3 ص:162 ولسان الميزان ج:6 ص:302 ).
التعليق على الأمر الأول :
الذي يربط الأحياء بالأموات فالشريعة المقدسة طالبت الأمة الإسلامية بمواصلة الميت وزيارته وهذا الأمر يدل على أن الموت ليس هو انتهاء التواصل بين الحي والميت وإنما هو انتقال من مرحلة لمرحلة أخرى من الوجود التي الروايات أن التواصل بين الأحياء والأموات أمر ممكن في هذه المرحلة ومن هنا ندبتنا إلى زيارتهم ، وتدلنا هذه الروايات على أمر مهم وهو شعور المزار وادراكه واحساسه بهذه الزيارة من الحي ، فلنستمع لأحد كبار العلماء من مدرسة الصحابة من مدرسة السلف ماذا يقول عن هذه الزيارة وماذا فهم منها هذا العالم.
- فيقول ابن القيم في كتابه الروح : ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائرا ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائرا فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم ، المصدر ( الروح ج:1 ص:8 ).
- وهذا ابن كثير ينقل لنا أيضا هذه الحكاية في تفسيره : وروي عن أبي هريرة (ر) ، قال : إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد عليه ، وروى بن أبي الدنيا بإسناده ، عن رجل من آل عاصم الجحدري ، قال : رأيت عاصما الجحدري في منامي بعد موته بسنتين ، فقلت : اليس قد مت ، قال : بلى ، قلت : فأين أنت ، قال : إنا والله في روضة من رياض الجنة أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم ، قال : قلت أجسامكم أم أرواحكم ، قال : هيهات قد بليت الأجسام وإنما تتلاقى الأرواح ، قال : قلت فهل تعلمون بزيارتنا إياكم ، قال : نعلم بها عشية الجمعة ويوم الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس ، قال : قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها ، قال : لفضل يوم الجمعة وعظمته ، قال : وحدثنا : محمد بن الحسين ، ثنا : بكر بن محمد ، ثنا : حسن القصاب ، قال : كنت أغدو مع محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتي أهل الجبان فنقف على القبور فنسلم عليه وندعو لهم ثم ننصرف ، فقلت ذات يوم : لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين ، قال : بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:3 ص:439 ).
الأمر الثاني التسليم على الميت :
الأمر الآخر من العلاقة بين الحي والميت هو التسليم على الميت من الحي والرد من الميت وهذا الأمر يدل بوضوح تام على أن العلاقة لا تنتهي بالموت والموت لا يعني عدم الاحساس أو الادراك ، ولذلك ورد في الشريعة الكثير من الروايات التي تتكلم عن السلام على الميت والسلام على على غير المدرك وعلى غير المستمع وعلى الذي لا احساس عنده أمر غير عقلائي ، فلكون الميت يسمع ويحسن ، قالت الشريعة سلموا على الأموات فانهم يردون عليكم سلامكم وهذا نوع من التواصل مثله مثل التواصل بالسلام مع الحي والمفروض أيضا ترتب آثار السلام من الأجر والثواب وتبادل المحبة بين الاثنين وهذه طائفة من تلك الروايات ، أولا : سلامنا على النبي ورد النبي علينا :
- ففي الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج البيهقي ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) ما من مسلم يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه ، المصدر ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج:1 ص:570 ).
- وفي تفسير ابن كثير : قال أبو داود 2041 - حدثنا : بن عوف هو محمد ، حدثنا : المقرئ ، حدثنا : حيوة ، عن أبي صخر حميد بن زياد ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) ، قال : مامنكم من أحد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه ، تفرد به أبو داود وصححه النووي في الأذكار 349 ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:3 ص:515 وص516 ).
- ثم قال أبو داود 2042 - حدثنا : أحمد بن صالح ، قال : قرأت على عبد الله بن نافع ، أخبرني : بن أبي ذئب ، عن سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) لا تجعلوا بيوتكم قبورا ولا تجعلوا قبري عيدا وصلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيثما كنتم ، تفرد به أبو داود أيضا وقد رواه الامام أحمد 2367 ، عن سريج ، عن عبد الله بن نافع وهو الصائغ به وصححه النووي ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:3 ص:515 وص516 ).
- وفي سنن أبي داود : 2041 - حدثنا : محمد بن عوف ، ثنا : المقرئ ، ثنا : حيوة ، عن أبي صخر حميد بن زياد ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) ، قال : ما من أحد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه ، المصدر ( سنن أبي داود ج:2 ص:218 ).
- وفي سنن البيهقي : 10050 - أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن يحيى السكري ببغداد ، أنا : إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا : عباس الترقفي ، ثنا : عبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا : حيوة بن شريح ، عن أبي صخر ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) ، قال : ما من أحد يسلم علي الا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:5 ص:245 ).
- وفي مسند إسحاق بن راهويه : 526 - أخبرنا : المقريء ، نا : حيوة بن شريح ، حدثني : أبو صخر أن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، أخبره ، عن أبي هريرة (ر) عن رسول الله (ص) ، قال : ما من أحد سلم علي الا رد الله روحي حتى أرد عليه ، المصدر ( مسند إسحاق بن راهويه ج:1 ص:453 ).
- وفي مسند الامام أحمد : 10827 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : عبد الله بن يزيد ، ثنا : حيوة ، ثنا : أبو صخر أن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، أخبره ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله (ص) ، قال : ما من أحد يسلم علي الا رد الله عز وجل إلي روحي حتى أرد عليه ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:527 ).
- وفي الترغيب و الترهيب : 2573 - وعن أبي هريرة (ر) عن رسول الله (ص) ، قال : ما من أحد يسلم علي الا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه ، رواه أحمد وأبو داود ، المصدر ( الترغيب والترهيب ج:2 ص:326 ).
2574 - وعن عمار بن ياسر (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه الله أسماء الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة الا أبلغني باسمه وإسم أبيه هذا فلان بن فلان قد صلى عليك ، رواه البزار وأبو الشيخ ابن حبان ولفظه ، قال رسول الله (ص) : إن لله تبارك وتعالى ملكا أعطاه أسماء الخلائق فهو قائم على قبري إذا مت فليس أحد يصلي علي صلاة الا قال : يا محمد صلى عليك فلان بن فلان ، قال : فيصلي الرب تبارك وتعالى على ذلك الرجل بكل واحدة عشرا ، رواه الطبراني في الكبير بنحوه ، المصدر ( الترغيب والترهيب ج:2 ص:326 ).
- وفي شعب الإيمان : 1581 - أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري ببغداد ، أنا : إسماعيل بن محمد الصفار ، ثنا : عباس بن عبد الله الترقفي ، ثنا : أبو عبد الرحمن المقرئ ، ثنا : حيوة بن شريح ، عن أبي صخر ، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) ، قال : ما من أحد يسلم علي الا رد الله إلي روحي حتى أرد عليه.
1582 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، أنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : محمد بن اسحاق الصغاني ، ثنا : أبو نعيم ، ثنا : شقيق ، عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن بن مسعود ، عن النبي (ص) ، قال : إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام ، المصدر ( شعب الإيمان ج:2 ص:217 ).
تعليق حول رواية رد الروح إلى جسده (ص) ، ولكن لي مع هذه الروايات موقف واشكال وسؤال كبير ، والاشكال في هذه الروايات هو القول بأن الله يرد على النبي (ص) روحه ليرد السلام على من سلم عليه والاشكال يتكون من نقاط :
أول : إن هذا الأمر يقتضي كون النبي(ص) في بعض مراحله في القبر لا يحس ولا يدرك وأنه ميت لا يسمع وهذا الأمر غير صحيح على الاطلاق ، لأن الشهداء هم أحياء فكيف بالأنبياء وعلى رأسهم النبي (ص) لأنه أفضلهم.
وثانيا : هذا الكلام يستدعي القول بتعذيب النبي الأكرم ملايين المرات في كل لحضة لأن عدد المسلمين عليه في كل يوم ملايين من البشر ، فهل في كل مرة تخرج روحه من جسده وترجع إليه مرة ثانية.
وثالثا : سوف ترى في السلام على غير النبي أنه لم يقال فيهم بأن الله يرد عليهم أرواحهم فكيف بالنبي (ص) وهو أفضل الخلق على الاطلاق.
ورابعا : تأملوا في الروايات الآتية والتي تتكلم عن الأنبياء سوف ترون أنها تقول أنهم أحياء في قبورهم يصلون فلماذا هذا الحكم لا يشمل نبينا الأكرم (ص) وهذه طائفة عن حياة الأنبياء :
حياة الأنبياء في قبورهم :
- ففي مسند أبي يعلى : 3425 - حدثنا : أبو الجهم الأزرق بن علي ، حدثنا : يحيى بن أبي بكير ، حدثنا : المستلم بن سعيد ، عن الحجاج ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : قال رسول الله : الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ، المصدر ( مسند أبي يعلى ج:6 ص:147 ).
- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : وعن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله (ص) الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ، رواه أبو يعلي والبزار ورجال أبي يعلى ثقات ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:8 ص:211 ).
- وفي الفوائد : 58 - أخبرنا : أبو القاسم الحسن بن علي بن وثاق النصيبي قراءة عليه سنة أربع وأربعين وثلاثمائة ، ثنا : عبد الله بن محمد بن ناجية البغدادي أبنا أحمد بن عبد الرحمن الحداني ، ثنا : الحسن بن قتيبه ، ثنا : المستنير بن سعيد ، عن حجاج بن الأسود ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال النبي (ص) : الأنبياء أحياء في قبورهم يصلون ، المصدر ( الفوائد ج:1 ص:33 ).
- وفي شرح السيوطي : وكذلك رؤية النبي (ص) : الأنبياء ليلة الإسراء في السماوات الصحيح أنه رأى فيها الأرواح في مثال الأجساد مع ورود أنهم أحياء في قبورهم يصلون ، وقد قال النبي (ص) : من صلى علي عند قبري سمعته ومن صلى علي نائيا بلغته ، وقال : إن الله وكل بقبري ملكا أعطاه أسماع الخلائق فلا يصلي علي أحد إلى يوم القيامة الا أبلغني باسمه وإسم أبيه ، المصدر ( شرح السيوطي لسنن النسائي ج:4 ص:110 ).
- وفي نظم المتناثر : حياة الأنبياء في قبورهم ، قال السيوطي في مرقات الصعود تواترت بها الأخبار ، وقال في أنباء الأذكياء بحياة الأنبياء ما نصه حياة النبي (ص) في قبره وسائر الأنبياء معلومة عندنا علما قطعيا لما قام عندنا من الأدلة في ذلك وتواترت به الأخبار الدالة على ذلك وقد الف الامام البيهقي رحمه الله جزءا في حياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في قبورهم ، منه بلفظه وانظره فقد ساق بعده شيئا من الأخبار الدالة على ذلك ، وقال ابن القيم في كتاب الروح نقلا عن أبي عبد الله القرطبي صح عن النبي (ص) : إن الأرض لا تأكل أجساد الأنبياء وأنه (ص) اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس وفي السماء خصوصا بموسى وقد أخبر بأنه ما من مسلم يسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه إلى غير ذلك مما يحصل من جملته القطع بأن موت الأنبياء إنما هو راجع إلى أن غيبوا عنا بحيث لا ندركهم وإن كانوا موجودين أحياء وذلك كالحال في الملائكة فانهم أحياء موجودون ولا نراهم اه ، والله سبحانه وتعالى أعلم ، المصدر ( نظم المتناثر ج:1 ص 226 وص:127 والفردوس بمأثور الخطاب ج:1 ص:119 وفتح الباري ج:6 ص:487 وشرح الزرقاني ج:4 ص:357 وفيض القدير ج:3 ص:184 ).
وهذه روايات أخرى تبين لنا صلاة الأنبياء في قبورهم :
- ففي صحيح مسلم : 2375 - حدثنا : هداب بن خالد وشيبان بن فروخ ، قالا : حدثنا : حماد بن سلمة ، عن ثابت البناني وسليمان التيمي ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله (ص) ، قال : أتيت وفي رواية هداب مررت على موسى ليلة أسري بي عند الكثيب الأحمر وهو قائم يصلي في قبره.
2375 - وحدثنا : علي بن خشرم ، أخبرنا : عيسى يعني بن يونس ح ، وحدثنا : عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا : جرير كلاهما ، عن سليمان التيمي ، عن أنس ح ، وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : عبدة بن سليمان ، عن سفيان ، عن سليمان التيمي سمعت أنسا يقول ، قال رسول الله (ص) : مررت على موسى وهو يصلي في قبره ، المصدر ( صحيح مسلم ج:4 ص:1845 ).
- وفي صحيح ابن حبان : 49 - أخبرنا : أبو خليفة ، حدثنا : مسدد ، حدثنا : عيسى بن يونس ، عن سليمان التيمي ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله (ص) مررت ليلة أسري بي على موسى (ع) يصلي في قبره ، المصدر ( صحيح ابن حبان ج:1 ص:241 ) والسنن الكبرى ج:1 ص:419 والدر المنثور في التفسير بالمأثور ج:5 ص110 ص:211 وعون المعبود ج:3 ص:261 ).
وبسبب هذه الروايات والاشكالات المتقدمة فاننا نرى بعض العلماء تحيروا من الرواية ، أي رواية رد الروح إلى جسد النبي (ص) ، وحاولوا أن يجدوا لها معنى وشرح واضح ومقنع.
- فقد ، قال في فتح الباري ، عن أوس بن أوس رفعه في فضل يوم الجمعة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا : يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ، قال : أن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ومما يشكل على ما تقدم ما أخرجه أبو داود من وجه آخر ، عن أبي هريرة رفعه ما من أحد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه ، ورواته ثقات.
ووجه الاشكال فيه أن ظاهره أن عود الروح إلى الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة أحدها أن المراد بقوله : رد الله علي روحي أن رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ، ثم تنزع ثم تعاد الثاني سلمنا لكن ليس هو نزع موت بل لا مشقة فيه الثالث أن المراد بالروح الملك الموكل بذلك الرابع المراد بالروح النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه الخامس أنه يستغرق في أمور الملأ الأعلى فإذا سلم عليه رجع إليه فهمه ليجيب من سلم عليه ، وقد استشكل ذلك من جهة أخرى وهو أنه يستلزم استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصي كثرة وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة والله أعلم ، المصدر ( فتح الباري ج:6 ص:488 ).
- وفي شرح الزرقاني : وذكر الغزالي ، ثم الرافعي حديثا مرفوعا أنا أكرم على ربي من أن يتركني في قبري بعد ثلاث ولا أصل له إلا أن أخذ من رواية ابن أبي ليلى وليس الأخذ بجيد لأنها قابلة للتأويل ، قال البيهقي : إن صح فالمراد أنهم لا يتركون يصلون الا هذا القدر ، ثم يكونون مصلين بين يدي الله فقد ثبتت حياة الأنبياء لكن يشكل عليه حديث أبي هريرة رفعه : ما من أحد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه ، أخرجه أبو داود ورجاله ثقات ووجه أشكاله ظاهر لأن عود الروح في الجسد يقتضي انفصالها عنه وهو الموت.
وأجاب العلماء بأن المراد أن روحه كانت سابقة عقب دفنه لأنها تعاد ، ثم تنزع ثم تعاد سلمنا لكن ليس بنزع موت بل لا مشقة فيه وبأن المراد بالروح الملك الموكل بذلك أو النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه وبأنه يستغرق في أمور الملأ الأعلى فإذا سلم عليه رجع إليه فهمه ليجيب من يسلم عليه ، وقد أشكل ذلك من جهة أخرى هي استلزام استغراق الزمان كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصر كثرة ، وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة ، انتهى ملخصا ، المصدر ( شرح الزرقاني ج:4 ص:357 ص:358 ).
ولكن قد يقول قائل بأن الروايات السابقة لا تتكلم عن كل الموتى وإنما تتكلم عن النبي (ص) وعن الأنبياء فهل من دليل على غيرهم حتى نقول بذلك ، الجواب : أقول نعم في ففي التراث الإسلام الكثير من الروايات التي تتكلم عن السلام على غير الأنبياء ورد السلام من الموتى على المسلم وهي روايات كثيرة وصحيحة وقد مر عليكم في بحث سماع الميت الكثير منها واليكم الآن طائفة من هذه الروايات.
روايات السلام على غير الأنبياء وردهم للسلام :
ففي حاشية ابن القيم : ذكر الشيخ بن القيم رحمه الله حديثا فيه وسلام عليك تحية الموتي وكلام المنذري إلى آخره ، ثم قال : وهذا الفرق إن صح فهو دليل على التسوية بين الأحياء والأموات في السلام ، فإن المسلم على أخيه الميت يتوقع جوابه أيضا ، قال ابن عبد البر : ثبت عن النبي (ص) أنه قال : ما من رجل يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه ، المصدر ( حاشية ابن القيم ج:11 ص:93 ).
- وفي منهاج السنة : وإنما اعتمدوا على ما رواه أبو داود ، عن النبي (ص) أنه قال : ما من رجل يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه ، وقد ذكر ابن عبد البر هذا عاما مرفوعا إلى النبي (ص) وبينه ، فقال : ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه المصدر ( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ج:2 ص441 إلى ص:443 ).
- وفي النسائي وغيره ، عن النبي (ص) أنه قال : إن الله وكل بقبري ملائكة تبلغني عن أمتي السلام ، وفي السنن سنن أبي داود وغيره ، عن أوس الثقفي ، عن النبي (ص) أنه قال : أكثروا علي من الصلاة يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا : كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي قد صرت رميما ، فقال : إن الله حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء ، فهذا المعروف عنه في السنن هو الصلاة والسلام عليه كما أمر الله تعالى بذلك في كتابه بقوله : يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ( سورة الأحزاب : 56 ) وقد ثبت في الصحيح أنه قال : من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ، لكن إذا صلى وسلم عليه من بعيد بلغ ذلك وإذا سلم عليه من قريب سمع هو سلام المسلم عليه ، ولهذا كان الصحابة (ر) إذا أتى أحدهم قبره سلم عليه وعلى صاحبيه ، كما كان ابن عمر ، يقول : السلام عليك يا رسول الله السلام عليك با أبا بكر السلام عليك يا أبه ، المصدر ( منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية ج:2 ص441 إلى ص:443 ).
- وفي التوسل والوسيلة : وروى أبو عمر بن عبد البر ، عن النبي (ص) أنه قال : ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه ، وفي سنن أبي داود ، عن النبي (ص) أنه قال : ما من مسلم يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه ، المصدر ( التوسل والوسيلة ج:1 ص 149وص:150 ).
- وفي تلخيص كتاب الاستغاثة : وقال (ص) : ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه ، رواه أبو عمر ابن عبد البر و صححه ، المصدر ( تلخيص كتاب الاستغاثة ج:1 ص:247 ).
- وفيه أيضا : ولا ريب أن النبي (ص) بل ومن هو دونه حي يسمع كلام الناس كما قال (ص) : ما من رجل يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى أرد عليه و ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه ، رواه ابن عبد البر و صححه ، المصدر ( تلخيص كتاب الاستغاثة ج:1 ص:454 ).
- وفي توحيد الألوهية : فقد أخبرت هذه النصوص أن الروح تنعم مع البدن الذى فى القبر إذا شاء الله وإنما تنعم فى الجنة وحدها وكلاهما حق ، وقد روى ابن أبي الدنيا فى كتاب ذكر الموت ، عن مالك بن أنس ، قال : بلغني أن الروح مرسلة تذهب حيث شاءت ، وهذا يوافق ما روى : أن الروح قد تكون على أفنية القبور ، كما قال مجاهد : إن الأرواح تدوم على القبور سبعة أيام يوم يدفن الميت لا تفارق ذلك وقد تعاد الروح إلى البدن فى غير وقت المسألة ، كما فى الحديث الذى صححه ابن عبد البر ، عن النبي أنه قال : ما من رجل يمر بقبر الرجل الذى كان يعرفه فى الدنيا فيسلم عليها الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه ، المصدر ( توحيد الألوهية ج:4 ص:295 ).
- وفي تلخيص كتاب الاستغاثة : و ثبت عنه (ص) أنه قال : إن الميت ليسمع قرع نعالهم حين يتولون عنه مدبرين ، وقال (ص) : ما من رجل يمر بقبر الرجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه الا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه ، واه أبو عمر ابن عبد البر وصححه ، المصدر ( تلخيص كتاب الاستغاثة ج:1 ص:247 ).
فإذا ثبت هذا الكلام فيثبت لنا بأن النبي والزهراء والأئمة الأطهار (ع) أحياء دائما لأن التسليم عليهم لا ينقطع فبهذا الحديث نثبت استمرارية حياتهم فكيف لو أضفنا له الروايات الأخرى من سرور الميت وتأذيه من عمل الحي كما سوف يأتي إن شاء الله تعالى الأمر الثالث فرحة الميت وسروره بزيارة الحي ، الأمر الآخر من أنواع التواصل بين الحي والميت هو سرور الميت وراحته بزيارة الحي له وهذا أمر مطلوب عند كل مسلم بل عند كل انسان إذا علم بأن هذه الزيارة تخلق عند الطرف المزار سعادة وسرور فأنه يتواصل مع من يحب من أجل أن يريحه ويسعده ومن تتبع مصادر المسلمين يجدهم يقولون :
- ففي تفسير ابن كثير : فقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف بزيارة الحي له ويستبشر فروى بن أبي الدنيا في كتاب القبول ، عن عائشة (ر) ، قالت : قال رسول الله (ص) : ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده الا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ، وروي عن أبي هريرة (ر) ، قال : إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد عليه ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:3 ص:439 ).
- وفي كتاب الروح : والسلف مجمعون على هذا ، وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به ، قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء ، حدثنا : محمد بن عون ، حدثنا : يحيى بن يمان ، عن عبد الله بن سمعان ، عن زيد بن أسلم ، عن عائشة (ر) ، قالت : قال رسول الله : ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده الا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ، المصدر ( الروح ج:1 ص:5 ).
- وفي لسان الميزان : 1240 - عبد الله بن سمعان ذكره شيخي العراقي في تخريج الأحياء في حديث عائشة : ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده الا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ، أخرجه بن أبي الدنيا في كتاب القبور ، المصدر ( لسان الميزان ج:3 ص:297 ).
الأمر الرابع : عرض عمل الحي على الميت :
الأمر الرابع من التواصل بين الحي والميت هو عرض عمل الحي على الميت فكل عمل يعمله الانسان الحي من خير أو شر فانه يعرض على الميت ويطلع عليه فإذا كان العمل في خير وصلاح فانه يريح الميت ويرتاح له ويسر به ، وإن كان العمل غير صالح ويستقبح فعله عن المسلمين فإن الميت يتأذى بسببه ويغتم بسببه ، ولعل هذا الأمر من أهم موارد التواصل بين الحي والميت فأن الناس العقلاء الذين يريدون السعادة والراحة لأمواتهم في قبورهم سوف يبتعدون ، عن الأعمال التي تؤذي موتاهم وسوف يقومون بالأعمال التي تريح موتاهم ، فالشخص الذي يحب أبويه وأهله والذي كان في حياتهم يبذل كل شيء لأجل راحتهم وسعادتهم وادخال السرور عليه إذا علم بأن التواصل لم ينقطع وإن أعزته يطلعون على عمله فانه قطعا سوف يسعى لسعادتهم وبالنتيجة يبتعد عن الأعمال القبيحة السيئة التي تؤذيهم ويعمد إلى ما يسعدهم ويفرحهم من الأعمال الطيبة ، وقد تسأل وتقول : وهل في التراث الإسلامي وفي مصادر المسلمين ما يدل على قولك هذا أم أنه مجرد دعوى.
الجواب : أقول يوجد الكثير من المصادر الإسلامية التي تتكلم عن هذه الحقيقة المغيبة عن الأمة الإسلامية لأغراض سياسية ولأغراض عدائية لبعض المذاهب لأن نشر هذه المقولات والروايات يقوي اطروحة الطرف الآخر ومن هنا غيبت هذه الحقيقة عن الأمة الإسلامية ، فاليكم هذه الطائفة من الأخبار والمصادر :
- ففي الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول وابن أبي الدنيا في كتاب المنامات والحاكم وصححه والبيهقي ، عن النعمان بن بشير (ر) سمعت رسول الله (ص) ، يقول : إنه لم يبق من الدنيا الا مثل الذباب تمور في جوها فالله الله في اخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم ، المصدر ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج:4 ص:191 ).
- وفي المستدرك على الصحيحين : 7849 - أخبرنا : أبو النضر الفقيه ، وإبراهيم بن اسماعيل القارئ قالا : ثنا : عثمان بن سعيد الدارمي ، ثنا : يحيى بن صالح الوحاظي ، ثنا : أبو إسماعيل السكوني ، قال : سمعت مالك بن أدى يقول : سمعت النعمان بن بشير (ر) ، يقول وهو على المنبر سمعت رسول الله (ص) ، يقول : الا أنه لم يبق من الدنيا الا مثل الذباب تمور في جوها فالله الله في اخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم ، هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:4 ص:342 ).
- وفي الفردوس : 526 - المعمر بن بشير ، الله الله في اخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم ، المصدر ( الفردوس بمأثور الخطاب ج:1 ص:147 ).
- وفي شعب الإيمان : 10242 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن ، قالا : نا : أبو العباس هو الأصم ، نا : يزيد بن محمد بن عبد الصمد الدمشقي ، نا : يحيى بن صالح ، حدثني : أبو إسماعيل شيخ من السكون سمعت مالك بن أدا يقول : سمعت النعمان بن بشير على المنبر ، يقول ، قال رسول الله (ص) : إنه لم يبق من الدنيا الا مثل الذباب تمور في جوها الله الله في اخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم ، المصدر ( شعب الإيمان ج:7 ص:261 ).
- وفي تفسير ابن كثير : وقد قبله القرطبي ، فقال بعد ايراده قد تقدم : أن الأعمال تعرض على الله كل يوم اثنين وخميس وعلى الأنبياء والآباء والأمهات يوم الجمعة ، قال : ولا تعارض فانه يحتمل أن يخص نبينا بما يعرض عليه كل يوم ويوم الجمعة مع الأنبياء عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:1 ص:500 ).
- وفيه أيضا : وذكر بن أبي الدنيا ، عن أحمد بن أبي الحواري ، قال : ثنا : محمد أخي ، قال : دخل عباد بن عباد على إبراهيم بن صالح وهو على فلسطين ، فقال : عظني ، قال : بم أعظك أصلحك الله بلغني أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم من الموتى فأنظر ما يعرض على رسول الله (ص) من عملك فبكى إبراهيم حتى أخضل لحيته ، قال ابن أبي الدنيا ، وحدثني : محمد بن الحسين ثنى خالد بن عمرو الأموي ، ثنا : صدقة بن سليمان الجعفري ، قال : كانت لي شرة سمجة فمات أبي فتبت وندمت على ما فرطت ، ثم زللت أيما زلة فرأيت أبي في المنام ، فقال : أي بني ما كان أشد فرحي بك وأعمالك تعرض علينا فنشبهها بأعمال الصالحين فلما كانت هذه المرة استحييت لذلك حياء شديدا فلا تخزني فيمن حولي من الأموات ، قال : فكنت أسمعه بعد ذلك يقول في دعائه في السحر وكان جارا لي بالكوفة أسألك ايابة لا رجعة فيها ولا حور يا مصلح الصالحين ويا هادي المضلين ويا أرحم الراحمين ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:3 ص:440 ).
- وفي تهذيب الآثار : حدثنا : محمد بن بشار ، حدثنا : عبد الرحمن بن عثمان ، حدثنا : عوف ، عن خلاس بن عمرو ، عن أبي هريرة ، قال : إن أعمالكم تعرض على أقربائكم من موتاكم فإن رأوا خيرا فرحوا به وإن رأوا شرا كرهوه وانهم يستخبرون الميت إذا أتاهم من مات بعدهم حتى أن الرجل يسأل عن امرأته أتزوجت أم لا وحتى الرجل يسأل عن الرجل ، فإذا قيل قد مات ، قال : هيهات ذهب ذاك فإن لم يحسوه عندهم ، قالوا : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية فبئس المربية ، المصدر ( تهذيب الآثار ج:2 ص:510 ).
- وفي شرح قصيدة ابن القيم : وروى الحكيم الترمذي وابن أبي الدنيا في كتاب المنامات والبيهقي في شعب الإيمان ، عن النعمان بن بشير سمعت رسول الله (ص) ، يقول : اتقوا الله في اخوانكم من أهل القبور فإن أعمالكم تعرض عليهم وروى ابن أبي الدنيا والاصبهاني في الترغيب ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فانها تعرض على أوليائكم من أهل القبور ، المصدر ( شرح قصيدة ابن القيم ج:2 ص:173 ).
الأمر الرابع : دعاء الميت للحي :
الأمر الرابع من التواصل بين الحي والميت هو دعاء الميت للحي وهذا الأمر هو نوع من أنواع التواصل بين الحي والميت ويكشف عن حقيقة مهمة جدا وهي امكان الاستفادة من الميت في الدعاء وأنه ممكن أن أطلب من الميت أن يدع لي لأنه ثبت في ما سبق إن الميت يسمع كلام الحي وسوف تثبت هذه الروايات امكان الدعاء ، وقد ثبت في مواطن أخرى أن الانسان يمكن له أن يطلب من أخيه المسلم أن يدع له فما هو المانع على هذا أن يطلب من الميت لتوفر كل الدواعي وعدم المانع من ذلك شرعا ، وسوف أقسم هذا الأمر إلى قسمين القسم الأول دعاء الأنبياء والقسم الثاني دعاء غير الأنبياء :
أولا : دعاء النبي (ص) :
- ففي مسند الحارث : 953 - حدثنا : الحسن بن فتيبة ، ثنا : جسر بن فرقد ، عن بكر بن عبد الله المزني ، قال : قال رسول الله (ص) : حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم ، فما كان من حسن حمدت الله عليه وما كان من سيء استغفرت الله لكم ، المصدر ( مسند الحارث ( زوائد الهيثمي) ج:2 ص:884 ).
- وفي الفردوس بماثور الخطاب : 686 - أبو هريرة : إن لله عز وجل ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ، قال : وقال رسول الله (ص) : حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم ووفاتي خير لكم تعوض على أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم ، المصدر ( الفردوس بمأثور الخطاب ج:1 ص:183 ).
- وفي فضل الصلاة على النبي : 25 - حدثنا : سليمان بن حرب ، قال : ثنا : حماد بن زيد ، قال : ثنا : غالب القطان ، عن بكر بن عبد الله المزني ، قال رسول الله (ص) : حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم ، فإن رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت غير ذلك استغفرت الله لكم ، المصدر ( فضل الصلاة على النبي ج:1 ص:38 ).
- وفي الطبقات الكبرى : أخبرنا : يونس بن محمد المؤدب ، أخبرنا : حماد بن زيد ، عن غالب ، عن بكر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله (ص) : حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم فإذا أنا مت كانت وفاتي خيرا لكم تعرض علي أعمالكم فإذا رأيت خيرا حمدت الله وإن رأيت شرا استغفرت الله لكم ، أخبرنا : هاشم بن القاسم الكناني ، أخبرنا : محمد بن طلحة ، عن الأعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد الخدري ، عن النبي (ص) ، قال : إني أوشك أن أدعى فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، وأن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، المصدر ( الطبقات الكبرى ج:2 ص:194 ).
- وفي مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار : 1925 - حدثنا : يوسف بن موسى ، قال : نا : عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن سفيان ، عن عبد الله بن السائب ، عن زاذان ، عن عبد الله ، عن النبي ، قال : إن لله ملائكة سياحين يبلغوني عن أمتي السلام ، قال : وقال رسول الله حياتي خير لكم تحدثون ونحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم ، المصدر ( مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار ج:5 ص:308 ).
- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : عن عبد الله بن مسعود ، عن النبي (ص) ، قال : إن لله ملائكة سياحين يبلغون عن أمتي السلام ، قال : وقال رسول الله (ص) : حياتي خير لكم تحدثون وتحدث لكم ووفاتي خير لكم تعرض علي أعمالكم ، فما رأيت من خير حمدت الله عليه وما رأيت من شر استغفرت الله لكم ، رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:9 ص:24 ).
ثانيا :دعاء الأنبياء الذين قد ماتوا لنبينا محمد (ص) ليلة الإسراء :
- ففي صحيح مسلم : 162 - حدثنا : شيبان بن فروخ ، حدثنا : حماد بن سلمة ، حدثنا : ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله (ص) ، قال : أتيت بالبراق وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل يضع حافره عند منتهى طرفه ، قال : فركبته حتى أتيت بيت المقدس ، قال : فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء ، قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت فجاءني جبريل (ع) باناء من خمر واناء من لبن فاخترت اللبن ، فقال جبريل (ص) : اخترت الفطرة ، ثم عرج بنا إلى السماء فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ، قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بآدم فرحب بي ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية فاستفتح جبريل (ع) فقيل : من أنت ، قال : جبريل : قيل : ومن معك ، قال : محمد ، قيل وقد بعث إليه ، قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بابني الخالة عيسى بن مريم ويحيى بن زكريا صلوات الله عليهما فرحبا ودعوا لي بخير ، ثم عرج بي إلى السماء الثالثة فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ، قال جبريل : قيل : ومن معك ، قال محمد (ص) ، قيل : وقد بعث إليه ، قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بيوسف (ص) إذا هو قد أعطي شطر الحسن فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الرابعة فاستفتح جبريل (ع) ، قيل : من هذا ، قال : جبريل ، قيل : ومن معك ، قال : محمد ، قال : وقد بعث إليه ، قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بادريس فرحب ودعا لي بخير ، قال الله عز وجل ) ورفعناه مكانا عليا ( ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة فاستفتح جبريل ، قيل : من هذا ، قال : جبريل : قيل : ومن معك ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ، قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بهارون (ص) فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة فاستفتح جبريل (ع) قيل : من هذا ، قال جبريل ، قيل : ومن معك ، قال : محمد ، قيل : وقد بعث إليه ، قال : قد بعث إليه ففتح لنا فإذا أنا بموسى (ص) فرحب ودعا لي بخير ، إلى آخر الرواية ، المصدر ( صحيح مسلم ج:1 ص:145 ص:146 ) و ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:3 ص:148 والمسند المستخرج على صحيح مسلم ج:1 ص:228 ومصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:333 وص334 ومسند أبي يعلى ج:6 ص :217 وص218 ومسند الحارث(زوائدالهيثمي) ج:1 ص:172 وص173 والإيمان ج:2 ص:709 وص710 وتاريخ دمشق ج:3 ص:496 وتهذيب الأسماء ج:2 ص:434 وتغليقالتعليق ج:4 ص:25 وفضائل بيت المقدس ج:1 ص:78 وص79 ومسند أبي عوانة1 ج:1 ص:126 وص127 ).
ثالثا :دعاء غير الأنبياء لأقاربهم :
- ففي تفسير ابن كثير : وقد ورد أن أعمال الأحياء تعرض على الأموات من الأقرباء والعشائر في البرزخ كما قال أبو داود الطيالسي 1794 ، حدثنا : الصلت بن دينار ، عن الحسن ، عن جابر ابن عبد الله ، قال : قال رسول الله (ص) إن أعمالكم تعرض على أقربائكم وعشائركم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك ، قالوا : اللهم الهمهم أن يعملوا بطاعتك ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:2 ص:388 ).
- وقال الامام أحمد : 3164 - أنبأنا : عبد الرزاق ، عن سفيان عمن سمع أنسا يقول ، قال النبي (ص) : إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا به وإن كان غير ذلك ، قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:2 ص:388 ).
- وفي المعجم الأوسط : 148 - وعن زيد بن واقد وهشام بن الغاز ، عن مكحول ، عن عبد الرحمن بن سلامة ، عن أبي رهم السباعي ، عن أبي أيوب الأنصاري : أن رسول الله ، قال : إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما تلقون البشير من أهل الدنيا ، فيقولون : انظروا صاحبكم يستريح فانه في كرب شديدا ثم يسألونه ما فعل فلان وماذا فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله ، فيقول : هيهات قد مات ذاك قبلي ، فيقولون : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهب به إلى أمه الهاوية بئست الأم وبئست المربية ، وقال : إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا ، وقالوا : اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها ويعرض عليهم عمل المسيء ، فيقولون : اللهم ألهمه عملا صالحا ترضى به وتقربه إليك ، المصدر ( المعجم الأوسط ).
- وفي المعجم الكبير : 3887 - حدثنا : يحيى بن عثمان بن صالح ، ثنا : عمرو بن الربيع بن طارق ، ثنا : مسلمة بن علي ، عن زيد بن واقد ، عن مكحول ، عن عبد الرحمن بن سلامة ، عن أبي رهم السماعي ، عن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله (ص) ، قال : إن نفس المؤمن إذا قبضت تلقاها من أهل الرحمة من عباد الله كما تلقون البشير في الدنيا ، فيقولون : انظروا صاحبكم يستريح فانه قد كان في كرب شديدا ثم يسألونه ماذا فعل فلان وما فعلت فلانة هل تزوجت فإذا سألوه عن الرجل قد مات قبله ، فيقول : أيهات قد مات ذاك قبلي ، فيقولون : إنا لله وإنا إليه راجعون ذهبت به إلى أمه الهاوية فبئست الأم وبئست المربية ، قال : وإن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من أهل الآخرة فإن كان خيرا فرحوا واستبشروا ، وقالوا : اللهم هذا فضلك ورحمتك فأتمم نعمتك عليه وأمته عليها ويعرض ، المصدر ( المعجم الكبير ج:4 ص:129 ).
- وفي مسند الامام أحمد : 12706 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : عبد الرزاق ، ثنا : سفيان عمن سمع أنس بن مالك يقول ، قال النبي (ص) : إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا به وأن كان غير ذلك ، قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم كما هديتنا ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:3 ص:164 ).
- وفي كشف الخفاء ومزيل الالباس : 3036 - لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فانها تعرض على أوليائكم من أهل القبور ، رواه ابن أبي الدنيا والمحاملي بسند ضعيف ، عن أبي هريرة (ر) رفعه وروى أحمد والحكيم والترمذي وابن مندة ، عن أنس : أن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا وأن كان غير ذلك ، قالوا : اللهم لا تمتهم حتى تهديهم هدينا ، المصدر ( كشف الخفاء ومزيل الالباس ج:2 ص:481 ).
- وفي مسند الطياليسي : 1794 - حدثنا : أبو داود ، قال : حدثنا : الصلت بن دينار ، عن الحسن ، عن جابر ابن عبد الله ، قال : قال رسول الله (ص) إن أعمالكم تعرض على عشائركم واقربائكم في قبورهم فإن كان خير استبشروا بذلك وأن كان غير ذلك ، قالوا : اللهم أن يعملوا بطاعتك ، المصدر ( مسند أبي داود الطيالسي ج:1 ص:248 ).
- وفي شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور : 2 - وأخرج الطيالسي في مسنده ، عن جابر ابن عبد الله ، قال : قال رسول الله (ص) إن أعمالكم تعرض على عشائركم وأقربائكم في قبورهم فإن كان خيرا استبشروا بذلك وإن كان غير ذلك ، قالوا : اللهم الهمهم أن يعملوا بطاعتك.
3 - وأخرج ابن المبارك ، وابن أبي الدنيا ، عن أبي أيوب ، قال : تعرض أعمالكم على الموتى فإن رأوا حسنا فرحوا واستبشروا وإن رأوا سوءا ، قالوا : اللهم راجع به.
4 - وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف ، والحكيم الترمذي ، وابن أبي الدنيا ، عن إبراهيم بن ميسرة ، قال : غزا أبو أيوب القسطنطينية فمر بقاص ، وهو يقول : إذا عمل العبد العمل في صدر النهار عرض علي معارفه إذا أمسى من أهل الآخرة وإذا عمل العمل في آخر النهار عرض علي معارفه إذا أصبح من أهل الآخرة ، فقال أبو أيوب : انظر ما تقول ، قال : والله إنه لكما أقول ، فقال أبو أيوب : اللهم إني أعوذ بك أن تفضحني عند عبادة بن الصامت وسعد بن عبادة بما عملت بعدهم ، المصدر ( شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور ج:1 ص:257 ).
- وفي المنامات : أبو بكر شيبة الحزامي ، حدثنا : فليح بن اسماعيل ، حدثنا : محمد بن جعفر بن أبي كثير ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح والمقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) لا تفضحوا موتاكم بسيئات أعمالكم فانها تعرض على أوليائكم ، المصدر ( المنامات ج:1 ص:7 ).
- وفي شرح قصيدة ابن الجوزي : فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا : وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت أي بليت ، فقال عليه الصلاة والسلام : إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء وقد أجاب عنه الناظم بأن هذا ليس من خصائصه (ص) كما روى أحمد وابن مندة ، عن أنس ، قال : قال رسول الله (ص) إن أعمالكم تعرض على أقاربكم وعشائركم من الأموات فإن كان خيرا استبشروا وأن كان غير ذلك ، قالوا : اللهم الهمهم أن يعملوا بطاعتك ، المصدر ( شرح قصيدة ابن القيم ج:2 ص:173 ) وراجع المصادر التالية : ( والثبات عند الممات ج:1 ص:73 وأطراف الغرائب والأفراد ج:5 ص:335 وشرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور ج:1 ص:258 والفردوس بمأثور الخطاب ج:5 ص:29 وتهذيب الآثارمسند علي ج:2 ص:510 ومسند الشاميين ج:2 ص:383 والامتاع بالأربعين المتباينة السماع ج:1 ص:87 والكنى ج:1 ص:8 والكامل في ضعفاء الرجال ج:3 ص:301 والمجروحين ج:1 ص:340 ).
خامسا : العمل من الحي ينفع الميت :
الأمر الخامس من التواصل بين الحي والميت هو إن العمل من الحي ينفع الميت فيمكن للحي أن يدع للميت ويستغفر له ويتصدق عنه ويصوم ويحج عنه ويقرأ القرآن له وغيرها الكثير من العبادات ، وقد ثبت ذلك مصادر الأمة الإسلامية وفي الصحيح منها ، عن النبي الأكرم (ص) ، وقد حاول الكثيرون أن يغيبوا هذه الروايات ولا يظهروها للمسلمين لأنها تخالف المبادئ التي يتعايشون معها وتخالف عقيدتهم واطروحتهم التي تربوا عليها ، لأنهم يعتقدوا بأن الميت قد انتهى وأنه لا يصله شي بعد موته الا تلك الأمور الثلاثة الصدقة الجارية والعلم الذي تركه والولد الصالح الذي يدع له ومن هنا حرموا الأمور الأخرى الثابتة من قبل المشرع وسوف أنقل لكم أيها الأساتذة مجموعة من الأحاديث التي تخالف ما يعتقده هؤلاء وسوف أقسمها لعدة مجموعات :
المجموعة الأولى : صلاة النبي (ص) ودعاؤه ينفعان الميت :
- ففي مسند الامام أحمد : 12539 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : سليمان بن داود ، ثنا : أبو عامر يعني الخراز ، عن ثابت ، عن أنس : أن أسود كان ينظف المسجد فمات فدفن ليلا وأتى النبي (ص) فأخبر ، فقال : انطلقوا إلى قبره فانطلقوا إلى قبره ، فقال : أن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وأن الله عز وجل ينورها بصلاتي عليها فأتى القبر فصلى عليه ، وقال رجل من الأنصار : يا رسول الله أن أخي مات ولم تصل عليه ، قال : فأين قبره فأخبره فانطلق رسول الله (ص) مع الأنصاري ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:3 ص:150 ).
- وفي المسند المستخرج على صحيح مسلم : 2142 - حدثنا : فاروق الخطابي ، ثنا : أبو مسلم الكشي ، ثنا : أبو عمر : ، أنبأ : حماد ح وثنا : أبو عمرو بن حمدان ، ثنا : الحسن بن سفيان ، ثنا : محمد بن عبد بن حساب ، ثنا : حماد بن زيد ح ، ثنا : أبو محمد بن حيان ، ثنا : إسماعيل بن عبد الله ، ثنا : لوين ، ثنا : حماد بن زيد ، عن ثابت البناني ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة : أن أسود أو سوداء كانت تقم المسجد فمات فدفن ليلا فسأل نبي الله (ص) ، فقال : ما فعل فلان ذلك الانسان ، قالوا : مات فدفناه ليلا ، فقال : أفلا كنتم أعلمتموني به ، قال : فدلوه على قبرها فصلى عليها ، وقال : إن القبور لمظلمة على أهلها وإن الله ينورها عليهم فيها لصلاتي عليهم ، المصدر ( المسند المستخرج على صحيح مسلم ج:3 ص:37 ).
- وفي سنن البيهقي : 6804 - أخبرنا : أبو الخير جامع بن أحمد ، ثنا : أبو طاهر المحمد آباذي ، ثنا : عثمان الدارمي ، ثنا : مسدد ، ثنا : حماد بن زيد فذكره بإسناده ومعناه زاد فكأنهم صغروا من أمرها أو من أمره ، فقال : دلوني على قبرها فأتى قبرها فصلى عليها ، ثم قال : إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها بصلاتي عليها ، رواه مسلم في الصحيح ، عن أبي كامل ، عن حماد بن زيد وذكر هذه الزيادة.
6805 - وقد أخبرنا : أبو صالح بن أبي طاهر العنبري ، أنبأ : جدي يحيى بن منصور القاضي ، ثنا : أحمد بن سلمة ، ثنا : أحمد بن عبدة الضبي وعبد الله بن معاوية الجمحي ، قالا ، ثنا : حماد بن زيد ، ثنا : ثابت البناني ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة : أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد فماتت ففقدها النبي (ص) فسأل عنها بعد أيام ، فقيل له : إنها ماتت ، فقال : هلا كنتم آذنتموني فأتى قبرها فصلى عليها زاد بن عبدة في حديثه ، قال : وأنبأ : حماد ، ثنا : ثابت ، قال : قال رسول الله (ص) إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها بصلاتي عليها.
6806 - وأخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن أبي عمرو ، قالا ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : محمد بن اسحاق ، ثنا : عفان بن مسلم ، ثنا : حماد بن زيد ، ثنا : ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة : أن انسانا كان يقم المسجد أسود ، قال : فمات أو ماتت ففقدها النبي (ص) ، فقال : ما فعل الانسان الذي كان يقم المسجد فقيل مات ، قال : فهلا آذنتموني به ، فقالوا : إنه كان ليلا ، قال : فدلوني على قبرها ، قال : فأتى القبر فصلى عليها ، ثم قال ثابت عند ذاك أو في حديث آخر : إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله تعالى ينورها بصلاتي عليها والذي يغلب على القلب أن تكون هذه الزيادة في غير رواية أبي رافع ، عن أبي هريرة فإما أن تكون ، عن ثابت ، عن النبي (ص) مرسلة كما رواه أحمد بن عبدة ومن تابعه أو ، عن ثابت ، عن أنس ، عن النبي (ص) كما رواه خالد بن خداش وقد رواه غير حماد ، عن ثابت ، عن أبي رافع فلم يذكرها ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:47 ).
- وفي سنن الدارقطني : 4 - حدثنا : عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، ثنا : علي بن مسلم ، وزيد بن أخزم ، قالا : نا : أبو داود ، ثنا : أبو عامر الخزاز صالح بن رستم ، عن ثابت ، عن أنس : أن رجلا كان ينظف المسجد فمات فدفن ليلا فأتى النبي (ص) فأخبر ، فقال : انطلقوا إلى قبره فانطلق وانطلقوا إلى قبره ، فقال : إن هذه القبور ممتلئة على أهلها ظلمة وإن الله ينورها بصلاتي عليها فأتى.
5 - حدثنا : محمد بن مخلد ، ثنا : أبو عبد الله محمد بن موسى الفقيه ، ثنا : محمد بن جعفر ، ثنا : شعبة ح ، وحدثنا : عبد الله بن محمد ، قال : رأيت في كتاب أحمد بن حنبل ، نا : محمد بن جعفر ، ثنا : شعبة ح ، وحدثنا : إبراهيم بن هانيء ، وزهير بن محمد ، قالا : نا : أحمد بن حنبل ، ثنا : محمد بن جعفر ، ثنا : شعبة ، عن حبيب بن الشهيد ، عن ثابت ، عن أنس : أن النبي (ص) صلى على قبر بعدما دفن هذا لفظ بن هانيء ، وقال : زهير صلى على قبر امرأة بعدما دفنت.
6 - حدثنا : علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا : أحمد بن سنان ح ، وحدثنا : أبو محمد بن صاعد ، ثنا : عبدة بن عبد الله الصفار ح ، وحدثنا : الحسين بن اسماعيل المحاملي ، ثنا : علي بن أحمد الجوابي ح ، وحدثنا : محمد بن مخلد ، ثنا : محمد بن اسماعيل الحساني والعلاء بن سالم ومحمد بن عبد الملك الدقيقي ، قالوا : حدثنا : يزيد بن هارون ، ثنا : شريك ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن الشعبي ، عن ابن عباس ، قال : أبصر رسول الله (ص) قبرا حديثا ، فقال : الا آذنتموني بهذا ، قالوا : كنت نائما فكرهنا أن نوقظك فقام فصلى عليه فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه وقد زاد بعضهم الكلمة والشيء والمعنى واحد ، المصدر ( سنن الدارقطني ج:2 ص:77 ).
- وفي الأحاديث المختارة : روى البخاري ومسلم من رواية الشعبي ، عن ابن عباس : أن النبي (ص) انتهى إلى قبر رطب فصلى عليه وصفوا خلفه وكبر أربعا لفظ مسلم ورويا من حديث أبي رافع ، عن أبي هريرة : أن امرأة سوداء كانت تقسم المسجد ( أو شابا ) ففقدها رسول الله (ص) فسأل عنها ( أو عنه ) ، فقالوا : مات ، قال : أفلا كنتم آذنتموني ) ، قال : فكأنهم صغروا أمرها ( أو أمره ) ، فقال : دلوني على قبره ) فدلوه فصلى عليها ، ثم قال : ( إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها وإن الله عز وجل ينورها لهم بصلاتي عليهم ، المصدر ( الأحاديث المختارة ج:8 ص:192 ، الأحاديث المختارة ج:5 ص:117 ص:118 ).
- العمل من الحي يصل للميت الاستغفار للميت فانه ينفعه :
- ففي كتاب الروح : فصل : والدليل على انتفاعه بغير ما تسبب فيه القرآن والسنة والاجماع وقواعد الشرع ، أما القرآن فقوله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ( الحشر : 10 ) } فأثنى الله سبحانه عليهم باستغفارهم للمؤمنين قبلهم فدل على انتفاعهم باستغفار الأحياء ، المصدر ( الروح ج:1 ص:118 ).
- وفي الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج أبو نعيم ، عن أنس (ر) : أن رسول الله (ص) وقف على قبر رجل من أصحابه حين فرغ منه ، فقال له : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم نزل بك وأنت خير منزول به جاف الأرض عن جنبيه وافتح أبواب السماء لروحه وأقبله منك بقبول حسن وثبت عند المسائل منطقه.
- وأخرج أبو داود ، والحاكم ، والبيهقي ، عن عثمان بن عفان (ر) ، قال : مر رسول الله (ص) بجنازة عند قبره وصاحبه يدفن ، فقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الآن يسأل.
- وأخرج سعيد بن منصور ، عن ابن مسعود (ر) ، قال : كان رسول الله (ص) يقوم على القبر بعدما يسوى عليه ، فيقول : اللهم نزل بك صاحبنا وخلف الدنيا خلف ظهره اللهم ثبت عند المسألة منطقه ولا تبتله في قبره بما لا طاقة به.
- وأخرج الطبراني ، وابن منده ، عن أبي امامة (ر) عن رسول الله (ص) ، قال : إذا مات أحد من اخوانكم فسويتم التراب عليه فليقم أحدكم على رأس قبره ، ثم ليقل يا فلان بن فلانة فانه يسمعه ولا يجيب ، ثم يقول : يا فلان بن فلانة فانه يستوي قاعدا ، ثم يقول : يا فلان بن فلانة فانه ، يقول : أرشدنا رحمك الله ولكن لا يشعرون فليقل اذكر ما خرجت عليه من الدنيا شهادة أن لا إله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد (ص) نبيا وبالقرآن اماما ، فإن منكرا ونكيرا يأخذ كل واحد منهما بيد صاحبه ، ويقول : انطلق بنا ما يقعدنا عند من لقن حجته فيكون حجيجه دونهما قال رجل : يا رسول الله فإن لم يعرف أمه ، قال : ينسبه إلى حواء يا فلان ابن حواء.
- وأخرج ابن منده ، عن أبي امامة (ر) ، قال : إذا مت فدفنتموني فليقم انسان عند رأسي فليقل ياصدي بن عجلان اذكر ما كنت عليه في الدنيا شهادة أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله.
- وأخرج سعيد بن منصور ، عن راشد بن سعد وضمرة بن حبيب وحكيم بن عمير ، قالوا : إذا سوي على الميت قبره وانصرف الناس عنه كان يستحب أن يقال للميت عند قبره : يا فلان قل لا إله الا الله ثلاث مرات يا فلان قل : ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد (ص) ، ثم ينصرف.
- وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول ، عن عمرو بن مرة (ر) ، قال : كانوا يستحبون إذا وضع الميت في اللحد أن يقال : اللهم أعذه من الشيطان الرجيم.
- وأخرج الحكيم الترمذي ، عن سفيان الثوري (ر) ، قال : إذا سئل الميت من ربك ترايا له الشيطان في صورة فيشير إلى نفسه أني أنا ربك ، المصدر ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج:5 ص38 ص:39 ).
- وفي تفسير ابن كثير : وأما القيام عند قبر المؤمن إذا مات فروي أبو داود - 3221 - حدثنا : إبراهيم بن موسى الرازي ، أخبرنا : هشام ، عن عبد الله بن بحير ، عن هانيء وهو أبو سعيد البربري مولى عثمان بن عفان ، عن عثمان (ر) ، قال : كان رسول الله (ص) إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، وقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فأنه الآن يسأل ، انفرد باخراجه أبو داود رحمه الله ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:2 ص:381 ).
- وفيه أيضا : ولهذا ، قال أبو داود 3221 - حدثنا : إبراهيم بن موسى الرازي ، حدثنا : هشام هو بن يوسف ، عن عبد الله بن بحير ، عن هانيء مولى عثمان ، عن عثمان (ر) ، قال : كان النبي (ص) إذا فرغ من دفن الرجل وقف عليه ، وقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الآن يسأل ، تفرد به أبو داود ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:2 ص:539 ).
- وفي خلاصة البدر المنير : 957 - حديث أنه (ص) كان إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، وقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الآن يسأل ، رواه البزار وأبو داود والحاكم والبيهقي من رواية عثمان بن عفان ، قال الحاكم : صحيح الاسناد ، المصدر ( خلاصة البدر المنير ج:1 ص:274 ).
- وفي سبل السلام : وعن عثمان (ر) ، قال : كان رسول الله (ص) إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، وقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الآن يسأل ، رواه أبو داود وصححه الحاكم ، فيه دلالة على انتفاع الميت باستغفار الحي له وعليه ورد قوله تعالى : { رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ( الحشر : 10 ) } وقوله : { وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ( محمد : 19 ) } ونحوهما ، المصدر ( سبل السلام ج:2 ص:112 ).
الصدقة على الميت تنفعه :
- ففي صحيح مسلم : 1004 - وحدثنا : محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا : محمد بن بشر ، حدثنا : هشام ، عن أبيه ، عن عائشة : أن رجلا أتى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص ، وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:696 ).
- وفيه أيضا : 1630 - حدثنا : يحيى بن أيوب وقتيبه بن سعيد وعلي بن حجر ، قالوا : حدثنا : إسماعيل وهو بن جعفر ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رجلا ، قال للنبي (ص) : إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ، قال : نعم.
1004 - حدثنا : زهير بن حرب ، حدثنا : يحيى بن سعيد ، عن هشام بن عروة ، أخبرني : أبي ، عن عائشة : أن رجلا ، قال للنبي (ص) : إن أمي افتلتت نفسها وإني أظنها لو تكلمت تصدقت فلي أجرا أن أتصدق عنها ، قال : نعم.
1004 - حدثنا : محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا : محمد بن بشر ، حدثنا : هشام ، عن أبيه ، عن عائشة : أن رجلا أتى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، المصدر ( صحيح مسلم ج:3 ص:1254 ).
- وفي مسند أبي عوانة : 5817 - حدثنا : محمد بن يحيى ، قثنا : يحيى بن صالح ، قثنا : سليمان ، قال : ثنا : العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رجلا ، قال للنبي (ص) : إن أبي مات ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ، قال : نعم.
5818 - حدثنا : يونس بن عبد الأعلى ، قال : أنبأ : أنس بن عياض ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أن رجلا أتى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي افتتلت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم.
5819 - حدثنا : محمد بن عبد الوهاب ، قثنا : يعقوب بن عون ، قثنا : هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة : أن رجلا جاء إلى النبي (ص) ، فقال : إن أمي افتتلت نفسها وأظن أنها لو تكلمت تصدقت فهل لها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم.
5820 - حدثنا : علي بن عبد العزيز ، قثنا : ابن الأصبهاني ، قثنا : علي بن مسهر ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة : أن رجلا ، قال لرسول الله (ص) : إن أمي افتتلت نفسها ولو تكلمت لتصدقت فهل لها أجرا إن تصدقت عنها ، قال النبي (ص) : نعم ، المصدر ( مسند أبي عوانة2 ج:3 ص:493 ).
- وفي فضائل الأعمال : 278 - عن عائشة (ر) : أن رجلا أتى النبي ، فقال : يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، أخرجاه وهذا لفظ مسلم ، المصدر ( فضائل الأعمال ج:1 ص:67 ).
- وفي سبل السلام : وعن عائشة : أن رجلا أتى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، متفق عليه.
- واللفظ لمسلم : وعن عائشة (ر) : أن رجلا جاء مبينا أنه سعد بن عبادة أتى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي افتلتت بضم المثناة بعد الفاء الساكنة وكسر السلام ( نفسها ) أخذت فلتة ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، متفق عليه واللفظ لمسلم ، المصدر ( سبل السلام ج:3 ص:106 ).
- ففي صحيح البخاري : 2605 - حدثنا : محمد بن سلام ، أخبرنا : مخلد بن يزيد ، أخبرنا : ابن جريج ، قال : أخبرني : يعلي : أنه سمع عكرمة ، يقول ، أنبأنا : بن عباس (ر) : أن سعد بن عبادة (ر) توفيت أمه وهو غائب عنها ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها أينفعها شيء إن تصدقت به عنها ، قال : نعم ، قال : فإني اشهدك أن حائطي المخراف صدقة عليها ، المصدر ( صحيح البخاري ج:3 ص:1013 ).
- وفي فضائل الأعمال : 279 - عن عبد الله بن عباس (ر) : أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتى النبي ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت أنا غائب عنها فهل ينفعها شيء إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، قال : فإني اشهدك أن حائطي المخراق صدقة عنها ، رواه البخاري.
280 - عن أبي هريرة (ر) : أن رجلا ، قال للنبي (ص) : إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفي عنه إن تصدقت عنه ، قال : نعم ، رواه مسلم ، المصدر ( فضائل الأعمال ج:1 ص:67 ).
- وفي سنن البيهقي الكبرى : 12411 - أخبرنا : محمد بن عبد الله الحافظ ، وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي ، وأبو صادق محمد بن أحمد بن أبي الفوارس الصيدلاني ، قالوا : ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : محمد بن عبيد الله بن المنادى ، ثنا : روح بن عبادة ، ثنا : ابن جريج ، أخبرني : يعلى أنه سمع عكرمة مولى بن عباس ، يقول ، أنبأنا : بن عباس : أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتى رسول الله (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها ينفعها إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، قال : فإني اشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها ، رواه البخاري في الصحيح عن محمد بن عبد الرحيم ، عن روح.
12412 - أخبرنا : أبو بكر بن الحسن ، وأبو زكريا بن أبي إسحاق ، قالا ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنا : محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا : ابن وهب أخبرني : مالك بن أنس ، عن سعيد بن عمرو بن شرحبيل ، عن أبيه ، عن جده سعيد بن سعد بن عبادة : أن سعد بن عبادة كان مع رسول الله (ص) في بعض مغازيه فحضرت أم سعد الوفاة ، فقيل لها : أوصى ، فقالت : فيم أوصي إنما المال مال سعد فماتت قبل أن يقدم سعد فلما قدم سعد فخبر بالذي كان من شأن أمه فأتى النبي (ص) فأخبره بالذي كان من شأن أمه ، وقال : يا رسول الله أينفعها أن أتصدق عنها ، فقال رسول الله (ص) : نعم ، فقال سعد : حائط كذا وكذا سماه صدقة عنها ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:6 ص:278 مسالة النذر والمعجم الكبير ج:6 ص:18 ومصنف عبد الرزاق ج:9 ص:59 ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:1 ص:333 وفتح الباري ج:5 ص:386 ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:1 ص:370 وعمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:14 ص:51 والتلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ج:2 ص:289 ومقدمة فتح الباري ج:1 ص:288 وتنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج:2 ص:166 ).
حديث ثالث :
- ففي مسند أبي عوانة : 5816 - حدثنا : محمد بن يحيى ، قثنا : ابن أبي مريم ، قال : أنبأ : محمد بن جعفر ، قال : أنبأ : العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رجل للنبي (ص) أبيه ، عن أبي هريرة : أن رجلا ، قال للنبي (ص) : إن أبي مات ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ، قال : نعم ، المصدر ( مسند أبي عوانة2 ج:3 ص:492 ).
- وفي المحلى : ومن طريق مسلم بن الحجاج ، نا : قتيبه ، نا : إسماعيل هو ابن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رجلا ، قال لرسول الله (ص) إن أبي مات ولم يوص فهل يكفر عنه أن أتصدق عنه ، قال عليه الصلاة والسلام نعم ، المصدر ( المحلى ج:9 ص:313 ).
- وفي التحقيق في أحاديث الخلاف : 928 - قال أحمد ، وحدثنا : سليمان بن داود ، أنبأنا : إسماعيل ، أخبرني : العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن النبي (ص) ، قال : إذا مات الانسان انقطع عنه عمله الا من ثلاث الا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له ، انفرد باخراجه مسلم وفي افراده من حديث أبي هريرة : أن رجلا ، قال للنبي (ص) : إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه ، قال : نعم ، المصدر ( التحقيق في أحاديث الخلاف ج:2 ص:23 ).
- وفي تنقيح تحقيق أحاديث التعليق : وفي أفراده من حديث أبي هريرة : أن رجلا ، قال للنبي : إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق به ، قال : نعم ، المصدر ( تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج:2 ص:168 ).
- وفي خلاصة البدر المنير : 1777 - حديث : أن رجلا ، قال للنبي (ص) إن أبي مات ولم يوص فهل يكفي عنه أن أتصدق عنه ، قال : نعم ، رواه مسلم من رواية أبي هريرة زاد النسائي بعد مات وترك مالا ، المصدر ( خلاصة البدر المنير ج:2 ص:145 ).
- وفي نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار : وعن أبي هريرة : أن رجلا ، قال للنبي (ص) : إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه ، قال : نعم ، رواه أحمد ومسلم ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:140 ).
- ففي سنن أبي داود : 1681 - حدثنا : محمد بن كثير أخبرنا : إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن رجل ، عن سعد بن عبادة أنه قال : يا رسول الله : إن أم سعد ماتت فأي الصدقة أفضل ، قال : الماء ، قال : فحفر بئرا ، وقال : هذه لأم سعد ، المصدر ( سنن أبي داود ج:2 ص:130 ).
- وفي الترغيب والترهيب : 1423 - وعن أنس (ر) : أن سعدا أتى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت ولم توص أفينفعها أن أتصدق عنها ، قال : نعم وعليك بالماء ، رواه الطبراني في الأوسط ، ورواته محتج بهم في الصحيح.
1424 - وعن سعد بن عبادة (ر) ، قال : قلت يا رسول الله : إن أمي ماتت فأي الصدقة أفضل ، قال : الماء فحفر بئرا ، وقال : هذه لأم سعد رواه أبو داود واللفظ له وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه الا أنه قال : إن صح الخبر ، وابن حبان في صحيحه ولفظه ، قلت : يا رسول الله أي الصدقة أفضل ، قال : سقي الماء ، والحاكم بنحوابن حبان ، وقال : صحيح على شرطهما ، المصدر ( الترغيب والترهيب ج:2 ص:41 ص:42 ).
- وفي نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار : قوله ، قال : سقي الماء فيه دليل على أن سقي الماء أفضل الصدقة ، ولفظ أبي داود فأي الصدقة أفضل ، قال : الماء فحفروا بئرا ، وقال : هذه لأم سعد وأخرج هذا الحديث الدارقطني في غرائب مالك ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:141 ).
- ففي مسند الامام أحمد : 6704 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : هشيم ، أنا : حجاج ، ثنا : عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده : أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين بدنة ، وأن عمرا سأل النبي (ص) عن ذلك ، فقال : أما أبوك فلو كان أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:181 ).
- وفي نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ، عن عبد الله بن عمرو : أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة وأن هشام بن العاص نحر حصته خمسين وأن عمرا سأل النبي (ص) عن ذلك ، فقال : أما أبوك فلو أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك رواه أحمد ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:140 وعمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:222 ).
- وعن أبي هريرة : أن رجلا ، قال للنبي (ص) : إن أبي مات ولم يوص أفينفعه أن أتصدق عنه ، قال : نعم ، رواه أحمد ومسلم ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:140 وعمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:222 ).
- ففي صحيح البخاري : 1852 - حدثنا : محمد بن عبد الرحيم ، حدثنا : معاوية بن عمرو ،حدثنا زائدة ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (ر) ، قال : جاء رجل إلى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ، قال : نعم ، قال : فدين الله أحق أن يقضى ، قال سليمان : فقال الحكم وسلمة ونحن جميعا جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث ، قالا : سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن ابن عباس ويذكر عن أبي خالد ، حدثنا : الأعمش ، عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل ، عن سعيد ابن جبير وعطاء ومجاهد ، عن ابن عباس ، قالت امرأة للنبي (ص) : إن أختي ماتت ، وقال يحيى وأبو معاوية ، حدثنا : الأعمش ، عن مسلم ، عن سعيد ، عن ابن عباس ، قالت امرأة للنبي (ص) : إن أمي ماتت ، وقال عبيد الله ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن الحكم ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ، قالت : امرأة للنبي (ص) : إن أمي ماتت وعليها صوم نذر ، وقال أبو جرير ، حدثنا : عكرمة ، عن ابن عباس ، قالت امرأة للنبي (ص) : ماتت أمي وعليها صوم خمسة عشر يوما ، المصدر ( صحيح البخاري ج:2 ص:690 ).
- وفي صحيح مسلم : 1148 - وحدثنا : إسحاق بن ابراهيم ، أخبرنا : عيسى بن يونس ، حدثنا : الأعمش ، عن مسلم البطين ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (ر) : أن امرأة أتت رسول الله (ص) ، فقالت : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر ، فقال : أرئيت لو كان عليها دين أكنت تقضينه ، قالت : نعم ، قال : فدين الله أحق بالقضاء.
1148 - وحدثني : أحمد بن عمر الوكيعي ، حدثنا : حسين بن علي ، عن زائدة ، عن سليمان ، عن مسلم البطين ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (ر) ، قال : جاء رجل إلى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ، فقال : لو كان على أمك دين أكنت قاضيه عنها ، قال : نعم ، قال : فدين الله أحق أن يقضى ، قال سليمان ، فقال : الحكم وسلمة بن كهيل جميعا ونحن جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث ، فقالا : سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن ابن عباس.
1148 - وحدثنا : أبو سعيد الأشج ، حدثنا : أبو خالد الأحمر ، حدثنا : الأعمش ، عن سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ومسلم البطين ، عن سعيد ابن جبير ومجاهد وعطاء ، عن ابن عباس (ر) عن النبي (ص) بهذا الحديث.
1148 - وحدثنا : إسحاق بن منصور وبن أبي خلف وعبد بن حميد جميعا ، عن زكريا بن عدي ، قال عبد ، حدثني : زكريا بن عدي أخبرنا : عبيد الله بن عمرو ، عن زيد بن أبي أنيسة ، حدثنا : الحكم بن عتيبة ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (ر) ، قال : جاءت امرأة إلى رسول الله (ص) ، فقالت : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ، قال : أرئيت لو كان على أمك دين فقضيتيه أكان يؤدي ذلك عنها ، قالت : نعم ، قال : فصومي عن أمك ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:804 ).
- وفيه أيضا : 1149 - وحدثني : علي بن حجر السعدي ، حدثنا : علي بن مسهر أبو الحسن ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه (ر) ، قال : بينا أنا جالس عند رسول الله (ص) إذ أتته امرأة ، فقالت : إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت ، قال : فقال وجب أجرك وردها عليك الميراث ، قالت : يا رسول الله : إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها ، قال : صومي عنها ، قالت : إنها لم تحج قط أفأحج عنها ، قال : حجي عنها.
1149 - وحدثناه : أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : عبد الله بن نمير ، عن عبد الله بن عطاء ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه (ر) ، قال : كنت جالسا عند النبي (ص) بمثل حديث بن مسهر غير أنه قال : صوم شهرين.
1149 - وحدثنا : عبد بن حميد ، أخبرنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : الثوري ، عن عبد الله بن عطاء ، عن بن بريدة ، عن أبيه (ر) ، قال : جاءت امرأة إلي النبي (ص) فذكر بمثله ، وقال : صوم شهر.
1149 - وحدثنيه إسحاق بن منصور ، أخبرنا : عبيد الله بن موسى ، عن سفيان بهذا الاسناد ، وقال : صوم شهرين.
1149 - وحدثني : بن أبي خلف ، حدثنا : إسحاق بن يوسف ، حدثنا : عبد الملك بن أبي سليمان ، عن عبد الله بن عطاء المكي ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه (ر) ، قال : أتت امرأة إلى النبي (ص) بمثل حديثهم ، وقال : صوم شهر ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:805 )
- وفي السنن الكبرى : 2912 - أنبأ : قتيبه بن سعيد ، قال : حدثنا : عبثر وهو بن القاسم كوفي ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين كوفي ثقة ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى النبي (ص) ، فقال : إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأصوم عنها ، فقال : أرئيت لو كان عليها دين أكنت تقضيه ، قال : نعم ، قال : فدين الله أحق أن يقضى.
2913 - أنبأ : القاسم بن زكريا بن دينار كوفي ، قال : حدثنا : حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن سليمان الأعمش ، عن مسلم ، عن سعيد ، عن ابن عباس ، قال : جاء رجل إلى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ، قال : لو كان على أمك دين كنت قاضيه عنها ، قال : نعم ، قال : فدين الله أحق أن يقضى ، قال سليمان : فقال الحكم وسلمة بن كهيل ونحن جميعا جلوس حيث حدث مسلم بهذا الحديث ، فقالا : سمعنا مجاهدا يذكرها ، عن ابن عباس ، المصدر ( السنن الكبرى ج:2 ص:173 / 174 والمسند المستخرج على صحيح مسلم ج:3 ص:223 وسنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:255 وسنن الدارقطني ج:2 ص:196 والاستذكار ج:3 ص:342 والمحلى ج:6 ص:90 ومصنف عبد الرزاق ج:4 ص:239 والمعجم الكبير ج:12 ص:14 ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:1 ص:224 ).
- وفي صحيح ابن حبان : 1953 - حدثنا : عبد الله بن سعيد الأشج ، ثنا : أبو خالد ، ثنا : الأعمش ، عن الحكم وسلمة بن كهيل ومسلم البطين ، عن سعيد ابن جبير وعطاء ومجاهد ، عن ابن عباس ، قال : جاءت امرأة إلى النبي (ص) ، فقالت : إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين ، قال : لو كان على أختك دين أكنت تقضينه ، قالت : نعم ، قال : فحق الله أحق ، المصدر ( صحيح ابن خزيمة ج:3 ص:223 ).
- وفي سنن ابن ماجه : 1758 - حدثنا : عبد الله بن سعيد ، ثنا : أبو خالد الأحمر ، عن الأعمش ، عن مسلم البطين والحكم وسلمة بن كهيل ، عن سعيد ابن جبير وعطاء ومجاهد ، عن ابن عباس ، قال : جاءت امرأة إلى النبي (ص) ، فقالت : يا رسول الله إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين ، قال : أرئيت لو كان على أختك دين أكنت تقضينه ، قالت : بلى ، قال : فحق الله أحق ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:559 ).
- وفي السنن الكبرى : 2914 - أنبأ : عبد الله بن سعيد ، قال : حدثنا : أبو خالد ، قال : حدثنا : الأعمش ، عن سلمة ، والحكم ، ومسلم ، عن سعيد ابن جبير ، وعطاء ، ومجاهد ، عن ابن عباس ، قال : جاءت امرأة إلى النبي (ص) ، فقالت : إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين ، فقال : أرئيت لو كان على أختك دين أكنت تقضينه ، قالت : نعم ، قال : فحق الله أحق ، المصدر ( السنن الكبرى ج:2 ص:173 ).
- وفي حاشية ابن القيم : وفي الصحيحين عنه أيضا أن امرأة جاءت ، فقالت : يا رسول الله : إن أختي ماتت وعليها صيام شهرين متتابعين وذكر الحديث بنحوه وفي صحيح مسلم ، عن بريدة ، قال : كنت جالسا عند النبي (ص) إذ أتته امرأة ، فقالت : إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت ، قال : وجب أجرك وردها عليك الميراث ، قالت : يا رسول الله : إنه كان عليها صوم شهر ، أفأصوم عنها ، قال : صومي عنها ، قالت : يا رسول الله : إنها لم تحج أفأحج عنها ، قال : حجي عنها ، وقال البيهقي : فثبت بهذه الأحاديث جواز الصوم عن الميت ، وقال الشافعي في القديم : قد ورد في الصوم عن الميت شيء فإن كان ثابتا صيم عنه كما يحج عنه ، وقال في الجديد : فإن قيل فهل روي أن رسول الله (ص) أمر أحدا أن يصوم عن أحد ، قيل : نعم روي عن ابن عباس ، المصدر ( حاشية ابن القيم ج:7 ص:25 والفصل للوصل المدرج ج:2 ص:886 وعلل الترمذي ج:1 ص:114 والمنتقى لابن الجارود ج:1 ص:237 وصحيح ابن خزيمة ج:3 ص:272 وسنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:255 ).
- ففي سنن البيهقي الكبرى : أخبرناه : أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني : أبو عمرو بن أبي جعفر ، ثنا : جعفر الحافظ ، ثنا : علي بن حجر ، ثنا : علي بن مسهر ، ثنا : عبد الله بن عطاء المديني ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : كنت جالسا عند النبي (ص) إذ أتته امرأة ، فقالت : إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت ، قال : وجب أجرك وردها عليك الميراث ، قالت : يا رسول الله : إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها ، قال : صومي عنها ، قالت : يا رسول الله : إنها لم تحج أفأحج عنها ، قال : حجي عنها ، رواه مسلم في الصحيح عن علي بن حجر وكذلك رواه جماعة ، عن عبد الله بن عطاء ، عن سفيان الثوري وزهير بن معاوية وعبد الله بن نمير ومروان الفزاري وأبو معاوية وغيرهم ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:256 ).
- وفي الامتاع بالأربعين المتباينة السماع : وعن بريدة : أن امرأة ، قالت : يا رسول الله كان على أمي صوم شهر أفأصوم عنها ، قال : صومي عنها ، قالت : إنها لم تحج أفأحج عنها ، قال : حجي عنها ، أخرجه مسلم صحيح ويحسنوه في الحج ، عن ابن عباس عند البخاري صحيح فإذا ثبت ذلك في بعض العبادات البدنية فما المانع من ثبوته في بقيتها ، وقد اجمع المسلمون على أن قضاء الدين يسقط عن ذمة الميت التبعة وينفعه ذلك حتى ولو من الأجنبي ، المصدر ( الامتاع بالأربعين المتباينة السماع ج:1 ص:79 ).
- وفي الروياني - مسند الروياني : 63 - حدثنا : أبو علي الحسن بن الرزي ، حدثنا : عبيد الله بن موسى ، حدثنا : ابن أبي ليلى ، عن عبد الله بن عطاء ، عن ابن بريدة ، عن أبيه : أن امرأة اتت النبي (ص) ، فقالت : يا رسول الله أني تصدقت على امي بجارية فماتت ، قال : قد آجرك الله ورد عليك الميراث ، قالت : أن عليها صوما قال : صومي عنها ، قالت : أن عليها حجة ، قال : حجى عنها ، المصدر ( الروياني - مسند الروياني ج:1 ص:92 وحاشية ابن القيم ج:7 ص:25 ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:5 ص:11 ).
- ففي سنن أبي داود : 3308 - حدثنا : عمرو بن عون ، أخبرنا : هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس : أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرا فنجاها الله فلم تصم حتى ماتت فجاءت ابنتها أو أختها إلى رسول الله (ص) فأمرها أن تصوم عنها ، المصدر ( سنن أبي داود ج:3 ص:237 ).
- وفي سنن البيهقي : 19935 - أخبرنا : أبو علي الروذباري ، أنبأ : محمد بن بكر ، ثنا : أبو داود ، ثنا : عمرو بن عون ، أنبأ : هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس (ر) : أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن نجاها الله أن تصوم شهرا ، فنجاها الله فلم تصم حتى ماتت فجاءت بنتها أو أختها إلى رسول الله (ص) فأمرها أن تصوم عنها ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:10 ص:85 ).
- وفي التحقيق في أحاديث الخلاف : 1126 - وبالاسناد ، قال أحمد ، وحدثنا : هشيم ، عن أبي بشر ، عن سعيد ابن جبير ، عن ابن عباس : أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن الله عز وجل نجاها أن تصوم شهرا ، فنجاها الله فلم تصم حتى ماتت فجاءت قرابة لها فذكرت ذلك للنبي (ص) ، فقال : صومي ، المصدر ( التحقيق في أحاديث الخلاف ج:2 ص:98 ).
- وفي الامتاع بالأربعين المتباينة : وصرح ابن حمد أن الحنبلي في كتاب الرعاية وصول جميع القرب إلى الميت سواء كانت بدنية أو مالية كالصدقة والعتق والصلاة والصيام والحج والقراءة ، ثم قال : وقيل : إن نواه حال فعله أو قبله وصل ، والا فلا ورجح الاشتراط جماعة من المحققين من الحنابلة وحجتهم أنه لم يؤثر عن النبي (ص) إنه أمر أحدا ممن جعل له أن يفعل شيئا عن ميت أن يقول : اللهم اجعل ثواب ذلك لفلان ولا اجعل ذلك لفلان ولذلك لم ينقل عن أحد من السلف ممن فعل ذلك أنه كان يقول ذلك فدل على أنه لابد عند الفعل من القصيد إلى فعل ذلك عن الميت وعلى هذا ممن لم يقل أي يدع عتب الفعل بوصول ذلك يشترط القصد مع الفعل ، ومن كان يدعو بذلك لا يشترط القصد والأولى الاتباع فيترجح جانب اشتراط القصد بهذه الطريق والأعمال بالنيات وسيأتي زيادة في هذه المسألة في أواخر هذه الأسئلة إن شاء الله تعالى ، المصدر ( الامتاع بالأربعين المتباينة السماع ج:1 ص:80 ).
وأما الآن فسوف أنقل لكم كلام عالمين كبيرين من مدرسة السلف أو مدرسة الخلفاء وهو كلام طويل أعجبني فأحببت لغيري أن يطلع عليه للفائدة :
- ففي كتاب الروح لابن القيم ، قال : فصل والدليل على انتفاعه بغير ما تسبب فيه القرآن والسنة والاجماع وقواعد الشرع ، أما القرآن فقوله تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ( الحشر : 10 ) } فأثنى الله سبحانه عليهم باستغفارهم للمؤمنين قبلهم فدل على انتفاعهم باستغفار الأحياء.
- وقد يمكن أن يقال : إنما انتفعوا باستغفارهم لأنهم سنوا لهم الإيمان بسبقهم إليه ، فلما اتبعوهم فيه كانوا كالمستنين في حصوله لهم لكن قد دل على انتفاع الميت بالدعاء اجماع الأمة على الدعاء له في صلاة الجنازة.
- وفي السنن من حديث أبى هريرة (ر) ، قال : قال رسول الله : إذا صليتم على الميت فأخلصوا له الدعاء.
- وفي صحيح مسلم مد حديث عوف بن مالك ، قال على جنازة فحفظت من دعائه وهو يقول : اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نزله وأوسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر وعذاب النار.
- وفي السنن ، عن وائلة بن الأسقع ، قال على رجل من المسلمين فسمعته ، يقول : اللهم إن فلانا ابن فلان في ذمتك وحبل جوارك فقه من فتنة القبر وعذاب النار وأنت أهل الوفاء والحق فاغفر له وارحمه إنك الغفور الرحيم ، وهذا كثير في الأحاديث بل هو المقصود بالصلاة على الميت وكذلك الدعاء له بعد الدفن.
- وفي السنن من حديث عثمان بن عفان (ر) ، قال : كان النبي إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، فقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الآن يسأل.
- وكذلك الدعاء لهم عند زيارة قبورهم كما في صحيح مسلم من حديث بريدة بن الخصيب ، قال : كان رسول الله يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية.
- وفي صحيح مسلم : أن عائشة (ر) سألت النبي كيف نقول إذا استغفرت لأهل القبور ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون.
- وفي صحيحه عنها أيضا : أن رسول الله خرج في ليلتها من آخر الليل إلى البقيع ، فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ، ودعاء النبي للأموات فعلا وتعليما ودعاء الصحابة والتابعين والمسلمين عصرا بعد عصر أكثر من أن يذكر وأشهر من أن ينكر وقد جاء إن الله يرفع درجة العبد في الجنة ، فيقول : إني لي هذا ، فيقال : بدعاء ولدك لك.
- فصل : وأما وصول ثواب الصدقة ففي الصحيحين ، عن عائشة (ر) : أن رجلا أتى النبي ، فقال : يا رسول الله أن أمي افتلت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، وفي صحيح البخاري ، عن عبد الله بن عباس (ر) : أن سعد بن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتى النبي ، فقال : يا رسول الله إن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها إن تصدقت عنه ، قال : نعم ، قال : فإني اشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها.
- وفي صحيح مسلم ، عن أبي هريرة (ر) : أن رجلا ، قال للنبي : إن أبي مات وترك مالا ولم يوص فهل يكفي عنه أن أتصدق عنه ، قال : نعم.
- وفي السنن ومسند أحمد ، عن سعد بن عبادة أنه قال : يا رسول الله أن أم سعد ماتت فأى الصدقة أفضل ، قال : الماء فحفر بئر ، وقال : هذه لأم سعد.
- وعن عبد الله بن عمرو : أن العاص بن وائل نذر في الجاهلية أن ينحر مائة بدنة وإن هشام بن العاص نحر خمسة وخمسين وأن عمرا سأل النبي عن ذلك ، فقال : أما أبوك فلو أقر بالتوحيد فصمت وتصدقت عنه نفعه ذلك ، رواه الامام أحمد.
- فصل : وأما وصول ثواب الصوم ففي الصحيحين ، عن عائشة (ر) : أن رسول الله ، قال : من مات وعليه صيام صام عنه وليه.
- وفي الصحيحين أيضا : عن ابن عباس (ر) ، قال : جاء رجل إلى النبي ، فقال : يا رسول الله أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأقضيه عنها ، قال : نعم فدين الله أحق أن يقضى.
- وفي رواية جاءت امرأة إلى رسول الله ، فقالت : يا رسول الله : إن أمي ماتت وعليها صوم نذر أفأصوم عنها ، قال : أفرأيت لو كان على أمك دين فقضيته أكان يؤدى ذلك عنها ، قالت : نعم ، قال : فصومي عن أمك ، وهذا اللفظ للبخاري وحده تعليقا.
- وعن بريدة (ر) ، قال : بينا أنا جالس عند رسول الله إذ أتته امرأة ، فقالت : إني تصدقت على أمي بجارية وإنها ماتت ، فقال : وجب أجرك وردها عليك الميراث ، فقالت : يا رسول الله : إنه كان عليها صوم شهر أفأصوم عنها ، قال : صومي عنها ، قالت : إنها لم تحج قط أفأحج عنها ، قال : حجى عنها ، رواه مسلم وفي لفظ صوم شهرين.
- وعن ابن عباس (ر) : أن امرأة ركبت البحر فنذرت إن الله نجاها أن تصوم شهرا فنجاها الله فلم تصم حتى ماتت فجاءت بنتها أو أختها إلى رسول الله ، فأمرها أن تصوم عنها ، رواه أهل السنن والامام أحمد وكذلك روى عنه وصول ثواب بدل الصوم وهو الاطعام.
- ففي السنن ، عن ابن عمر (ر) قال : قال رسول الله من مات وعليه صيام شهر فليطعم عنه لكل يوم مسكين ، رواه الترمذى وابن ماجه ، قال الترمذى : ولا نعرفه مرفوعا الا من هذا الوجه والصحيح عن ابن عمر من قوله موقوفا.
- وفي سنن أبي داود ، عن ابن عباس (ر) قال : إذا مرض الرجل في رمضان ولم يصم أطعم عنه ولم يكن عنه قضاء وإن نذر قضى عنه وليه.
- فصل : وأما وصول ثواب الحج ففي صحيح البخاري ، عن ابن عباس (ر) : أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي ، فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ، قال : حجى عنها أرئيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله فالله أحق بالقضاء ، وقد تقدم حديث بريدة وفيه أن أمي لم تحج قط أفأحج عنها ، قال : حجى عنها.
- وعن ابن عباس (ر) ، قال : أن امرأة سنان بن سلمة الجهني سألت رسول الله أن أمها ماتت ولم تحج أفيجزىء أن تحج عنها ، قال : نعم لو كان على أمها دين فقضته عنها ألم يكن يجزىء عنها ، رواه النسائي.
- وروى أيضا : عن ابن عباس (ر) : أن امرأة سألت النبي عن ابنها مات ولم يحج ، قال : حجى عن ابنك.
- وروى أيضا عنه ، قال : قال رجل يا نبي الله أن أبى مات ولم يحج أفأحج عنه ، قال : أرئيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيه ، قال : نعم ، قال : فدين الله أحق واجمع المسلمون على أن قضاء الدين يسقطه من ذمته ولو كان من أجنبي أو من غير تركته وقد دل عليه حديث أبى قتادة حيث ضمن الدينارين عن الميت فلما قضاهما قال له النبي : الآن بردت عليه جلدته ، وأجمعوا على أن الحي إذا كان له في ذمة الميت حق من الحقوق فأحله منه أنه ينفعه ويبرأ منه كما يسقط من ذمة الحي ، فإذا سقط من ذمة الحي بالنص والاجماع مع امكان أدائه له بنفسه ولو لم يرض به بل ، رده فسقوطه من ذمة الميت بالابراء حيث لا يتمكن من أدائه أولى وأحرى ، وإذا انتفع بالابراء والاسقاط فكذلك ينتفع بالهبة والاهداء ولا فرق بينهما فإن ثواب العمل حق المهدي الواهب فإذا جعله للميت انتقل إليه كما إن ما على الميت من الحقوق من الدين وغيره هو محض حق الحي فإذا أبرأه وصل الابراء إليه وسقط من ذمته فكلاهما حق للحى فأي نص أو قياس أو قاعدة من قواعد الشرع يوجب وصول أحدهما ويمنع وصول الآخر.
هذه النصوص متظاهرة علي وصول ثواب الأعمال إلى الميت إذا فعلها الحي عنه وهذا محض للقياس فإن الثواب حق للعامل فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يمنع من ذلك كما لم يمنع من هبة ماله في حياته وابرائه له من بعد موته ، وقد نبه النبي بوصول ثواب الصوم الذي هو مجرد ترك ونية تقوم بالقلب لا يطلع عليه الا الله وليس بعمل الجوارح علي وصول ثواب القراءة التي هي عمل باللسان تسمعه الاذن وتراه العين بطريق الأولى ، ويوضحه أن الصوم نية محضة وكف النفس عن المفطرات وقد أوصل الله ثوابه إلى الميت فكيف بالقراءة التي هي عمل ونية بل لا تفتقر إلى النية فوصول ثواب الصوم إلى الميت فيه تنبيه علي وصول سائر الأعمال.
والعبادات قسمان مالية وبدنية وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصدقة ، قال على وصول ثواب سائر العبادات المالية ونبه بوصول ثواب الصوم علي وصول ثواب سائر العبادات البدنية ، وأخبر بوصول ثواب الحج المركب من المالية والبدنية فالآنواع الثلاثة ثابتة بالنص والاعتبار وبالله التوفيق.
قال المانعون من الوصول ، قال الله تعالى : { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ( النجم : 39 ) } وقال : { وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( يس : 54 ) } وقال : { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ( البقرة : 286 ) } وقد ثبت عن النبي أنه قال : إذا مات العبد انقطع عمله الا من ثلاث صدقة جارية عليه أو ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به من بعد فأخبر أنه إنما ينتفع بما كان تسبب إليه في الحياة وما لم يكن قد تسبب إليه فهو منقطع عنه.
وأيضا فحديث أبى هريرة (ر) المتقدم وهو قوله : إن مما يلحق الميت من عمله وحسناته بعد موته علما نشره الحديث يدل على أنه إنما ينتفع بما كان قد تسبب فيه.
وكذلك حديث أنس يرفعه سبع يجرى على العبد أجرهن وهو في قبره بعد موته من علم ، علما أو أكرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو بنى مسجدا أو ورث مصحفا أو ترك ولدا صالحا يستغفر له بعد موته ، وهذا يدل على أن ما عدا ذلك لا يحصل له منه ثواب والا لم يكن للحصر معنى.
قالوا : والاهداء حوالة والحوالة إنما تكون بحق لازم والأعمال لا توجب الثواب وإنما هو مجرد تفضل الله واحسانه فكيف يحيل العبد على مجرد الفضل الذي لا يجب على الله بل إن شاء آتاه وإن لم يشأ لم يؤته وهو نظير حوالة الفقير على من يرجو أن يتصدق عليه ومثل هذا لا يصح اهداؤه وهبته كصلة ترجى من ملك لا لتحقق حصولها.
قالوا : وأيضا فالايثار بأسباب الثواب مكروه وهو الايثار بالقرب فكيف الايثار بنفس الثواب الذي هو غاية إذا كره الايثار بالوسيلة فالغاية أولى وأحرى ، وكذلك كره الامام أحمد التأخر عن الصف الأول وايثار الغير به لما فيه من الرغبة عن سبب الثواب ، قال : أحمد في رواية حنبل وقد سئل عن الرجل يتأخر عن الصف الأول ويقدم أباه في موضعه ، قال : ما يعجبني هو يقدر أن يبر أباه بغير هذا.
قالوا أيضا : لو ساغ الاهداء إلى الميت لساغ نقل الثواب والاهداء إلى الحي ، وأيضا لو ساغ ذلك لساغ لهذا نصف الثواب وربعه وقيراط منه ، وأيضا لو ساغ ذلك لساغ اهداؤه بعد أن يعمله : لنفسه وقد قلتم : أنه لابد أن ينوى حال الفعل اهداءه إلى الميت والا لم يصل إليه فإذا ساغ له نقل الثواب فأي فرق بين أن ينوى قبل الفعل أو بعده ، وأيضا لو ساغ الاهداء لساغ اهداء ثواب الواجبات على الحي كما يسوغ اهداء ثواب التطوعات التي يتطوع بها ، قالوا : وإن التكاليف امتحان وابتلاء لا تقبل البدل فإن المقصود منها عين المكلف العامل المأمور المنهي فلا يبدل المكلف الممتحن بغيره ولا ينوب غيره عنه في ذلك أن المقصود طاعته هو نفسه وعبوديته ولو كان ينتفع باهداء غيره له من غير عمل منه لكان أكرم الأكرمين أولى بذلك ، وقد حكم سبحانه أنه لا ينتفع الا بسعيه وهذه سنته تعالى في خلقه وقضاؤه كما هي سنته في أمره وشرعه فإن المريض لا ينوب عنه غيره في شرب الدواء والجائع والظمان والعاري لا ينوب عنه غيره في الأكل والشرب واللباس ، قالوا : ولو نفعه عمل غيره لنفعه توبته عنه.
قالوا : ولهذا لا يقبل الله إسلام أحد ولا صلاته ، عن صلاته فإذا كان رأس العبادات لا يصح اهداء ثوابه فكيف فروعها ، قالوا : وأما الدعاء فهو سؤال ورغبة إلى الله أن يتفضل علي الميت ويسامحه ويعفو عنه وهذا اهداء ثواب عمل الحي إليه ، قال المقتصرون علي وصول العبادات التي تدخلها النيابة كالصدقة والحج والعبادات نوعان نوع لا تدخله النيابة بحال كالإسلام والصلاة وقراءة القرآن والصيام ، فهذا النوع يختص ثوابه بفاعله لا يتعداه ولا ينقل عنه كما إنه في الحياة لا يفعله أحد عن أحد ولا ينوب فيه عن فاعله غيره ، ونوع تدخله النيابة كرد الودائع وأداء الديون واخراج الصدقة والحج فهذا يصل ثوابه إلى الميت لأنه يقبل النيابة ويفعله العبد عن غيره في حياته فبعد موته بالطريق الأولى والأحرى ، قالوا : وأما حديث من مات وعليه صيام صام عنه وليه فجوابه من وجوه :
أحدها : ما قاله : مالك في موطئه ، قال : لا يصوم أحد عن أحد ، قال : وهو أمر مجمع عليه عندنا لا خلاف فيه. الثاني : أن ابن عباس (ر) هو الذي روى حديث الصوم عن الميت ، وقد روى عنه النسائي ، أخبرنا : محمد بن عبد الأعلى ، حدثنا : يزيد بن زريع ، حدثنا : حجاج الأحول ، حدثنا : أيوب بن موسى ، عن عطاء ابن أبي رباح ، عن ابن عباس (ر) ، قال : لا يصلي أحد عن أحد. الثالث : أنه حديث اختلف في اسناده هكذا ، قال : صاحب المفهم في شرح مسلم. الرابع : أنه معارض بنص القرآن كما تقدم من قوله تعالى : { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ( النجم : 39 ) }. الخامس : أنه معارض بما رواه النسائي ، عن ابن عباس (ر) عن النبي أنه قال : لا يصلي أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مدا من حنطة. السادس : أنه معارض بحديث محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن نافع ، عن ابن عمر (ر) عن النبي من مات وعليه صوم رمضان يطعم عنه. السابع : أنه معارض بالقياس الجلي على الصلاة والإسلام والتوبة فإن أحدا لا يفعلها عن أحد ، قال الشافعي فيما تكلم به على خبر ابن عباس لم يسم ابن عباس ما كان نذر أم سعد فاحتمل أن يكون نذر حج أو عمرة أو صدقة فأمره بقضائه عنها فأما من نذر صلاة أو صياما ثم مات فانه يكفر عنه في الصوم ولا يصام عنه ولا يصلي عنه ولا يكفر عنه في الصلاة ، ثم قال : فإن قيل أفأروى عن رسول الله أمر أحد أن يصوم عن أحد ، قيل : نعم روى ابن عباس (ر) عن النبي فإن قيل فلم لا تأخذ به قيل حديث أبي الفضل الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس (ر) عن النبي نذرا ولم يسمعه مع حفظ الزهري وطول مجالسه عبيد الله لابن عباس فلما جاء غيره ، عن رجل ، عن ابن عباس بغير ما في حديث عبيد الله أشبه أن لا يكون محفوظا فإن قيل فتعرف الرجل الذي جاء بهذا الحديث يغلط ، عن ابن عباس ، قيل نعم روى أصحاب ابن عباس ، عن ابن عباس : أنه قال : لابن الزبير أن الزبير حل من متعة الحج فروى هذا عن ابن عباس : أنها متعة النساء وهذا غلط فاحش.
فهذا الجواب عن فعل الصوم وأما فعل الحج فإنما يصل منه ثواب الانفاق وأما أفعال المناسك فهي كأفعال الصلاة إنما تقع عن فاعلها ، قال : أصحاب الوصول ليس في شيء مما ذكرتم ما يعارض أدلة الكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة ومقتضى قواعد الشرع ونحن نجيب عن كل ما ذكرتموه بالعدل والانصاف.
أما قوله تعالى : { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ( النجم : 39 ) } فقد اختلفت طرق الناس في المراد بالآية ، فقالت طائفة : المراد بالانسان ها هنا الكافر وأما المؤمن فله ما سعى وما سعى له بالأدلة التي ذكرناها ، قالوا : وغاية ما في هذا التخصيص وهو جائز إذا دل عليه الدليل ، وهذا الجواب ضعيف جدا ومثل هذا العام لا يراد به الكافر وحده بل هو للمسلم والكافر وهو كالعام الذي قبله وهو قوله تعالى : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ( الأنعام : 164 ) }.
والسياق كله من أوله إلى آخره كالصريح في ارادة العموم لقوله تعالى : { وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ @ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ( النجم : 40 - 41 ) } وهذا يعم الشر والخير قطعا ويتناول البر والفاجر والمؤمن والكافر كقوله تعالى : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ @ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ( الزلزلة : 7 - 8 ) } وكقوله له في الحديث الإلهي يا عبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم اياها فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه وهو كقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ ( الإنشقاق : 6 ) }.
رد مهم :
وقالت طائفة أخرى : القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره وإنما نفي ملكه لغير سعيه وبين الأمرين من الفرق مالا يخفي ، فأخبر تعالى : إنه لا يملك الا سعيه وأما سعى غيره فهو ملك لساعيه فإن شاء أن يبذله لغيره وإن شاء أن يبقيه لنفسه وهو سبحانه لم يقل لا ينتفع الا بما سعى وكان شيخنا يختار هذه الطريقة ويرجحها.
فصل : وكذلك قوله تعالى : { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ( البقرة : 286 ) } وقوله : { وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( يس : 54 ) } على أن هذه الآية أصرح في الدلالة على أن سياقها وإنما ينفي عقوبة العبد بعمل غيره وأخذه بجريرته فإن الله سبحأنه قال : { فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( يس : 54 ) } فنفي أن يظلم بأن يزاد عليه في سيئاته أو ينقص من حسناته أو يعاقب بعمل غيره ولم ينف أن ينتفع بعمل غيره لا على وجه الجزاء فإن انتفاعه بما يهدى إليه ليس جزاء على عمله وإنما هو صدقة تصدق الله بها عليه وتفضل بها عليه من غير سعى منه بل وهبه ذلك على يد بعض عباده لا على وجه الجزاء فصل ، وأما استدلالكم بقوله : إذا مات العبد انقطع عمله فاستدلال ساقط فانه لم يقل انقطع انتفاعه وإنما أخبر عن انقطاع عمله ، وأما عمل غيره فهو لعامله فإن وهبه له وصل إليه ثواب عمل العامل لا ثواب عمله هو فالمنقطع شيء والواصل إليه شيء آخر ، وكذلك الحديث الآخر وهو قوله : إن مما يلحق الميت من حسناته وعمله فلا ينفي أن يلحقه غير ذلك من عمل غيره وحسناته فصل وأما قولكم الاهداء حوالة والحوالة إنما تكون بحق لازم فهذه حوالة المخلوق على المخلوق.
وأما حوالة المخلوق على الخالق فأمر آخر لا يصح قياسها على حوالة العبيد بعضهم على بعض ، وهل هذا الا من أبطل القياس وأفسده والذي يبطله اجماع الأمة على انتفاعه بأداء دينه ، وما عليه من الحقوق وابراء المستحق لذمته والصدقة ، والحج عنه بالنص الذي لا سبيل إلى رده ودفعه وكذلك الصوم وهذه الأقيسة الفاسدة لا تعارض نصوص الشرع وقواعده ، المصدر ( الروح ج:1 الروح ج:1 ص:118 ص:129 ).
والعالم ثاني صاحب شرح العقيدة الطحاوية فقد ، قال : قوله وفي دعاء الأحياء وصدقاتهم للأموات اتفق أهل السنة أن الأموات ينتفعون من سعي الأحياء بأمرين :
أحدهما : ما تسبب إليه الميت في حياته والثاني دعاء المسلمين واستغفارهم له والصدقة والحج على نزاع فيما يصل اليه من ثواب الحج فعن محمد بن الحسن أنه إنما يصل إلى الميت ثواب النفقة والحج للحاج وعند عامة العلماء ثواب الحج للمحجوج عنه وهو الصحيح ، واختلف في العبادات البدنية كالصوم والصلاة وقراءة القرآن والذكر فذهب أبو حنيفة وأحمد وجمهور السلف إلى وصولها والمشهور من مذهب الشافعي ومالك عدم وصولها وذهب بعض أهل البدع من أهل الكلام إلى عدم وصول شيء البتة لا الدعاء ولا غيره ، وقولهم مردود بالكتاب والسنة لكنهم استدلوا بالمتشابه من قوله تعالى : { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ( النجم : 39 ) } وقوله : { وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( يس : 54 ) } وقوله : { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ( البقرة : 286 ) } ولد صالح يدعو له أو علم ينتفع به من بعده فاخبر أنه إنما ينتفع بما كان تسبب فيه في الحياة وما لم يكن تسبب فيه في الحياة فهو منقطع عنه واستدل المقتصرون علي وصول العبادات التي لا تدخلها النيابة بحال كالإسلام والصلاة والصوم وقراءة القرآن وأنه يختص ثوابها بفاعله لا يتعداه كما إنه في الحياة لا يفعله أحد عن أحد ولا ينوب فيه عن فاعله غيره بما روى النسائي بسنده ، عن ابن عباس ، عن النبي (ص) أنه قال : لا يصلي أحد عن أحد ولا يصوم أحد عن أحد ولكن يطعم عنه مكان كل يوم مدا من حنطة.
والدليل على انتفاع الميت بغير ما تسبب فيه الكتاب والسنة والاجماع والقياس الصحيح ، أما الكتاب ، فقال تعالى : { وَالَّذِينَ جَاءُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ ( الحشر : 10 ) } فأثنى عليهم باستغفارهم للمؤمنين قبلهم فدل على انتفاعهم باستغفار الأحياء وقد دل على انتفاع الميت بالدعاء اجماع الأمة على الدعاء له في صلاة الجنازة الجنازة والأدعية التي وردت بها السنة في صلاة الجنازة مستفيضة وكذا الدعاء له بعد الدفن ، ففي سنن أبي داود من حديث عثمان بن عفان (ر) ، قال : كان النبي (ص) إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه ، فقال : استغفروا لأخيكم واسألوا له التثبيت فانه الآن يسأل وكذلك الدعاء لهم عند زيارة قبورهم كما في صحيح مسلم من حديث بريدة ابن الحصيب ، قال : كان رسول الله (ص) يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر أن يقولوا : السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية ، وفي صحيح مسلم أيضا : عن عائشة (ر) سألت النبي (ص) كيف تقول إذا استغفرت لأهل القبور ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون.
وأما وصول ثواب الصدقة ففي الصحيحين ، عن عائشة (ر) : أن رجلا أتى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله إن أمي افتلتت نفسها ولم توص وأظنها لو تكلمت تصدقت أفلها أجرا إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، وفي صحيح البخاري ، عن عبد الله بن عباس (ر) : أن سعد ابن عبادة توفيت أمه وهو غائب عنها فأتى النبي (ص) ، فقال : يا رسول الله أن أمي توفيت وأنا غائب عنها فهل ينفعها إن تصدقت عنها ، قال : نعم ، قال : فإني اشهدك أن حائطي المخراف صدقة عنها وأمثال ذلك كثيرة في السنة.
وأما وصول ثواب الصوم ففي الصحيحين ، عن عائشة (ر) : أن رسول الله (ص) ، قال : من مات وعليه صيام صام عنه وليه وله نظائر في الصحيح ولكن أبو حنيفة رحمه الله ، قال : بالاطعام عن الميت دون الصيام عنه لحديث ابن عباس المتقدم والكلام على ذلك معروف في كتب الفروع.
وأما وصول ثواب الحج ففي صحيح البخاري ، عن ابن عباس (ر) : أن امرأة من جهينة جاءت إلى النبي (ص) ، فقالت : إن أمي نذرت أن تحج فلم تحج حتى ماتت أفأحج عنها ، قال : حجي عنها أرئيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته اقضوا الله فالله احق بالوفاء ونظائره أيضا كثيرة ، واجمع المسلمون على أن قضاء الدين يسقطه من ذمة الميت ، ولو كان من أجنبي ومن غير تركته وقد دل على ذلك حديث أبي قتادة حيث ضمن الدينارين عن الميت فلما قضاهما قال النبي (ص) : الآن بردت عليه جلدته وكل ذلك جار على قواعد الشرع وهو محض القياس فإن الثواب حق العامل فإذا وهبه لأخيه المسلم لم يمنع من ذلك كما لم يمنع من هبة ماله في حياته وابرائه له منه بعد وفاته وقد نبه الشارع بوصول ثواب الصوم علي وصول ثواب القراءة ونحوها من العبادات البدنية يوضحه أن الصوم كف النفس عن المفطرات بالنية ، وقد نص الشارع علي وصول ثوابه إلى الميت فكيف بالقراءة التي هي عمل ونية ، والجواب عما استدلوا به من قوله تعالى : { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ( النجم : 39 ) } قد أجاب العلماء بأجوبة أصحها جوابان :
أحدهما : أن الانسان بسعيه وحسن عشرته اكتسب الأصدقاء وأولد الأولاد ونكح الأزواج وأسدى الخير وتودد إلى الناس فترحموا عليه ودعوا له وأهدوا له ثواب الطاعات فكان ذلك أثر سعيه بل دخول المسلم مع جملة المسلمين في عقد الإسلام من أعظم الأسباب في وصول تقع كل من المسلمين إلى صاحبه في حياته وبعد مماته ، ودعوة المسلمين تحيط من ورائهم يوضحه أن الله تعالى جعل الإيمان سببا لانتفاع صاحبه بدعاء اخوانه من المؤمنين وسعيهم فإذا أتى به فقد سعى في السبب الذي يوصل اليه ذلك الثاني وهو أبقوي منه أن القرآن لم ينف انتفاع الرجل بسعي غيره وإنما نفى ملكه لغير سعيه وبين الأمرين فرق مالا يخفى فأخبر تعالى : إنه لا يملك الا سعيه وأما سعي غيره فهو ملك لساعيه فإن شاء أن يبذله لغيره وإن شاء أن يبقيه لنفسه ، وقوله سبحانه : { وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ( الأنعام : 164 ) } و { وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ( النجم : 39 ) } آيتان محكمتان مقتضيتان عدل الرب تعالى فالأولى تقتضي أنه لا يعاقب أحدا بجرم غيره ولا يؤاخذه بجريرة غيره كما يفعله ملوك الدنيا والثانية تقتضي أنه لا يفلح الا بعمله لينقطع طمعه من نجاته بعمل آبائه وسلفه ومشايخه كما عليه أصحاب الطمع الكاذب وهو سبحانه لم يقل لا ينتفع الا بما سعى.
وكذلك قوله تعالى : { لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ( البقرة : 286 ) } ( وقوله ) : { وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( يس : 54 ) } على أن سياق هذه الآية يدل على أن المنفي عقوبة العبد بعمل غيره فانه تعالى ، قال : { فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ( يس : 54 ) }.
وأما استدلالهم بقوله : (ص) إذا مات ابن آدم انقطع عمله فاستدلال ساقط فانه لم يقل انقطاع انتفاعه وإنما أخبر عن انقطاع عمله ، وأما عمل غيره فهو لعامله فإن وهبه له وصل اليه ثواب عمل العامل لا ثواب عمله هو وهذا كالدين يوفيه الانسان عن غيره فتبرأ ذمته ولكن ليس له ما وفى به الدين ، وأما تفريق من فرق بين العبادات المالية والبدنية فقد شرع النبي (ص) الصوم عن الميت كما تقدم مع أن الصوم لا تجزىء فيه النيابة وكذلك حديث جابر (ر) ، قال : صليت مع رسول الله (ص) عيد الأضحى فلما انصرف أتى بكبش فذبحه ، فقال : بسم الله والله أكبر اللهم هذا عنى وعمن لم يضح من أمتي ، رواه أحمد وأبو داود والترمذي وحديث الكبشين اللذين ، قال في أحدهما : اللهم هذا عن أمتي جميعا وفي الآخر اللهم هذا عن محمد وآل محمد رواه أحمد والقربة في الأضحية اراقة الدم وقد جعلها لغيره.
وكذلك عبادة الحج بدنية وليس المال ركنا فيه وإنما هو وسيلة الا ترى أن المكي يجب عليه الحج إذا قدر على المشي إلى عرفات من غير شرط المال وهذا هو الأظهر أعني أن الحج غير مركب من مال وبدن بل بدني محض كما قد نص عليه جماعة من أصحاب أبي حنيفة المتأخرين ، وانظر إلى فروض الكفايات كيف قام فيها البعض عن الباقين ولأن هذا اهداء ثواب وليس من باب النيابة كما إن الأجير الخاص ليس له أن يستنيب عنه وله أن يعطي أجرته لمن شاء.
وأما استئجار قوم يقرؤون القرآن ويهدونه للميت فهذا لم يفعله أحد من السلف ولا أمر به أحد من أئمة الدين ولا رخص فيه والاستئجار على نفس التلاوة غير جائز بلا خلاف وإنما اختلفوا في جواز الاستئجار على التعليم ونحوه مما فيه منفعة تصل إلى الغير والثواب لا يصل إلى الميت الا إذا كان العمل لله وهذا لم يقع عبادة خالصة فلا يكون له من ثوابه ما يهدي إلى الموتى ولهذا لم يقل أحد أنه يكتري من يصوم ويصلي ويهدي ثواب ذلك إلى الميت لكن إذا أعطى لمن يقرأ القرآن ويعلمه ويتعلمه معونة لأهل القرآن على ذلك كان هذا من جنس الصدقة عنه فيجوز ، وفي الاختيار لو أوصى بأن يعطي شيء من ماله لمن يقرأ القرآن على قبره فالوصية باطلة لأنه في معنى الأجرة انتهى ، وذكر الزاهدي في الغنية : أنه لو وقف على من يقرأ عند قبره فالتعيين باطل.
وأما قراءة القرآن واهداؤها له تطوعا بغير أجرة فهذا يصل اليه كما يصل ثواب الصوم والحج فإن قيل هذا لم يكن معروفا في السلف ولا أرشدهم اليه النبي (ص) فالجواب إن كان مورد هذا السؤال معترفا بوصول ثواب الحج والصيام والدعاء قيل له : ما الفرق بين ذلك وبين وصول ثواب قراءة القرآن وليس كون السلف لم يفعلوه حجة في عدم الوصول ومن أين لنا هذا النفي العام فإن قيل فرسول الله (ص) أرشدهم إلى الصوم والحج والصدقة دون القراءة قيل هو (ص) لم يبتدئهم بذلك ، بل خرج ذلك منه مخرج الجواب لهم فهذا سأله عن الحج عن ميته فأذن له فيه وهذا سأله عن الصوم عنه فأذن له فيه ولم يمنعهم مما سوى ذلك وأي فرق بين وصول ثواب الصوم الذي هو مجرد نية وامساك وبين وصول ثواب القراءة والذكر فإن قيل ما تقولون في الاهداء إلى رسول الله (ص) قيل من المتأخرين من استحبه ومنهم من رآه بدعة لأن الصحابة لم يكونوا يفعلونه ولأن النبي (ص) له مثل أجرا كل من عمل خيرا من أمته من غير أن ينقص من أجرا العامل شيء لأنه هو الذي دل أمته على كل خير وارشدهم اليه.
ومن ، قال : إن الميت ينتفع بقراءة القرآن عنده باعتبار سماعه كلام الله فهذا لم يصح عن أحد من الأئمة المشهورين ولا شك في سماعه ولكن انتفاعه بالسماع لا يصح فإن ثواب الاستماع مشروط بالحياة فانه عمل اختياري وقد انقطع بموته بل ربما يتضرر ويتألم لكونه لم يمتثل أوامر الله ونواهيه أو لكونه لم يزدد من الخير.
واختلف العلماء في قراءة القرآن عند القبور على ثلاثة أقوال هل تكره أم لا بأس بها وقت الدفن وتكره بعده فمن ، قال : بكراهتها كأبي حنيفة ومالك وأحمد في رواية ، قالوا : لأنه محدث لم ترد به السنة والقراءة تشبه الصلاة والصلاة عند القبور منهي عنها فكذلك القراءة ومن ، قال : لا بأس بها كمحمد بن الحسن وأحمد ، في رواية استدلوا بما نقل عن ابن عمر (ر) : أنه أوصى أن يقرأ على قبره وقت الدفن بفواتح سورة البقرة وخواتمها ونقل أيضا : عن بعض المهاجرين قراءة سورة البقرة ومن ، قال : لا بأس بها وقت الدفن فقط وهو رواية ، عن أحمد أخذ بما نقل عن ابن عمر وبعض المهاجرين وأما بعد ذلك كالذين يتناوبون القبر للقراءة عنده فهذا مكروه فانه لم تأت به السنة ولم ينقل عن أحد من السلف مثل ذلك أصلا ، وهذا القول لعله أبقوي من غيره لما فيه من التوفيق بين الدليلين ، المصدر ( شرح العقيدة الطحاوية ج:1 ص:511ص:518 ).
وبهذا أصل لنهاية هذا البحث فسأل الله أن يفيدني وينفعني به وينفع من يريد وأسأله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم إنه سميع مجيب الحمد لله رب العالمين.
أبو حسام خليفة عبيد الكلباني بتاريخ 16/11/1426هجري الموافق 18/12 /2005
|