العودة لصفحة البداية

العودة لفهرس الرواة

 

( زيارة القبور )

 

عدد الروايات : ( 2 )

 

أحمد زيني دحلان - الدرر السنية في الرد على الوهابية

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 9 / 10 )

 

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

 

- .... وإلى هذا التوسل أشار الإمام مالك (ر) للخليفة المنصور وذلك أنه لما حج المنصور وزار قبر النبي (ص) سأل الإمام مالكا (ر) وهو بالمسجد النبوي ، فقال لمالك : يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله (ص) وأدعو ، فقال له الإمام مالك : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله تعالى بل استقبل واستشفع به فيشفعه الله فيك ، قال الله تعالى : { وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَاؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ( النساء : 64 ) }.

 

ذكره القاضي عياض في الشفاء وساقه بإسناد صحيح.

وذكره الامام السبكي في شفاء السقام.

والسيد السمهودي في خلاصة الوفاء.

والعلامة القسطلاني في المواهب اللدنية.

والعلامة ابن حجر العسقلاني في الجوهر المنظم.

وذكره كثير من أرباب المناسك في آداب الزيارة .

قال العلامة ابن حجر العسقلاني في الجوهر المنظم : رواية ذلك عن مالك جاءت بالسند الصحيح الذي لا مطعن فيه.

وقال العلامة الزرقاني : في شرح المواهب ، ورواها ابن فهد بإسناد جيد ، ورواها القاضي عياض في الشفاء بإسناد صحيح رجاله ثقات ليس في اسنادها وضاع ولا كذاب ، ومراده بذلك الرد على من لم يصدق رواية ذلك عن الإمام مالك ونسب له كراهية استقبال القبر فنسبة الكراهة إلى الإمام مالك مردودة.

 


 

أحمد زيني دحلان - الدرر السنية في الرد على الوهابية

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 22 / 23 )

 

[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]

 

- .... قال العلامة المحقق الكمال بن الهمام : إن استقبال القبر الشريف أفضل من استقبال القبلة.

 

وأما ما نقل عن الامام أبي حنيفة (ر) : أن استقبال القبلة أفضل فهذا النقل غير صحيح ، فقد روى الامام أبو حنيفة نفسه في مسنده عن ابن عمر (ر) : أنه قال : من السنة استقبال القبر المكرم وجعل الظهر للقبلة.

 

وسبق ابن الهمام في النص على ذلك العلامة ابن جماعة فانه نقل استحباب استقبال القبر عن الامام أبي حنيفة (ر) ورد على الكرماني في أنه يستقبل القبلة ، فقال : إنه ليس بشيء ، ثم قال في الجوهر المنظم : ويستدل لاستقبال القبر أيضا بأنا متفقون على أنه (ص) حي في قبره يعلم بزائره وهو (ص) لما كان في الدنيا لم يسع زائره إلا استقباله واستدبار القبلة فكذا يكون الأمر حين زيارته في قبره الشريف (ص) وإذا اتفقنا في المدرس من العلماء بالمسجد الحرام المستقبل للقبلة إن الطلبة يستقبلونه ويستدبرون الكعبة فما بالك به (ص) فهذا أولى بذلك قطعا.

 

وقد تقدم قول الإمام مالك للخليفة المنصور : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى الله بل استقبله واستشفع به ، قال العلامة الزرقاني في شرح المواهب : كتب المالكية طافحة باستحباب الدعاء عند القبر مستقبلا له مستدبرا للقبلة.

 

ثم نقل عن مذهب الامام أبي حنيفة والشافعي والجمهور مثل ذلك ، وأما مذهب الامام أحمد ففيه اختلاف بين علماء مذهبه والراجح عند المحققين منهم استحباب استقبال القبر الشريف كبقية المذاهب ، وكذا القول في التوسل فإن المرجح عند المحققين منهم استحبابه لصحة الأحاديث الدالة على ذلك ليكون المرجح عند الحنابلة ، موافقا لما عليه أهل المذاهب الثلاثة وقد أطال الامام السبكي في شفاء السقام في نقل نصوص أهل المذاهب الأربعة في ذلك ....