العودة لصفحة المقامات

العودة لفهرس الرواة

 

{ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ( آل عمران : 61 ) }

 

عدد الروايات : ( 2 )

 

الأصبهاني - دلائل النبوة

الفصل السابع عشر : ومما ظهر من الآيات في مخرجه إلى المدينة وفي طريقه (ص)

ذكر ما روي في قصة السيد والعاقب لما نكلا عن المباهلة والتزامها الجزية فرارا من المباهلة

الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 353 )

 

244 - حدثنا : سليمان بن أحمد ، قال : ثنا : أحمد بن داود المكي ، ومحمد بن زكريا الغلابي ، قالا : ثنا : بشر بن مهران الخصاف ، قال : ثنا : محمد بن دينار ، عن داود بن أبي هند ، عن الشعبي ، عن جابر ، قال : قدم على النبي (ص) العاقب والطيب ، فدعاهما إلى الإسلام ، فقالا : أسلمنا يا محمد قبلك ، قال : كذبتما ، إن شئتما أخبرتكما ما يمنعكما من الإسلام ، قالوا : فهات أنبأنا ، قال : حب الصليب ، وشرب الخمر ، وأكل لحم الخنزير ، قال جابر : فدعاهما إلى الملاعنة فواعداه على أن يغادياه بالغداة ، فغدا رسول الله (ص) وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين (ر) ثم أرسل اليهما فأبيا أن يجيباه وأقرا له ، فقال رسول الله (ص) : والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا ، قال جابر : فيهم نزلت : { فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ( آل عمران : 61 ) } قال الشعبي ، قال جابر : { وَأَنفُسَنَا وَأَنفُسَكُمْ ( آل عمران : 61 ) } رسول الله (ص) وعلي (ع) و { أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ( آل عمران : 61 ) } الحسن والحسين (ع) و { وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ( آل عمران : 61 ) } فاطمة رضي اللله عنهم أجمعين.

 


 

الأصبهاني - دلائل النبوة

الفصل السابع عشر : ومما ظهر من الآيات في مخرجه إلى المدينة وفي طريقه (ص)

 ذكر ما روي في قصة السيد والعاقب لما نكلا عن المباهلة والتزامها الجزية فرارا من المباهلة

 الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 354 )

 

245 - حدثنا : إبراهيم بن أحمد ، ثنا : أحمد بن فرج ، قال : ثنا : أبو عمر الدوري ، قال : ثنا : محمد بن مروان ، عن محمد بن السائب الكلبي ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس (ر) : أن وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله (ص) وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم ، منهم السيد وهو الكبير والعاقب وهو الذي يكون بعده وصاحب رأيهم ، فقال رسول الله (ص) لهما : أسلما قالا : قد أسلمنا ، قال : ما أسلمتما قالا : بلى ، قد أسلمنا قبلك ، قال : كذبتما منعكما من الإسلام ثلاث فيكما : عبادتكما الصليب وأكلكما الخنزير وزعمكما إن لله ولدا ، ونزل : { إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ( آل عمران : 59 ) } فلما قرأها عليهم ، قالوا : ما نعرف ما تقول ونزل : { فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ ( آل عمران : 61 ) } الى { ثُمَّ نَبْتَهِلْ ( آل عمران : 61 ) } يقول : نجتهد في الدعاء أن الذي جاء به محمد هو الحق هو العدل ، وأن الذي تقولون هو الباطل ، وقال لهم : إن الله قد أمرني إن لم تقبلوا هذا أن أباهلكم ، قالوا : يا أبا القاسم بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك ، قال فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم ، فقال السيد للعاقب : قد والله علمتم أن الرجل لنبي مرسل ولئن لاعنتموه إنه لاستئصالكم وما لاعن قوم نبيا قط فبقي كبيرهم ولا نبت صغيرهم ، فإن أنتم لم تتبعوه وأبيتم الا الف دينكم فوادعوه وارجعوا إلى بلادكم ، وقد كان رسول الله (ص) خرج بنفر من أهله فجاء عبد المسيح بابنه وابن أخيه وجاء رسول الله (ص) ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام ، فقال رسول الله (ص) : إن أنا دعوت فأمنوا أنتم فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية ، فقالوا : يا أبا القاسم نرجع إلى ديننا وندعك ودينك وابعث معنا رجلا من أصحابك يقضي بيننا ، ويكون عندنا عدلا فيما بيننا ، فقال رسول الله (ص) : ائتوني العشية ابعث معكم القوي الأمين فنظر حتى رأى أبا عبيدة بن الجراح فدعاه ، فقال : اذهب مع هؤلاء القوم فاقض بينهم بالحق.