العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع

 

البكاء على الميت

>/

حوار هادئ بين موالي ومخالف

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، أيها الاخوة الأفاضل أتواصل معكم في هذه البحوث والتي كان الهدف منها الوصول إلى الحقيقة بأقرب الطرق ومن دون تعقيد ، وبما أن الغرض الأساس هو البحث عن المسائل المثارة على المذهب الحق مذهب أهل البيت (ع) وايجاد الأدلة لكي أضعها بين يدي الشباب ومن يريد أن يصل للحقيقة ، وبعد الانتهاء من العدد الخامس عشر والذي كان يدور حول زيارة القبور فقد قررت أن يكون هذا البحث حول البكاء على الميت أسأل الله أن يوفقني لما فيه الخير والصلاح إنه سميع مجيب.

 


 

المخالف : ما هو الدليل عندكم أيها الشيعة على جواز البكي ؟.

 

الموالي : الأمر الأول بكاء النبي (ص) علي ولده إبراهيم :

 

- ففي البخاري : 1241 - حدثنا : الحسن بن عبد العزيز ، حدثنا : يحيى بن حسان ، حدثنا : قريش هو بن حيان ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك (ر) ، قال : دخلنا مع رسول الله على أبي سيف القين وكان ظئرا لإبراهيم (ع) فأخذ رسول الله إبراهيم فقبله وشمه ، ثم دخلنا عليه بعد ذلك وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول الله تذرفان ، فقال له عبد الرحمن بن عوف (ر) : وأنت يا رسول الله ، فقال : يا بن عوف إنها رحمة ، ثم أتبعها بأخرى ، فقال : إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا ما يرضى ربنا وأنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون رواه موسى ، عن سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس (ر) عن النبي ، المصدر ( صحيح البخاري ج:1 ص:439 ).

 

- وفي مسلم : 2315 - حدثنا : هداب بن خالد وشيبان بن فروخ كلاهما ، عن سليمان واللفظ لشيبان ، حدثنا : سليمان بن المغيرة ، حدثنا : ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : قال رسول الله ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ثم دفعه إلى أم سيف امرأة قين يقال له : أبو سيف فانطلق يأتيه واتبعته فانتهينا إلى أبي سيف وهو ينفخ بكيره قد امتلأ البيت دخانا فأسرعت المشي بين يدي رسول الله ، فقلت : يا أبا سيف امسك جاء رسول الله فأمسك فدعا النبي بالصبي فضمه إليه ، وقال : ما شاء الله أن يقول ، فقال أنس : لقد رأيته وهو يكيد بنفسه بين يدي رسول الله فدمعت عينا رسول الله ، فقال : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول الا ما يرضى ربنا والله : يا إبراهيم أنا بك لمحزونون ، المصدر ( صحيح مسلم ج:4 ص:1807 ).

 

- وفي المستدرك : 6825 - أخبرنا : أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا : أحمد بن مهران الأصبهاني ، ثنا : عبد الله بن موسى ، أنبأ : إسرائيل ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن جابر ، عن عبد الرحمن بن عوف (ر) ، قال : أخذ النبي بيدي فانطلقت معه إلى إبراهيم ابنه وهو يجود بنفسه فأخذه النبي في حجره حتى خرجت نفسه ، قال : فوضعه وبكى ، قال : فقلت تبكي يا رسول الله وأنت تنهي عن البكاء ، قال : إني لم أنه ، عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب ، وهذه رحمة ومن لا يرحم لا يرحم ولولا أنه وعد صادق وقول حق وأن يلحق أولانا بأخرانا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا وأنا بك يا إبراهيم لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:4 ص:43 ).

 

6826 - أخبرنا : أحمد بن محمد بن اسماعيل بن مهران ، ثنا : أبي ، ثنا : محمد بن مصفى ، ثنا : بقية ، عن محمد بن زياد ، عن أبي امامة (ر) : أن رسول الله مشى خلف جنازة ابنه إبراهيم حافيا ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:4 ص:43 ).

 

- وفي سنن البيهقي : 6943 - أخبرنا : علي بن أحمد بن عبدان ، أنبأ : أحمد بن عبيد الصفار ، ثنا : محمد بن الفضل بن جابر ، ثنا : شيبان ، ثنا : أبو عوانة ، عن ابن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن جابر ابن عبد الله ، قال : خرج النبي بعبد الرحمن بن عوف (ر) إلى النخل فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه فوضعه في حجره ففاضت عيناه ، فقال عبد الرحمن بن عوف : أتبكي وأنت تنهى الناس ، قال : إني لم أنه عن البكاء إنما نهيت عن النوح صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة وهذا هو رحمة ومن لا يرحم لا يرحم يا إبراهيم لولا أنه أمر حق ووعد صدق وأن آخرنا سيلحق بأولنا لحزنا عليك حزنا هو أشد من هذا وأنا بك لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:69 ).

 

- وفي مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار : 1001 - حدثنا : الحسن بن عرفة ، قال : نا : النضر بن اسماعيل ، قال : نا : بن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن جابر ابن عبد الله ، عن عبد الرحمن بن عوف ، قال : أخذ رسول الله بيدي فانطلق إلى النخل فوجد فيه إبراهيم بن رسول الله فأخذه رسول الله فوضعه في حجره فدمعت عيناه ، ثم قال : يا بني إني لا أملك لك من الله شيئا ، فقلت : يا رسول الله تبكي أولم تنه ، عن البكاء ، قال : إنما نهيت عن النوح ، عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نعمة لعب ولهو ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة خمش وجوه وشق جيوب ورنة شيطان إنه لا يرحم من لا يرحم لولا أنه حق ووعد صدق وأنهما سبيل ماتية لابد منها ، حتى يلحق آخرنا بأوله لحزنا حزنا أشد من هذا يعني عليه وإنابه لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب عز وجل ، وهذا الحديث لا نعلمه يروي عن عبد الرحمن الا من هذا الوجه بهذا الاسناد ، وقد روي عن عبد الرحمن بإسناد آخر بعض هذا الكلام ، المصدر ( مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار ج:3 ص:214 ).

 

- وفي المعجم الوسط : 8829 - حدثنا : مقدام ، نا خالد بن نزار نا : مسلم بن خالد ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد ، قالت : لما توفي إبراهيم بن رسول الله بكى رسول الله ، فقال أبو بكر الصديق : أنت أحق من علم لله حقه ، فقال : تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون ، لم يرو هذا الحديث عن بن خيثم الا مسلم بن خالد ، المصدر ( المعجم الأوسط ج:8 ص:346 ).

 

- وفي سنن ابن ماجه : 1588 - حدثنا : محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب ، ثنا : عبد الواحد بن زياد ، ثنا : عاصم الأحول ، عن أبي عثمان ، عن أسامة بن زيد ، قال : كان بن لبعض بنات رسول الله يقضى فأرسلت إليه أن يأتيها فأرسل اليها أن لله ما أخذ وله : ما أعطى وكل شيء عنده إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه فأقسمت عليه ، فقام رسول الله وقمت معه ومعه معاذ بن جبل وأبي بن كعب وعبادة بن الصامت فلما دخلنا ناولوا الصبي رسول الله وروحه تقلقل في صدره ، قال حسبته ، قال : كأنها شنة ، قال : فبكى رسول الله ، فقال له عبادة بن الصامت : ما هذا يا رسول الله ، قال : الرحمة التي جعلها الله في بني آدم وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:506 ).

 

1589 - حدثنا : سويد بن سعيد ، ثنا : يحيى بن سليم ، عن بن خيثم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد ، قالت : لما توفي بن رسول الله إبراهيم بكى رسول الله ، فقال له المعزي أما أبو بكر وأما عمر : أنت أحق من عظم الله حقه ، قال رسول الله تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، لولا أنه وعد صادق وموعود جامع وأن الآخر تابع للأول لوجدنا عليك يا إبراهيم أفضل مما وجدنا وأنا بك لمحزونون ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:506 ).

 

- وفي المعجم الكبير : 7899 - حدثنا : أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا : إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ، ثنا : محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن أبي عبد الملك ، عن القاسم ، عن أبي امامة ، قال : جاء رجل إلى رسول الله حين توفي إبراهيم وعيناه تدمعان ، فقال : يا نبي الله تبكي على هذا السخل والذي بعثك بالحق لقد دفنت اثني عشر ولدا في الجاهلية كلهم آسف منه كلهم أدسه في التراب أحياء ، فقال نبي الله : فما ذاك بأن كانت الرحمة ذهبت منك يحزن القلب وتدمع العين على إبراهيم ولا نقول ما يسخط الرب وإنا على إبراهيم لمحزونون ، المصدر ( المعجم الكبير ج:8 ص:230 ).

 

- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : وعن أبي امامة ، قال : جاء رجل إلى نبي الله حين توفى إبراهيم وعيناه تدمعان ، فقال : يا نبي الله تبكي على هذا السخل والذي بعثك بالحق لقد دفنت اثني عشر ولدا في الجاهلية كلهم أشب منه كلهم أدسهم في التراب أحياء ، فقال نبي الله (ص) فما هذا إن كانت الرحمة ذهبت منك يحزن القلب وتدمع العين ولا نقول ما يسخط الرب وإنا على إبراهيم لمحزونون ، رواه الطبراني في الكبير ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:3 ص:17 ، صحيح ابن حبان ج:7 ص:162 وسنن أبي داود ج:3 ص:193 والمحلى ج:5 ص:146 وشرح معاني الآثار ج:4 ص:293 ومصنف ابن أبي شيبة ج:3 ص:62 ومسند أبي يعلى ج:6 ص:43 ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:3 ص:194 ).

 

فهذه الروايات المتقدمة بينت لنا عدة أمور وسوف يأتي أكثر ايضاح حولها فيما يلي : فمن الأمور التي تبينت لنا بأن هناك مواقف خالية من الرحمة كان يحملها بعض من الصحابة وهذه الأمور وللأسف التي ورثت من الجالهية كانت مترسخة عندهم وللأسف مازالت موجودة لهذه الأيام فبين النبي (ص) الموقف الشرعي والانساني في مثل هذه الحالات ، ومن الأمور التي بينها النبي (ص) هي جواز البكي حتى بعد وليس فقط قبل الموت لأن الواضح في بعض النصوص تقول لما توفي إبراهيم فالبكاء كان بعد الوفاة وهذا البكي كان مع سوت ولكن لم يكن فيه ما لا يرضي الله.

 


 

المخالف : وهل هناك مورد آخر تستدلون به على جواز البكاء ؟.

 

الموالي : المورد الثاني هو بكاء النبي (ص) علي بنت لزينب :

 

- ففي مصنف ابن أبي شيبة: 12123 - حدثنا : أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن أسامة بن زيد ، قال : دمعت عين رسول الله حين أتي بابنة زينب ونفسها تقعقع كأنها في شن ، قال : فبكى ، قال : فقال له رجل تبكي وقد نهيت عن البكاء ، فقال : إنما هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، المصدر ( مصنف ابن أبي شيبة ج:3 ص:62 ).

 

- وفي تذكرة الحفاظ : أخبرنا : عبد الحافظ بن بدران ويوسف بن أحمد ، قالا : أنا ، موسى بن عبد القادر ، أنا ، بن البناء ، أنا : علي بن أحمد ، أنا : أبو طاهر المخلص ، حدثنا : عبد الله البغوي ، حدثنا : أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا : أبو معاوية ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن أسامة بن زيد ، قال : دمعت عينا رسول الله (ص) حين أتى بابنة زينب ونفسها تقعقع كأنها في شن ، فقال له قيس بن عبادة تبكي وقد نهيت عن البكاء ، فقال : إنما هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، المصدر ( تذكرة الحفاظ ج:1 ص:150 ).

 

- وفي غوامض الأسماء : أخبرنا : أبو الحسن بن مغيث قراءة عليه وأنا أسمع ، قال : قرىء على أبي عمر أحمد ابن محمد القاضي وأنا أسمع ، قال : أنبأ : أبو محمد بن أسد ، عن أبي علي ابن السكن ، قال : ثنا : محمد بن يوسف أنبأ البخاري ، ثنا : حجاج بن منهال ، قال : ثنا : شعبة ، قال : أخبرني : عاصم ، قال : سمعت أبا عثمان يحدث ، عن أسامة أن ابنة للنبي (ص) أرسلت إليه ومع رسول الله (ص) أسامة بن زيد وسعد وأبي إن ابنتي قد حضرت فاشهدها فأرسل اليها السلام ، ويقول : إن لله ما أخذ وما أعطى وكل شيء عنده مسمى فلتحتسب ولتصبر فأرسلت تقسم عليه فقام النبي (ص) ونفسه تتقعقع ففاضت عينا النبي (ص) ، فقال له سعد : ما هذا يا رسول الله ، قال : هذه الرحمة وضعها الله في قلوب من يشاء من عباده ولا يرحم الله من عباده الا الرحماء ، المصدر ( غوامض الأسماء المبهمة ج:1 ص:305 ).

 

- وفيه أيضا : وقرأت على أبي بكر محمد بن محمد صاحبنا أخبركم أبو علي فأقر به ، قال : ثنا : حكم بن محمد ، قال : ثنا : أبو بكر بن اسماعيل ، قال : ثنا : أبو بشر محمد بن أحمد ، قال : ثنا : محمد بن بشار ، قال : ثنا : محمد بن جعفر ، قال : ثنا : شعبة ، عن عاصم بن سليمان ، قال : سمعت أبا عثمان النهدي ، عن أسامة ابن زيد ، قال : كنت عند رسول الله (ص) إذ أرسل إليه بعض بناته أن بنتا لها أو صبيا لها قد احتضر فاشهدنا فأرسل يقرأ السلام ، فقال : لله ما أعطى وله ما أخذ وكل شيء إلى أجل مسمى فلتصبر ولتحتسب فأرسلت إليه تقسم عليه فقام وقمنا معه فرفع الصبي إلى حجر رسول ا لله (ص) ونفسه تقعقع ففاضت عينا رسول الله (ص) ، فقال سعد بن عبادة : ما هذا يا رسول الله ، قال : هذه رحمة يضعها الله في قلوب من يشاء من عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، ابنة رسول الله (ص) المرسلة إليه هي زينب وأبنتها المتوفاة اسمها أميمة وقيل امامة بنت أبي العاصي بن الربيع ، والشاهد لذلك ما أخبرنا : بن أبو محمد بن عتاب ، عن أبيه ، عن يونس القاضي ، قال : ثنا : هاشم بن يحيى ، عن ابن الأعرابي ، قال : ثنا : محمد ابن يزيد بن طيفور ، قال : ثنا : أبو معاوية ، قال : ثنا : عاصم الأحول ، عن أبي ، المصدر ( غوامض الأسماء المبهمة ج:1 ص:306 ).

 

- وفيه أيضا : عن أسامة بن زيد ، قال : أتي النبي (ص) بأميمة بنت ابنته ونفسها تقعقع كأنها شن ، فقال رسول الله (ص) : لله ما أخذ ولله ما أعطى وكل إلى أجل مسمى ، قال : فبكى ، فقال له سعد بن عبادة : يا رسول الله تبكي وقد نهيت عن البكاء ، فقال رسول الله (ص) : إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، المصدر ( غوامض الأسماء المبهمة ج:1 ص: 307 ).

 

- وأخبرنا : أبو محمد ، عن أبي عمر النمري ، قال : أنا : أبو الوليد الفرضي ، قال : ثنا : أبو محمد بن قاسم ، قال : ثنا : محمد بن الحسين الدقاق ، قال : ثنا : الحسن بن المتوكل ، عن المدائني ، عن أبي معاوية ، قال : ثنا : عاصم بن سليمان الأحول ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أسامة بن زيد ، قال : أتي رسول الله (ص) بامامة بنت أبي ا لعاصي بن الربيع وابنة ابنته زينب وهي تشتكي وكان نفسها يقعقع في شن فبكى رسول الله (ص) ، فقال له سعد ابن عبادة : أوتبكي يا رسول الله وقد نهيتنا عن البكاء ، قال : إنما هذه الرحمة وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، المصدر ( غوامض الأسماء المبهمة ج:1 ص: 307 ).

 

- وفي الأحاديث المختارة : إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال : استعز بامامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله (ص) إلى رسول الله (ص) تقول : أن ابنتي قد استعز بها فبعث إلى ابنته لله ما أخذ ولله ما أبقى واستعزت الثانية فبعثت إليه أن ابنتي قد استعز بها فبعث إلى ابنته لله ما أخذ ولله ما أبقى ، ثم كانت الثلاثة فجاءها النبي (ص) فأخرجت الصبية إليه فإذا نفسها تقعقع في صدرها ومع النبي (ص) ناس من أصحابه فذرفت عيناه حتى قبض على لحيته ففطن بهم وهم ينظرون إليه ، فقال : ما لكم تنظرون ، قالوا : يا رسول الله رأيناك رققت ، قال : رحمة يضعها الله عز وجل حيث يشاء وإنما يرحم الله من عباده الرحماء ، محمد بن العلاء بن حسين والوليد بن ابراهيم لم أرهما ذكرا في تاريخ البخاري ولا كتاب ابن أبي حاتم ولهذا الحديث شاهد في الصحيحين من رواية أبي عثمان النهدي ، عن أسامة بن زيد أرسلت بنت النبي (ص) إليه أن ابني قد احتضر فاشهدنا ، المصدر ( الأحاديث المختارة ج:3 ص: 135 ).

 

- وفي المعجم الكبير : 284 - حدثنا : جعفر بن الفضل المخزومي المؤدب ، ثنا : عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الحزامي ، حدثني : محمد بن العلاء بن حسين النبقي المطلبي ، قال : حدثني : الوليد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال : استعز بامامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله (ص) إلى رسول الله (ص) تقول له إن ابنتي قد استعز بها فبعث إلى ابنته لله ما أخذ وله وما أبقى واستعزت الثانية فبعثت إليه إن ابنتي قد استعز بها فبعث إلى ابنته لله ما أخذ وله : ما أبقى ، ثم كانت الثالثة فجاءها النبي (ص) فأخرجت الصبية إليه فإذا نفسها تقعقع في صدرها ومع النبي (ص) ناس من أصحابه فذرفت عيناه حتى قبض على لحيته ففطن بهم وهم ينظرون إليه ، فقال مالكم تنظرون ، قالوا : يا رسول الله رأيناك رققت ، قال : رحمة يضعها الله عز وجل حيث يشاء وإنما يرحم الله غدا من عباده الرحماء ، المصدر ( المعجم الكبير ج:1 ص:135 ).

 

- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : وعن السائب بن يزيد : أن النبي (ص) لما هلك ابنه طاهر ذرفت عين النبي (ص) ، فقيل : يا رسول الله بكيت ، فقال النبي (ص) : إن العين تذرف وإن الدمع يغلب وإن القلب يحزن ولا نعصي الله عز وجل ، رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيى بن يزيد بن عبد الملك النوفلي وهو ضعيف وعن عبد الرحمن بن عوف ، قال : بعثت ابنة لرسول الله (ص) إن ابنتي مغلوبة ، فقال : للرسول قل لها : إن لله ما أخذ وله : ما أعطى ، ثم بعثت إليه الثانية ، فقال لها مثل ذلك ، ثم بعثت إليه الثالثة فجاءها في ناس من أصحابه فأخرجت إليه الصبية ونفسها تقعقع في صدرها فرق عليها فذرفت عيناه ففطن به بعض أصحابه وهم ينظرون إليه حين ذرفت عيناه ، فقال : ما لكم تنظرون رحمة الله يضعها حيث يشاء إنما يرحم الله من عباده الرحماء ، رواه البزار والطبراني في الكبير بنحوه الا أنه قال : استعز بامامة بنت أبي العاص فبعث زينب بنت رسول الله (ص) ، وفيه الوليد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ولم أجد من ذكره ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:3 ص:18 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : ثم إن هذا القائل أيد ما ادعاه من أن الصواب قول من ، قال : ابنتي لا ابني بما رواه الطبراني من طريق الوليد بن ابراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبيه ، عن جده ، قال : استعز بامامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله (ص) إليه تقول له فذكر نحو حديث أسامة ، وقوله استعز بضم التاء المثناة من فوق وكسر العين المهملة وتشديد الزاي أي اشتد بها المرض وأشرفت على الموت ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:73 ).

 


 

المخالف : وهل هناك من مورد آخر ؟.

 

الموالي : المورد الثالث البكاء على الحمزة :

 

- ففي مصنف عبد الرزاق : 6694 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة ، قال : لما رجع رسول الله (ص) من أحد سمع لأهل المدينة نحيبا وبكاء ، فقال : ما هذا قيل الأنصار تبكي على قتلاهم ، فقال النبي (ص) : لكن حمزة لا بواكي له فبلغ ذلك الأنصار فجمعوا نساءهم وأدخلوهم دار حمزة يبكين فسمعهن رسول الله (ص) ، فقال : ما هذا ، فقيل : إن الأنصار حين سمعوك تقول لكن حمزة لا بواكي له جمعوا نساءهم يبكين عليه ، فقال النبي (ص) للأنصار : خيرا ونهاهم عن النياحة ، المصدر ( مصنف عبد الرزاق ج:3 ص:561 ).

 

- وقال في المستدرك : 4891 - حدثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا : الحسن بن علي بن عفان ، ثنا : أبو أسامة بن زيد ، عن نافع ، عن ابن عمر (ر) ، قال : رجع رسول الله (ص) يوم أحد فسمع نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن ، فقال : لكن حمزة لا بواكي له ، الحديث ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:217 ).

 

- وقال في المعجم الكبير : 12096 - حدثنا : محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، ثنا : يحيى بن مطيع الشيباني ، ثنا : يحيى بن عبد الملك بن أبي عتبة ، عن أبيه ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس ، قال : لما رجع رسول الله من أحد بكت نساء الأنصار على شهدائهم فبلغ ذلك النبي (ص) ، فقال : لكن حمزة لا بواكي له فرجعت الأنصار ، فقالت لنسائهن : لا تبكين أحدا حتى تندبن حمزة ، قال : فذاك فيهم إلى اليوم لا تبكين الا بدين بحمزة ، المصدر ( المعجم الكبير ج:11 ص:391 ).

 

- وقال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : وعن ابن عباس ، قال : لما رجع رسول الله (ص) من أحد بكت نساء الأنصار على شهدائهم فبلغ ذلك النبي (ص) ، فقال : لكن حمزة لا بواكي له فرجعت الأنصار ، فقلن لنسائهم : لا تبكين أحدا حتى تبدأن بحمزة ، قال : فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتا الا بدأن بحمزة ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:6 ص:120 ).

 

- وقال في الطبقات : وبكت الأنصار على قتلاهم فسمع ذلك رسول الله (ص) ، فقال : لكن حمزة لا بواكي له فجاء نساء الأنصار إلى باب رسول الله (ص) فبكين على حمزة فدعا لهن رسول الله (ص) وأمرهن بالانصراف فهن إلى اليوم إذا مات الميت من الأنصار بدأ النساء فبكين على حمزة ، ثم بكين على ميتهن ، المصدر ( الطبقات الكبرى ج:2 ص:44 ).

 

- وقال أيضا : وكان حمزة أول من صلى رسول الله عليه ذلك اليوم من الشهداء وكبر عليه أربعا ثم جمع إليه الشهداء فكلما أتي بشهيد وضع إلى جنب حمزة فصلى عليه وعلى الشهيد حتى صلى عليه سبعين مرة وسمع رسول الله (ص) البكاء في بني عبد الأشهل على قتلاهم ، فقال رسول الله (ص) : لكن حمزة لا بواكي له فسمع ذلك سعد بن معاذ فرجع إلى نساء بني عبد الأشهم فساقهن إلى باب رسول الله (ص) فبكين على حمزة فسمع ذلك رسول الله (ص) فدعا لهن وردهن ، فلم تبك امرأة من الأنصار بعد ذلك إلى اليوم على ميت الا بدأت بالبكاء على حمزة ، ثم بكت على ميتها ، المصدر ( الطبقات الكبرى ج:3 ص:11 ).

 

- وقال في مسند إسحاق راهويه : 1174 - أخبرنا : النضر بن شميل ، نا : محمد بن عمرو حدثني محمد بن ابراهيم ، عن عائشة ، قالت : مر رسول الله (ص) حين انصرف علي بني عبد الأشهل فإذا نسائهم يبكين على قتلاهم وكان استمر القتل فيهم يومئذ ، فقال رسول الله (ص) : لكن حمزة لا بواكي له ، قال : فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد على حمزة فجعلت عائشة تبكي معهن فنام رسول الله (ص) فاستيقظ عند المغرب فصلى المغرب ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله (ص) لعشاء الآخرة فصلى العشاء ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله (ص) ونحن نبكي ، فقال : الا أراهن يبكين حتى الآن مروهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن ، المصدر ( مسند إسحاق بن راهويه ج:2 ص:599 ).

 

التعليق على هذه الروايات:

 

- فهذه الروايات تبين لنا جواز البكاء على الميت بل يشم منه أنه أمر مطلوب والا فلماذا النبي (ص) عندما لم يسمع من يبكي على عمه تأذى ، وقال : لكن حمز لا بواكي له فإذا كان هذا الأمر غير مرغوب فالأفضل له أن لا يبكيه أحد ولكن الرسول كان يرغب لأن يبكى على عمه الحمزة ، والأمر الآخر في هذه الروايات يتضح لنا من هذه الروايات أن البكي كان مع سوت والا فكيف سمعهن النبي (ص) وهو في الطريق أو وهو نائم فلابد وأنه كان مع السوت ، الأمر الثالث في هذه الروايات تبين لنا بأن النبي (ص) دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن وهذا هو الأمر الواقع والذي نعهده من أخلاق النبي الأكرم ويوافق القرآن الكريم وسيرة الأطهار ولكن وللأسف نجد روايات أخرى تقول : بأن النبي (ص) ، قال : ويحهن وويلهن من مثل هذه الروايات :

 

- ففي سنن البيهقي : 6946 - أخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ : أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ، ثنا : الحسن بن مكرم ، ثنا : عثمان بن عمر ، ثنا : أسامة بن زيد ، حدثني : الزهري ، عن أنس بن مالك ، قال : لما رجع رسول الله (ص) من أحد سمع نساء الأنصار يبكين ، فقال : لكن حمزة لا بواكي له فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين لحمزة فنام رسول الله (ص) ، ثم استيقظ وهن يبكين ، فقال : يا ويحهن ما زلن يبكين منذ اليوم فليسكتن ولا يبكين على هالك بعد اليوم ، وقد قيل ، عن أسامة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:70 ).

 

- وقال في سنن ابن ماجه : 1591 - حدثنا : هارون بن سعيد المصري ، ثنا : عبد الله ابن وهب ، أنبأنا : أسامة بن زيد ، عن نافع ، عن ابن عمر : أن رسول الله (ص) مر بنساء عبد الأشهل يبكين هلكاهن يوم أحد ، فقال رسول الله (ص) : لكن حمزة لا بواكي له فجاء نساء الأنصار يبكين حمزة فاستيقظ رسول الله (ص) ، فقال : ويحهن ما انقلبن بعد مروهن فلينقلبن ولا يبكين على هالك بعد اليوم ، المصدر ( سنن ابن ماجه ج:1 ص:507 ).

 

- وقال في المستدرك : 4883 - أخبرنا : أبو العباس المحبوبي بمرو ، ثنا : سعيد بن مسعود ، ثنا : عبيد الله بن موسى ، أنا : أسامة بن زيد ، عن نافع ، عن ابن عمر (ر) ، قال : رجع رسول الله (ص) يوم أحد فسمع نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن ، فقال : لكن حمزة لا بواكي له فجئن نساء الأنصار فبكين على حمزة عنده ورقد فاستيقظ وهن يبكين ، فقال : يا ويلهن إنهن لها هنا حتى الآن مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم ، صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:215 ) ، وراجع المصادر التالية: الأحاديث المختارة ج:7 ص:179 والمستدرك على الصحيحين ج:1 ص:537 ومصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:367 والمعجم الكبير ج:3 ص:146 ومسند أبي يعلى ج:6 ص:293 ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:92 ومصنف ابن أبي شيبة ج:3 ص:63 والاستذكار ج:3 ص:68 ومصنف ابن أبي شيبة ج:7 ص:367 والمعجم الكبير ج:3 ص:146 ومسند أبي يعلى ج:6 ص:271 ومسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:84 وتنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج:2 ص:163 ).

 


 

المخالف : ماهو اشكالك على الرواية ؟.

 

الموالي : اشكالي على الرواية هو التالي : أقول الذي يطلع على هذه الرواية يجد هذه الكلمة ويحهن وفي بعضها ويلهن من الرسول (ص) ولا أعرف هل أراد النبي منها هو التأنيب لهولاء النسوة اللواتي أتين بسبب طلبه واتى أزواجهن بهن لأجل ادخال السرور على قلبه أم أنه أراد منها المدح لهن ولم نعلم بأن المدح والشكر يكون بمثل هذه الكلمة والتي يستشعر منها الذم بكل وضوح ، وهل هذا الأمر يتناسب مع سيرته وأخلاقه الربانية وهو يقول لقد أدبني ربي فأحسن تأديبي والقرآن يقول وإنك لعلى خلق عظيم ، ويقول : إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ولأن هذه الروايات تتعارض مع الروايات السابقة والتي تقول ، فقال النبي (ص) للأنصار : خيرا وفي بعضها مروهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن.

 


 

المخالف : وهل هناك من اشكال آخر في الرواية ؟.

 

الموالي : نعم هناك نقطة أخرى وهي قوله ولا يبكين على هالك بعد اليوم ، في بعض من تلك الروايات لم أفهم المراد منها وهي قوله (ص) فليبكين ولا يبكين على هالك بعد اليوم ، هل يعني حرمة البكي من بعد ذلك اليوم ، فإن كان هو المراد فهذا يخالف كل الروايات المتقدمة والآتية فالروايات المتقدمة بينت بكاء النبي على إبراهيم وعلي بنت زينب امامة وهناك روايات آتية سوف تبين لنا بوضوح التام أن البكاء من الأمور التي اباحتها الشريعة بعد واقعة أحد ولآخر عهد النبي وكذلك في عهد الصحابة ، وعلى هذا أقول لم أعرف المراد من هذا المقطع في ذيل هذه الروايات ولعل البيهقي في سننه يحاول أن يحل هذا الاشكال في هذه الرواية ، فقال :

 

- ففي سنن البيهقي الكبرى : 6947 - حدثنا : أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ : أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ، ثنا : سعيد بن مسعود ، ثنا : عبيد الله بن موسى ، أنبأ : أسامة بن زيد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : رجع رسول الله (ص) يوم أحد فسمع نساء بني عبد الأشهل يبكين على هلكاهن ، فقال : لكن حمزة لا بواكي له فجئن نساء الأنصار فبكين على حمزة عنده ورقد فاستيقظ وهن يبكين ، فقال : يا ويحهن إنهن لها هنا حتى الآن مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم وقوله ولا يبكين على هالك بعد اليوم إن أراد به العموم كان كقوله في حديث بن عتيك فإذا وجب فلا تبكين باكية ويحتمل أن يكون المراد به على هالك من شهداء أحد فكأنه قال حسبكن ما بكيتن عليهم وقد وردت الرخصة في البكاء بعد الموت بدمع العين وحزن القلب فيكون حديث جابر ابن عتيك محمولا على الاختيار والله أعلم ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:70 ).

 


 

المخالف : فهل انتهت الأدلة أم أن هناك أدلة أخرى ؟.

 

الموالي : الموقف الثالث تصرف عمر امام النبي (ص) ، طلب النبي (ص) من عمر : إن يترك النسوة يبكين ، موقف النبي (ص) من عمر عندما أراد أن يسكت النساء الآتي يبكين على فقيدهن فنهاه النبي ، عن ذلك واليكم هذه الروايات :

 

- ففي المستدرك : 1406 - حدثنا : أبو بكر أحمد بن ابراهيم الفقيه الإسماعيلي ، ثنا : أبو جعفر محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا : هارون بن اسحاق الهمداني ، ثنا : عبدة بن سليمان ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن أبي هريرة ، قال : خرج النبي (ص) على جنازة ومعه عمر بن الخطاب فسمع نساء يبكين فزبرهن عمر ، فقال رسول الله (ص) : يا عمر دعهن فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد قريب ، هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:537 ).

 

- وفي مسند أبي يعلى : 6405 - حدثنا : عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا : عبد الرحيم ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن عمرو بن الأزرق ، عن أبي هريرة ، قال : مر على رسول الله (ص) بجنازة معها نساء يبكين فنهاهن عمر بن الخطاب ، فقال النبي (ص) : دعهن يا بن الخطاب فإن النفس مصابة والعين دامعة والعهد قريب ، المصدر ( مسند أبي يعلى ج:11 ص:290 ).

 

- وفي مسند الامام أحمد : 8382 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : محمد بن بشر ، ثنا : هشام بن عروة ، حدثني : وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمر وبن عطاء ، عن عمرو بن الأزرق ، قال : توفى بعض كنائن مروان فشهدها الناس وشهدها أبو هريرة ومعها نساء يبكين فأمرهن مروان ، فقال أبو هريرة : دعهن فانه مر على رسول الله (ص) جنازة معها بواك فنهرهن عمر رحمه الله ، فقال له رسول الله (ص) : دعهن فإن النفس مصابة والعين دامعة والعهد حديث ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:333 ).

 

- وفي مسند الطياليسي : 2598 - حدثنا : يونس ، قال : حدثنا : أبو داود ، قال : حدثنا : قيس ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، قال : توفى بعض كنائز مروان فحضر الجنازة مروان وأبو هريرة معه ، قال : فسمع مروان نساء يبكين فشد عليهن أو صاح بهن ، فقال له أبو هريرة : يا أبا عبد الملك إنا كنا مع رسول الله (ص) في جنازة فرآى عمر نساء يبكين فتناولهن أو صاح بهن ، فقال رسول الله (ص) : يا عمر دع فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد حديث ، المصدر ( مسند أبي داود الطيالسي ج:1 ص:339 ).

 


 

المخالف : وهل عندكم مواقف أخرى من عمر بحضور النبي (ص) ؟.

 

الموالي : نعم هناك موقف آخر لعمر مع النبي (ص) :

 

- ففي المستدرك : 4869 - أخبرنا : أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار ، ثنا : أبو إسماعيل محمد بن اسماعيل ، ثنا : حبان بن هلال ، ثنا : حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس (ر) ، قال : لما مات عثمان بن مظعون ، قالت : امرأته هنيئا لك الجنة يا عثمان بن مظعون فنظر اليها رسول الله (ص) ، وقال : وما يدريك ، قالت : يا رسول الله فارسك وصاحبك ، فقال رسول الله (ص) : إني رسول الله وما أدري ما يفعل بي فأشفق الناس على عثمان فلما ماتت زينب بنت رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : الحقوها بسلفنا الخير عثمان بن مظعون فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فأخذ رسول الله (ص) يده ، وقال : مهلا يا عمر ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:3 ص:210 ).

 

- وفي مسند الامام أحمد : 2127 - حدثنا عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : يزيد : أنا : حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن يوسف بن مهران ، عن ابن عباس ، قال : لما مات عثمان بن مظعون ، قالت امرأة : هنيئا لك الجنة عثمان بن مظعون فنظر رسول الله (ص) اليها نظر غضبان ، فقال : وما يدريك ، قالت : يا رسول الله فارسك وصاحبك ، فقال رسول الله (ص) : والله إني رسول الله وما أدري ما يفعل بي فأشفق الناس على عثمان ، فلما ماتت زينب ابنة رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : الحقي بسلفنا الصالح الخير عثمان بن مظعون فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فأخذ رسول الله (ص) بيده ، وقال : مهلا يا عمر ، ثم قال : ابكين وإياكن ونعيق الشيطان ، ثم قال : إنه مهما كان من العين والقلب فمن الله عز وجل ومن الرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:1 ص:237 ).

 

- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : فلما ماتت زينب ابنة رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوط فأخذ رسول الله (ص) بيده ، وقال : مهلا يا عمر ، ثم قال : ابكين وإياكن ونعيق الشيطان ، ثم قال : إنه مهما كان من القلب والعين فمن الله عز وجل ومن الرحمة وما كان من القلب ومن اللسان فمن الشيطان رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثوق وزاد في رواية وقعد رسول الله (ص) إلى شفير القبر وفاطمة إلى جنبة تبكي فجعل رسول الله (ص) يمسح عن فاطمة بثوبه رحمة لها ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:3 ص:17 ).

 

- وفي تحفة الأحوذي : بلفظ ، قال : ماتت زينب بنت رسول الله (ص) فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوطه فأخره رسول الله (ص) بيده ، وقال : مهلا يا عمر ، ثم قال : إياكن ونعيق الشيطان ، ثم قال : إنه مهما كان من العين ومن القلب فمن الله عز وجل ومن الرحمة وما كان من اليد ومن اللسان فمن الشيطان انتهى ( وقرظة بن كعب ) لينظر من أخرجه قوله : ( وأبي هريرة ) أخرجه أحمد والنسائي ، قال : مات ميت من آل رسول الله (ص) فاجتمع النساء يبكين عليه ، فقام عمر ينهاهن ويطردهن ، فقال رسول الله (ص) دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب انتهى ، المصدر ( تحفة الأحوذي ج:4 ص:75 ).

 

- وفي سنن ابن ماجه : 1587 - فرآى عمر امرأة أي تبكي فصاح بها للزجر والتهديد وروى أحمد ، عن ابن عباس ، قال : ماتت زينب بنت رسول الله (ص) فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوط فأخره النبي (ص) بيده ، وقال : مهلا يا عمر ، ثم قال : وإياكن ونعيق الشيطان الحديث ، المصدر ( شرح سنن ابن ماجه ج:1 ص:114 ).

 

- ففي السنن الكبرى : 1986 - أنبأ : علي بن حجر ، قال : حدثنا : إسماعيل وهو بن جعفر ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء أن سلمة بن الأزرق ، قال : سمعت أبا هريرة ، قال : مات ميت من آل رسول الله (ص) فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهن ويطردهن ، فقال رسول الله (ص) : دعهن يا عمر فإن العين دامعة والفوآد مصاب والعهد قريب ، المصدر ( السنن الكبرى ج:1 ص:610 ).

 

- وفي سنن النسائي : 1859 - أخبرنا : علي بن حجر ، قال : حدثنا : إسماعيل هو بن جعفر ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء أن سلمة بن الأزرق ، قال : سمعت أبا هريرة ، قال : مات ميت من آل رسول الله (ص) فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهن ويطردهن ، فقال رسول الله (ص) : دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب ، المصدر ( سنن النسائي (المجتبى) ج:4 ص:19 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : في حديث أبي هريرة الذي رواه النسائي وابن ماجه عنه ، قال : مات ميت في آل رسول الله (ص) فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهن ويطردهن ، فقال رسول الله (ص) : دعهن يا عمر فإن العين دامعة والقلب مصاب والعهد قريب ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:78 ).

 

- وفي سبل السلام : فإن البكاء غير منهي عنه كما يدل له : ما أخرجه النسائي ، عن أبي هريرة ، قال : مات ميت من آل رسول الله (ص) فاجتمع النساء يبكين عليه فقام عمر ينهاهن ويطردهن ، فقال له (ص) : دعهن يا عمر فإن العين تدمع والقلب مصاب والعهد قريب والميت هي زينب بنته (ص) كما صرح به في حديث بن عباس أخرجه أحمد وفيه أنه قال لهن إياكن ونعيق الشيطان فانه مهما كان من العين ومن القلب فمن الله ومن الرحمة وما كان من اليد واللسان فمن الشيطان فانه يدل على جواز البكاء ، المصدر ( سبل السلام ج:2 ص:115، وفيض القدير ج:3 ص:530 ونيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص:149 والطبقات الكبرى ج:3 ص:398 والبيان والتعريف ج:2 ص:48 تحفة الأحوذي ج:4 ص:75 ).

 


 

المخالف : هل انتهت مواقف عمر أم لا ؟.

 

الموالي : هناك موقف ثالث لعمر امام النبي (ص).

 

- ففي المسند : 1024 - حدثنا : الحميدي ، قال : ثنا : سفيان ، قال : ثنا : بن عجلان ، عن وهب بن كيسان ، عن من سمع أبا هريرة ، يقول : سمع عمر بن الحطاب صوت باكية فنهاها ، فقال له النبي (ص) دعها يا أبا حفص فإن العهد قريب والعين باكية والنفس مصابة ، المصدر ( المسند ج:2 ص:445 ).

 

- وفي شرح معاني الآثار : حدثنا : أحمد بن الحسن ، قال : سمعت سفيان ، يقول ، حدثنا : بن عجلان ، عن وهب بن كيسان ، عن أبي هريرة : أن عمر (ر) أبصر امرأة تبكي على ميت فنهاها ، فقال له رسول الله (ص) دعها يا أبا حفص فإن النفس مصابة والعين باكية والعهد قريب ، المصدر ( شرح معاني الآثار ج:4 ص:293 ).

 


 

المخالف : وهل لديك موقف وتعليق على هذه المواقف ؟.

 

الموالي : نعم عندي أكثر من تعليق هو مايلي ، من تتبع هذه الرواية بدقة وتمعن فانه سوف يجد فيها مجموعة من النقاط والأهداف :

 

الأمر الأول: التصرف الغير مسئول من بعض الصحابة بحضرت النبي الأكرم (ص) وهذا يعتبر أساءة للأدب أمامه (ص) وبحضرته فالمسألة تتعلق بالشرع والتشريع والمشرع موجود بينهم فهل يحق لهم أن يتصرفوا في مسألة شرعية من دون أخذ الاذن من المشرع.

 

الأمر الثاني : الذي موجود هذه الرواية أن البكي على الميت بعد وفاته ، وفي أثناء التشييع وهذا يدل دلالة واضحة على جواز البكاء على الميت قبل الوفاة وبعدها وأنه لا فرق بين الأمرين وهذا رد صريح على من يقول : بأنه يجوز البكي قبل الوفاة ولا يجوز بعدها فقد تبين بأن البكي هنا بعد الوفاة.

 


 

المخالف : هل انتهت المواقف والأدلة من قبل النبي (ص) أم أن هناك مواقف أخرى ؟.

 

الموالي : هناك موقف رابع وهو موقفه (ص) في بيت سعد بن عبادة ، ننقل الروايات المبينة لهذا الموقف لنرى ماذا يحمل هذا الموقف في طياته :

 

- ففي البخاري : 1242 - حدثنا : أصبغ ، عن بن وهب ، قال : أخبرني : عمرو ، عن سعيد بن الحارث الأنصاري ، عن عبد الله بن عمر (ر) ، قال : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي (ص) يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود (ر) فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله ، فقال : قد قضى ، قالوا : لا يا رسول الله فبكى النبي (ص) فلما رأى القوم بكاء النبي (ص) بكوا ، فقال : ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه وكان عمر (ر) يضرب فيه بالعصا ويرمى بالحجارة ويحثى بالتراب ، المصدر ( صحيح البخاري ج:1 ص:439 ).

 

- وفي رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين : 379 - وعن النعمان بن بشير (ر) ، قال : أغمي على عبد الله بن رواحة (ر) فجعلت أخته تبكي وتقول :واجبلاه واكذا واكذا تعدد عليه ، فقال حين أفاق ما قلت شيئا الا قيل لي أنت كذلك ، رواه البخاري وعن ابن عمر (ر) ، قال : اشتكى سعد بن عبادة (ر) شكوى فأتاه رسول الله (ص) يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود (ر) فلما دخل عليه وجده في غشية ، فقال : أقضى ، قالوا : لا يا رسول الله فبكى رسول الله (ص) فلما رأى القوم بكاء النبي (ص) بكوا ، قال : ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم ، متفق عليه ، المصدر ( رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين ج:1 ص:379 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : حدثنا : أصبغ ، عن ابن وهب ، قال : أخبرني : عمرو ، عن سعيد بن الحارث الأنصاري ، عن عبد الله بن عمر (ر) ، قال : اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي يعوده مع عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن مسعود (ر) فلما دخل عليه فوجده في غاشية أهله ، فقال : قد قضى ، قالوا : لا يا رسول الله فبكى النبي فلما رأى القوم بكاء النبي بكوا ، فقال : ألا تسمعون إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو برحم وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، وكان عمر (ر) يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة ويحثي بالتراب ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:104 ).

 


 

المخالف : وهل هناك من مواقف أخرى من النبي (ص) ؟.

 

الموالي : نعم .. هناك موقف خامس والموقف هو بكاء الزهراء (ع).

 


 

المخالف : وما هي علاقة بكاء الزهراء (ع) بالجواز وعدمه ؟.

 

الموالي : موقف الزهراء (ع) بذاته هو حجة ومع ذلك فهنا فيه أمر من النبي (ص).

 


 

المخالف : وما هو هذا الموقف لو تكرمت ؟.

 

الموالي : إليك وهو بكاء الزهراء على ابن عمها جعفر الطيار :

 

- ففي الاستيعاب : وروينا عن ابن عمر (ر) : أنه قال : وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح وقد روى أربع وخمسون جراحة والأول أثبت ولما أتى النبي نعى جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر ودخلت فاطمة (ر) وهي تبكي ، وتقول : واعماه ، فقال رسول الله : على مثل جعفر فلتبك البواكي ، المصدر ( الاستيعاب ج:1 ص:243 ).

 

- وفي تاريخ اليعقوبي : ونعاهم رسول الله ، فقال : أنبت الله لجعفر جناحين من زبرجد يطير بهما من الجنة حيث يشاء واشتد جزعه ، وقال : على جعفر فلتبك البواكي وتأمر خالد بن الوليد على الجيش ، قال : أسماء بنت عميس الخثعمية وكانت امرأة جعفر وأم ولده جميعا دخل علي رسول الله ويدي في عجين ، فقال : يا أسماء أين ولدك فأتيته بعبد الله ومحمد وعون فأجلسهم جميعا في حجره وضمهم إليه ومسح على رؤوسهم ودمعت عيناه ، فقلت : بأبي وأمي أنت يا رسول الله لم تفعل بولدي كما تفعل بالأيتام لعله بلغك ، عن جعفر شيء فغلبته العبرة ، وقال : رحم الله جعفرا فصحت واويلاه واسيداه ، فقال : لا تدعي بويل ولا حرب وكل ما قلت : فانت صادقة فصحت واجعفراه وسمعت صوتي فاطمة بنت رسول الله فجاءت وهي تصيح وابن عماه فخرج رسول الله يجر رداءه ما يملك عبرته وهو يقول : على جعفر فلتبكي البواكي ، ثم قال : يا فاطمة اصنعي لعيال جعفر طعاما فانهم في شغل فصنعت لهم طعاما ثلاثة أيام فصارت سنة في بني هاشم ، المصدر ( تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:65 ).

 


 

المخالف : ولماذا تأتي به كدليل على جواز البكي ؟.

 

الموالي : لأنها صحابية وزوجة صحابي ولأنها من السلف الصالح ولأنها من أهل البيت الذين هم عدل القرآن.

 


 

المخالف : وما هي الروايات ؟.

 

الموالي : اليك الروايات :

 

بكاء الزهراء (ع) على الرسول (ص) :

 

- ففي مسند إسحاق بن راهويه : 14 - 2111 - أخبرنا : عبد الرزاق نا : معمر ، عن ثابت ، عن أنس : أن فاطمة بكت أباها ، فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه أتى جبريل ينعاه ، صحيح رجاله ثقات كلهم ، المصدر ( مسند إسحاق بن راهويه ج:5 ص:14 ).

 

- وفي صحيح ابن حبان : 6621 - أخبرنا : أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ، حدثنا : عبد الله بن الرومي ، حدثنا : عبد الرزاق ، أخبرنا : معمر ، عن ثابت ، عن أنس : أن فاطمة بكت رسول الله (ص) ، فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه إلي جبريل أنعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، المصدر ( صحيح ابن حبان ج:14 ص:591 ).

 

- وفي السنن الكبرى : 1971 - أنبأ : إسحاق بن ابراهيم ، قال : أنبأ : عبد الرزاق ، قال : أنبأ : معمر ، عن ثابت ، عن أنس : أن فاطمة بكت على رسول الله (ص) حين مات ، فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه إلى جبريل أنعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، المصدر ( السنن الكبرى ج:1 ص:606 ).

 

- وفي سنن النسائي : 1844 - أخبرنا : إسحاق بن ابراهيم ، قال : أنبأنا : عبد الرزاق ، قال : حدثنا : معمر ، عن ثابت ، عن أنس : أن فاطمة بكت على رسول الله (ص) حين مات ، فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه إلى جبريل ننعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، المصدر ( سنن النسائي (المجتبى) ج:4 ص:12 ).

 

- وفي مصنف عبد الرزاق : 6673 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن فاطمة بكت رسول الله (ص) : يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه إلى جبريل أنعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، المصدر ( مصنف عبد الرزاق ج:3 ص:553 ).

 

- وفي المعجم الكبير : 1028 - حدثنا : إسحاق بن ابراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن فاطمة بكت رسول الله (ص) ، فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه إلى جبريل أنعاه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه ، المصدر ( المعجم الكبير ج:22 ص:415 ).

 

بكاء جابر على أبيه ولم ينهاه الرسول (ص) :

 

- ففي سنن النسائي : 1845 - أخبرنا : عمرو بن يزيد ، قال : حدثنا : بهز بن أسد ، قال : حدثنا : شعبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر : أن أباه قتل يوم أحد ، قال : فجعلت أكشف عن وجهه وأبكي والناس ينهوني ورسول الله (ص) لا ينهاني وجعلت عمتي تبكيه ، فقال رسول الله (ص) : لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ، المصدر ( سنن النسائي (المجتبى) ج:4 ص:13 ).

 

- وفي السنن الكبرى : 1972 - أنبأ : عمرو بن يزيد ، قال : حدثنا : بهز بن أسد ، قال : حدثنا : شعبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر : أن أباه قتل يوم أحد ، قال : فجعلت أكشف عن وجهه وأبكي والناس ينهوني ورسول الله (ص) لا ينهاني وجعلت عمتى تبكيه ، فقال رسول الله (ص) : لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ، المصدر ( السنن الكبرى ج:1 ص:606 ).

 

- وفي مسند ابن الجعد : 1666 - حدثني : خلاد بن أسلم ، أنا : النضر بن شميل ، أنا : شعبة وحدثني : هارون أبو موسى ، نا : وهب ، وحدثنا : علي بن مسلم ، نا : أبو داود ، وحدثنا : محمد بن اسحاق ، نا : يحيى بن أبي بكير ، وحدثنا : محمد بن علي ، نا : عفان ، قالوا ، نا : شعبة واللفظ لحديث النضر ، قال : نا : محمد بن المنكدر ، قال : سمعت جابرا ، قال : قتل أبي يوم أحد فجئت إليه وقد مثل به وهو مغطى الوجه فكشفت عن وجهه فجعلت أبكي فجعل الناس ينهوني ورسول الله (ص) لا ينهاني وجعلت فاطمة بنت عمرو عمتي تبكيه ، فقال رسول الله (ص) : لا تبكيه أو ما تبكيه فما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ، المصدر ( مسند ابن الجعد ج:1 ص:252 ).

 

- وفي سنن النسائي: 1845 - أخبرنا : عمرو بن يزيد ، قال : حدثنا : بهز بن أسد ، قال : حدثنا : شعبة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر : أن أباه قتل يوم أحد ، قال : فجعلت أكشف عن وجهه وأبكي والناس ينهوني ورسول الله (ص) لا ينهاني وجعلت عمتي تبكيه ، فقال رسول الله (ص) : لا تبكيه ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ، المصدر ( سنن النسائي (المجتبى) ج:4 ص:13 ).

 

- وفي نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ، عن جابر ، قال : أصيب أبي يوم أحد فجعلت أبكي فجعلوا ينهوني ورسول الله (ص) لا ينهاني فجعلت عمتي فاطمة تبكي ، فقال النبي (ص) : تبكين أولا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه ، متفق عليه ، المصدر ( نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار ج:4 ص :149 ).

 

- وفي مسند الامام أحمد : 14223 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : محمد بن جعفر وحجاج ، قالا ، ثنا : شعبة ، قال : سمعت محمد بن المنكدر ، قال : سمعت جابر ابن عبد الله ، قال : لما قتل أبي ، قال : جعلت أكشف الثوب عن وجهه ، قال : فجعل القوم ينهوني ورسول الله (ص) لا ينهاني ، قال : فجعلت عمتي فاطمة بنت عمرو تبكي ، فقال رسول الله (ص) : أتبكين أولا تبكين ما زالت الملائكة تظله بأجنحتهم حتى رفعتموه ، قال حجاج في حديثه : تظلله ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:3 ص:298 وسنن النسائي (المجتبى) ج:4 ص:13 وتغليق التعليق ج:4 ص:110 ).

 

موقف لبعض الصحابة والتابعين قول الامام علي (ع) :

 

- ففي سير أعلام النبلاء : ولما رجع على من موقعة صفين جهز الأشتر واليا علي ديار مصر فمات في الطريق مسموما ، فقيل : إن عبدا لعثمان عارضه فسم له عسلا وقد كان علي يتبرم به لأنه صعب المراس فلما بلغه نعيه ، قال : إنا لله مالك وما مالك وهل موجود مثل ذلك لو كان حديدا لكان قيدا ولو كان حجرا لكان صلدا على مثله فلتبك البواكي ، المصدر ( سير أعلام النبلاء ج:4 ص:34 ).

 

- وفي الكامل في التاريخ : وقيل : إنه لما بلغه قتله ، قال : إنا لله وإنا إليه راجعون مالك وما مالك وهل موجود مثل ذلك لو كان من حديد لكان قيدا أو من حجر لكان صلدا علي مثله فلتبك البواكي ، وهذا أصح لأنه لو كان كارها لو يوله مصر وكان الأشتر قد روي الحديث عن عمر وعلي وخالد بن الوليد وأبي ذر ، وروي عنه جماعة ، وقال : أحمد بن صالح كان ثقة ، المصدر ( الكامل في التاريخ ج:3 ص:227 ).

 

- وفي تاريخ اليعقوبي : ولما بلغ عليا قتل محمد بن أبي بكر والأشتر جزع عليهما جزعا شديدا وتفجع ، وقال علي : على مثلك فلتبك البواكي يا مالك وأني مثل مالك ، وذكر محمد بن أبي بكر وتفجع عليه ، وقال : إنه كان لي ولدا ولولدي وولد أخي ، المصدر ( تاريخ اليعقوبي ج:2 ص:194 ).

 

- وفي تاريخ دمشق : أخبرنا : أبو عبد الله الحسين بن محمد ، أنا : أبو الحسن بن أيوب ، أنا : الحسن بن أحمد ابن ابراهيم ، أنا : أحمد بن اسحاق بن نيخاب ، نا : إبراهيم بن الحسين بن علي ، نا : يحيى ، نا : سليمان الجعفي ، قال : وحدثني : أحمد بن بشير ، قال : سمعت عوانة بن الحكم وغيره ، قال : فلما جاء نعي الأشتر ووفاته على علي بن أبي طالب ، قال : { إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ( البقرة : 156 ) } لله مالك ومالك وهو موجود مثل ذلك ولو كان من حديد كان قيدا ولو كان من حجر كان صلدا على مثل مالك فلتبك البواكي ، المصدر ( تاريخ دمشق ج:56 ص:391 ).

 

موقف لسلمة بن الأزرق ولأبي هريرة:

 

- ففي مسند الامام أحمد : 7677 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : عبد الرزاق ، أنا : ابن جريج ، أخبرني : هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو : أنه أخبره : أن سلمة بن الأزرق كان جالسا مع عبد الله بن عمر بالسوق فمر بجنازة يبكى عليها فعاب ذلك عبد الله بن عمر فانتهرهن ، فقال له سلمة بن الأزرق : لا تقل ذلك فاشهد على أبي هريرة لسمعته ، يقول : وتوفيت امرأة من كنائن مروان وشهدها وأمر مروان بالنساء اللاتي يبكين فجعل يطردن ، فقال أبو هريرة : دعهن يا أبا عبد الملك فانه مر على النبي (ص) بجنازة يبكى عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب فانتهر عمر اللاتي يبكين مع الجنازة ، فقال رسول الله (ص) : دعهن يا بن الخطاب فإن النفس مصابة وإن العين دامعة وإن العهد حديث ، قال : أنت سمعته ، قال : نعم ، قال : فالله ورسوله أعلم ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:273 ).

 

- وفيه أيضا : 9282 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : عفان ، قال : ثنا : وهيب ، قال : ثنا : هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سلمة بن الأزرق إنه كان مع عبد الله بن عمر جالسا ذات يوم بالسوق فمر بجنازة يبكي عليها فعاب ذلك بن عمر وانتهرهم ، فقال له سلمة بن الأزرق : لا تقل ذلك يا أبا عبد الرحمن فاشهد على أبي هريرة لسمعته وتوفيت امرأة من كنائن مروان فشهدها مروان فأمر بالنساء اللاتي يبكين فضربن ، فقال له أبو هريرة : دعهن يا أبا عبد الملك فانه مر على رسول الله (ص) بجنازة يبكي عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب رحمه الله فانتهر عمر اللاتي يبكين مع الجنازة ، فقال له رسول الله (ص) : دعهن يا بن الخطاب فإن النفس مصابة وإن العين دامعة وأن العهد لحديث ، قال : أنت سمعته ، فقال : نعم ، قال الله ورسوله أعلم ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:408 ).

 

- وفي تنقيح تحقيق أحاديث التعليق : 987 - قال أحمد ، ثنا : عبد الرزاق ، قال : أخبرني : ابن جريج ، قال : أخبرني : هشام ابن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو : أنه أخبره : أن سلمة بن الأزرق كان جالسا مع عبد الله بن عمر فمر بجنازة يبكى عليها فعاب ذلك عبد الله بن عمر وانتهرهن ، فقال له سلمة بن الأزرق : الا تقل هذا فإني لاشهد على أبي هريرة لسمعته ، يقول وتوفيت امرأة من كنائن مروان وشهدها وأمر مروان بالنساء اللاتي يبكين يطردن ، فقال أبو هريرة : دعهن يا أبا عبد الملك فانه مر على النبي بجنازة يبكى عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب فانتهر عمر النساء اللاتي يبكين مع الجنازة ، فقال رسول الله : دعهن يا ابن الخطاب فإن النفس مصابة والعين دامعة وإن العهد حديث ، قال : أنت سمعته ، قال : نعم ، قال : فالله ورسوله أعلم ، المصدر ( تنقيح تحقيق أحاديث التعليق ج:2 ص 161 ص:162 ).

 

- وفي مصنف عبد الرزاق : 6674 - عبد الرزاق ، عن معمر وبن جريج ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان أيضا : عن محمد بن عمرو : أن سلمة بن الأزرق أخبره : أنه كان جالسا مع بن عمر ذات يوم بالسوق فمر بجنازة يبكى عليها فعاب ذلك بن عمر وانتهرهم ، فقال له سلمة بن الأزرق : لا تقل ذلك يا أبا عبد الرحمن فاشهد على أبي هريرة : سمعته ، يقول وتوفيت امرأة من كنائن مروان فشهدتها فأمر مروان بالنساء اللاتي يبكين أن يضربن ، فقال أبو هريرة : دعهن يا أبا عبد الملك فانه مر النبي (ص) بجنازة يبكى عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب فانتهر عمر اللائي يبكين ، فقال له النبي (ص) : دعهن يا بن الخطاب فالنفس مصابة والعين دامعة وإن العهد حديث ، قال : أنت سمعته ، قال : قلت نعم ، قال الله ورسوله أعلم ، المصدر ( مصنف عبد الرزاق ج:3 ص:553 ص554 ).

 

موقف لعمر :

 

- ففي تاريخ دمشق : واشتكى خالد بعد وهو خارج من المدينة زائرا لأمه ، فقال لها : أحدروني إلى مهاجري فقدمت به المدينة ومرضته فلما ثقل وأظل عمر لقيه لاق على مسيرة ثلاث صادرا ، عن حجه ، فقال له عمر : مهيم ، فقال خالد بن الوليد : ثقيل لما به فطوى ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه واسترجع وجلس ببابه حتى جهز وبكته البواكي ، فقيل لعمر ألا تسمع ألا تنهاهن ، فقال : وما على نساء قريش أن يبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع ولا لقلقة فلما أخرج بجنازته رأى عمر امرأة محتزمة تبكيه وتقول :

 

أنت خير من الف الف من الناس إذا ما كبت وجوه الرجال

أشجاع فأنت أشجع من ليث عرين حميم أبي شبال

أجواد فأنت أجود من سيل دياس يسيل بين الجبال

 

فقال عمر : من هذه ، فقيل : أمه ، فقال : أمه والإله ثلاثا هل قامت النساء عن مثل خالد ، قال : فكان عمر يتمثل في طيه تلك الثلاث في ليلة وبعد ما قدم :

 

نبكي ما وصلت به الندامى ولا تبكي فوارس كالجبال

أولئك إن بكيت أشد فقدا من الاذهاب والعكر الجلال

تمنى بعدهم قوم مداهم فلم يدنوا لأسباب الكمال

 

 المصدر ( تاريخ دمشق ج:16 ص270 ص:271 ).

 

- وفي سير أعلام النبلاء : فيه قصة عزل خالد واقامته بالمدينة ، قال : فلما رأى عمر : إنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحج فخرج معه خالد بن الوليد فاستسقى خارجا من المدينة ، فقال : احذرونى إلى مهاجري فقدمت به أمه المدينة ومرضته حتى ثقل فلقي عمر لاق وهو راجع من الحج ، فقال له : ما الخبر ، فقال خالد : لما به فطوى عمر ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه واسترجع فلما جهز بكته البواكي قيل له ألا تنهاهن ، فقال : وما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة فلما أخرج بجنازته إذا امرأة محرمة تبكيه ، وتقول : أنت خير من الف الف البيت المتقدم وبعده ، المصدر ( سير أعلام النبلاء ج:4 ص:34 ).

 

- وفي الاصابة : وقال : سيف بن عمر في الردة والفتوح بسند له ذكر فيه قصة عزل خالد واقامته بالمدينة ، قال : فلما رأى عمر : إنه قد زال ما كان يخشاه من افتتان الناس به عزم على أن يوليه بعد أن يرجع من الحج فخرج معه خالد بن الوليد فاستسقى خارجا من المدينة ، فقال : احذروني إلى مهاجري فقدمت به أمه المدينة ومرضته حتى ثقل فلقي عمر لاق وهو راجع من الحج ، فقال له : ما الخبر ، فقال خالد : لما به ، فطوى عمر ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه واسترجع فلما جهز بكته البواكي قيل له ألا تنهاهن ، فقال : وما على نساء قريش أن تبكين أبا سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة فلما أخرج بجنازته إذا امرأة محرمة تبكيه ، وتقول :

 

أنت خير من الف الف البيت المتقدم وبعده

أشجاع فأنت أشجع من ليث صهر بن جهم أبي أشبال

أجواد فأنت أجود من سيل أتى يستقل بين الجبال

 

فقال عمر : من هذه ، فقيل : أمه ، فقال : أمه والإله ثلاثا وهل قامت النساء ، عن مثل خالد ، المصدر ( الإصابة في تمييز الصحابة ج:8 ص:98 ).

 

- وفي البخاري : ( 33 باب ما يكره من النياحة على الميت ) ، وقال عمر (ر) : دعهن يبكين على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة والنقع التراب على الرأس واللقلقة الصوت ، المصدر ( صحيح البخاري ج:1 ص:434 ).

 

- وفي فتح الباري : قوله ، وقال عمر : دعهن يبكين على أبي سليمان ، الخ هذا الأثر وصله المصنف في التاريخ الأوسط من طريق الأعمش ، عن شقيق ، قال : لما مات خالد بن الوليد اجتمع نسوة بني المغيرة أي بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وهن بنات عم خالد بن الوليد بن المغيرة يبكين عليه ، فقيل لعمر : أرسل إليهن فانههن فذكره ، وأخرجه بن سعد ، عن وكيع وغير واحد ، عن الأعمش قوله : ما لم يكن نقع أو لقلقة بقافين الأولى ساكنه وقد فسره المصنف بأن النقع التراب أي وضعه على الرأس واللقلقة الصوت أي المرتفع وهذا قول الفراء ، المصدر ( فتح الباري ج:3 ص:161 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : وقال عمر (ر) : دعهن يبكين على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة مطابقته للترجمة ظاهرة وهذا تعليق وصله البيهقي ، عن عبد الله بن يوسف الأصفهاني ، أخبرنا : أبو سعيد بن الأعرابي ، حدثنا : سعدان بن نصر ، حدثنا : أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن شقيق ، قال : لما مات خالد بن الوليد (ر) اجتمع نسوة بني المغيرة يبكين عليه ، فقيل لعمر : أرسل إليهن فانههن ، فقال عمر : ما عليهن أن يهرقن دموعهن على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة وأبو سليمان كنية خالد بن الوليد (ر) ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:82 ).

 

تعليق صغير ومهم على الموقف الآتي :

 

- وأطلب من كل منصف أن يتأمل معي هذه النقولات التاريخية ويرى موقف عمر الغريب في هذه القضية في موت خالد نرى بكي وجز للشعر وعمر لم يحرك ساكنا لماذا  ، الجواب عندكم وليس عندي وهناك موقف من خالد لعمر في أحد فانه تمكن منه ولكن لم يقتله ولم يخبر أحد من الجيش بمكانه سؤال وتعجب.

 

- ففي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : أنه مات بالمدينة واحتجوا في ذلك بما رواه سيف بن عمر ، عن مبشر ، عن سالم ، قال : حج عمر (ر) واشتكى خالد بعده وهو خارج المدينة زائرا لأمه ، فقال لها : قدموني إلى مهاجري فقدمت به المدينة ومرضته فلما ثقل وأظل قدوم عمر لقيه لاق على مسيرة ثلاثة أيام وقد صدر عمر عن الحج ، فقال له عمر : مهيم ، فقال خالد بن الوليد : ثقل لما به فطوى ثلاثا في ليلة فأدركه حين قضى فرق عليه فاسترجع وجلس ببابه حتى جهز وبكته البواكي ، فقيل لعمر ألا تسمع لهذه ، فقال : وما على نساء آل الوليد أن يسفحن على خالد من دموعهن ما لم يكن نقع أو لقلقة ، وقال الموفق في الأنساب ، عن محمد بن سلام ، قال : لم تبق امرأة من نساء بني المغيرة الا وضعت لمتها على قبر خالد أي حلقن رأسها وشققن الجيوب ولطمن الخدود وأطعمن الطعام ما نهاهن عمر ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:83 ).

 

- وفي تاريخ دمشق : أخبرنا : أبو غالب وأبو عبد الله ابنا الحسن بن البنا ، قالا : أنا : أبو جعفر بن المسلمة ، أنا : أبو طاهر المخلص ، نا : أحمد بن سليمان ، نا : الزبير بن بكار ، قال : قال محمد بن سلام ، حدثني : أبان بن عثمان ، قال : لم يبق امرأة من بني المغيرة الا وضعت لمتها على قبر خالد يقول حلقت رأسها ، المصدر ( تاريخ دمشق ج:16 ص278ص:279 ).

 

- وفي الاستيعاب : وذكر محمد بن سلام ، قال : لم تبق امرأة من بني المغيرة الا وضعت لمتها على قبر خالد بن الوليد يقول حلقت رأسها ،  المصدر ( الاستيعاب ج:2 ص:431 ).

 

التعليق على هذه النقولات :

 

- أقول لقد تبين لنا جليا بأن المواقف المخالفة التي وقفها عمر من النهي عن البكاء على الأموات والضرب على ذلك لم يكن مصدره من الشرع المقدس وإنما هي وجهة نظر خاصة بعمر بن الخطاب وإلا لو كان الموقف شرعي فلا يختلف من شخص إلى شخص ففي موت أبو بكر نراه يضرب أم فروة وغيرها من النساء ، وهنا يقال : يطالبهن بالبكاء أمر يحتاج إلى وقفة علمية وتاريخية وتساؤل كبير ما هو الفرق بين خالد وغيره .

 

الموقف الآخر نجد عمر يصرح ، ويقول لم تقم امرأة عن مثل خالد فأين الرسول وأين الامام علي وأين صاحبه أبا بكر فهل خالد أفضل عنهم لا أعلم ولقد صرح الرجل عند موته ، وقال : لو كان خالد حيا لوليته ، الموقف الثالث المقولة التي أتى بها والتي لم يعلم معناها وهي ما لم يكن نقع ولقلقة فهي مقولة لم ترد في السنة النبوية ، ومن ، قال : أنه حديث نبي يحتاج إلى دليل في اثبات ذلك ولقد ناقش في ذلك صاحب كتاب تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري ، فقال : لم تنقل الا عن عمر فقط وفقط.

 

- فقد ، قال في ( تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري 1524 ) الحديث الأول : قال النبي (ص) : ما لم يكن نقع ولا لقلقة ، قلت غريب مرفوعا ولم أجده الا من قول عمر رواه عبد الرزاق في مصنفه في الجنائز ، أنا : معمر ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : قيل لعمر : إن نسوة من بني المغيرة قد اجتمعن في دار خالد بن الوليد يبكين عليه وأنا نكره أن يؤذينك فلو نهيتهن ، فقال عمر : ما عليهن أن يهرقن من دموعهن على أبي سليمان سجلا أو سجلين ما لم يكن نقع أو لقلقة انتهى ، ومن طريق عبد الرزاق رواه الحاكم في المستدرك في فضائل خالد بن الوليد وزاد فيه النقع اللطم واللقلقة الصراخ ، انتهى وسكت عنه ، ورواه البيهقي في سننه ، قال النووي في الخلاصة بسند صحيح.

 

- وذكره البخاري في صحيحه تعليقا في باب الجنائز ، فقال : باب ما يكره من النياحة على الميت ، وقال عمر دعهن يبكين على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة ، قال : والنقع التراب على الرأس واللقلقة الصوت انتهى ، المصدر ( تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزمخشري ج:4 ص:265 ).

 

النقطة الرابعة ما هو المراد من النقع واللقلقة لم أصل بيان وتعريف واضح من أحد من الشراح واليكم كلماتهم وتفسيراتهم :

 

- ففي تاريخ دمشق : قال يونس النقع مد الصوت بالنحيب واللقلقة حركة اللسان نحو الولولة ، المصدر ( تاريخ دمشق ج:16 ص278ص:279 ).

 

- وفي مصنف عبد الرزاق : 6685 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الأعمش ، عن أبي وائل ، قال : لعمر : إن نسوة من بني المغيرة قد اجتمعن في دار خالد بن الوليد يبكين عليه وأنا نكره أن نؤذيك فلو نهيتهن ، فقال : ما عليهن أن يهرقن من دموعهن على أبي سليمان سجلا أو سجلين ما لم يكن نقع أو لقلقة يعني الصراخ ، المصدر ( مصنف عبد الرزاق ج:3 ص:558 ).

 

- وفي فتح الباري : قوله : ما لم يكن نقع أو لقلقة بقافين الأولى ساكنه وقد فسره المصنف بأن النقع التراب أي وضعه على الرأس واللقلقة الصوت أي المرتفع وهذا قول الفراء ، فأما تفسير اللقلقة فمتفق عليه كما قال أبو عبيد في غريب الحديث : وأما النقع فروى سعيد بن منصور ، عن هشيم ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : النقع الشق أي شق الجيوب ، وكذا ، قال : وكيع فيما رواه بن سعد عنه ، وقال : الكسائي هو صنعة الطعام للمأتم كأنه ظنه من النقيعة وهي طعام المأتم والمشهور أن النقعية طعام القادم من السفر كما سيأتي في آخر الجهاد وقد أنكره أبو عبيد عليه ، وقال : الذي رأيت عليه أكثر أهل العلم أنه رفع الصوت يعني بالبكاء ، وقال بعضهم هو وضع التراب على الرأس لأن النقع هو الغبار ، وقيل هو شق الجيوب وهو قول شمر وقيل هو صوت لطم الخدود حكاه الأزهري ، وقال الإسماعيلي : معترضا على البخاري النقع لعمري هو الغبار ولكن ليس هذا موضعه وإنما هو هنا الصوت العالي واللقلقة ترديد صوت النواحة ، انتهى ولا مانع من حمله على المعنيين بعد أن فسر المراد بكونه وضع التراب على الرأس لأن ذلك من صنيع أهل المصائب بل ، قال ابن الأثير : المرجح أنه وضع التراب على الرأس وأما من فسره بالصوت فيلزم موافقته للقلقة فحمل اللفظين علي معنيين أولى من حملهما علي معنى واحد وأجيب بأن بينهما مغايرة من وجه كما تقدم فلا مانع من ارادة ذلك ، المصدر ( فتح الباري ج:3 ص:161 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : فسر البخاري النقع بالتراب وهو بفتح النون وسكون القاف وفي آخره عين مهملة وفسر اللقلقة باللامين والقافين بالصوت ، وقال الإسماعيلي : النقع ههنا الصوت العالي واللقلقة حكاية صوت ترديد النواحة ، وقال ابن قرقول : النقع الصوت بالبكاء ، قال : وبهذا فسره البخاري فهذا كما رأيت ما فسر البخاري النقع الا بالتراب ، قال صاحب (التلويح) : والذي رأيت في سائر نسخ البخاري الذي رأيته يعني فسر النقع بالتراب وروى سعيد بن منصور ، عن هشيم ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، قال : النقع الشق أي شق الجيوب وكذا ، قال : وكيع فيما رواه ابن سعد عنه ، وقال الكسائي : هو صنعة الطعام في المأتم ، وقال أبو عبيد النقيعة طعام القدوم من السفر وفي (المجمل) النقع الصراخ ويقال : هو النقيع وفي (الصحاح) النقيع الصراخ ونقع الصوت واستنقع أي ارتفع ، وفي (الموعب) نقع الصارخ بصوته وانقع إذا تابعه وفي (الجامع) و (الجمهرة) الصوت واختلاطه في حرب أو غيرها ، وقال القزاز : اللقلقة تتابع ذلك كما تفعل النساء في المأتم وهو شدة الصوت ، وقال ابن سيده ، عن ابن الأعرابي تقطيع الصوت وقيل الجلبة ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:83 ).

 

- وفي المغني : وقال عمر (ر) ما على نساء بني المغيرة أن يبكين على أبي سليمان ما لم يكن نقع أو لقلقة ، قال أبو عبد اللقلقة رفع الصوت والنقع التراب يوضع على الرأس ، المصدر ( المغني ج:2 ص:213 ).

 

هذا ما وجدته في شرح الشراح لهذه المقولة الصادرة من عمر وعلى العموم نحن لا تهمنا كثيرا لأنها لم تصدر من النبي (ص) وإنما صدرت من عمر وإن كان الظاهر من كلمة النقع هو الغبار كما ورد في القرآن ، ويضاف إلى ذلك بأنه قد ثبت لنا فيما سبق أن رفع الصوت وسماعه من الآخرين غير محرم وقد مر الكلام عنه فيما مضى فراجع الروايات السابقة يتبين لكم الأمر جليا واضحا ، بعد أن انتهى الكلام من الأدلة المجوزة للبكاء على الميت والتي كانت واضحة الدلالة لمن يريد أن يرجع في تشريعاته إلى النبي الأكرم (ص) فإنني سوف أنتقل الآن إلى بعض الروايات والتي تثار من قبل البعض في مسألة البكاء :

 

الرواية الأولى : والتي يتبين منها أن البكي بعد الموت غير جائز على الميت وهذه هي الرواية :

 

- ففي سنن النسائي: 3195 - أخبرنا : أحمد بن يحيى ، قال : حدثنا : إسحاق بن منصور ، قال : حدثنا : داود يعني الطائي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن جبر : إنه دخل مع رسول الله (ص) على ميت فبكى النساء ، فقال جبر : أتبكين ما دام رسول الله (ص) جالسا ، قال : دعهن يبكين مادام بينهن فإذا وجب فلا تبكين باكية ، المصدر ( سنن النسائي (المجتبى) ج:6 ص:52 ).

 

- وفي سنن البيهقي : 6945 - أخبرنا : أبو أحمد عبد الله بن محمد بن الحسن المهرجاني ، أنبأ : أبو بكر محمد بن جعفر المزكي ، ثنا : محمد بن ابراهيم البوشنجي ، ثنا : بن بكير ، ثنا : مالك ، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر ابن عتيك ، عن عتيك بن الحارث بن عتيك وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه أنه أخبره : أن جابر ابن عتيك أخبره : أن رسول الله (ص) جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب فصاح به فلم يجبه فاسترجع رسول الله (ص) ، وقال : غلبنا عليك يا أبا الربيع فصاح النسوة وبكين فجعل بن عتيك يسكتهن ، فقال رسول الله (ص) : دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية ، قالوا : وما الوجوب يا رسول الله ، قال : إذا مات ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:69 و المستدرك على الصحيحين ج:1 ص:503 وموارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان ج:1 ص:389 وسنن أبي داود ج:3 ص:188 وصحيح ابن حبان ج:7 ص:461 ) ، وهناك مصادر كثيرة ذكرت هذه الرواية المنسوبة للنبي الأكرم (ص) الرد على الرواية ومناقشتها فأقول لابد لنا من موقف من هذه الرواية لأنها تعارض الروايات الأكثر منها والأصرح وموقفنا من الرواية أما بالطرح لها لأنها تخالف الروايات ، المتقدمة والتي سوف أقدم لكم نموذجا منها :

 

- ففي المستدرك : 6825 - أخبرنا : أبو عبد الله الأصبهاني ، ثنا : أحمد بن مهران الأصبهاني ، ثنا : عبد الله بن موسى ، أنبأ : إسرائيل ، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن عطاء ، عن جابر ، عن عبد الرحمن بن عوف (ر) ، قال : أخذ النبي (ص) بيدي فانطلقت معه إلى إبراهيم ابنه وهو يجود بنفسه فأخذه النبي (ص) في حجره حتى خرجت نفسه ، قال : فوضعه وبكى ، قال فقلت : تبكي يا رسول الله وأنت تنهي عن البكاء ، قال : إني لم أنه عن البكاء ولكني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير الشيطان وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب وهذه رحمة ومن لا يرحم لا يرحم ولولا أنه وعد صادق وقول حق وأن يلحق أولانا بأخرانا لحزنا عليك حزنا أشد من هذا وأنا بك يا إبراهيم لمحزونون تبكي العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب ، المصدر ( المستدرك على الصحيحين ج:4 ص:43 ).

 

- وفي مصنف عبد الرزاق : 6694 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن أيوب ، عن عكرمة ، قال : لما رجع رسول الله (ص) من أحد سمع لأهل المدينة نحيبا وبكاء ، فقال : ما هذا قيل الأنصار تبكي على قتلاهم ، فقال النبي (ص) : لكن حمزة لا بواكي له فبلغ ذلك الأنصار فجمعوا نساءهم وأدخلوهم دار حمزة يبكين فسمعهن رسول الله (ص) ، فقال : ما هذا ، فقيل : إن الأنصار حين سمعوك تقول لكن حمزة لا بواكي له جمعوا نساءهم يبكين عليه ، فقال النبي (ص) للأنصار : خيرا ونهاهم عن النياحة ، المصدر ( مصنف عبد الرزاق ج:3 ص:561 ).

 

- وفي مسند أبي يعلى : 6405 - حدثنا : عبد الرحمن بن صالح ، حدثنا : عبد الرحيم ، عن هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن عمرو بن الأزرق ، عن أبي هريرة ، قال : مر على رسول الله (ص) بجنازة معها نساء يبكين فنهاهن عمر بن الخطاب ، فقال النبي (ص) : دعهن يا بن الخطاب فإن النفس مصابة والعين دامعة والعهد قريب ، المصدر ( مسند أبي يعلى ج:11 ص:290 ).

 

- وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد : فلما ماتت زينب ابنة رسول الله (ص) ، قال رسول الله (ص) : الحقي بسلفنا الخير عثمان بن مظعون فبكت النساء فجعل عمر يضربهن بسوط فأخذ رسول الله (ص) بيده ، وقال : مهلا يا عمر ، ثم قال : ابكين وإياكن ونعيق الشيطان ، ثم قال : إنه مهما كان من القلب والعين فمن الله عز وجل ومن الرحمة وما كان من القلب ومن اللسان فمن الشيطان رواه أحمد وفيه علي بن زيد وفيه كلام وهو موثوق وزاد في رواية وقعد رسول الله (ص) إلى شفير القبر وفاطمة إلى جنبة تبكي فجعل رسول الله (ص) يمسح عن فاطمة بثوبه رحمة لها ، المصدر ( مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج:3 ص:17 ).

 

- وفي السنن الكبرى : 1986 - أنبأ : علي بن حجر ، قال : حدثنا : إسماعيل وهو بن جعفر ، عن محمد بن عمرو بن حلحلة ، عن محمد بن عمرو بن عطاء أن سلمة بن الأزرق ، قال : سمعت أبا هريرة ، قال : مات ميت من آل رسول الله (ص) فاجتمع النساء يبكين عليه ، فقام عمر ينهاهن ويطردهن ، فقال رسول الله (ص) : دعهن يا عمر فإن العين دامعة والفوآد مصاب والعهد قريب ، المصدر ( السنن الكبرى ج:1 ص:610 ).

 

- وفي الاستيعاب : وروينا ، عن ابن عمر (ر) : أنه قال : وجدنا ما بين صدر جعفر بن أبي طالب ومنكبيه وما أقبل منه تسعين جراحة ما بين ضربة بالسيف وطعنة بالرمح وقد روى أربع وخمسون جراحة والأول أثبت ولما أتى النبي نعى جعفر أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها في زوجها جعفر ودخلت فاطمة (ر) وهي تبكي ، وتقول : واعماه ، فقال رسول الله : على مثل جعفر فلتبك البواكي ، المصدر ( الاستيعاب ج:1 ص:243 ).

 

- وفي مسند إسحاق بن راهويه : 14 - 2111 - أخبرنا : عبد الرزاق نا : معمر ، عن ثابت ، عن أنس : أن فاطمة بكت أباها ، فقالت : يا أبتاه من ربه ما أدناه يا أبتاه جنة الفردوس مأواه يا أبتاه أتى جبريل ينعاه ، صحيح رجاله ثقات كلهم ، المصدر ( مسند إسحاق بن راهويه ج:5 ص:14 ).

 

- وفي مسند الامام أحمد : 7677 - حدثنا : عبد الله ، حدثني : أبي ، ثنا : عبد الرزاق ، أنا : ابن جريج ، أخبرني : هشام بن عروة ، عن وهب بن كيسان ، عن محمد بن عمرو : أنه أخبره : أن سلمة بن الأزرق كان جالسا مع عبد الله بن عمر بالسوق فمر بجنازة يبكى عليها فعاب ذلك عبد الله بن عمر فانتهرهن ، فقال له سلمة بن الأزرق : لا تقل ذلك فاشهد على أبي هريرة لسمعته ، يقول : وتوفيت امرأة من كنائن مروان وشهدها وأمر مروان بالنساء اللاتي يبكين فجعل يطردن ، فقال أبو هريرة : دعهن يا أبا عبد الملك فانه مر على النبي (ص) بجنازة يبكى عليها وأنا معه ومعه عمر بن الخطاب فانتهر عمر اللاتي يبكين مع الجنازة ، فقال رسول الله (ص) : دعهن يا بن الخطاب فإن النفس مصابة وإن العين دامعة وإن العهد حديث ، قال : أنت سمعته ، قال : نعم ، قال : فالله ورسوله أعلم ، المصدر ( مسند الامام أحمد بن حنبل ج:2 ص:273 ) ، أقول لقد تبين لكم من هذه الروايات بأن البكي كان بعد الموت وليس قبله فلابد من طرح ما يعارضه إذا لم يمكن التأويل ومن هنا نجد بأن بعض الشراح للرواية حاولوا أن يجدوا لها مخرجا بالتأويل ، فقالوا فيها :

 

- ففي سنن البيهقي الكبرى : فقال : يا ويحهن إنهن لها هنا حتى الآن مروهن فليرجعن ولا يبكين على هالك بعد اليوم وقوله ولا يبكين على هالك بعد اليوم ، إن أراد به العموم كان كقوله في حديث بن عتيك فإذا وجب فلا تبكين باكية ويحتمل أن يكون المراد به على هالك من شهداء أحد فكأنه قال : حسبكن ما بكيتن عليهم وقد وردت الرخصة في البكاء بعد الموت بدمع العين وحزن القلب فيكون حديث جابر ابن عتيك محمولا على الاختيار والله أعلم ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:70 ).

 

- وفي الاستذكار ، عن جابر ابن عتيك ، عن عمه ، قال : دخلت مع النبي (ص) على ميت من الأنصار وأهله يبكون عليه ، فقلت أتبكون عليه وهذا رسول الله (ص) ، فقال : دعهن ما دام عندهن فإذا وجب فلا يبكين ، وقوله : (ع) فإذا وجب فلا تبكين باكية يعني بالوجوب الموت فإن المعنى والله أعلم أن الصياح والنياح لا يجوز شيء منه بعد الموت وأما دمع العين وحزن القلب فالسنة ثابتة باباحته وعليه جماعة العلماء بكى رسول الله (ص) على إبراهيم ابنه ، وقال : إنها رحمة من حديث جابر وحديث أنس ، وبكى على زينب ابنته ، فقيل له : تبكي ، فقال : إنما هي رحمة جعلها الله في قلوب عباده ، المصدر ( الاستذكار ج:3 ص:67 ).

 

- وفي فتح الباري : وحكى بن قدامه في المغني ، عن الشافعي أنه يكره لحديث جبر بن عتيك في الموطأ فإن فيه فإذا وجب فلا تبكين باكية يعني إذا مات وهو محمول على الأولويه والمراد لا ترفع صوتها بالبكاء ويمكن أن يفرق بين الرجال والنساء في ذلك لأن النساء قد يفضي بهن البكاء إلى ما يحذر من النوح لقلة صبرهن ، المصدر ( فتح الباري ج:3 ص:159 ).

 

- وفي التمهيد : فقال له رسول الله (ص) : دعهن يعني يبكين حتى يموت ، ثم لا تبكين باكية يريد والله أعلم لا تبكين نياحا ولا صياحا بعد وجوب موته وعلى هذا جمهور الفقهاء أنه لا بأس بالبكاء على الميت ما لم يخلط ذلك بندبه وبنياحة وشق جيب ونشر شعر وخمش وجه ، قال ابن عباس : في مثل هذا من بكاء العين دون نياحة الله أضحك وأبكى وقد مضى هذا المعنى واضحا في باب عبد الله بن أبي بكر والحمد الله ، المصدر ( التمهيد ج:19 ص:203 ).

 

هذه هي الشروح للرواية فبعضها يمكن أن نقبله وهو التفريق بين البكاء والنياحة ، فنقول : بأن المنهي عنه هو النياحة بعد الموت وعلى هذا يقتضي أن نقول بجوازها قبل الموت وهذا قد يقبل وقد لا يقبل ، وأما من فرق في الأمر بين النساء والرجال فأجاز للرجال البكي بعد الموت ومنعه ، عن النساء فأقول الأدلة المتقدمة كلها تعارضه والله أعلم بالصواب.

 

الرواية الثانية : التي تمسك بها البعض في نهيه عن البكاء هي هذه الرواية الميت يعذب ببكاء الحي وما شاكلها :

 

- ففي مسلم : 927 - وحدثني : علي بن حجر السعدي ، حدثنا : علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن ابن عمر ، قال : لما طعن عمر أغمي عليه فصيح عليه فلما أفاق ، قال : أما علمتم أن رسول الله (ص) ، قال : إن الميت ليعذب ببكاء الحي ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:639 ).

 

الرد على هذه الرواية : فأقول بأن هذه الرواية تخالف القرآن وتخالف السنة وتخالف العقل وتخالف كل المرتكزات الشرعية والعرفية فالقران يقول : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ( الأنعام : 164 ) } فما ذنب هذا المؤمن الصالح إذا بكى عليه غيره بعد وفاته ، وأما الروايات التي تقدم ذكرها فقد صرحت ببكاء النبي ومجموعة من الصحابة على أمواتهم ، وأما العقل فهو يحكم بعدم جواز هذا الحكم الجائر وعدم جواز معاقبته بجرم لم يفعله فما ذنب المسكين حتى يتحمل تصرفات غيره ، ولأجل هذا سوف أترك الرد على هذه الرواية للسيدة عائشة فنستمع ونقرأ ما تقوله :

 

- ففي صحيح البخاري : 1226 - حدثنا : عبدان ، حدثنا : عبد الله ، أخبرنا : ابن جريج ، قال : أخبرني : عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، قال : توفيت ابنة لعثمان (ر) بمكة وجئنا لنشهدها وحضرها بن عمر وبن عباس (ر) وإني لجالس بينهما ، أو قال : جلست إلى أحدهما ثم جاء الآخر فجلس إلى جنبي ، فقال عبد الله بن عمر (ر) لعمرو بن عثمان : الا تنهى عن البكاء فأن رسول الله (ص) ، قال : إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ، فقال ابن عباس (ر) : قد كان عمر (ر) ، يقول بعض ذلك ، ثم حدث ، قال : صدرت مع عمر (ر) من مكة حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت ظل سمرة ، فقال : أذهب فأنظر من هؤلاء الركب ، قال : فنظرت فإذا صهيب فأخبرته ، فقال : ادعه لي فرجعت إلى صهيب ، فقلت : ارتحل فالحق أمير المؤمنين فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكي ، يقول : وا أخاه وا صاحباه ، فقال عمر (ر) : يا صهيب أتبكي علي ، وقد قال رسول الله (ص) : إن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه ، قال ابن عباس (ر) : فلما مات عمر (ر) ذكرت ذلك لعائشة (ر) ، فقالت : رحم الله عمر : والله ما حدث رسول الله (ص) إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله (ص) ، قال : إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ، وقالت : حسبكم القرآن : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ( الأنعام : 164 ) } قال ابن عباس (ر) عند ذلك والله { هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ( النجم : 43 ) } قال ابن أبي مليكة : والله ما قال ابن عمر (ر) شيئا ، المصدر ( صحيح البخاري ج:1 ص:432 ).

 

- وفي صحيح مسلم : 929 - فقمت فدخلت على عائشة فحدثتها بما قال ابن عمر ، فقالت : لا والله ما قال رسول الله (ص) قط إن الميت يعذب ببكاء أحد ولكنه ، قال : إن الكافر يزيده الله ببكاء أهله عذابا وإن الله : { هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى ( النجم : 43 ) } و { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ( الأنعام : 164 ) } قال : أيوب ، قال ابن أبي مليكة ، حدثني : القاسم بن محمد ، قال : لما بلغ عائشة قول عمر وبن عمر ، قالت : انكم لتحدثوني ، عن غير كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطيء ، المصدر ( صحيح مسلم ج:2 ص:641 ).

 

- وفي السنن الكبرى : 1985 - أخبرنا : سليمان بن منصور البلخي ، قال : حدثنا : عبد الجبار بن الورد ، قال : سمعت بن أبي مليكة ، يقول : لما هلكت أم أبان حضرت مع الناس فجلست بين عبد الله بن عمر وبين بن عباس فبكين النساء ، فقال ابن عمر : الا تنهى هؤلاء عن البكاء فإني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه ، فقال ابن عباس : قد كان عمر ، يقول بعض ذلك خرجت مع عمر حتى إذا كنا بالبيداء رأى ركبا تحت شجرة ، فقال : انظر من الركب فذهبت فإذا صهيب وأهله فرجعت إليه ، فقلت : يا أمير المؤمنين هذا صهيب وأهله ، فقال : علي بصهيب ، فلما دخلنا المدينة أصيب عمر فجلس صهيب يبكي عنده ، ويقول : وا أخياه وا أخياه ، فقال عمر : يا صهيب لا تبك علي فإني سمعت رسول الله (ص) ، يقول : إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه ، قال : فذكر ذلك لعائشة ، فقالت : أما والله ما تحدثوني هذا الحديث عن كاذبين ولا مكذبين ولكن السمع يخطيء وإن لكم في القرآن لما يشفيكم ألا تزر وازرة وزر أخرى ولكن رسول الله (ص) ، قال : إن ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ، المصدر ( السنن الكبرى ج:1 ص:609 ، وسنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:73 وسنن النسائي (المجتبى) ج:4 ص:18 ومسند إسحاق بن راهويه ج:3 ص:663 وتاريخ دمشق ج:44 ص:447 والعلل الواردة في الأحاديث النبوية ج:2 ص:79 ).

 

- وفي تحفة الطالب : قوله ، قالت عائشة (ر) ما كذب ولكنه وهم ( 63 ) ، عن عبد الله بن عمر (ر) : أن رسول الله (ص) ، قال : إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه فلما بلغ ذلك عائشة (ر) ، قالت : والله ما كذب ابن عمر ولكنه وهم إنما قال رسول الله (ص) : إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ، رواه البخاري ومسلم ، المصدر ( تحفة الطالب ج:1 ص:176 ).

 

- وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري : وفي رواية لمسلم ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : ذكر عند عائشة قول ابن عمر : إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، فقالت : رحم الله أبا عبد الرحمن سمع شيئا فلم يحفظ إنما مرت على رسول الله (ص) جنازة يهودي وهم يبكون عليه ، فقال : انكم تبكون وإنه ليعذب ، وفي رواية أخرى له ذكر عند عائشة : أن ابن عمر يرفع إلى النبي (ص) إن الميت يعذب في قبره ببكاء أهله ، فقالت : وهل ، إنما قال رسول الله (ص) : إنه ليعذب بخطيئته أو بذنبه وإن أهله ليبكون الآن إلى أن يقول .... ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:78 ).

 

- وفي رواية له أيضا : عن عمرة بنت عبد الرحمن : أنها سمعت عائشة ذكر لها : إن عبد الله بن عمر ، يقول : إن الميت ليعذب ببكاء الحي ، فقالت عائشة (ر) : يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما أنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ إنما مر رسول الله (ص) على يهودية تبكي عليها ، فقال : إنهم ليبكون وإنها لتعذب في قبرها ، المصدر ( عمدة القاري شرح صحيح البخاري ج:8 ص:78 ).

 

- وفي سنن البيهقي الكبرى : 6970 - وأخبرنا : أبو عبد الله الحافظ ، ثنا : أبو العباس محمد بن يعقوب ، أنبأ : الربيع بن سليمان ، عن الشافعي رحمه الله ، قال : وما روت عائشة (ر) عن رسول الله (ص) أشبه أن يكون محفوظا عنه (ص) بدلالة الكتاب ثم السنة فإن قيل وأين دلالة الكتاب ، قيل في قول الله عز وجل : { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ( الأنعام : 164 ) } ( وقوله ) : { وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى ( النجم : 39 ) } ( وقوله ) : { فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ @ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ( الزلزلة : 7 - 8 ) } ( وقوله ) : { لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى ( طه : 15 ) } فإن قيل فأين دلالة السنة قيل ، قال رسول الله (ص) لرجل : هذا ابنك ، قال : نعم ، قال : أما إنه لا يجني عليك ولا تجني عليه فاعلم رسول الله (ص) مثل ما أعلم الله عز وجل من أن جناية كل امرئ عليه كما عمله له لا لغيره ولا عليه ، قال الشافعي : وعمرة أحفظ عن عائشة من بن أبي مليكة وحديثها أشبه الحديثين أن يكون محفوظا فإن كان الحديث علي غير ما روى بن أبي مليكة من قول النبي (ص) إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها فهو واضح لا يحتاج إلى تفسير لأنها تعذب بالكفر وهؤلاء يبكون ولا يدرون ما هي فيه وإن كان الحديث ، كما روى بن أبي مليكة فهو صحيح لأن على الكافر عذابا أعلى منه فإن عذب بدونه فزيد في عذابه فيما استوجب وما نيل من كافر من عذاب أدنى من أعلى منه وما زيد عليه من العذاب فباستيجابه لا بذنب غيره في بكائه عليه فإن قيل يزيده عذابا ببكاء أهله عليه قيل يزيده بما استوجب بعمله ويكون بكاؤهم سببا لا أنه يعذب ببكائهم عليه ، وفيما بلغني عن أبي إبراهيم المزني أنه قال : بلغني أنهم كانوا يوصون بالبكاء عليهم أو بالنياحة أو بهما وذلك معصية فمن أمر بها فعملت بأمره كانت له ذنبا كما لو أمر بطاعة فعملت بعده كانت له طاعة فكما يؤجر بما هو سبب له من الطاعة فكذلك يجوز أن يعذب بما هو سبب له من المعصية وبالله التوفيق ، المصدر ( سنن البيهقي الكبرى ج:4 ص:73 ).

 

- وفي خلاصة البدر المنير : 971 - حديث إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه متفق عليه من رواية ابن أبي مليكة ، عن ابن عمر وفي آخره ، قالت عائشة والله ما حدث رسول الله (ص) إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله عليه ولكن رسول الله (ص) ، قال : إن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله عليه ، المصدر ( خلاصة البدر المنير ج:1 ص:278 ).

 

972 - حديث عائشة : أنه ذكر لها قول ابن عمر : إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه يرفعه إلى رسول الله (ص) ، فقالت : يغفر الله لأبي عبد الرحمن : أنه لم يكذب ولكن نسي أو أخطأ إنما مر رسول الله (ص) على يهودية يبكى عليها ، فقال : إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها متفق عليه ، وفي رواية لفظ لهما يرحم الله ابن عمر لا والله ما حدث رسول الله (ص) إن الله ليعذب المؤمن ببكاء أهله إلى آخره ، المصدر ( خلاصة البدر المنير ج:1 ص:278 ).

 

- وفي المحلى : وإن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، قال أبو محمد : هذا الخبر بتمامه يبين معنى ما وهل فيه كثير من الناس من قوله : (ع) إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ، ولاح بهذا أن هذا البكاء الذي يعذب به الميت ليس هو الذي لا يعذب به من دمع العين وحزن القلب فصح أنه البكاء باللسان إذ يعذبونه برياسته التي جار فيها فعذب عليها وشجاعته التي يعذب عليها إذ صرفها في غير طاعة الله تعالى وبجوده الذي أخذ ما جاد به من غير حله ووضعه في غير حقه فأهله يبكونه بهذه المفاخر وهو يعذب بها بعينها وهو ظاهر الحديث لمن لم يتكلف في ظاهر الخبر ما ليس فيه وبالله تعالى التوفيق ، وقد روينا عن ابن عباس : أنه أنكر على من أنكر البكاء على الميت ، وقال : الله أضحك وأبكى ، المصدر ( المحلى ج:5 ص:148 ).

 

وبهذا أكون قد وصلت لنهاية البحث وأثبت فيه جواز البكي على الميت قبل الموت وبعد الموت من الرجال والنساء ، ولا يوجد أي مانع شرعي من ذلك نعم ربما دلت الروايات على عدم جواز النياحة والكلام بما لا يرضي الله سبحانه وتعالى وهذا خارج نطاق البحث.

 

وفي النهاية أسال الله لي ولكم الخير والتسديد والعناية من الله والحمد لله رب العالمين.

 

أبو حسام خليفة عبيد الكلباني العماني

25من شهر شوال 1426 الموافق 27/11/2005م

 

العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس المواضيع