العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

زيارة القبور

>/ 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين الذين طهرهم الله من الرجس ، وبعد فلقد كثر الكلام على المذهب الشيعي الاثناء عشري وشنع عليه بزيارة القبور وأن اتباع هذا المذهب عباد قبور ، فأردت أن أسلط الضوء على هذه المسألة الحساسة وأضع النقاط فيها على الحروف بقدر المستطاع الاذن والترخيص من النبي (ص) بالزيارة :

 

- فزوروا القبور فانها تذكر الموت :

 

- قال مسلم في صحيحه : 977 - حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومحمد بن المثنى واللفظ لأبي بكر ، وبن نمير ، قالوا : حدثنا : محمد بن فضيل ، عن أبي سنان وهو ضرار بن مرة ، عن محارب بن دثار ، عن بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله (ص) : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ الا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا ، قال ابن نمير في روايته ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:672 ).

 

- وقال أيضا : 1977 - حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى ، قالا : حدثنا : محمد بن فضيل ، قال أبو بكر عن أبي سنان ، وقال ابن المثنى ، عن ضرار بن مرة ، عن محارب ، عن بن بريدة ، عن أبيه ح ، وحدثنا : محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا : محمد بن فضيل ، حدثنا : ضرار بن مرة أبو سنان ، عن محارب بن دثار ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله (ص) : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم ونهيتكم عن النبيذ الا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها ولا تشربوا مسكرا ، المصدر ( صحيح مسلم ج:3 ص:1563 ).

 

- وفي تفسير أبن كثير : وإني كنت نهيتكم عن ثلاث نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها لتذكركم زيارتها خيرا ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا وامسكوا ما شئتم ونهيتكم عن الشرب في الأوعية فاشربوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرا ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:2 ص:394 ).

 

- وفي صحيح ابن حبان : ألا وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تزهد في الدنيا وترغب في الآخرة ، المصدر ( صحيح ابن حبان ج:3 ص:261 ).

 

- وفي السنن الكبرى : 5163 - أخبرنا : محمد بن معدان بن عيسى بن معدان الحراني ، قال : حدثنا : الحسن بن أعين ، قال : حدثنا : زهير ، قال : حدثنا : زبيد ، عن محارب بن دثار ، عن بن بريدة ، عن أبيه ، قال : قال رسول الله (ص) إني كنت نهيتكم عن ثلاث زيارة القبور فزوروها ولتزدكم زيارتها خيرا ونهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاث فكلوا منها ما شئتم ونهيتكم عن الأشربة في الأوعية فاشربوا في أي وعاء شئتم ولا تشربوا مسكرا ، المصدر ( السنن الكبرى ج:3 ص:225 ).

 

- وفي المستدرك على الصحيحين : 1391 - أخبرنا : أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي ، ثنا : أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ، ثنا : عبد الله بن محمد النفيلي ، ثنا : زهير ، ثنا : زبيد ، عن محارب بن دثار ، عن بن بريدة ، عن أبيه ، قال : كنا مع رسول الله (ص) قريبا من الف راكب فنزل بنا وصلى بنا ركعتين ، ثم أقبل علينا بوجهه وعيناه تذرفان فقام إليه عمر ففداه بالأم والأب يقول : ما لك يا رسول الله (ص) ، قال : إني استأذنت ربي في الاستغفار لأمي فلم يأذن لي فدمع عيناي رحمة لها واستأذنت ربي في زيارتها فأذن لي وإني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها وليزدكم زيارتها خيرا ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:532 ).

 

1393 - حدثنا : أبو علي الحسين بن علي الحافظ ، أنبأ : عبدان الأهوازي ، ثنا : بشر بن معاذ العقدي ، ثنا : عامر بن يساف ، ثنا : إبراهيم بن طهمان ، عن يحيى بن عباد ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله (ص) : كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فانه يرق القلب وتدمع العين وتذكر الآخرة ولا تقولوا هجرا ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:532 ).

 

1394 - أخبرنا : أحمد بن عثمان بن يحيى المقرئ ببغداد ، ثنا : سعيد بن عثمان الأهوازي ، ثنا : الربيع بن يحيى ، ثنا : عبد العزيز بن مسلم وحدثني : يحيى بن عبد الله التيمي ، عن عمرو بن عامر الأنصاري ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله (ص) إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن شاء أن يزور قبرا فليزره فانه يرق القلب ويدمع العين ويذكر الآخرة ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:532 ).

 

- وقال أيضا : 1386 - وقد حدثناه : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : الربيع بن سليمان ، وحدثنا : أبو العباس : أنبأ : محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : أنبأ : عبد الله ابن وهب أخبرني : أسامة بن زيد ، أن محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري أخبره ، أن واسع بن حبان حدثه ، أن أبا سعيد الخدري حدثه ، أن رسول الله (ص) ، قال : نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن فيها عبرة ونهيتكم عن النبيذ الا فانتبذوا ولا أحل مسكرا ونهيتكم عن لحوم الأضاحي فكلوا وادخروا ، هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاها ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:530 ) ، المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:531 والمسند المستخرج على صحيح مسلم ج:3 ص:56 والمنتقى لابن الجارود ج:1 ص:219 وموارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ج:1 ص:201 والسنن الكبرى ج:3 ص:225 وسنن أبي داود ج:3 ص:332 ).

 

بلفظ زر القبور :

 

- قال في الدر المنثور في التفسير بالمأثور : وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإيمان ، وقال : هذا متن منكر ، عن أبي ذر (ر) ، قال : قال رسول الله (ص) : زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاو موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة ، المصدر ( الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج:6 ص:439 ).

 

- وفي تفسير ابن كثير : وإني كنت نهيتكم عن ثلاث نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها لتذكركم زيارتها خيرا ، المصدر ( تفسير ابن كثير ج:2 ص :394 ).

 

- وفي المستدرك : 7941 - أخبرني : أبو جعفر محمد بن علي الشيباني بالكوفة ، ثنا : أحمد بن حازم الغفاري ، ثنا : موسى بن داود الضبي ، ثنا : يعقوب بن ابراهيم ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي مسلم الخولاني ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي ذر (ر) ، قال : قال لي رسول الله (ص) : زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد خاوي موعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك يحزنك فإن الحزين في ظل الله يوم القيامة هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:4 ص:366 ).

 

- وفيه أيضا : 1395 - حدثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : العباس بن محمد الدوري ، ثنا : موسى بن داود الضبي ، ثنا : يعقوب بن ابراهيم ، عن يحيى بن سعيد ، عن أبي مسلم الخولاني ، عن عبيد بن عمير ، عن أبي ذر ، قال : قال لي رسول الله (ص) : زر القبور تذكر بها الآخرة واغسل الموتى فإن معالجة جسد وموعظة بليغة وصل على الجنائز لعل ذلك أن يحزنك فإن الحزين في ظل الله يتعرض كل خير هذا حديث رواته عن آخرهم ثقات ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:533 ).

 

- وفي سنن البيهقي الكبرى : 7002 - أخبرنا : أبو الحسن علي بن محمد المقرئ ، أنبأ : الحسن بن محمد بن اسحاق ، ثنا : يوسف بن يعقوب ، ثنا : أبو الربيع ، ثنا : إسماعيل بن جعفر ح ، وأخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ : محمد بن يعقوب ، ثنا : محمد بن عبد الوهاب وجعفر بن محمد ومحمد بن عبد السلام ، قالوا : ثنا : يحيى بن يحيى ، أنبأ : إسماعيل بن جعفر المدني ، عن شريك بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن عائشة (ر) أنها ، قالت : كان رسول الله (ص) كلما كان ليلتها من رسول الله (ص) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد رواه مسلم في الصحيح عن يحيى بن يحيى وغيره ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:78 ).

 

- وفي صحيح مسلم : 974 - حدثنا : يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن أيوب وقتيبه بن سعيد ، قال يحيى بن يحيى ، أخبرنا : وقال الآخران ، حدثنا : إسماعيل بن جعفر ، عن شريك وهو بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن عائشة : أنها ، قالت : كان رسول الله (ص) كلما كان ليلتها من رسول الله (ص) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ولم يقم قتيبه قوله وأتاكم ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:669 ، الترغيب والترهيب ج:4 ص:175 والفردوس بمأثور الخطاب ج:2 ص:294 وشعب الإيمان ج:7 ص:15 والأمالي المطلقة ج:1 ص:114 وفيض القدير ج:3 ص:162 ولسان الميزان ج:6 ص:302 ).

 

- بيان لما مر ذكره من الروايات : أقول هذه الروايات التي تقدمت ومرت علينا فانها تعطينا صورة واضحة تمام الوضوح ، عن الموقف الشرعي من زيارة القبور ، لأن المستفاد الأول من من هذه الروات هو جواز أصل الزيارة ولا يمكن بالحقيقة أن نستفيد الوجوب من الأمر لأن الأمر هنا جاء بعد المنع والحضر ، والأمر بعد المنع يقتضي الجواز مثل قوله تعالى : { فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللهُ ( البقرة : 222 ) } وقوله تعالى : { وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا ( المائدة : 2 ) } فالأمر هنا جاء بعد نهي وبعد حضر فدل على الجواز ، بقي أن نسأل هل يدل على الاستحباب أم لا ، الواضح من النظرة الأولى أنه لا يدل على الاستحباب لأنه كما قلنا يدل على الجواز فقط ، ولكن لو تمعنا أكثر لوجدنا دلالة على الاستحباب وذلك لما يلي :

 

الأمر الأول : لو تأملنا في رواية مسلم هذه :

 

- ففي صحيح مسلم : 974 - حدثنا : يحيى بن يحيى التميمي ويحيى بن أيوب وقتيبه بن سعيد ، قال يحيى بن يحيى ، أخبرنا : وقال الآخران ، حدثنا : إسماعيل بن جعفر ، عن شريك وهو بن أبي نمر ، عن عطاء بن يسار ، عن عائشة : أنها ، قالت : كان رسول الله (ص) كلما كان ليلتها من رسول الله (ص) يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول : السلام عليكم دار قوم مؤمنين وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ولم يقم قتيبه قوله وأتاكم ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:669 ).

 

فاننا سوف نجد الاهتمام الواضح من النبي (ص) بهذا الأمر وأنه يحافظ على هذا الأمر يوميا تقريبا وهذا لا يمكن أن يكون فقط لأنه جائز فلابد وإن يكون هناك أمر زائد على الجواز وأقلها الاستحباب.

 

ثانيا : لو تأملنا في بقية الروايات لوجدنا أن هناك فائدة مترتبة على الزيارة وهي أنها تذكر الانسان بالآخرة وهذا الأمر من أكثر الأمور استحبابا.

 

ثالثا : في بعض الروايات نجد بأن زيارة القبور ترققالقلب من مثل هذه الرواية :

 

- ففي المستدرك : 1394 - أخبرنا : أحمد بن عثمان بن يحيى المقرئ ببغداد ، ثنا : سعيد بن عثمان الأهوازي ، ثنا : الربيع بن يحيى ، ثنا : عبد العزيز بن مسلم وحدثني : يحيى بن عبد الله التيمي ، عن عمرو بن عامر الأنصاري ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله (ص) إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فمن شاء أن يزور قبرا فليزره فانه يرق القلب ويدمع العين ويذكر الآخرة ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:532 ).

 

رابعا : لقد نقل في بعض الأخبار بأن الزيارة من الحي للميت تدخل الراحة والسرور على الميت من مثل هذه الرواية :

 

- ففي تفسير ابن كثير : وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف بزيارة الحي له ويستبشر فروى بن أبي الدنيا في كتاب القبول ، عن عائشة (ر) ، قالت : قال رسول الله (ص) : ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده الا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ، وروي عن أبي هريرة (ر) ، قال : إذا مر الرجل بقبر يعرفه فسلم عليه رد عليه المصدر ( تفسير ابن كثير ج:3 ص:439 ).

 

- وفي لسان الميزان : 1240 - عبد الله بن سمعان ذكره شيخي العراقي في تخريج الأحياء في حديث عائشة : ما من رجل يزور قبر أخيه ، ويجلس عنده الا استأنس به ورد عليه حتى يقوم ، أخرجه بن أبي الدنيا ، في كتاب القبور ، المصدر ( لسان الميزان ج:3 ص:297 ).

 

وادخال السرور على المسلم من الأمور المستحبة بلا اشكال فإذا كانت الزيارة لقبر المسلم تدخل عليه السرور ، فتصبح الزيارة بلا اشكال مستحبة بسبب هذا العمل الذي تؤدي إليه الزيارة.

 

زيارة النساء للقبور : بعد أن أثبتنا جواز زيارة القبور بل استحباب ذلك كما مر عليكم وأنتهي الكلام عن أصل الزيارة ، يبق الكلام في مسألة أخرى من زيارة القبور وهذه المسألة هي ما هو الحكم في زيارة النساء ، هل هو أمر جائز أم لا ، سوف نلق الضوء على بعض الأقوال التي تكلمت عن هذه المسألة ، ثم سوف أعلق عليها إن شاء الله تعالى :

 

- ففي سنن البيهقي الكبرى : 7000 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ، ثنا : عثمان بن محمد ، ثنا : أبو مصعب الزهري ، حدثني : محمد بن اسماعيل بن أبي فديك ، أخبرني : سليمان بن داود ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه : أن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ، كذا ، قال : وقد قيل عنه ، عن سليمان بن داود ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين ، عن أبيه فيه وهو منقطع وقد روينا في الحديث الثابت عن أنس بن مالك : أن رسول الله (ص) مر بامرأة عند قبر وهي تبكي ، فقال لها : اتقي الله واصبري وليس في الخبر أنه نهاها عن الخروج إلى المقبرة وفي ذلك تقوية لما روينا عن عائشة (ر) إلا أن أصح ما روي في ذلك صريحا حديث أم عطية وما يوافقه من الأخبار فلو تنزهن عن اتباع الجنائز والخروج إلى المقابر وزيارة القبور كان أبرأ لدينهن وبالله التوفيق ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:78 ).

 

- في حاشية ابن القيم : وقد أخرج الترمذي من حديث عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) لعن زوارت القبور ، وقال : هذا حديث حسن صحيح وأخرجه بن حبان في صحيحه ، وفي الباب ، عن عائشة وحسان وحديث حسان بن ثابت قد أخرجه الامام أحمد في مسنده.

 

- وروى بن حبان في صحيحه من حديث ربيعة بن سيف المعافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قبرنا مع رسول الله (ص) يوما فلما فرغنا انصرف رسول الله (ص) وانصرفنا معه فلما حاذينا به وتوسط الطريق إذا نحن بامرأة مقبلة فلما دنت إذا هي فاطمة ، فقال لها رسول الله (ص) : ما أخرجك يا فاطمة من بيتك ، قالت : يا رسول الله رحمت على أهل هذا الميت ميتهم ، فقال لها رسول الله (ص) فلعلك بلغت معهم الكدي ، قالت : معاذ الله وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر ، قال : لو بلغت معهم الكدي ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك فسألت ربيعة ، عن الكدي ، فقال : القبور ، قال أبو حاتم : يريد الجنة العالية التي يدخلها من لم يرتكب نهي رسول الله (ص) ، لأن فاطمة علمت النهي فيه قبل ذلك والجنة هي جنان كثيرة لا جنة واحدة ، والمشرك لا يدخل الجنة أصلا لا عالية ولا سافلة ولا ما بينهما ، وقد طعن غيره في هذا الحديث ، وقالوا : هو غير صحيح لأن ربيعة بن سيف ضعيف الحديث عنده مناكير ، وقد اختلف في زيارة النساء للمقابر على ثلاثة أقوال :

 

الأولى : التحريم لهذه الأحاديث.

 

والثاني : يكره من غير تحريم ، وهذا منصوص أحمد في احدى الروايات عنه ، وحجة هذا القول حديث أم عطية المتفق عليه نهينا عن اتباع الجنائز ، ولم يعزم علينا وهذا يدل على أن النهي عنه للكراهة لا للتحريم.

 

والثالث : أنه مباح لهن غير مكروه وهو الرواية الأخرى عن أحمد  ، واحتج لهذا القول بوجوه :

 

أحدها : ما روى مسلم في صحيحه من حديث بريدة ، عن النبي (ص) ، قال : كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها وفيه أيضا : عن أبي هريرة ، عن النبي (ص) أنه قال : زوروا القبور فانها تذكر الموت ، قالوا : وهذا الخطاب يتناول النساء بعمومه بل هن المراد به فانه إنما علم نهيه عن زيارتها للنساء دون الرجال ، وهذا صريح في النسخ لأنه قد صرح فيه بتقدم النهي ولا ريب في أن المنهي عن زيارة القبور هو المأذون له فيها والنساء قد نهين عنها فيتناولهن الاذن.

 

- قالوا : وأيضا فقد ، قال : عبد الله بن أبي ملكية لعائشة يا أم المؤمنين : من أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن ، فقلت لها : اليس قد نهي رسول الله (ص) عن زيارة القبور ، قالت : نعم ، ثم أمر بزيارتها ، رواه البيهقي من حديث يزيد بن زريع ، عن بسطام بن مسلم ، عن أبي التياح ، عن ابن أبي مليكة ، قال : توفى عبد الرحمن بن أبي بكر يحيى فحمل إلى مكة فدفن ، فلما قدمت عائشة أتت قبر عبد الرحمن ، فقالت : وكنا كندماني جذيمة حقبة من الدهر حتى قيل لن يتصدعا فلما تفرقنا كأني ومالكا لطول اجتماع لم نبت ليلة معا ، ثم قالت : والله لو حضرتك ما دفنت الا حيث مت ولو شهدتك ما زرتك.

 

- قالوا : وأيضا فقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس ، قال : مر النبي (ص) بامرأة عند قبر تبكي على صبي لها ، فقال لها : اتقي الله واصبري ، فقالت : وما تبالي بمصيبتي ، فلما ذهب قيل لها : إنه رسول الله (ص) فأخذها مثل الموت فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين ، فقالت : يا رسول الله لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند الصدمة الأولى ، وترجم عليه البخاري باب زيارة القبور ، قالوا : ولأن تعليل زيارتها بتذكير الآخرة أمر يشترك فيه الرجال والنساء ، وليس الرجال إليه منهن ، قال : الأولون أحاديث التحريم صريحة في معناها ، فأن رسول الله (ص) لعن النساء على الزيارة واللعن علي الفعل من أدل الدلائل على تحريمه ولا سيما وقد قرنه في اللعن بالمتخذين عليها المساجد والسرج وهذا غير منسوخ بل لعن في مرض موته من فعله كما تقدم.

 

- قالوا : وقوله : (ص) كنت نهيتكم إنما هو صيغة خطاب للذكور والأناث وإن دخلن فيه تغليبا فهذا حيث لا يكون دليل صريح يقتضي عدم دخولهن وأحاديث التحريم من أظهر القرائن على عدم دخولهن في خطاب الذكور.

 

- قالوا : وأما قولكم إن النهي إنما كان للنساء خاصة فغير صحيح لأن قوله : كنت نهيتكم خطاب للذكور أصلا ووضعا فلابد وأن يتناولهم وحدهم ، ولو كان النهي إنما كان للنساء خاصة لقال : كنت نهيتكن ولم يقل نهيتكم بل كان في أول الإسلام قد نهى عن زيارة القبور صيانة لجانب التوحيد وقطعا للتعلق بالأموات وسدا لذريعة الشرك التي أصلها تعظيم القبور وعبادتها ، كما قال ابن عباس : فلما تمكن التوحيد من قلوبهم واضمحل الشرك واستقر الدين إذن في زيارة يحصل بها مزيد الإيمان وتذكير ما خلق العبد له من دار البقاء فأذن حينئذ فيها فكان نهيه عنها للمصلحة وإذنه فيها للمصلحة ، وأما النساء ، فإن هذه المصلحة وإن كانت مطلوبة منهن لكن ما يقارن زيارتهن من المفاسد التي يعلمها الخاص والعام من فتنة الأحياء وايذاء الأموات والفساد الذي لا سبيل إلى دفعه الا بمنعهن منها أعظم مفسدة من مصلحة يسيرة تحصل لهن بالزيارة والشريعة مبناها على تحريم الفعل إذا كانت مفسدته أرجح من مصلحته ورجحان هذه المفسدة لا خفاء به فمنعهن من الزيارة من محاسن الشريعة.

 

- وقد روى البيهقي وغيره من حديث محمد بن الحنفية ، عن علي : أن النبي (ص) خرج في جنازة فرآى نسوة جلوسا ، فقال : ما يجلسكن ، فقلن : الجنازة ، فقال : أتحملن فيمن يحمل ، قلن : لا ، قال : فتدلين فيمن يدلي ، قلن : لا ، قال : فتغسلن فيمن يغسل ، قلن : لا ، قال : فارجعن مأزورات غير مأجورات ، وفي رواية فتحثين فيمن يحثو ولم يذكر الغسل ، فهذا يدل على أن اتباعهن الجنازة وزر لا أجرا لهن فيه إذ لا مصلحة لهن ولا للميت في اتباعهن لها بل فيه مفسدة للحي والميت.

 

- قالوا : وأما حديث عائشة فالمحفوظ فيه حديث الترمذي مع ما فيه وعائشة : أنما قدمت مكة للحج فمرت على قبر أخيها في طريقها فوقفت عليه وهذا لا بأس به إنما الكلام في قصدهن الخروج لزيارة القبور ، ولو قدر أنها عدلت إليه وقصدت زيارته فهي قد ، قالت : لو شهدتك لما زرتك وهذا يدل على أنه من المستقر المعلوم عندها أن النساء لا يشرع لهن زيارة القبور والا لم يكن في قولها ذلك معنى ، وأما رواية البيهقي وقولها نهى عنها ، ثم أمر بزيارتها فهي من رواية بسطام بن مسلم ولو صح فهي تأولت ما تأول غيرها من دخول النساء والحجة في قول المعصوم لا في تأويل الراوي وتأويله إنما يكون مقبولا حيث لا يعارضه ما هو أبقوي منه وهذا قد عارضه أحاديث المنع.

 

- قالوا : وأما حديث أنس فهو حجة لنا فانه لم يقرها بل أمرها بتبقوي الله التي هي فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه ومن جملتها النهي عن الزيارة ، وقال لها : اصبري ومعلوم أن مجيئها إلى القبر وبكاءها مناف للصبر فلما أبت أن تقبل منه ولم تعرفه انصرف عنها فلما علمت أنه (ص) هو الأمر لها جاءته تعتذر إليه من مخالفة أمره ، فأي دليل في هذا على جواز زيارة النساء ، وبعد فلا يعلم أن هذه القضية كانت بعد لعنه (ص) زائرات القبور ونحن نقول : إما أن تكون دالة على الجواز فلا دلالة على تأخرها عن أحاديث المنع أو تكون دالة على المنع بأمرها بتبقوي الله فلا دلالة فيها على الجواز فعلى التقديرين لا تعارض أحاديث المنع ولا يمكن دعوى نسخها بها والله أعلم.

 

- وأما قول أم عطية نهينا عن اتباع الجنائز فهو حجة للمنع ، وقولها ولم يعزم علينا إنما نفت فيه وصف النهي وهو النهي المؤكد بالعزيمة وليس ذلك شرطا في اقتضاء التحريم بل مجرد النهي كاف ولما نهاهن انتهين لطواعيتهن لله ولرسوله فاستغنين عن العزيمة عليهن وأم عطية لم تشهد العزيمة في ذلك النهي ، المصدر ( حاشية ابن القيم ج:9 ص42 إلى ص:45 ).

 

- ففي المغني : اختلفت الرواية عن أحمد في زيارة النساء القبور فروي عنه كراهتها لما روت أم عطية ، قالت : نهينا عن زيارة القبور ولم يعزم علينا رواه مسلم ، ولأن النبي (ص) ، قال : لعن الله زوارات القبور ، قال الترمذي : هذا حديث صحيح وهذا خاص في النساء والنهي المنسوخ كان عاما للرجال والنساء ويحتمل أنه كان خاصا للرجال ، ويتحمل أيضا كون الخبر في لعن زوارات القبور بعد أمر الرجال بزيارتها فقد دار بين الحظر والاباحة فأقل أحواله الكراهة ولأن المرأة قليلة الصبر كثيرة الجزع وفي زيارتها للقبر تهييج لحزنها وتجديد لذكر مصابها ، ولا يؤمن أن يفضي بها ذلك إلى فعل ما لا يجوز بخلاف الرجل ، ولهذا اختصصن بالنوح والتعديد وخصصن بالنهي عن الحلق والصلق ونحوهما.

 

والرواية الثانية : لا يكره لعموم قوله : (ع) كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها وهذا يدل على سبق النهي ونسخه فيدخل في عمومه الرجال والنساء ، وروي عن ابن أبي مليكة أنه قال لعائشة : يا أم المؤمنين أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن ، فقلت لها : قد نهى رسول الله عن زيارة القبور ، قالت : نعم قد نهى ، ثم أمر بزيارتها ، وروى الترمذي أن عائشة زارات قبر أخيها ، وروي عنها أنها ، قالت : لو شهدته ما زرته ، المصدر ( المغني ج:2 ص:226 ).

 

- وفي نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار : وعن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) لعن زوارات القبور رواه أحمد وبن ماجة والترمذي وصححه ، وعن عبد الله بن أبي مليكة : أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر ، فقلت لها : يا أم المؤمنين من أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن ، فقلت لها : اليس كان نهى رسول الله (ص) عن زيارة القبور ، قالت : نعم كان نهى عن زيارة القبور ، ثم أمر بزيارتها ، رواه الأثرم في سننه ، الحديث الأول أخرجه أيضا بن حبان في صحيحه ، والحديث الثاني أخرجه أيضا الحاكم ، وأخرجه بن ماجة ، عن عائشة مختصرا أن النبي (ص) رخص في زيارة القبور ، ( وفي الباب ) ، عن حسان عند أحمد وبن ماجة والحاكم.

 

- وعن ابن عباس عند أحمد وأصحاب السنن والبزار وابن حبان والحاكم وفي اسناده أبو صالح مولى أم هانيء وهو ضعيف ، ( وفي الباب ) أيضا أحاديث تدل على تحريم اتباع الجنائز للنساء فتحريم زيارة القبور تؤخذ منها بفحوى الخطاب منها ، عن ابن عمر وعند أبي داود والحاكم : أن النبي (ص) رأى فاطمة ابنته ، فقال : ما أخرجك من بيتك ، فقالت : أتيت أهل هذا الميت فرحمت على ميتهم ، فقال لها : فلعلك بلغت معهم الكدى ، قالت : معاذ الله وقد سمعتك تذكر فيها ما تذكر ، فقال : لو بلغت معهم الكدى فذكر تشديدا في ذلك فسألت ربيعة ما الكدى ، فقال : القبور فيما أحسب ، وفي رواية لو بلغت معهم الكدى ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك ، قال الحاكم صحيح الاسناد على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه.

 

- قال ابن دقيق العيد وفيما قاله الحاكم : عندي نظر فإن رواية ربيعة بن سيف لم يخرج له الشيخان في الصحيح شيئا فيما أعلم ، وعن أم عطية عند الشيخين ، قالت : نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ، وعنها أيضا : عند الطبراني وفيه أن النبي (ص) نهاهن أن يخرجن في جنازة ، وقد ذهب إلى كراهة الزيارة للنساء جماعة من أهل العلم وتمسكوا بأحاديث الباب واختلفوا في الكراهة هل هي كراهة تحريم أو تنزيه وذهب الأكثر إلى الجواز إذا أمنت الفتنة واستدلوا بأدلة منها دخولهن تحت الاذن العام بالزيارة ، ويجاب عنه بأن الاذن العام مخصص بهذا النهي الخاص المستفاد من اللعن أما على مذهب الجمهور فمن غير فرق بين تقدم العام وتأخره ومقارنته وهو الحق.

 

- وأما على مذهب البعض القائلين بأن العام المتأخر ناسخ فلا يتم الاستدلال به الا بعد معرفة تأخره ، ومنها ما رواه مسلم ، عن عائشة ، قالت : كيف أقول يا رسول الله إذا زرت القبور ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين الحديث.

 

- ومنها ما أخرجه البخاري أن النبي (ص) مر بامرأة تبكي عند قبر ، فقال : اتقي الله واصبري ، قالت : إليك عني الحديث ولم ينكر عليها الزيارة.

 

- ومنها ما رواه الحاكم : أن فاطمة بنت رسول الله (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ، قال القرطبي : اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حقالزوج والتبرج وما ينشأ من الصياح ونحو ذلك ، وقد يقال : إذا أمن جميع ذلك فلا مانع من الاذن لهن لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء انتهى.

 

وهذا الكلام هو الذي ينبغي اعتماده في الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة في الظاهر ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص165وص:166 ).

 

- وفي تحفة المحتاج : 891 - عن عائشة (ر) أنها لما خرجت خلف رسول الله (ص) وأعلمته بذلك ، وقال لها : إن ربي عز وجل أمرني أن أتي أهل البقيع فأستغفر لهم ، قالت : فكيف أقول لهم ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، رواه مسلم ، المصدر ( تحفة المحتاج ج:2 ص:33 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : ولما روى حديث أبي هريرة (ر) : أن رسول الله (ص) قال : لعن الله زوارات القبور ، قال : هذا حديث حسن صحيح ، ثم قال : وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي (ص) في زيارة القبور فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء ، وقال بعضهم : إنما تكره زيارة القبور للنساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن.

 

- وروى أبو داود ، عن ابن عباس ، قال : لعن رسول الله (ص) زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج واحتج بهذا الحديث قوم ، فقالوا : إنما اقتضت الاباحة في زيارة القبور للرجال دون النساء ، وقال ابن عبد البر : يمكن أن يكون هذا قبل الاباحة ، قال : وتوقي ذلك للنساء المتجملات أحب إلي وأما الشواب فلا يؤمن من الفتنة عليهن وبهن حيث خرجن ولا شيء للمرأة أحسن من لزوم قعر بيتها ولقد كره أكثر العلماء خروجهن إلى الصلوات فكيف إلى المقابر وما أظن سقوط فرض الجمعة عليهن الا دليلا على امساكهن عن الخروج فيما عداها ، قال : واحتج من أباح زيارة القبور للنساء بحديث عائشة (ر) رواه في ( التمهيد ) من رواية بسطام بن مسلم ، عن أبي التياح ، عن عبد الله بن أبي مليكة : أن عائشة (ر) أقبلت ذات يوم من المقابر ، فقلت لها : يا أم المؤمنين من أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر (ر) ، فقلت لها : اليس كان رسول الله (ص) ينهى عن زيارة القبور ، قالت : نعم كان ينهى عن زيارتها ، ثم أمر بزيارتها وفرق قوأبين قواعد النساء وبين شبابهن وبين أن ينفردن بالزيارة أو يخالطن الرجال ، فقال القرطبي : أما الشواب فحرام عليهن الخروج وأما القواعد فمباح لهن ذلك ، قال : وجائز ذلك لجميعهن إذا انفردن بالخروج ، عن الرجال ، قال : ولا يختلف في هذا إن شاء الله تعالى ، وقال القرطبي أيضا : حمل بعضهم حديث الترمذي في المنع على من يكثر ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص: 69 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري أيضا : وكانت فاطمة (ر) تزور قبر حمزة (ر) كل جمعة وكان عمر (ر) يزور قبر أبيه فيقف عليه ويدعو له وكانت عائشة (ر) تزور قبر أخيها عبد الرحمن وقبره بمكة ، ذكره اجمع عبد الرزاق ، المصدر : عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:70 ).

 

- في فتح الباري : واختلف في النساء فقيل دخلن في عموم الاذن وهو قول الأكثر ومحله : ما إذا أمنت الفتنة ويؤيد الجواز حديث الباب وموضع الدلالة منه أنه (ص) لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر وتقريره حجة وممن حمل الاذن على عمومه للرجال والنساء عائشة فروى الحاكم من طريق بن أبي مليكة : أنه رآها زارت قبر أخيها عبد الرحمن ، فقيل لها : اليس قد نهى النبي (ص) عن ذلك ، قالت : نعم كان نهى ، ثم أمر بزيارتها ، وقيل الاذن خاص بالرجال ولا يجوز للنساء زيارة القبور وبه جزم الشيخ أبو إسحاق في المهذب واستدل له بحديث عبد الله بن عمرو الذي تقدمت الاشارة إليه في باب اتباع النساء الجنائز وبحديث لعن الله زوارات القبور ، أخرجه الترمذي وصححه من حديث أبي هريرة وله شاهد من حديث بن عباس ومن حديث حسان بن ثابت ، واختلف من ، قال : بالكراهة في حقهن هل هي كراهة تحريم أو تنزيه ، قال القرطبي : هذا اللعن إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصفة من المبالغة ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حقالزوج والتبرج وما ينشأ منهن من الصياح ونحو ذلك ، فقد يقال : إذا أمن جميع ذلك فلا مانع من الاذن لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء ، المصدر ( فتح الباري ج:3 ص148ص:149 ).

 

- وفي شرح النووي : وفيه دليل لمن جوز للنساء زيارة القبور وفيها خلاف للعلماء وهي ثلاثة أوجه لأصحابنا أحدها تحريمها عليهن لحديث لعن الله زوارات القبور والثاني يكره والثالث يباح ، ويستدل له بهذا الحديث وبحديث كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ويجاب عن هذا بأن نهيتكم ضمير ذكور فلا يدخل فيه النساء على المذهب الصحيح المختار في الأصول والله أعلم ، المصدر ( شرح النووي على صحيح مسلم ج:7 ص:45 ).

 

- وفي تحفة الأحوذي ، قال : القارىء لعل المراد كثيرات الزيارة ، وقال القرطبي : هذا اللعن إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة ، ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حق الزوج وما ينشأ منهن من الصياح ونحو ذلك ، فقد يقال : إذا أمن جميع ذلك فلا مانع من الاذن لأن تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء ، انتهى.

 

- قال الشوكاني في النيل : وهذا الكلام هو الذي ينبغي اعتماده في الجمع بين أحاديث الباب المتعارضة في الظاهر انتهى قوله ، وفي الباب ، عن ابن عباس وحسان بن ثابت أما حديث بن عباس ، فأخرجه الترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجه وابن حبان في صحيحه كلهم من رواية أبي صالح ، عن ابن عباس : أن رسول الله (ص) لعن زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج كذا في الترغيب ، قال الحافظ في التلخيص : أبو صالح هو مولى أم هانيء وهو ضعيف.

 

- وأما حديث حسان بن ثابت فأخرجه أحمد وابن ماجه والحاكم : قوله ، فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء ، قال الحافظ بن حجر : وهو قول الأكثر ومحله : ما إذا أمنت الفتنة ويؤيد الجواز حديث أنس ، قال : مر النبي (ص) بامرأة تبكي عند قبر ، فقال : اتقي الله واصبري الخ فانه (ص) لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر وتقريره حجة وممن حمل الاذن على عمومه للرجال والنساء عائشة (ر) ، فروى الحاكم من طريق بن أبي مليكة : أنها زارت قبر أخيها عبد الرحمن ، فقيل لها : اليس قد نهى النبي (ص) عن ذلك ، قالت : نعم كان نهى ، ثم أمر بزيارتها انتهى ، قلت : ويؤيد الجواز ما رواه مسلم من حديث عائشة ، قالت : كيف أقول يا رسول الله تعني إذا زارت القبور ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين الحديث ، وقال بعضهم : إنما كره أي النبي (ص) وروي بصيغة المجهول ، قاله القارىء واستدل من ، قال : بالكراهة باحاديث الباب وبالأحاديث التي وردت في تحريم اتباع الجنائز للنساء كحديث أم عطية عند الشيخين ، قالت : نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا وأجاب من ، قال : بالجواز ، عن أحاديث الباب بأنها محمولة على زيارتهن لمحرم كالنوح وغيره ، قال : القارىء في المرقاة بعد ذكر الأحاديث التي مرت في باب الرخصة في زيارة القبور ما لفظه هذه الأحاديث بتعليلاتها تدل على أن النساء كالرجال في حكم الزيارة إذا زرن بالشروط المعتبرة في حقهن ، وأما خبر لعن الله زوارات القبور فمحمول على زيارتهن لمحرم كالنوح وغيره مما أعتدنه انتهى وقد تقدم قول القرطبي أن اللعن في حديث الباب للمكثرات من الزيارة وهذا هو الظاهر والله تعالى أعلم ، المصدر ( تحفة الأحوذي ج:4 136و ص:137 )

 

المناقشة لتلك الأقوال :

 

- بعد أن تم الكلام في أصل الزيارة وتم تثبيتها وبعد أن نقلت لكم الأقوال في زيارة النساء والنقاش بين القوم في الاباحة والحرمة ، ورأيتم ما قالوا : في المسألة فإني سوف أتعرض الآن لمناقشة أقولهم في المنع فأقول وعلى الله المعتمد :

 

أولا : نسأل القوم حول الرواية المعروفة والمشهورة عندهم إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور هل هذا النهي من الرسول (ص) للرجال والنساء أم أنه خاص بأحدهما دون الآخر ، فإما أن يقال : أنه خاص بالنساء وهذا قطعا غير مراد لأن المخاطب أما الذكور أو الأعم من ذلك لخلو الخطاب من نون النسوة ، فإذا قلنا بأنه خاص بالرجال فإن الحضر لا يشمل النساء فنحتاج إلى دليل يدل على منعهن من الزيارة ، وإن كان الخطاب للرجال ولهن في هذا النهي فقطعا يكون الخطاب في الرفع للجميع ، لأن من خوطب أولا بالحضر فقد خوطب بالاباحة لأن المشرع ، قال : أني كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فدل الأمر على الجواز للجميع ، وعلى ذلك فاننا نحتاج إلى دليل خاص يخرج النساء من هذه الاباحة المتحققة والثابتة بهذه الرواية :

 

روايات النهي عن اتباع الجنائز : قد يقال بأن المنع ثابت برواية النهي عن اتباع الجنائز في مثل هذه الروايات :

 

- ففي سنن البيهقي الكبرى : وأخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس ، ثنا : يحيى بن أبي طالب ، ثنا : إسحاق بن منصور ، عن إسرائيل فذكره بإسناده : أن النبي (ص) مر بنسوة ، فقال : ما لكن قلن ننتظر الجنازة ، فذكر الحديث الا أنه قال : فتحثين فيمن يحثو قلن لا ولم يذكر الغسل ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:77 ).

 

- وقال في سنن ابن ماجه : 1578 - حدثنا : محمد بن المصفى ، ثنا : أحمد بن خالد ، ثنا : إسرائيل ، عن إسماعيل بن سلمان ، عن دينار أبي عمر ، عن بن الحنفية ، عن علي ، قال : خرج رسول الله (ص) فإذا نسوة جلوس ، فقال : ما يجلسكن ، قلن : ننتظر الجنازة ، قال : هل تغسلن ، قلن : لا ، قال : هل تحملن ، قلن : لا ، قال : هل تدلين فيمن يدلي ، قلن : لا ، قال : فارجعن مأزورات غير مأجورات ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:502 والبيان والتعريف ج:1 ص:86 والترغيب والترهيب ج:4 ص:191 والعلل المتناهية ج:2 ص:902 والمغني ج:2 ص:176 ).

 

- وقال في سنن البيهقي الكبرى : 6995 - حدثنا : أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني املاء ، ثنا : أبو عبد الله محمد بن يعقوب الشيباني الحافظ ، ثنا : محمد بن أحمد بن أنس القرشي ، ثنا : عبد الله بن يزيد المقرئ ، ثنا : حيوة بن شريح ، قال : حدثني : ربيعة بن سيف المعافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، عن رسول الله (ص) إنه رأى فاطمة ابنته (ر) ، فقال لها : من أين أقبلت يا فاطمة ، فقالت : أقبلت من وراء جنازة هذا الرجل ، قال : هل بلغت معهم الكدي ، فقالت : لا ، وكيف أبلغها وقد سمعت منك ما سمعت ، فقال النبي (ص) : والذي نفسي بيده لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:77 ).

 

- وفي السنن الكبرى : 2007 - أخبرني : عبيد الله بن فضالة بن ابراهيم ، قال : أنبأ : عبد الله بن يزيد المقريء ، وأنبأ : محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، قال : حدثنا : أبي ، قال : حدثنا : سعيد ، قال : أخبرني ربيعة بن سيف المعافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : بينما نحن نسير مع رسول الله (ص) إذ بصر بامرأة لا نظن أنه عرفها فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه فإذا فاطمة بنت رسول الله (ص) ، قال لها : ما أخرجك من بيتك يا فاطمة ، قالت : أتيت أهل هذا البيت فترحمت اليهم وعزيتهم بميتهم ، فقال : لعلك بلغت معهم الكدا ، قالت : معاذ الله أن أكون بلغتها وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر ، فقال : لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك ، المصدر ( السنن الكبرى ج:1 ص:616 ).

 

- وفي مسند أحمد الامام أحمد : 6574 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : أبو عبد الرحمن ، ثنا : سعيد ، ثنا : ربيعة بن سيف المعافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : بينما نحن نمشي مع رسول الله (ص) إذ بصر بامرأة لا نظن إنه عرفها فلما توجهنا الطريق وقف حتى انتهت إليه فإذا فاطمة بنت رسول الله (ص) (ر) ، فقال : ما أخرجك من بيتك يا فاطمة ، قالت : أتيت أهل هذا البيت فرحمت اليهم ميتهم وعزيتهم ، فقال : لعلك بلغت معهم الكدى ، قالت : معاذ الله أن أكون بلغتها معهم وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر ، قال : لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:168 ).

 

- وفي تحفة المحتاج : 832 - وعن ربيعة بن سيف المعافري ، عن أبي عبد الرحمن الحبلي ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : بينما نحن نسير مع رسول الله (ص) إذ بصر بامرأة لا نظن أنه عرفها فلما توسط الطريق وقف حتى انتهت إليه فإذا فاطمة بنت رسول الله (ص) ، قال لها : ما أخرجك من بيتك يا فاطمة ، قالت : أتيت أهل هذا البيت فترحمت اليهم وعزيتهم بميتهم ، فقال : لعلك بلغت معهم الكدى ، قالت : معاذ الله أن أكون بلغتها وقد سمعتك تذكر في ذلك ما تذكر ، فقال : لو بلغتها معهم ما رأيت الجنة حتى يراها جد أبيك ، رواه أبو داود والنسائي والسياق له وترجما عليه باب التعزية ، قال : ربيعة والكدى القبور فيما أحسب وصححه ابن حبان الحاكم ، وقال : صحيح على شرط الشيخين ، وقال ابن القطان ، قال ابن حبان : ربيعة هذا لا يتابع في حديثه مناكير ولم أر أنا هذا في ضعفائه وذكر له النسائي في تمييزه هذا ، المصدر ( تحفة المحتاج ج:1 ص :61 ، المغني ج:2 ص:176 والكبائر ج:1 ص:187 وتهذيب الكمال في أسماء الرجال ج:9 ص:115 ).

 

- ففي صحيح مسلم : 938 - حدثنا : يحيى بن أيوب ، حدثنا : بن علية ، أخبرنا : أيوب ، عن محمد بن سيرين ، قال : قالت : أم عطية كنا ننهى عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:646 ).

 

938 - وحدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : أبو أسامة ح ، وحدثنا : إسحاق بن ابراهيم ، أخبرنا : عيسى بن يونس كلاهما ، عن هشام ، عن حفصة ، عن أم عطية ، قالت : نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:646 والمسند المستخرج على صحيح مسلم ج:3 ص:24 وسنن ابن ماجه ج:1 ص:502 وسنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:77 ومصنف ابن أبي شيبة ج:2 ص:482 والمعجم الكبير ج:25 ص:53 وسنن أبي داود ج:3 ص:202 ).

 

- قال : في مصنف عبد الرزاق : 6290 - عبد الرزاق ، عن عمر بن ذر ، عن أبيه ، قال : كان رسول الله (ص) يتبع جنازة فإذا بامرأة عجوز تتبعها فغضب رسول الله (ص) حتى عرف الغضب في وجهه فأمر بها فردت ، ثم وضع السرير فلم يكبر عليها ، حتى قالوا : والذي بعثك بالحق لقد توارت بأخصاص المدينة ، قال : ثم كبر عليها ، المصدر ( مصنف عبد الرزاق ج:3 ص:455 ).

 

6291 - عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن علي بن الأقمر ، عن أبي عطية الوداعي ، قال : خرج رسول الله (ص) في جنازة فرآى امرأة فأمر بها فطردت حتى لم يرها ، ثم كبر ، المصدر ( مصنف عبد الرزاق ج:3 ص:455 ).

 

وهذه الروايات التي مرت عليك قيل فيها أولا :

 

- فقد قال في المحلى : جاءت في النهي عن ذلك آثار ليس منها شيء يصح لأنها أما مرسلة ، وأما عن مجهول وأما عمن لا يحتج به وأشبه ما فيه ما رويناه من طريق مسلم ، نا : إسحق بن راهويه ، نا : عيسى بن يونس ، عن هشام ، عن حفصة ، عن أم عطية ، قالت : نهينا عن اتباع الجنائز ولم يعزم علينا ، وهذا غير مسند لأننا لا ندري من هذا الناهي ولعله بعض الصحابة ، ثم لو صح مسندا لم يكن فيه حجة بل كان يكون كراهة فقط ، بل قد صح خلافه كما روينا من طريق ابن أبي شيبة ، نا : وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) كان في جنازة فرآى عمر امرأة فصاح بها ، فقال له رسول الله (ص) : دعها يا عمر فإن العين دامعة والنفس مصابة ، والعهد قريب ، عن ابن عباس : أنه لم يكره ذلك ، المصدر ( المحلى ج:5 ص:160 ).

 

- وفي مصنف ابن أبي شيبة : حدثنا : وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان وعن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) كان في جنازة فرآى عمر امرأة فصاح بها ، فقال له رسول الله (ص) : دعها يا عمر فإن العين دمعة والنفس مصابة والعهد قريب ، المصدر ( مصنف ابن أبي شيبة ج:2 ص:482 ).

 

11296 - حدثنا : أبو بكر بن عياش ، عن أبي إسحاق ، عن حبان الطائي ، قال : شهدت جنازة أم مصعب بن الزبير وفيها بن عباس على أتان له فمر وأحاذ عبد الله بن عمرو وبن عمر ، وقال : فسمعوا اصوات صوائح ، قال : قلت يا أبا عباس تصنع هذا وأنت ها هنا ، قال : دعنا منك يا حبان فإن الله أضحك وأبكى ، المصدر ( مصنف ابن أبي شيبة ج:2 ص:482 ).

 

11298 - حدثنا : معن بن عيسى ، عن خالد بن أبي بكر ، قال : رأيت سالما والقاسم يمشيان امام الجنازة والنساء خلفه ، المصدر ( مصنف ابن أبي شيبة ج:2 ص:482 ).

 

- وفي سنن ابن ماجه : 1587 - حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد ، قالا ، ثنا : وكيع ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي هريرة : أن النبي (ص) كان في جنازة فرآى عمر امرأة فصاح بها ، فقال النبي (ص) : دعها يا عمر فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد قريب ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:505 ).

 

- وفي مسند الامام أحمد : 9729 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : وكيع ، ثنا : هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : كان النبي في جنازة فرآى عمر امرأة فصاح بها ، فقال رسول الله (ص) : دعها يا عمر فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد حديث ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:444 ).

 

أقول بعد أن تبين لكم القول في هذه الروايات من أنها أما غير مسندة أو فيها ضعف أو غير لك من العلل الروائية فهي معارضة لروايات أخرى تبيح للنساء اتباع الجنازة كما مر عليكم قبل قليل ، ومع ذلك أقول لا حاجة لنا في البحث عن هذه الروايات وتضعيفها ونقل المعارض لها فهذه الروايات كلها لا تتكلم عما نحن بصدده ، فنحن نتكلم عن زيارة القبور وهذه الروايات تتكلم عن اتباع الجنائز فالموضوع هنا غير الموضوع الذي نحن نتكلم عنه وعليه فلا تصلح كدليل للقوم للقول بحرمة زيارة النساء للقبور ولا حتى القول بالكراهة لاختلاف الموضوعين ، نعم هناك رواية عند القوم تصلح لكي تبحث هنا وتصلح أن تناقش وهي رواية لعن زائرات المقابر ، وهذه هي الرواية :

 

- قال : في المستدرك : 1384 - أخبرني : أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ، ثنا : أحمد بن عيسى القاضي ، ثنا : أبو الوليد ومسلم بن ابراهيم ، قالا ، ثنا : شعبة ، وحدثنا : أبو بكر أحمد بن محمد بن بالويه ، ثنا : أبو المثنى العنبري ، ثنا : يحيى بن معين ، ثنا : يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر ، قالا ، ثنا : شعبة ، عن محمد بن جحادة ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : لعن رسول الله (ص) زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ، قال الحاكم : أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به إنما هو باذان ولم يحتج به الشيخان لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة ووجدت له متابعا من حديث سفيان الثوري في متن الحديث فخرجته ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:530 ).

 

- وقال في سنن ابن ماجه : 1574 - حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة وأبو بشر ، قالا ، ثنا : قبيصة ح ، وحدثنا : أبو كريب ، ثنا : عبيد بن سعيد ح ، وحدثنا : محمد بن خلف العسقلاني ، ثنا : الفريابي وقبيصة كلهم ، عن سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن بهمان ، عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، عن أبيه ، قال : لعن رسول الله (ص) زوارات القبور ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:502 ).

 

1575 - حدثنا : أزهر بن مروان ، ثنا : عبد الوارث ، ثنا : محمد بن جحادة ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : لعن رسول الله (ص) زوارات القبور ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:502 ).

 

1576 - حدثنا : محمد بن خلف العسقلاني أبو نصر ، ثنا : محمد بن طالب ، ثنا : أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : لعن رسول الله (ص) زوارات القبور ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:502 ).

 

6996 - أخبرنا : أبو علي الحسن بن أحمد بن ابراهيم بن شاذان ببغداد ، أنبأ : حمزة بن محمد بن العباس ، ثنا : العباس بن محمد الدوري ، ثنا : موسى بن اسماعيل أبو سلمة ، ثنا : أبو عوانة ، ثنا : عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة : أن رسول الله (ص) ، قال : لعن الله زوارات القبور ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:78 ).

 

- وقال في سنن البيهقي : 6997 - أخبرنا : أبو محمد جناح بن نذير بن جناح القاضي بالكوفة ، ثنا : أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم ، ثنا : أحمد بن حازم بن أبي غرزة ، أنبأ : قبيصة بن عقبة ، ثنا : سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن بهمان ، عن عبد الرحمن بن حسان ، عن أبيه ، قال : لعن رسول الله (ص) زوارات القبور ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:78 ).

 

6998 - أخبرنا : أبو الحسين بن بشران ، أنبأ : أبو جعفر الرزاز ، ثنا : جعفر بن محمد بن شاكر ، ثنا : عفان ، ثنا : همام وعبد الوارث ، عن محمد بن جحادة ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ح ، وأخبرنا : أبو بكر بن فورك ، قال : أنبأ : عبد الله بن جعفر ، ثنا : يونس بن حبيب ، ثنا : أبو داود الطيالسي ، ثنا : شعبة ، عن محمد بن جحادة ، قال : سمعت أبا صالح وقد كان كبر ، عن ابن عباس ، قال : لعن رسول الله (ص) زائرات القبور والمتخذات عليها المساجد والسرج ، لفظ حديث شعبة وفي روايتهما زوارات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:78 و سنن الترمذي ج:3 ص:371 والاستذكار ج:5 ص:236 والآحاد والمثاني ج:4 ص:101 ).

 

- وفي لفظ آخر زائرات المقابر : 3178 - أخبرنا : محمد بن عبد الله بن الجنيد ، حدثنا : قتيبه بن سعيد ، حدثنا : أبو عوانة ، عن عمر بن أبي سلمة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله (ص) لعن الله زائرات القبور ، المصدر ( صحيح ابن حبان ج:7 ص:452 )

 

3179 - أخبرنا : إسحاق بن ابراهيم بن اسماعيل ببست ، قال : حدثنا : قتيبه بن سعيد ، قال : حدثنا : عبد الوارث ، عن محمد بن جحادة ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : لعن رسول الله (ص) زائرات القبور والمتخذات عليها المساجد والسرج ، أبو صالح ميزان ثقة وليس بصاحب الكلبي ذاك اسمه باذام ، المصدر ( صحيح ابن حبان ج:7 ص:452 ) وغيره من المصادر.

 

المناقشة للرواية : نبتدئ الآن في مناقشة هذه الرواية لنرى هل ممكن الاعتماد عليها لتثبيت حرمة زيارة النساء للقبور أم لا ، ولا نريد هنا أن نبحث في سند هذه الرواية وما قيل فيها من الأقوال فمثلا صاحب المستدرك يقول :

 

- قال في المستدرك : 1384 - أخبرني : أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف القاضي ، ثنا : أحمد بن عيسى القاضي ، ثنا : أبو الوليد ومسلم بن ابراهيم ، قالا ، ثنا : شعبة ، وحدثنا : أبو بكر أحمد بن محمد بن بالويه ، ثنا : أبو المثنى العنبري ، ثنا : يحيى بن معين ، ثنا : يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر ، قالا ، ثنا : شعبة ، عن محمد بن جحادة ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : لعن رسول الله (ص) زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج ، قال الحاكم : أبو صالح هذا ليس بالسمان المحتج به إنما هو باذان ولم يحتج به الشيخان لكنه حديث متداول فيما بين الأئمة ووجدت له متابعا من حديث سفيان الثوري في متن الحديث فخرجته ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:530 ).

 

ثم أورد الرواية بسند آخر وعلق عليها بقوله :

 

وقال أيضا : 1385 - حدثناه : أبو العباس أحمد بن هارون الفقيه املاء ، ثنا : علي بن عبد العزيز ، ثنا : أبو حذيفة ، ثنا : سفيان ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن عبد الرحمن بن بهمان ، عن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت ، عن أبيه ، قال : لعن رسول الله (ص) زوارات القبور ، وهذه الأحاديث المروية في النهي عن زيارة القبور منسوخة والناسخ لها حديث علقمة بن مرثد ، عن سليمان بن بريدة ، عن أبيه ، عن النبي (ص) قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور الا فزوروها فقد أذن الله تعالى لنبيه (ص) في زيارة قبر أمه ، وهذا الحديث مخرج في الكتابين الصحيحين للشيخين (ر) ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:530 ).

 

ولكن أقول لن أتعرض على الاطلاق الى السند وإنما فقط سوف نبحث فيه مع بقية الروايات في الباب ، فنسأل منكم الآن ونقول : بأن هذه الرواية متى صدرت ، فإما أن تكون قد صدرت في أيام المنع الشامل الذي مفاده كنت نهيتكم عن زيارة القبور ، وإما أن يكون اللعن هنا بعده ، فإن قلنا : بأن اللعن قد صدر وحصل في أيام المنع فيكون قد نسخ قطعا أما بروايات الأمر بالزيارة وأما بروايات تعليم السيدة عائشة بكيفية الزيارة والتي سوف تأتيكم بعد قليل وعليه تنتسخ فعلا ، ولكن قد يقول قائل : بأن الرواية قد صدرت بعد الحضر والاباحة فيكون الحكم في حق النساء على هذا تعرض لمنعين المنع الأول المنع العام ومنع ثاني بعد الاباحة :

 

أولا : هذا الأمر يلزم منه أولا القول بتعدد المنع في أكثر من مرة وهذا أمر نادر الحصول في التشريع.

 

ثانيا : نرى بأن النبي (ص) قد علم عائشة كيفية الزيارة إذا أرادت أن تزور المقابر وهذه هي الروايات :

 

تعليم الرسول لعائشة كيف تزور القبور :

 

- ففي صحيح مسلم : 974 - وحدثني : هارون بن سعيد الأيلي ، حدثنا : عبد الله ابن وهب أخبرنا : ابن جريج ، عن عبد الله بن كثير بن المطلب أنه سمع محمد بن قيس ، يقول : سمعت عائشة تحدث ، فقالت : ألا أحدثكم عن النبي (ص) وعني ، قلنا : بلى ح وحدثني : من سمع حجاجا الأعور واللفظ له ، قال : حدثنا : حجاج بن محمد ، حدثنا : ابن جريج ، أخبرني : عبد الله رجل من قريش ، عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما ألا أحدثكم عني وعن أمي ، قال : فظننا أنه يريد أمه التي ولدته ، قال : قالت عائشة ألا أحدثكم عني وعن رسول الله (ص) ، قلنا : بلى ، قال : قالت : لما كانت ليلتي التي كان النبي (ص) فيها عندي انقلب فوضع رداءه وخلع نعليه فوضعهما عند رجليه وبسط طرف ازاره على فراشه فاضطجع فلم يلبث الا ريثما ظن أن قد رقدت فأخذ رداءه رويدا وانتعل رويدا وفتح الباب فخرج ثم أجافه رويدا فجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت ازاري ، ثم انطلقت على اثره حتى جاء البقيع فقام فأطال القيام ثم رفع يديه ثلاث مرات ، ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت فسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل ، فقال مالك : يا عائش حشيا رابية ، قالت : قلت : لا شيء ، قال : لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ، قالت : قلت يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته ، قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ، قلت : نعم فلهدني في صدري لهدة أوجعتني ، ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ، قالت : مهما يكتم الناس يعلمه الله نعم ، قال : فإن جبريل آتاني حين رأيت فناداني فأخفاه منك فأجبته فأخفيته منك ولم يكن يدخل عليك وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت فكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي ، فقال : إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم ، قالت : قلت كيف أقول لهم يا رسول الله ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص 669 و ص:670 ).

 

- وفي المسند المستخرج على صحيح مسلم : فدخل ، فقال مالك : يا عائشة جشيا رابية ، قلت : لا ، قال : لتخبريني أو ليخبرني اللطيف الخبير ، قلت : بلى يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر ، قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ، قالت : نعم ، قالت : فلهزني في صدري لهزة أوجعتني ، ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ، قالت : مهما تكتم الناس فقد علمه الله ، قال : نعم فإن جبريل (ع) آتاني حين رأيت ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك فنادى فأخفي منك فأجبته فأخفيت منك وظننت أن قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فأمرني أن أتي أهل البقيع فأستغفر لهم ، قالت : كيف أقول يا رسول الله ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين وإنا إن شاء الله للاحقون ، المصدر ( المسند المستخرج على صحيح مسلم ج:3 ص:54 ).

 

- وفي السنن الكبرى : 2164 - أنبأ : يوسف بن سعيد ، قال : ثنا : حجاج هو الأعور ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني : عبد الله بن أبي مليكة : أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة ، يقول : سمعت عائشة تحدث ، قالت : ألا أحدثكم عني وعن النبي (ص) ، قلنا : بلى ، قالت : لما كانت ليلتي التي هو عندي تعني النبي (ص) انقلب فوضع نعليه عند رجليه وبسط طرف ازاره على فراشه فلم يلبث الا ريثما ظن إني قد رقدت ، ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ثم فتح الباب رويدا وخرج رويدا وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت ازاري وانطلقت في اثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرار وأطال ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت وسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت فدخل ، فقال مالك : يا عائشة حشيا رابية ، قالت : لا ، قال : لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ، قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر ، قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ، قلت : نعم ، قالت : فلهذني في صدري لهذة أوجعتني ، ثم قال : أظننت أن يجيف الله عليك ورسوله ، قلت : مهما يكتم الناس فقد علمه الله ، قال : نعم ، ثم قال : إن جبريل آتاني حين رأيت ولم يكن ليدخل عليك وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيت منك وظننت أنك قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فأمرني أن أتي أهل البقيع فأستغفر لهم ، قلت : كيف أقول يا رسول الله ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ويرحم الله المستقدمين والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون ، المصدر ( السنن الكبرى ج:1 ص:655 ).

 

- وفي سنن النسائي : 2037 - أخبرنا : يوسف بن سعيد ، قال : حدثنا : حجاج ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني : عبد الله بن أبي مليكة : أنه سمع محمد بن قيس بن مخرمة ، يقول : سمعت عائشة تحدث ، قالت : ألا أحدثكم عني وعن النبي (ص) ، قلنا : بلى ، قالت : لما كانت ليلتي التي هو عندي تعني النبي (ص) انقلب فوضع نعليه عند رجليه وبسط طرف ازاره على فراشه فلم يلبث الا ريثما ظن إني قد رقدت ، ثم انتعل رويدا وأخذ رداءه رويدا ، ثم فتح الباب رويدا وخرج رويدا وجعلت درعي في رأسي واختمرت وتقنعت ازاري وانطلقت في اثره حتى جاء البقيع فرفع يديه ثلاث مرات فأطال ثم انحرف فانحرفت فأسرع فأسرعت فهرول فهرولت فأحضر فأحضرت وسبقته فدخلت فليس إلا أن اضطجعت ، فدخل ، فقال مالك : يا عائشة حشيا رابية ، قالت : لا ، قال : لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير ، قلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمي فأخبرته الخبر ، قال : فأنت السواد الذي رأيت أمامي ، قالت : نعم فلهزني في صدري لهزة أوجعتني ، ثم قال : أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله ، قلت : مهما يكتم الناس فقد علمه الله ، قال : فإن جبريل آتاني حين رأيت ولم يدخل علي وقد وضعت ثيابك فناداني فأخفى منك فأجبته فأخفيته منك فظننت أن قد رقدت وكرهت أن أوقظك وخشيت أن تستوحشي فأمرني أن آتى البقيع فأستغفر لهم ، قلت : كيف أقول يا رسول الله ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين يرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، المصدر ( سنن النسائي (المجتبى) ج:4 ص91 وص:92 ).

 

- وفي فيض القدير : ويحرم زيارتها أيضا إن حملت على تجديد حزن ونوح فإن لم يكن شيء مما ذكر فالزيارة لهن مكروهة تنزيها لا تحريما عند الجمهور بدليل قول عائشة يا رسول الله كيف أقول إذا زرت القبور ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمؤمنات ويرحم الله المتقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، المصدر ( فيض القدير ج:5 ص:274 ).

 

- وفي نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار : ومنها ما رواه مسلم ، عن عائشة ، قالت : كيف أقول يا رسول الله إذا زرت القبور ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين ، الحديث ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:166 ).

 

- وفي التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير : فائدة مما يدل للجواز بالنسبة إلى النساء ما رواه مسلم ، عن عائشة ، قالت : كيف أقول يا رسول الله تعني إذا زرت القبور ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين وللحاكم من حديث علي بن الحسين ، عن علي : أن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ، المصدر ( التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ج:2 ص:137 ).

 

التعليق على هذه الروايات :

 

فهذه الروايات تبين لنا بأن النبي (ص) كان يزور القبور وكان يعلم عائشة كيف تزور أيضا ومات الرسول (ص) ولم يخبر عائشة بالمنع وإن من يزورها من النساء ملعون وهن مورد الكلام ، فلماذا النبي (ص) أخبر بعض الرجال وهو ابن عباس أوأبو هريرة ولم يخبر زوجاته بناته بذلك وهن مرود الحكم فدل هذا الأمر على أن هذه الرواية أي رواية اللعن إما أنها لم تصدر أصلا ، وإما أنها صدرت في أيام المنع العام الشامل للرجال والنساء فأكد الرسول (ص) عليهن المنع أكثر من الرجال ، ولكن قد يقول لكم قائل وما هو الدليل عندكم على عدم أخبار النبي (ص) للنساء عامة ولنسائه خاصة ولبناته ، الجواب :

 

أولا : مروره (ص) على امرأة وهي تبكي على قبر صبي لها وأمرها بالصبر فقط ولم يطلب منها الابتعاد عن القبر وهذه هي الرواية :

 

- ففي مسلم ، قال : 926 - وحدثنا : محمد بن المثنى ، حدثنا : عثمان بن عمر ، أخبرنا : شعبة ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله (ص) أتى على امرأة تبكي على صبي لها ، فقال لها : اتقي الله واصبري ، فقالت : وما تبالي بمصيبتي فلما ذهب قيل لها : إنه رسول الله (ص) فأخذها مثل الموت فأتت بابه فلم تجد على بابه بوابين ، فقالت : يا رسول الله لم أعرفك ، فقال : إنما الصبر عند أول صدمة ، أو قال : عند أول الصدمة ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:637 ).

 

- وفي سنن البيهقي ، قال : 6919 - أخبرنا : محمد بن عبد الله الحافظ ، أخبرني : عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، ثنا : إبراهيم بن الحسين ، ثنا : آدم ، ثنا : شعبة ، ثنا : ثابت البناني ، عن أنس بن مالك (ر) ، قال : مر رسول الله (ص) بامرأة عند قبر وهي تبكي ، فقال لها : اتقي الله واصبري ، فقالت : إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ، قال : ولم تعرفه ، فقيل لها : هو رسول الله (ص) فأخذها مثل الموت فأتت باب رسول الله (ص) فلم تجد عنده بوابين ، فقالت : يا رسول الله : إني لم أعرفك ، فقال رسول الله (ص) : إن الصبر عند أول الصدمة رواه البخاري في الصحيح عن آدم بن أبي اياس ، وأخرجه مسلم من أوجه ، عن شعبة ، وقال بعضهم في الحديث الصبر عند الصدمة الأولى ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:65 ).

 

- وفيه أيضا : 7000 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ، ثنا : عثمان بن محمد ، ثنا : أبو مصعب الزهري ، حدثني : محمد بن اسماعيل بن أبي فديك ، أخبرني : سليمان بن داود ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه : أن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ، كذا ، قال : وقد قيل عنه ، عن سليمان بن داود ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه دون ذكر علي بن الحسين ، عن أبيه فيه وهو منقطع ، وقد روينا في الحديث الثابت عن أنس بن مالك : أن رسول الله (ص) مر بامرأة عند قبر وهي تبكي ، فقال لها : اتقي الله واصبري وليس في الخبر أنه نهاها عن الخروج إلى المقبرة وفي ذلك تقوية لما روينا عن عائشة (ر) ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:78 ).

 

- وفي شعب الإيمان : 9702 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، أنا : أبو عبد الله محمد بن يعقوب ، نا : محمد بن عبد الوهاب ، أنا : يحيى بن بكير ، نا : شعبة ، عن ثابت ، قال : سمعت أنسا وهو يقول لبعض أهله أتعرفين فلانة فأن رسول الله (ص) مر بها وهي عند قبر تبكي ، فقال لها : اتقي الله واصبري ، فقالت : إليك عني فإنك لا تبالي بمصيبتي ، فقيل لها : إنه رسول الله فأخذها مثل الموت فانتهت إلى باب فلم تجد بوابين فدخلت عليه ، فقالت : يا رسول الله : إني لم أعرفك ، فقال لها : الصبر في أو عند أول صدمة أخرجاه من حديث شعبة ، وقال غندر ، عن شعبة الصبر عند الصدمة الأولى ، قال الحليمي رحمه الله : قال الله عز وجل لنبيه (ص) فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل ولا تستعجل لهم ، المصدر ( شعب الإيمان ج:7 ص:119 ).

 

- وهناك مصادر كثيرة روت هذه القصة ووضح منها بأن النبي (ص) طلب منها الصبر على فراق ولدها وكان يصبرها فقط ولم يطلب منها ترك القبر والمقبرة.

 

الدليل الثاني : زيارة السيدة عائشة لقبر أخيها وهذه هي الروايات ، زيارة عائشة للمقابر :

 

- ففي نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار : وعن عبد الله بن أبي مليكة : أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر ، فقلت لها : يا أم المؤمنين من أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن ، فقلت لها : اليس كان نهى رسول الله (ص) عن زيارة القبور ، قالت : نعم كان نهى عن زيارة القبور ، ثم أمر بزيارتها ، رواه الأثرم في سننه ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:165 ).

 

- وفي المستدرك : 1392 - حدثنا : أبو بكر محمد بن اسحاق الفقيه ، أنبأ : أبو المثنى معاذ بن المثنى ، ثنا : محمد بن المنهال الضرير ، ثنا : يزيد بن زريع ، ثنا : بسطام بن مسلم ، عن أبي التياح يزيد بن حميد ، عن عبد الله بن أبي مليكة : أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر ، فقلت لها : يا أم المؤمنين من أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقلت لها : اليس كان رسول الله (ص) نهى عن زيارة القبور ، قالت : نعم كان نهى ، ثم أمر بزيارتها ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:532 ).

 

- وفي سنن البيهقي : 6999 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو بكر أحمد بن اسحاق ، أنبأ : أبو المثنى معاذ بن المثنى ، ثنا : محمد بن منهال الضرير ، ثنا : يزيد بن زريع ، ثنا : بسطام بن مسلم ، عن أبي التياح يزيد بن حميد ، عن عبد الله بن أبي مليكة : أن عائشة (ر) أقبلت ذات يوم من المقابر ، فقلت لها : يا أم المؤمنين من أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقلت لها : اليس كان رسول الله (ص) نهى عن زيارة القبور ، قالت : نعم كان نهى ، ثم أمر بزيارتها ، تفرد به بسطام بن مسلم البصري والله أعلم ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:78 ).

 

- وفي مسند أبي يعلى : 4871 - حدثنا : محمد بن المنهال ، حدثنا : يزيد بن زريع ، حدثنا : بسطام بن مسلم ، عن أبي التياح يزيد بن حميد ، عن ابن أبي مليكة : أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر ، فقلت لها : من أين أقبلت يا أم المؤمنين ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن ، فقلت لها : يا أم المؤمنين أكان رسول الله (ص) ينهى عن زيارة القبور ، قالت : نعم كان نهى عن زيارتها وقد كان نهى عن لحوم الأضاحي أن تؤكل فوق ثلاث ثم أمر بأكلها ، وكان نهى عن شرب نبيذ الجر ، المصدر ( مسند أبي يعلى ج:8 ص:284 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : قال : واحتج من أباح زيارة القبور للنساء بحديث عائشة (ر) رواه في ( التمهيد ) من رواية بسطام بن مسلم ، عن أبي التياح ، عن عبد الله بن أبي مليكة : أن عائشة (ر) أقبلت ذات يوم من المقابر ، فقلت لها : يا أم المؤمنين من أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر (ر) ، فقلت لها : اليس كان رسول الله (ص) ينهى عن زيارة القبور ، قالت : نعم كان ينهى عن زيارتها ، ثم أمر بزيارتها ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:69 ).

 

- وفي التمهيد ، قال : حدثنا : العباس بن الوليد ، قال : حدثنا : عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت ابن أبي مليكة ، يقول : ركبت عائشة فخرج الينا ( ج ) غلامها ، فقلت : أين ذهبت أم المؤمنين ، قال : ذهبت إلى قبر أخيها ( عبد الرحمن تسلم عليه ) ( د ) ، المصدر ( التمهيد ج:3 ص:235 ).

 

- وفي التمهيد : واحتج من أباح زيارة القبور للنساء بما حدثناه : عبد الله بن محمد ، قال : حدثنا : عبد الحميد بن أحمد الوراق ، قال : حدثنا : الحسن أبن داود ، قال : حدثنا : أبو بكر الأثرم ، قال : حدثنا : محمد بن المنهال ، قال : حدثنا : يزيد بن زريع ، قال : حدثنا : بسطام ابن مسلم ، عن أبي التياح يزيد بن حميد ، عن عبد الله بن أبي مليكة : أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر ، فقلت لها : يا أم المؤمنين من أين أقبلت ، قالت : من قبر أخي عبد الرحمن بن أبي بكر ، فقلت لها : اليس كان رسول الله (ص) نهى عن زيارة القبور ، قالت : نعم كان نهى عن زيارتها ، ثم أمر بزيارتها ، قال أبو بكر ، وحدثنا : قبيصة ، قال : حدثنا : سفيان بن جريج ، عن ابن أبي مليكة ، قال : زارت عائشة قبر أخيها في هودج ، المصدر ( التمهيد ج:3 ص:233 ).

 

- ولكن البعض حاول أن يلتف على هذه الرواية بعد أن وجدها صريحة لا غبار عليها في جواز الزيارة بل وشد الرحال ، قال : مايلي : وأما حديث عائشة فالمحفوظ فيه حديث الترمذي مع ما فيه وعائشة : أنما قدمت مكة للحج فمرت على قبر أخيها في طريقها فوقفت عليه وهذا لا بأس به إنما الكلام في قصدهن الخروج لزيارة القبور ، ولو قدر أنها عدلت إليه وقصدت زيارته فهي قد ، قالت : لو شهدتك لما زرتك وهذا يدل على أنه من المستقر المعلوم عندها أن النساء لا يشرع لهن زيارة القبور والا لم يكن في قولها ذلك معنى ، وأما رواية البيهقي وقولها نهى عنها ، ثم أمر بزيارتها فهي من رواية بسطام بن مسلم ولو صح فهي تأولت ما تأول غيرها من دخول النساء والحجة في قول المعصوم لا في تأويل الراوي وتأويله إنما يكون مقبولا حيث لا يعارضه ما هو أبقوي منه وهذا قد عارضه أحاديث المنع ، المصدر ( حاشية ابن القيم ج:9 ص42 إلى ص:45 ).

 

المناقشة مع ابن القيم في هذه الروايات المتعلقة بزيارة عائشة والرد عليه ، فأقول لابن القيم : لم أرى هذا القول الذي ذكرته وإنها لم تكن قاصدة لزيارة أخيها وإنما مرت به وقد تبين لك ولغيرك من النقولات السابقة أنها خرجت لزيارة أخيها ففي هذا النقل الكلام واضح ، ( فخرج الينا ( ج ) غلامها ، فقلت : أين ذهبت أم المؤمنين ، قال : ذهبت إلى قبر أخيها ( عبد الرحمن تسلم عليه ) ( د ) ، المصدر ( التمهيد ج:3 ص:235 ).

 

ثانيا : في المصادر التي اطلعت عليها لم أجد من عائشة التبرير الذي ذكرته يبن القيم وإنما الثابت الرد منها على من أشكل عليها ، فقالت : نعم كان ينهى عن زيارتها ، ثم أمر بزيارتها ، فأين هذا القول من قول ابن القيم في حاشيته ولكن ضيق الخناق يفعل بالانسان أكثر من هذا الأمر

 

الدليل الثالث : زيارة الزهراء لعمها الحمزة ، سوف أسلط الضوء في هذا الدليل على سيدة جليلة مطهرة بأمر الله وارادته ومن بيت طاهر وهي سيدة نساء العالمين وتلميذة الرسول الأمين وأخيه أمير المؤمنين إنها السيدة فاطمة الزهراء (ع).

 

- فقد ثبت بالأدلة الواضحة أن الزهراء كانت في كل جمعة تذهب لزيارة قبر عمها الحمزة فلو كانت الزيارة لأجل الموعظة لما ذهبت الزهراء إلى أحد وأكتفت بزيارة البقيع بل بزيارة قبور الطغاة فانها أكثر فائدة للموعظة هذا أمر ، والأمر الآخر دلت زيارتها لقبر عمها على جواز هذا الأمر لأن فعلها كاشف عن رضا الله ورضا الرسول كما ثبت في النقل يرضا الله لرضاها وأيضا يكشف فعلها على صحة العمل لأنها مع مطهرة معصومة ولأنها مع القرآن والقرآن معها ولأنها زوجة باب مدينة العلم وبنت مدينة العلم فكيف لم تعرف الحكم في هذه المسألة وهذه هي الروايات والمصادر :

 

زيارة الزهراء (ع) للقبور :

 

- ففي المستدرك : 4319 - أخبرنا : أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، ثنا : أبو بكر بن أبي الدنيا القرشي ، حدثني : علي بن شعيب ، ثنا : ابن أبي فديك ، أخبرني : سليمان بن داود ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن أباه علي بن الحسين حدثه ، عن أبيه : أن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب في الأيام فتصلي وتبكي عنده ، هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:30 ).

 

- وفيه أيضا : 1396 - حدثنا : أبو حميد أحمد بن محمد بن حامد العدل بالطابران ، ثنا : تميم بن محمد ، ثنا : أبو مصعب الزهري ، حدثني : محمد بن اسماعيل بن أبي فديك ، أخبرني : سليمان بن داود ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه : أن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ، هذا الحديث رواته عن آخرهم ثقات وقد استقصيت في الحث على زيارة القبور تحريا للمشاركة في الترغيب وليعلم الشحيح بذنبه أنها سنة مسنونة وصلى الله على محمد وآله أجمعين ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:533 ).

 

- وفي تحفة المحتاج : 892 - وعن جعفر بن محمد ، عن أبيه : أن أباه علي بن الحسين حدثه ، عن أبيه : أن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة بن عبد المطلب في الأيام فتصلي وتبكي ، رواه الحاكم ، وقال : صحيح الاسناد ، ورواه مرة ، فقال : كانت تزوره كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ، ثم قال : رواته كلهم ثقات ، المصدر ( تحفة المحتاج ج:2 ص:33 ).

 

- وفي التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير : فائدة مما يدل للجواز بالنسبة إلى النساء ما رواه مسلم ، عن عائشة ، قالت : كيف أقول يا رسول الله تعني إذا زرت القبور ، قال : قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين وللحاكم من حديث علي بن الحسين ، عن علي : أن فاطمة بنت النبي (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ، المصدر ( التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير ج:2 ص:137 ).

 

- وفي نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار : ومنها ما رواه الحاكم : أن فاطمة بنت رسول الله (ص) كانت تزور قبر عمها حمزة كل جمعة فتصلي وتبكي عنده ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص165وص:166 ).

 

وبهذا أكون قد وصلت إلى نهاية هذا البحث المتعلق بزيارة القبور والحمد لله رب العالمين.

 

18من شوال 1426هجري ، الموافق 20/11/2005م

أبو حسام خليفة بن عبيد الكلباني العماني

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع