( سورة الدهر : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ .... ( الانسان : 1 ) } نزلت في أهل البيت (ع) )
عدد الروايات : ( 26 )
ابن كثير - البداية والنهاية سنة احدى عشرة من الهجرة - إماؤه عليه الصلاة والسلام الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 295 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... ثم ذكر ما مضمونه : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (ص) ، وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلي : لو نذرت ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله ثلاثة أيام ، وقالت : فاطمة كذلك ، وقالت : فضة كذلك ، فألبسهما الله العافية فصاموا ، وذهب علي فاستقرض من شمعون الخيبري ثلاثة آصع من شعير ، فهيأو منه تلك الليلة صاعا فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل ، فقال : أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة ، فأمرهم علي فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل ، فقال : أطعموا اليتيم فأعطوه ذلك وطووا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال : أطعموا الأسير فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال ، فأنزل الله في حقهم : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ ( الانسان : 1 ) } إلى قوله : { لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ( الانسان : 9 ) } وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعا ويسند ذلك إلى ركة الفاظه ، وأن هذه السورة مكية والحسن والحسين إنما ولدا بالمدينة ، والله أعلم.
ابن كثير - السيرة النبوية باب : ذكر عبيده عليه السلام وإمائه وذكر خدمه وكتابه وأمنائه الجزء : ( 4 ) - رقم الصفحة : ( 649 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... ثم أورد بإسناد مظلم ، عن محبوب بن حميد البصري ، عن القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } ثم ذكر ما مضمونه : أن الحسن والحسين مرضا فعادهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا لعلى : لو نذرت ، فقال علي : إن برئا مما بهما صمت لله ثلاثة أيام ، وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : فضة كذلك ، فألبسهما الله العافية فصاموا ، وذهب على فاستقرض من شمعون الخيبري ثلاثة آصع من شعير ، فهيأوا منه تلك الليلة صاعا ، فلما وضعوه بين أيديهم للعشاء وقف على الباب سائل ، فقال : أطعموا المسكين أطعمكم الله على موائد الجنة ، فأمرهم على فأعطوه ذلك الطعام وطووا ، فلما كانت الليلة الثانية صنعوا لهم الصاع الآخر فلما وضعوه بين أيديهم وقف سائل ، فقال : أطعموا اليتيم. فأعطوه ذلك وطووا ، فلما كانت الليلة الثالثة ، قال : أطعموا الأسير ، فأعطوه وطووا ثلاثة أيام وثلاث ليال ، فأنزل الله في حقهم : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ ( الانسان : 1 ) } إلى قوله : { لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ( الانسان : 9 ) } وهذا الحديث منكر ، ومن الأئمة من يجعله موضوعا ويسند ذلك إلى ركة الفاظه ، وأن هذه السورة مكية والحسن والحسين إنما ولدا بالمدينة ، والله أعلم.
الرازي - التفسير الكبير أو مفاتيح الغيب - سورة الانسان : 8 قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 216 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... والشفقة على خلق الله ، وإليه الاشارة بقوله : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } وههنا مسائل :
المسألة الأولى : لم يذكر أحد من أكابر المعتزلة ، كأبي بكر الأصم وأبي علي الجبائي وأبي القاسم الكعبي ، وأبي مسلم الأصفهاني ، والقاضي عبد الجبار بن أحمد في تفسيرهم أن هذه الآيات نزلت في حق علي بن أبي طالب (ع) ، والواحدي من أصحابنا ذكر في كتاب البسيط : أنها نزلت في حق علي (ع) ، وصاحب الكشاف من المعتزلة ذكر هذه القصة ، فروى عن ابن عباس (ر) : أن الحسن والحسين (ع) مرضا ، فعادهما رسول الله (ص) في أناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن ، لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة - جارية لهما - إن شفاهما الله تعالى أن يصوموا ثلاثة أيام ، فشفيا وما معهم شيء ، فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم ، ووضعوها بين أيديهم ليفطروا ، فوقف عليهم سائل ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فآثروه وباتوا ولم يذوقوا الا الماء وأصبحوا صائمين ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم يتيم فآثروه ، وجاءهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي (ع) بيد الحسن والحسين ودخلوا على الرسول عليه الصلاة والسلام ، فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم فرأى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها ، فساءه ذلك ، فنزل جبريل (ع) وقال : خذها يا محمد هناك الله في أهل بيتك ، فأقرأها السورة.
الواحدي النيسابوري - أسباب النزول - سورة الانسان قوله عز وجل : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا } الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 230 / 231 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
844 - قال عطاء ، عن ابن عباس : وذلك أن علي بن أبي طالب (ر) نوبة أجر نفسه يسقي نخلا ، بشيء من شعير ليلة حتى أصبح وقبض الشعير وطحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوا ، يقال له الخزيرة ، فلما تم انضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني ، فلما تم انضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عمل الثلث الباقي ، فلما تم انضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه وطووا يومهم ذلك فأنزلت فيه هذه الآية.
الشوكاني - فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية تفسير فتح القدير - تفسير سورة الانسان تفسير قوله تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا } الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 1565 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص).
القرطبي - الجامع لأحكام القرآن سورة الانسان - قوله تعالى : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا } الجزء : ( 19 ) - رقم الصفحة : ( 116 / 119 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... وفي حديث الجعفي : فقامت الجارية إلى صاع من شعير فخبزت منه خمسة أقراص ، لكل واحد منهم قرص ، فلما مضى صيامهم الأول وضع بين أيديهم الخبز والملح الجريش ، إذ أتاهم مسكين ، فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد - في حديث الجعفي - أنا مسكين من مساكين أمة محمد (ص) ، وأنا والله جائع ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه علي (ر) ، فأنشأ يقول :
فاطم ذات الفضل واليقين * يا بنت خير الناس أجمعين أما ترين البائس المسكين * قد قام بالباب له حنين يشكو إلى الله ويستكين * يشكو إلينا جائع حزين كل امرئ بكسبه رهين * وفاعل الخيرات يستبين موعدنا جنة عليين * حرمها الله على الضنين وللبخيل موقف مهين * تهوي به النار إلى سجين شرابه الحميم والغسلين * من يفعل الخير يقم سمين ويدخل الجنة أي حين
فانشأت فاطمة (ر) تقول :
أمرك عندي يا ابن عم طاعه * ما بي من لؤم ولا وضاعه غديت في الخبز له صناعه * أطعمه ولا أبالي الساعه أرجو إذا أشبعت ذا المجاعه * أن الحق الأخيار والجماعه وأدخل الجنة لي شفاعه
فأطعموه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي (ص) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين أيديهم ، فوقف بالباب يتيم ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، يتيم من أولاد المهاجرين استشهد والدي يوم العقبة ، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة ، فسمعه علي فأنشأ يقول :
فاطم بنت السيد الكريم * بنت نبي ليس بالزنيم لقد أتى الله بذي اليتيم * من يرحم اليوم يكن رحيم ويدخل الجنة أي سليم * قد حرم الخلد على اللئيم ألا يجوز الصراط المستقيم * يزل في النار إلى الجحيم شرابه الصديد والحميم
فانشأت فاطمة (ر) تقول :
أطعمه اليوم ولا أبالي * وأوثر الله على عيالي أمسوا جياعا وهم أشبالي * أصغرهم يقتل في القتال بكربلا يقتل باغتيال * يا ويل للقاتل مع وبال تهوي به النار إلى سفال * وفي يديه الغل والأغلال كبولة زادت على الأكبال
فأطعموه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما كانت في اليوم الثالث قامت إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته ، وصلى علي مع النبي (ص) ، ثم أتى المنزل ، فوضع الطعام بين أيديهم ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير محمد . فسمعه علي فأنشأ يقول : فاطم يا بنت النبي أحمد * بنت نبي سيد مسود وسماه الله فهو محمد * قد زانه الله بحسن أغيد هذا أسير للنبي المهتد * مثقل في غله مقيد يشكو إلينا الجوع قد تمدد * من يطعم اليوم يجده في غد عند العلي الواحد الموحد * ما يزرع الزارع سوف يحصد أعطيه لا لا تجعليه أقعد
فانشأت فاطمة (ر) تقول :
لم يبق مما جاء غير صاع * قد ذهبت كفي مع الذراع ابناي والله هما جياع * يا رب لا تتركهما ضياع أبوهما للخير ذو اصطناع * يصطنع المعروف بابتداع عبل الذراعين شديد الباع * وما على رأسي من قناع إلا قناعا نسجه أنساع
فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما أن كان في اليوم الرابع ، وقد قضى الله النذر أخذ بيده اليمنى الحسن ، وبيده اليسرى الحسين ، وأقبل نحو رسول الله (ص) وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، فلما أبصرهم رسول الله (ص) ، قال : يا أبا الحسن ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم انطلق بنا إلى ابنتي فاطمة ، فانطلقوا اليها وهي في محرابها ، وقد لصق بطنها بظهرها ، وغارت عيناها من شدة الجوع ، فلما رآها رسول الله (ص) وعرف المجاعة في وجهها بكى ، وقال : واغوثاه يا الله ، أهل بيت محمد يموتون جوعا ، فهبط جبريل (ع) ، وقال : السلام عليك ، ربك يقرئك السلام يا محمد ، خذه هنيئا في أهل بيتك ، قال : وما آخذ يا جبريل فأقرأه : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ( الانسان : 1 ) } إلى قوله : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا @ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ( الانسان : 8 - 9 ) } قال الترمذي : الحكيم أبو عبد الله في نوادر الأصول : فهذا حديث مزوق مزيف ، قد تطرف فيه صاحبه حتى تشبه على المستمعين ، فالجاهل بهذا الحديث يعض شفتيه تلهفا الا يكون بهذه الصفة ، ولا يعلم أن صاحب هذا الفعل مذموم ....
ابن الأثير - أسد الغابة في معرفة الصحابة كتاب النساء - حرف : الفاء - 7202 - فضة النوبية الجزء : ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 236 / 237 )
7202 - فضة النوبية : جارية فاطمة الزهراء بنت رسول الله (ص) ، أخبرنا : أبو موسى كتابة ، أخبرنا : أبو الفضل جعفر بن عبد الواحد الثقفي ، أخبرنا : أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرحمن الصابوني اجازة ، أخبرنا : أبو سعيد محمد بن عبد الله بن حمدون ، وأبو طاهر بن خزيمة ، قالا : أخبرنا : أبو حامد بن الشرفي ، أخبرنا : أبو محمد عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ابن عم الأحنف بن قيس في شوال سنة ثمان وخمسين ومائتين (ح) ، قال أبو عثمان ، أخبرنا : أبو القاسم الحسن بن محمد الحافظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن علي نبا ، أخبرنا : أبي ، أخبرنا : عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي ، حدثنا : أحمد بن حماد المروزي ، أخبرنا : محبوب بن حميد البصري وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة ، أخبرنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا @ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ( الانسان : 8 - 9 ) } قال : مرض الحسن والحسين فعادهما جدهما رسول الله (ص) وعادهما عامة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك نذرا ، فقال علي : إن برآ مما بهما صمت لله عز وجل ثلاثة أيام شكرا : وقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية يقال لها فضة نوبية : أن برأ سيداى صمت لله عز وجل شكرا فألبس الغلامان العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير فانطلق علي إلى شمعون الخيبري ، فاستقرض منه ثلاثة أصع من شعير فجاء بها فوضعها ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع رسول الله (ص) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد مسكين من أولاد المسلمين أطعموني أطعمكم الله عز وجل على موائد الجنة فسمعه علي فأمرهم فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثاني قامت فاطمة إلى صاع وخبزته وصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت محمد يتيم بالباب من أولاد المهاجرين استشهد والدى أطعموني فأعطوه الطعام ، فمكثوا يومين لم يذوقوا الا الماء ، فلما كان اليوم الثالث قامت فاطمة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته فصلى علي مع النبي (ص) ووضع الطعام بين يديه ، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب ، وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا أطعموني فإني أسير فأعطوه ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا الا الماء فأتاهم رسول الله (ص) فرآى ما بهم من الجوع ، فأنزل الله تعالى : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ( الانسان : 1 ) } إلى قوله : { لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ( الانسان : 9 ) } أخرجها أبو موسى.
السيوطي - الدر المنثور في التفسير بالمأثور - سورة الانسان الجزء : ( 8 ) - رقم الصفحة : ( 371 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص).
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 394 )
1042 - أخبرنا : أحمد بن الوليد بن أحمد بقراءتي عليه من أصله ، قال : أخبرني : أبي أبو العباس الواعظ ، حدثنا : أبو عبد الله محمد بن الفضل النحوي ببغداد ، في جانب الرصافة ، املاء سنة احدى وثلاثين وثلاثمائة ، حدثنا : الحسن بن علي بن زكريا البصري ، حدثنا : الهيثم بن عبد الله الرماني ، قال : حدثني : علي بن موسى الرضا ، حدثني : أبي موسى ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي بن أبي طالب ، قال : لما مرض الحسن والحسين عادهما رسول الله (ص) ، فقال لي : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك لله نذرا أرجو أن ينفعهما الله به ، فقلت : علي لله نذر لئن برئ حبيباي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، فقالت فاطمة : وعلي لله نذر لئن برئ ولداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، وقالت جاريتهم فضة : وعلي لله نذر لئن برئ سيداي من مرضهما لأصومن ثلاثة أيام ، فألبس الله الغلامين العافية فأصبحوا وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فصاموا يومهم وخرج علي إلى السوق فإذا شمعون اليهودي في السوق ، وكان له صديقا ، فقال له : يا شمعون أعطني ثلاثة أصوع شعيرا وجزة صوف تغزله فاطمة ، فأعطاه شمعون ما أراد فأخذ الشعير في ردائه والصوف تحت حضنه ودخل منزله فأفرغ الشعير والقى الصوف ، فقامت فاطمة إلى صاع من الشعير فطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص وصلى علي مع رسول الله المغرب ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحا جريشا وماء قراحا ، فلما دنوا ليأكلوا وقف مسكين بالباب ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من أولاد المسلمين ، أطعمونا أطعمكم الله من موائد الجنة ، فقال علي : فاطم ذات الرشد واليقين يا بنت خير الناس أجمعين ، أما ترين البائس المسكين جاء إلينا جائع حزين قد قام بالباب له حنين ، يشكو إلى الله ويستكين كل امرء بكسبه رهين فأجابته فاطمة وهي تقول : أمرك عندي يا ابن عم طاعة ، ما بي لؤم لا ولا ضراعة فاعطه ولا تدعه ساعة نرجو له الغياث في المجاعة ونلحق الأخيار والجماعة وندخل الجنة بالشفاعة ، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا ليلتهم لم يذوقوا الا الماء القراح ، فلما أصبحوا عمدت فاطمة إلى الصاع الآخر فطحنته وعجنته وخبزت خمسة أقراص وصاموا يومهم ، وصلى علي مع رسول الله (ص) المغرب ، ودخل منزله ليفطر فقدمت إليه فاطمة خبز شعير وملحا جريشا وماء قراحا ، فلما دنوا ليأكلوا وقف يتيم بالباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد أنا يتيم من أولاد المسلمين ، استشهد والدي مع رسول الله يوم أحد ، أطعمونا أطعمكم الله على موائد الجنة ، فدفعوا إليه أقراصهم وباتوا يومين وليلتين لم يذوقوا الا الماء القراح ، فلما إن كان في اليوم الثالث عمدت فاطمة إلى الصاع الثالث وطحنته وعجنته وخبزت منه خمسة أقراص ، وصاموا يومهم وصلى علي مع النبي المغرب ثم دخل منزله ليفطر ، فقدمت فاطمة إليه خبز شعير وملحا جريشا وماء قراحا ، فلما دنوا ليأكلوا وقف أسير بالباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت النبوة أطعمونا أطعمكم الله ، فأطعموه أقراصهم فباتوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا الا الماء القراح فلما كان اليوم الرابع عمد علي والحسن والحسين يرعشان كما يرعش الفرخ وفاطمة وفضة معهم فلم يقدروا على المشي ( كذا ) من الضعف ، فأتوا رسول الله ، فقال : الهي هؤلاء أهل بيتي يموتون جوعا ، فارحمهم يا رب واغفر لهم الهي هؤلاء أهل بيتي فاحفظهم ولا تنسهم ، فهبط جبرئيل ، وقال : يا محمد إن الله يقرأ عليك السلام ، ويقول : قد استجب دعاءك فيهم وشكرت لهم ورضيت عنهم وأقرا : { إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا ( الانسان : 5 ) } إلى قوله : { إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُورًا ( الانسان : 22 ) }.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 398 )
1047 - أخبرناه : إسماعيل بن ابراهيم بن محمد الواعظ ، أخبرنا : عبد الله بن عمر بن أحمد الجوهري بمرو ، سنة ست وستين ، أخبرنا : محمود بن والان ، حدثنا : جميل بن يزيد الحنوحردي ، حدثنا : القاسم بن بهرام ، عن ليث بن أبي سليم ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قول الله تعالى : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ( الانسان : 7 ) } قال : مرض الحسن والحسين فعادهما رسول الله وعادهما عمومة العرب ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا ، فقال علي : إن برئا صمت ثلاثة أيام شكرا ، فقالت فاطمة كذلك ، وقالت : جارية لهم نوبية يقال لها فضة كذلك فألبس الله الغلامين العافية وليس عند آل محمد قليل ولا كثير ، فانطلق علي إلى شمعون الخيبري - وكان يهوديا - فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير فجاء به ، فقامت فاطمة إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فأعطوه الطعام ، فلما كان يوم الثاني قامت إلى صاع فطحنته واختبزته وصلى علي مع النبي (ص) ، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم يتيم ، وساق الحديث بطوله وأنا اختصرته ، ورواه ، عن القاسم بن بهرام جماعة ، منهم شعيب بن واقد ، ومحبوب بن حميد بن حمدويه البصري ومحمد بن حمدويه أبو رجاء.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1053 - حدثني : محمد بن أحمد بن علي الهمداني ، حدثنا : جعفر بن محمد العلوي ، حدثنا : محمد ، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } قال : أنزلت في علي وفاطمة ، أصبحا وعندهم ثلاثة أرغفة ، فأطعموا مسكينا ويتيما وأسيرا ، فباتوا جياعا ، فنزلت فيهم هذه الآية.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 403 )
1054 - أبو النضر في تفسيره ، قال : حدثنا : أبو أحمد محمد بن أحمد بن روح الطرطوسي ، حدثنا : محمد بن خالد العباسي ، حدثنا : إسحاق بن نجيح ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } قال : مرض الحسن والحسين مرضا شديدا حتى عادهما جميع أصحاب رسول الله (ص) فكان فيهم أبو بكر وعمر ، فقالا : يا أبا الحسن لو نذرت لله نذرا ، فقال علي : لئن عافا الله سبطي نبيه محمد مما بهما من سقم لأصومن لله نذرا ثلاثة أيام ، وسمعته فاطمة ، فقالت : ولله علي مثل الذي ذكرته ، وسمعه الحسن والحسين ، فقالا : يا أبه ولله علينا مثل الذي ذكرت ، فأصبحا وقد عافاهما الله تعالى فصاموا فغدا علي إلى جار له ، فقال : أعطنا جزة من صوف تغزلها لك فاطمة ، وأعطنا كراه ما شئت ، فأعطاه جزة من صوف وثلاثة أصوع من شعير ، وذكر الحديث بطوله مع الأشعار إلى قوله : إذ هبط جبرئيل ، فقال : يا محمد يهنيك ما أنزل فيك وفي أهل بيتك : { إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ ( الانسان : 5 ) } إلى آخره ، فدعا النبي (ص) عليا وجعل يتلوها عليه وعلي يبكي ، ويقول : الحمد لله الذي خصنا بذلك ، والحديث اختصرته.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 404 )
1055 - أخبرنا : عقيل ، قال : أخبرنا : علي بن الحسين ، حدثنا : محمد بن عبيد الله ، حدثنا : أبو عمر وعثمان بن أحمد بن السماك ببغداد ، حدثنا : عبد الله بن ثابت المقرئ ، قال : حدثني : أبي ، عن الهذيل ، عن مقاتل ، عن الأصبغ بن نباتة ، وعن سعيد بن لمجر ، عن ابن عباس في قول الله تعالى : { إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ ( الانسان : 5 ) } قال : يعني بهم الصديقين في إيمانهم علي وفاطمة والحسن والحسين ، يشربون في الآخرة من كأس خمر كان مزاجها من عين ماء يسمى الكافور ، ثم نعتهم ، فقال : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ ( الانسان : 7 ) } يعني يتمون الوفاء به ويخافون يوما كان شره عذابه مستطيرا قد على وفشا وعم ، نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين ، وذلك أنهما مرضا مرضا شديدا ، فعادهما رسول الله (ص) وأبو بكر وعمر ومعه وجوه أصحابه ، فقال : يا علي أنذر أنت وفاطمة نذرا إن عافى الله ولديك أن تفي به ، وساقه بطوله.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 405 )
1056 - أخبرني : أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني كتابة ، أخبرنا : سليمان بن أحمد الطبراني ، قال : حدثنا : بكر بن سهل الدمياطي ، أخبرنا : عبد الغني بن سعيد ، عن موسى بن عبد الرحمن ، عن ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } قال : وذلك إن علي بن أبي طالب أجر نفسه ليسقي نخلا بشيء من شعير ليلة حتى أصبح ، فلما أصبح وقبض الشعير طحن ثلثه فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له الحريرة ، فلما تم انضاجه أتى مسكين فأخرجوا إليه الطعام ، ثم عملا الثلث الباقي ، فلما تم انضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ، ثم عملا الثلث الباقي ، فلما تم انضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك.
1057 - أخبرنا : أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الجوهري قراءة عليه ببغداد من أصله ، حدثنا : أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى بن عبيد المرزباني قراءة عليه في شعبان سنة ثلاث مائة واحدى وثمانين ، حدثنا : أبو الحسن علي بن محمد بن عبيد الله الحافظ قراءة عليه في قطيعة جعفر ، قال : حدثني : الحسين بن الحكم الحبري ، حدثنا : حسن بن حسين ، حدثنا : حبان بن علي ، عن الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ) @ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا @ إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا ( الانسان : 8 - 9 - 10 ) } قال : نزلت في علي ابن أبي طالب أطعم عشاءه وأفطر على القراح.
الحاكم الحسكاني - شواهد التنزيل لقواعد التفضيل الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 407 )
1061 - أخبرناه : أبو القاسم القرشي ، والحاكم ، قالا : أخبرنا : أبو القاسم الماسرجسي ، حدثنا : أبو العباس محمد بن يونس الكديمي ، حدثنا : حماد بن عيسى الجهني ، حدثنا : النهاس بن قهم. ، عن القاسم بن عوف الشيباني ، عن زيد بن أرقم ، قال : كان رسول الله (ص) يشد على بطنه الحجر من الغرث ، فظل يوما صائما ليس عنده شيء فأتى بيت فاطمة والحسن والحسين يبكيان ، فقال رسول الله (ص) : يا فاطمة أطعمي ابني ، فقالت : ما في البيت الا بركة رسول الله فالتقاهما رسول الله بريقه حتى شبعا وناما واقترضا لرسول الله (ص) ثلاثة أقراص من شعير ، فلما أفطر وضعاها بين يديه ، فجاء سائل ، فقال : أطعموني مما رزقكم الله ، فقال رسول الله (ص) : يا علي قم فأعطه ، قال : فأخذت قرصا فأعطيته ، ثم جاء ثان ، فقال رسول الله : قم يا علي فأعطه ، فقمت فأعطيته ، فجاء ثالث ، فقال : قم يا علي فأعطه ، قال : فأعطيته ، وبات رسول الله (ص) طاويا وبتنا طاوين فلما أصبحنا أصبحنا مجهودين ونزلت هذه الآية : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } ثم إن الحديث بطوله اختصرته في مواضع.
محمد بيومي - السيدة فاطمة الزهراء (ع) الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 152 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... ومنها آيات سورة الانسان ، قال تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } .... إلى قوله تعالى : { جَنَّةً وَحَرِيرًا ( الانسان : 12 ) }.
- .... أخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس : إن الآيات نزلت في علي بن أبي طالب وفاطمة بنت رسول الله (ص).
- .... وروى الواحدي في تفسيره البسيط ، والزمخشري في تفسيره الكشاف ، والبيضاوي في تفسيره ، والفخر الرازي في التفسير الكبير : أن ابن عباس روى : أن الحسن والحسين ، (ع) مرضا فعادهما رسول الله (ص) في أناس معه ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولدك ، فنذر علي وفاطمة وفضة جارية لهما إن شفاهما الله تعالى أن يصوموا ثلاثة أيام فشفيا وما معهم شيء فاستقرض علي من شمعون الخيبري اليهودي ثلاثة أصوع من شعير ، فطحنت فاطمة صاعا واختبزت خمسة أقراص على عددهم ووضعوها بين أيديهم ليفطروا فوقف عليهم سائل ، فقال : السلام عليكم أهل بيت محمد ، مسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فآثروه ، وباتوا ولم يذوقوا الا الماء ، وأصبحوا صائمين ، فلما أمسوا ووضعوا الطعام بين أيديهم وقف عليهم فآثروه وجاءهم أسير في الثالثة ، ففعلوا مثل ذلك ، فلما أصبحوا أخذ علي ، (ع) بيد الحسن والحسين ، ودخلوا على رسول الله (ص) فلما أبصرهم وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع ، قال : ما أشد ما يسوءني ما أرى بكم ، وقام فانطلق معهم ، فرآى فاطمة في محرابها قد التصق بطنها بظهرها وغارت عيناها فساءه ذلك ، فنزل جبريل (ع) ، وقال : خذها يا محمد هناك ، الله في أهل بيتك فأقرأها السورة.
محمد بيومي - السيدة فاطمة الزهراء (ع) الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 153 )
- .... وروى المحب الطبري ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } قال : أجر على نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة ، فلما أصبح قبض الشعير فطحن منه ، فجعلوا منه شيئا ليأكلوه يقال له : الخريرة ( دقيق بلا دهن ) فلما تم انضاجه أتى مسكينا فسأل فأطعموه اياه ، ثم وصنعوا الثلث الثاني ، فلما تم انضاجه أتى مسكين فسأل فأطعموه اياه ، ثم وضعوا الثلث الثالث ، فلما تم انضاجه أتى أسير من المشركين فأطعموه اياه وطووا يومهم ، فنزلت الآية.
الموفق الخوارزمي - المناقب الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 271 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... أخبرنا : الشيخ الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك الأصبهاني ، حدثنا : محمد بن أحمد بن سالم ، حدثني إبراهيم بن أبي طالب النيشابوري ، حدثنا : محمد بن النعمان بن شبل ، حدثنا : يحيى بن أبي زوق الهمداني ، عن أبيه ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } قال : نزلت هذه الآية في علي بن أبي طالب (ع) وفاطمة بنت رسول الله (ص) ، ظلا صائمين حتى إذا كان آخر النهار واقترب الافطار قامت فاطمة (ع) إلى شيء من طحين كان عندها فخبزته قرص ملة ، وكان عندها نحي فيه شيء من سمن قليل فأدمت القرصة الملة شيء من السمن ينتظران بها افطارهما ، فأقبل مسكين رافع صوته ينادي المسكين الجائع المحتاج ، فهتف على بابهم ، فقال علي (ع) لفاطمة ، عندك شيء تطعمينه هذا المسكين ، قالت فاطمة : هيأت قرصا وكان في النحي شيء من سمن ، فجعلته فيه أنتظر به افطارنا ، فقال لها علي (ع) : آثرى به هذا المسكين الجائع المحتاج ، فقامت فاطمة (ع) بالقرص مأدوما فدفعته إلى المسكين فجعله المسكين في حضنه وخرج به متوجها من عندهما يأكل من حضن نفسه ، فأقبلت امرأة معها صبي صغير تنادي : اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم ، ولا أحد ، فلما رأت المرأة التي معها اليتيم المسكين يأكل من حضن نفسه ، أقبلت باليتيم ، فقالت : يا عبد الله أطعم هذا اليتيم المسكين مما أراك تأكل ، فقال لها المسكين : لا لعمرك والله ما كنت لأطعمك من رزق ساقه إله تعالى إلي ، ولكني أدلك على من أطعمني ، فقالت : فأدللنى عليه ، فقال لها : أهل ذلك البيت الذي ترين ، وأشار إليه من بعيد فإن في ذلك المنزل رجلا وامرأة أطعمانيه ، قالت : المرأة : فإن الدال على الخير كفاعله ، قال : المسكين : وإني لأرجو أن يطعما يتيمك كما أطعماني ، فأقبلت باليتيم حتى ضربت على علي ونادت : يا أهل المنزل أطعموا اليتيم المسكين الذي لا أب له ولا أم ، من فضل ما رزقكم الله ، فقال علي (ع) لفاطمة ، عندك شيء ، فقال : فضل طحين عندي فجعلته حريرة وليس عندنا غيره ، وقد اقترب الافطار ، فقال لها علي : آثرى به هذا المسكين اليتيم وما عند الله خير وابقى ، فقامت فاطمة (ع) بالقدر بما فيه فكبتها في حضن المرأة ، فخرجت المرأة تطعم الصبي اليتيم مما في حضنها ، فلم تجز بعيدا حتى أقبل أسير من أسراء المشركين ينادي الأسير الغريب المسكين الجائع ، فلما نظر الأسير إلى المرأة تطعم الصبى من حضنها ، أقبل اليها ، فقال : يا أمة الله أطعميني مما أراك تطعمينه هذا الصبي ، قالت المرأة : لا لعمرك والله ما كنت لأطعمك من رزق رزق الله هذا اليتيم المسكين ، ولكني أدلك على من أطعمني كما دلنى عليه سائل قبلك ، قال لها الأسير : وأن الدال على الخير كفاعله ، فقالت له : أهل ذلك المنزل الذي ترى فيه رجلا وامرأة ، أطعما مسكينا سائلا وهذا اليتيم ، فانطلق الأسير إلى باب علي وفاطمة (ع) فهتف بأعلى صوته : يا أهل المنزل ، أطعموا الأسير الغريب المسكين من فضل ما رزقكم الله تعالى ، فقال علي لفاطمة : أعندك شيء ، قالت : ما عندي طحين أصبت فضل تميرات فخلصتهن من النوى وعصرت النحي فقطرته على التمرات ودققت ما كان عندي من فضل الاقط ، فجعلته حيسا فما فضل عندنا شيء نفطر عليه غيره ، فقال لها علي (ع) : آثرى به هذا الأسير المسكين الغريب ، فقامت فاطمة إلى ذلك الحيس فدفعته إلى الأسير ، وباتا يتضوران على الجوع من غير افطار ، ولا عشاء ولا سحور ، ثم أصبحا صائمين حتى آتاهما الله سبحانه برزقهما عند الليل ، فصبرا على الجوع فنزل في ذلك : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } أي على شدة شهوتهم له مسكينا قرص ملة ، ويتيما حريرة ، وأسيرا حيسا ، إنما نطعمكم يخبر عن ضميرهما لوجه الله ، يقول ارادة ما عند الله من الثواب لا نريد ( منكم ) في الدنيا ( جزاء ) يعني ثوابا ولا شكورا ، يقول ثناء يثنون به علينا إنا نخاف يخبر عن ضميرهما من ربنا يوما عبوسا قمطريرا ، قال : العبوس : تقبض ما بين العينين من أهواله وخوفه ، والقمطرير : الشديد ، فوقهم الله شر ذلك يقول خوف ذلك اليوم ، ولقيهم نضرة ، يقول بهجات الجنة ، وسرورا يقول سرهما من قرة العين بالجنة وجزاهم يقول وأثابهم بما صبروا على الجوع حتى آثروا بالطعام لافطارهم اليتيم والمسكين والأسير ، حيسا وحريرا متكئين فيها على الأرائك ، الأرائك : الأسرة المرمولة بالدر والياقوت والزبرجد في عليين مضروبة عليها الحجال لا يرون فيها شمسا يوذيهم حرها ، ولا زمهريرا يقول لا يؤذيهم برده ، و دانية قريبة عليهم ظلالها وذللت [ قطوفها ] يقول قربت الثمار منهم تذليلا يأكلونها قياما وقعودا ومتكئين ومستلقين على ظهورهم ، ليس القائم بأقدر عليها من المتكى ، وليس المتكى بأقدر عليها من المستلقى ، ويطوف عليهم ولدان من الوصفاء مخلدون ، قال : مسورون بإسورة الذهب والفضة ، وقال : مخلدون لم يذوقوا طعم الموت قط ، وإنما خلقوا خدما لأهل الجنة ، إذا رأيتهم حسبتهم من بياضهم وحسنهم لؤلؤا منثورا لكثرتهم ، فشبه بياضهم وحسنهم باللؤلؤ ، وكثرتهم بالمنثور.
القندوزي - ينابيع المودة لذوي القربى الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 279 )
4 - أيضا الحمويني : أخرجه ، عن مجاهد ، عن ابن عباس في قوله تعالى : { يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا @ وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 7 - 8 ) } قال : مرض الحسن والحسين (ر) فعادهما جدهما رسول الله (ص) وعادهما بعض الصحابة ، فقالوا : يا أبا الحسن لو نذرت على ولديك نذرا ، فقال علي (ر) : إن برء ولداى مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا لله ، وقالت فاطمة (ر) مثل ذلك ، وقالت : جارية لهم نوبية ، يقال لها : فضه مثل ذلك ، وقال الصبيان : نحن نصوم ثلاثة أيام ، فألبسهما الله العافية ، وليس عندهم قليل ولا كثير ، فانطلق علي (ر) إلى رجل من اليهود يقال له : شمعون بن حابا ، فقال له : هل تأتيني جزة من صوف تغزلها لك بنت محمد (ص) بثلاثة أصواح من شعير ، قال : نعم فأعطاه ، ثم قامت فاطمة (ر) إلى صاح وطحنته واختبزت منه خمسة أقراص ، لكل واحد منهم قرص ، وصلى علي (ر) مع النبي (ص) المغرب ثم أتى فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب ، فقال : السلام عليكم يا أهل بيت محمد (ص) أنا مسكين أطعموني شيئا ، فأعطوه الطعام ، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، وفي الليلة الثانية أتاهم يتيم ، فقال : أطعموني فأعطوه الطعام ، وفي الليلة الثالثة أتاهم أسير ، فقال : أطعموني فأعطوه ، ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا الا الماء القراح ، فلما إن كان في اليوم الرابع وقد قضوا نذرهم ، أخذ على بيده اليمنى الحسن وبيده اليسرى الحسين (ر) وأقبل نحو رسول الله (ص) وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع ، فلما بصرهم النبي (ص) : انطلق إلى ابنته فاطمة (ر) فانطلقوا اليها وهي في محرابها تصلي وقد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها ، فلما رآها رسول الله (ص) ، قال : واغوثاه ، يا الله ، أهل بيت محمد يموتون جوعا ، فهبط جبرائيل (ع) فأقرأه : { هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ ( الانسان : 1 ) } إلى آخر السورة ، وهذا الخبر مذكور في تفسير البيضاوي وروح البيان والمسامرة.
القندوزي - ينابيع المودة لذوي القربى الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 177 )
507 - ومنها : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } عن ابن عباس : إنها نزلت في علي ، وفاطمة ، وابنيهما ، وجاريتهما فضة.
ابن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 21 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... وأما السخاء والجود : فحاله فيه ظاهرة ، وكان يصوم ويطوي ويؤثر بزاده ، وفيه أنزل : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا @ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ( الانسان : 8 - 9 ) }.
ابن أبي الحديد - شرح نهج البلاغة الجزء : ( 13 ) - رقم الصفحة : ( 276 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... وكان علي (ع) صاحب قتال وانفاق قبل الفتح ، أما قتاله فمعلوم بالضرورة ، وأما انفاقه فقد كان على حسب حاله وفقره ، وهو الذي أطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ، وأنزلت فيه وفى زوجته وابنيه سورة كاملة من القرآن.
ابن الدمشقي - جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 221 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... ومنها قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا @ إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلا شُكُورًا ( الانسان : 8 - 9 ) } نزلت في علي.
ابن الدمشقي - جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (ع) الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 270 )
[ النص طويل لذا استقطع منه موضع الشاهد ]
- .... وعن ابن عباس في قوله تعالى : { وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا ( الانسان : 8 ) } قال آخر : علي نفسه يسقي نخلا بشيء من شعير ليلة فلما أصبح قبض الشعير فطحن منه فصنعوا ثلثا منه شيئا ليأكلوه يقال له : الحريرة ( دقيق بلا دهن ) ، فلما تم انضاجه أتى مسكين فسأل عأعطوه اياه ، ثم صنعوا الثلث التالي ، فلما تم انضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه اياه ، ثم صنعوا الثلث الباقي ، فلما تم انضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه اياه وطووا يومهم ، فنزلت هذه الآية.
|