العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس الرواة

 

( زيارة القبور )

 

عدد الروايات : ( 2 )

 

الشيخ محمد بخيت الحنفي - تطهير الفؤاد من دنس الإعتقاد

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 57 / 58 )

 

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

 

- .... وقد روى القاضي عياض في الشفاء ، قال : حدثنا : القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأشعري ، وأبو القاسم أحمد بن بقي وغير واحد فيما أجازوا به ، قالوا : حدثنا : أحمد بن عمر بن دلهات ، حدثنا : علي بن فهر ، حدثنا : محمد بن أحمد بن الفرج ، حدثنا : عبد الله بن السائب ، حدثنا : يعقوب ابن اسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا : ابن حميد ، قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله (ص) ، فقال له مالك : يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد فان الله تعالى أدب قوما ، فقال : { لا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ( الحجرات : 2 ) } ومدح قوما ، فقال : { إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللهِ ( الحجرات : 3 ) } وذم قوما ، فقال : { إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَاء الْحُجُرَاتِ ( الحجرات : 4 ) } الآية وان حرمته ميتا كحرمته حيا فاستكان لها أبو جعفر ، وقال : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله (ص) ، فقال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم (ع) إلى الله تعالى يوم القيامة بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله تعالى ، قال الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ ( النساء : 64 ) } فانظر هذا الكلام من مالك رحمه الله ، وما اشتمل عليه من الزيارة والتوسل بالنبي (ص) وحسن الأدب معه ، وقال القاضي عياض : قال ابن حبيب : وتقول إذا دخلت مسجد الرسول : بسم الله وسلام على رسول الله السلام علينا من ربنا وصلى الله وملائكته على محمد اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك وجنتك واحفظني من الشيطان الرجيم ، ثم أقصد إلى الروضة وهي ما بين القبر ....

 


 

الشيخ محمد بخيت الحنفي - تطهير الفؤاد من دنس الإعتقاد

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 127 / 128 )

 

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

 

- .... وقد صرح أصحابنا بأنه يأتي القبر الكريم فيستدبر القبلة ويستقبل جدار القبر ويبعد من رأس القبر نحو أربع أذرع ، فيسلم علي النبي (ص) ، ثم يتأخر صوب يمينه فيسلم علي أبي بكر (ر) ثم يتأخر أيضا فيسلم عى عمر (ر) ، ثم يرجع إلى موقفه الأول قبالة وجه رسول الله (ص) ويتوسل به في حق نفسه ، ويستشفع به إلى ربه سبحانه وتعالى ويقول حكاية العتبي ، ثم يتقدم إلى رأس القبر فيقف بين القبر والاسطوانة التي هناك ويستقبل القبلة ويحمد الله تعالى ويمجده ويدعو لنفسه ولوالديه ومن شاء بما أحب ، وحاصله أن استقبال القبلة في الدعاء حسن واستقبال القبر أيضا حسن لا سيما حالة الاستشفاع به ومخاطبته ولا أعتقد أن أحدا من العلماء كره ذلك ومن ادعى ذلك فليثبته.

 

- .... وقوله : إن الحكاية عن مالك مكذوبة فقد قدمنا أن هذه الحكاية رواها القاضي عياض ، عن القاضي أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الأشعري ، وأبي القاسم أحمد بن تقي الحاكم وغير واحد فيما أجازوه ، قالوا : حدثنا : أحمد بن عمرو بن دلهاث ، حدثنا : علي بن بهز ، حدثنا : محمد بن أحمد بن أبي الفرج ، حدثنا : أبو الحسن عبد الله ابن المنتاب ، حدثنا : يعقوب بن اسحاق بن أبي إسرائيل ، حدثنا : ابن حميد ، قال : ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكا في مسجد رسول الله (ص) فذكرها إلى أن قال أبو جعفر : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله (ص) ، فقال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم (ع) إلى الله بل استقبله واستشفع به فيشفعك الله تعالى ، هكذا ذكرها القاضي عياض في الشفاء في الباب الثالث في تعظيم أمره ووجوب توقيره وبره (ص) ولم يعقبها بانكار ، ولا ، قال إن مذهبه بخلافها ، بل ، قال في الباب الرابع : في فصل في حكم زيارة قبره : قال مالك في رواية ابن وهب : وهو إذا سلم على النبي (ص) ودعا يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ، ويدنو ويسلم ولا يمس القبر بيده فهذا نص عن مالك من طريق أجل أصحابه وهو عبد الله ابن وهب أحد الأئمة الأعلام صريح في أنه يستقبل عند الدعاء القبر لا القبلة.